أ. د كاظم عبد الحسين عباس
الخديعة الأعظم التي وقع في حبالها بعض حكام العرب ثم توسعت قواعدها الافقية هي خديعة السلام مع الكيان الصهيوني . فالكيان الصهيوني لم يصنع من قبل القوى والدول التي صنعته في قلب الوطن العربي لاقامة دولة امنه ( لليهود ) كما يدعون وليس لان هذه الدولة حق ديني موروث كما يزعمون بل لاغراض أخرى .
الاستماع الى محاضرة الصهيوني دافيد ورنبرج رئيس ما يسمى ب( مركز بيغن- السادات للبحوث ) التي القاها عام ٢٠١٣ بعد أن جنت ( اسرائيل ) ثمار حدثين على أرض العرب القريبة من حدود الكيان المغتصب والبعيدة على حد سواء هما غزو العراق وأحتلاله والربيع اللاعربي .
هذا الباحث الصهيوني لا يعبر عن مشاعر وخلجات نفسية شخصية بل هو يعبر عن ماكنة السياسة والعقائد والسلوك العدائي التامري الأجرامي الصهيوني . وعليه فانه يقر ويؤكد في محاضرته السهلة الممتنعة :
أولا : ان الصهيونية هي التي خططت لغزو العراق ونفذته وانها هي من كان وراء أحداث ما يسمى بالربيع ذلك لانه وظف كل نتائجه لصالح الكيان المغتصب لأرض العرب والمسلمين .
ثانيا: هو يؤكد على أنهم هم من كانوا وراء قرار حل الجيش العراقي الوطني القومي المبني على العقيدة التحررية الوحدوية العربية . ودلالة ما تطرق له عن عدم وجود جيش عراقي تعني ان الجيش الذي تشكل بعد الغزو لا يعني الصهيونية ولا يحرك فيها شعرة خوف ولا وجل ولا قلق بل ان معنى كلامه ان هذا الجيش الجديد ليس عراقي لان ما قاله بالحرف الواحد ان الجيش العراقي لم يعد موجودا( (exist no more) .
ثالثا: انه يتبجح بالتدمير والوهن الذي أصاب الجيوش العربية نتيجة أحداث الربيع وهذا يعني علنا ان ( اسرائيل) كانت تقف وراء أحداث الربيع برمتها وفي كل الاقطار العربية التي حدثت فيها . ونراه يأسف ويعلن عن حزنه لعدم حصولها في أقطار اخرى. مرة أخرى فهو يقدم جردة تفصيلية بالحصاد الصهيوني بما جرى في أقطارنا تحت عنوان الربيع.
المفكر الاستراتيجي الصهيوني هذا كان واضحا في اعلانه عن ان ( السلام ) الذي تتحدث عنه الصهيونية وكيانها لا يعني سلاما للدولة الصهيونية بحدودها القائمة الان ولا عن حدودها فيما لو احتلت الضفة وغزة بل هو سلام يتحقق بتدمير الأمة العربية من بغداد الى طرابلس الغرب . ولتحقيق هذا السلام الصهيوني لا بد من تفتيت مصر وسوريا والعراق واليمن والمغرب العربي والسودان .
ان دايفيد ورنبورغ هو خارطة ( اسرائيل) وليس شخص . انه عدوان صريح وواضح لا لبس ولا مؤامرات لا من خلفه ولا من أمامه :
وجود الكيان الصهيوني يعني ان لا وجود للامة العربية لا دولة موحدة ولا دول قطرية مستقلة.
انه يعلن بعد الربيع عن انتصار اسرائيل وخروجها من عنق الزجاجة سواء في تدمير الجيوش أو بنموذج الرئيس المصري الاخواني محمد مرسي الفاقد للسيطرة .
فلماذا عقد المتعاقدون صلحا مع الكيان الصهيوني ؟
مصر ملتزمة بكامب ديفيد فلماذا يبحث هذا المجرم عن عوامل انهاك اضافية وتشتيت لها ولماذا يبحث في عوامل ضعف جيشها وطغيان الكم فيه على النوع ؟
ونظام الأسد يفاوض الكيان الصهيوني وموقع على اتفاقية ( السلام ) فلم تمعن الصهيونية في تمزيق سوريا شعبا وجيشا وطنيا؟
هذه التساؤلات تحمل اجاباتها ضمنا ويمكن دمجها باجابة واحدة: السلام الصهيوني يعني انهاء الأمة العربية من المحيط الى الخليج بتفتيتها الى كيانات متهالكة متطاحنة . يعني أن تكون في المنطقة دولة واحدة قوية منتجة وشعب واحد حي هو الصهيونية ومن حولها خاضعين خانعين لا ارادة ولا قوة ولا ثروات ولا جيوش عندهم .
وهنا .. نقطة الالتقاء التاريخية الجدلية بين المنهج التوسعي الايراني وبين الكيان الصهيوني.
المفكر الاستراتيجي الصهيوني هذا يرى ان العرب لن تقوم لهم قائمة وان الامة العربية قد انتهت . الأمة العربية برمتها وليس مصر أو سوريا او لبنان فقط. انه يعلن عن انتهاء الخطر ( العربي ) وليس خطر مصر أو سوريا أو العراق ..
هو هكذا يرى :
غير اننا نرى غير ما يراه
نحن نرى أمتنا حية نابضة بروح النهوض و نراها تمتلك طاقات ثورة عارمة ستأتي .
وحمية وغيرة وشرفا وكرامة عربية ستنتفض.
نرى انها تمتلك ملايين المهندسين والاطباء والفيزياويين والرياضيين والكيمياويين والاقتصاديين والزراعيين والاداريين والجنود الشجعان ويضاف لهم كل عام ملايين أخرى .. باحثين ومخترعين ومبتكرين , أذكياء وعباقرة ومجتهدين … انهم أضعاف مضاعفة لما يتبجح به هذا الصعلوك من علامات التطور عند بني صهيون .
نحن نرى: ان العراق سيتحرر وان أجيالا من الحكام العرب ستاتي تنفض غبار الاستسلام واليأس والقنوط وتتحرر فلسطين ويموت الحلم الصهيوني فللباطل جولة ولله الحق الجبار الجولات الى يوم الدين.
رابط المحاضرة :
https://youtu.be/DFUXcMbd2fc
Published on Dec 31, 2013
مدير مركز بيجن ـ السادات للدراسات الاستراتيجية لقوات الاحتلال الإسرائيلى، يكشف خلاله المؤامرة التى جرت ضد الجيوش العربية فى المنطقة، بداية من الجيش العراقى، الذى وصفه بأنه "لم يعد موجودا" والجيش السورى، الذى فقد نحو 50 % من قوته مقارنة بوضعه قبل عامين.
وتطرق الباحث الإسرائيلى، خلال المحاضرة التى ألقاها فى النرويج فى 2 يونيو 2013، إلى الجيش المصرى، قائلا :" الجيش المصرى من بين قواته الأساسية، يوجد به 7 فرق على الأقل نشطة، وغير متآكلة أو فاسدة".
وذكر الباحث الإسرائيلى، فى الفيديو أن الوضع العربى تحكمه الكثير من الصراعات الداخلية، وخلال عقدين إلى أربعة عقود، قادمة سوف تعصف بالعرب، صراعات داخلية، سيعجزوا خلالها على شن أى هجوم منظم ضد إسرائيل.