في كل دول العالم عندما يمر يوم هو بمثابة عيد لقطاع من المجتمع فانه من يخصهم هذا العيد يفرحون ويتبادلون الزيارات والهدايا . وتقوم الدولة التي هم فيها بتكريم المبدعين والمتميزين في عملهم . لكن العراق المحتل يختلف عن كل دول العالم . ومثلما اصبحت بغداد في ظل حكومات الاحتلال أسوء عاصمة في العالم . فان سلوك وتصرفات هذه الحكومات ضد أبناء الشعب هو أيضا الأسوأ ضد هذا القطاع او ذاك حتى في أيام أعيادهم .
اليوم تمر ذكرى عيد العمال . وفي العراق طبقة عاملة واسعة من خلال المنجزات التي حققتها ثورة 30-17 تموز في مجال انشاء المصانع والمعامل بشكل واسع . فضلا عن عمليات الاعمار والبناء سواء للقطاع العام او الخاص . وقد ازداد عدد العمال خاصة بالقطاع الخاص بعد الاحتلال بسبب حل الجيش والأجهزة الأمنية ووزارة الاعلام . واجتثاث الوطنيين من المعلمين والمدرسين . وكل هؤلاء لجأوا للعمل كعمال بالقطاع الخاص . فكيف يحتفل هؤلاء اليوم ؟.
لتقريب الصورة حول وضع العمال في العراق بيوم عيدهم نستعرض وضع عمال مدينة الموصل . فهم اليوم بين مهجر أو معتقل أو مقتول. أما المصانع والمعامل التي كانوا يعملون بها فقد تم تهديمها بالقصف والتفجير ومنها ثلاثة عشر سايلوا للحبوب على سبيل المثال في مدينة الموصل. ومثل وضع هؤلاء العمال هم عمال مصفى بيجي الذي كان يعمل به الاف العاملين وقد تم تسريحهم . اما منشآت المصفى فقد تم سرقتها وتهريبها ولا احد يعلم أين نقلت على الرغم من ان كل المؤشرات تؤكد انها نقلت الى ايران .
هذا وضع عمال العراق في عيدهم وهم ليس لديهم عيد بهذا الوضع . وعيدهم سوف يتحقق عندما ينضموا صفوفهم ويشاركوا ويساندوا المقاومة الوطنية من أجل تحرير العراق للحصول على حقوقهم التي أهدرها المحتل وحكومات الاحتلال .