تاريخيا دأبت الادارات الاميركية و عبر سياساتها المتبعة الى تحقيق المصلحة العليا للكيان الصهيونى واضعة نصب عينيها امنه و ازدهاره عبر رفد ذلك الكيان بالامكانيات المادية و العسكرية والأمنية تلك الادارات لم تلتفت يوما الى حلفاءها الاخرين
الناطقين بالضاد ضاربة بعرض الحائط الولاءات المعقودة لها و التقديمات المختلفة من اموال و قواعد و مواقف يستميت من يقدمها الى التبرير و التحليل و احيانا الى اصدار الفتاوى في شأن ذلك الأمر. و مع كل ذلك تبقى اميركا هي اميركا .
انها التوحش الاستعمارى ومعامل التآمر على الأمة العربية و الاسلامية . انها داعش و الحشد الشعوبي . انها اسرائيل و ايران انها كل التناقضات التى تنزف في جسد الأمة . انها الباطل كله و الشر منبعها . انها الحاكم و الخصم . انها الملاذ و العدو اللاعب في الحدائق الخلفية للأمم و مبعثر السيادات للاوطان زرعت الموت في كل مفاصل الحياة ليعيش من كانت لاجله الحامى و المعشوق،انها مع الكيان الصهيونى ضد العرب و مع العرب ضد ايران و مع ايران لاجل مصالحها فهى من حاصر العراق و دمره و قتل الشعب و القيادة.
انها من سلم العراق الى ايران و من يخيف الخليج و يبتزهم بها انه من اوصلها الى المتوسط و اعطاها الامان انها كل ذلك و اكثر،لن تخطو لاجلنا خطوة و لكنها تسارع الخطى لانقاذ كيان مسخ، تدمر الحواضر العربية و تمحي التأريخ كرما للجغرافيا الطارئة انه تحالف الشياطين بقيادتها و نصب اعينهم أمتنا منهم الشيطان الفارسى و منهم العثمانى و العبري والمال عربي .
لن ترضخ أميركا لشروطنا و لن تبالى بصراخنا و بكاء أطفالنا لن تهتم لهذا كله فقد أعدت المشهد سلفا و لم تلحظ فيه انه يوجد أبطال فالكل عندها يباع و يشترى و الكل عندها جبان فقد مات الأبطال قبلا ،تلك هي أميركا و تلك هي سياساتها في مشهدية الوطن الكبير.
مشهدية التناقض في التفاصيل رغم السوداوية و التعتيم رغم المآسى و التقتيل يبقى لله رجال فمعركة الحق و اهله لم تنته. و من بين ركام الأمة ينهض الطفل مبتسما معلنا ان الحياة أقوى و للشيطان هناك مصارع، و للباطل وجه حق و لكل متخاذل جبان من تربى على الكرامة، و لكل متآمر رجال حملوا هم امتهم، و ان قل الرفاق في وقت من الأوقات، فهناك بعث تربت عليه أجيال و قاده ضربوا لنا الأمثال و لا يستقيم حال الأمة بدونهم و لا تنتصر على الشياطين الا بسهامهم لقد أثبتت الأيام ان أمة بدون بعثها منكسرة و البعد عن ابطالها مجازفة خطيرة .لله رجال عاهدوه، و للأمة ابطالها ينصرونها فمشروع التحدى قائم و مشروع التصدى مباح للشهداء و الأبطال،ولأمة العرب موعد لن يطول و كل مشروع غير مشروعها ساقط حتما.