قد يكون عنوان المقال غريبا لمن لا يكمل قراءته ، ولكنه يفتح ابوابا بسعة السماء ، فصدام ليس بشرا عاديا بكل المقاييس البشرية المعروفة بل هو بشر من نوع خاص ونادر في التاريخ والحاضر ، نجد امثاله في الاساطير وتراث الشعوب التي تعتز برموزها
العظيمة وصدام هو الرمز الاكثر اشعاعا وقدرة على الايحاء في تاريخنا الحديث وهو من اعظم قادة امتنا العربية في كل تاريخها المجيد منذ الاساطير البابلية حتى الان مرورا بالصحابة وقادتنا الذي صنعوا مجد امتنا في العصور الوسطى وتركوا مياسمهم في جينات العالم كله .
بهذا المعنى صدام ليس بعثيا فقط وليس عراقيا فقط وليس ابن الامة العربية البار فقط بل هو ابن الانسانية كلها ومحور فخرها بانسان لا تلد النساء امثاله الا كل بضعة قرون وربما كل بضعة الفيات ، ومن يعترض ليقدم لي دليلا عن خطأ ما اقول . واذا ظن البعض بان الامر فيه نوع من عبادة شخصية لا تمس بالنقد فأصحح واقول : انا لا اعبد الا الله وصدام بالنسبة لي ، وقد عرفته شخصيا ومباشرة منذ عام 1963 وقبل ان يصبح قائدا ، بشر مثلنا يخطأ ويصيب وهذه طبيعة كل بشري ، وعظمة صدام تكمن في انه انسان قدم للانسانية وللعرب الدليل الحديث على ان الانسان اكرم مخلوقات الله بما وفره لشعبنا وللانسانية واخرها ملحمة بطولته الفريدة بعد الغزو التي فاقت الاساطير التاريخية عظمة وفخرا .
سوف اكرر ما قلته سابقا ، اكثره بعد الغزو وقليله قبله ، عن هذا القائد الفذ والذي عرف الاعداء بدقة ما يفعلوه به فغزو العراق وتعمد اعدامه وشيطنته كان مصمما للقضاء عليه وشيطنته بنظر شعبه والعالم ليس كانسان فقط بل كرمز لكرامة امة ولنجاحه في تحقيق ما قرر الغرب المتصهين منع العرب من تحقيقه وهو العدالة الاجتماعية والنهضة الشاملة الاجتماعية والعلمية والتكنولوجية والعمل من اجل فلسطين والوحدة العربية ، لكنه انتفض في استشهاده مثلما كان ينتفض في حياته الارضية وفرض انماط التفكير السليم حوله واسقط انماط التفكير التي اراد الغزاة فرضها علينا وعلى غيرنا وابرزها الشيطنة ، كل ذلك فعله صدام حتى في عقر دار العدو الذي اعدمه باجباره كتابا وقادة امريكيين اخرهم الرئيس ترامب على الاعتراف بعبقرية صدام وفرادة صدام في التاريخ الانساني .
في رسالة وردتني من عراقي معاد لصدام قال لي فيها متسائلا : لماذا تتمسكون بصدام الم يخطأ ؟ وكان سؤاله مغرقا في السذاجة فحينما نطرح هذا السؤال فاننا نقع في فخ الشرك بالله مادام الله هو المعصوم الوحيد الذي لا يخطأ ، فقلت له ردا على سؤاله : لم تشرك بالله يا اخي ؟ فرد وكيف اشرك بالله ؟ فقلت له لان الله وحده المعصوم وكل بشري اخر ، ومهما تفلسف البعض حول عصمة بعض البشر ، خطاء بالفطرة ، وصدام مثل كل بشر يخطأ ويصيب واخطأ في امور كثيرة ولكن الله وضع ميزانا عادلا والزم البشر به وهو ميزان به كفتين كفة الصواب وكفة الخطأ فحين ترجح كفة الصواب فان الانسان صالح رغم ان لديه اخطاء والعكس صحيح ، وهذا الميزان الالهي هو الميزان الوحيد الصحيح دنيويا واخرويا للحكم السليم ، ومن يعتمد اي ميزان اخر فهو منحرف عن جادة الحقيقة ،فهل اخطاء صدام اكثر ام حسناته ؟
الجواب الذي يعترف به الان اعداء صدام الاكثر حقدا عليه وهم نغول امريكا واسرائيل الشرقية والذين اصطفوا منذ بضعة سنوات ينتظرون دورهم في اطراء صدام وتبيان عظمته ونقاوته وفرادته ويقفون داخل شاشات التلفزيون ليقولوا ما لم يقله الا الشرفاء قبلهم وهو ان صدام باني العراق وحاميه والمرتقي به ، ولعل افضل استفتاء لعظمة صدام هو انه حظي باكبر نسبة نشر صوره وتداولها في كافة برامج الانترنيت هذا العام في العالم كله وطغت شعبيته على شعبية كل نجوم ومشاهير الكرة الارضية ومن كل الاصناف رغم انه غادرنا الى دار الخلود ، وليس لدى رجاله الافذاذ تلفزيون ولا اجهزة اعلامية متطورة بتكنولوجيا العصر ويعانون من الاجتثاث والابادة الجماعية .
فهل هذه الملايين التي تحب صدام او تحترمه على خطأ ومن يهاجمه وهم ثلة حاقدين او اقزام ترهبها عظمة صدام على صواب ؟ ولو نظرنا الى الحديث من تاريخنا لعرفنا كم هو عظيم صدامنا : فكل قائد كبير برز في العصر الحديث وانخرط في صراعات وحروب نجح اعداءه في شيطنته بعد مماته وفقا لقاعدة سائدة وهي (ان المنتصر يكتب التاريخ ) لان جنود القائد الخاسر للحرب اختفوا او منعوا من اظهار فضائله واثبات انها اكبر من اخطاءه ان كان الميزان الالهي يقول ذلك . ولدينا امثلة حية فهتلر وستالين وهما اكثر من تعرض للشيطنة ، حتى ظهور صدام ، ونجحت خطة شيطنتهم بنظر مليارات البشر لاختفاء جنودهما ، لكن صدام ورغم انه كان ومازال حتى بعد استشهاده الاكثر تعرضا لمحاولات شيطنته في التاريخ الانساني فشلت كل تلك المحاولات وبقيت صورة صدام متألقة تجذب مليارات البشر اليه حبا واعجابا ، واسقطنا نظرية (ان المنتصر يكتب التاريخ) فكتبنا نحن تاريخنا المعاصر عامة وتاريخ صدام خاصة بمداد من نور.
وتزداد عظمة صدام بتذكر انه استخدمت في زمنه وسائل شيطنة اكثر تأثيرا بكثير من عصر الراديو وهو الجهاز الاعلامي الرئيس في زمن هتلر وستالين ، زمن صدام كان زمن الانترنيت والتلفزيون الفضائي وكل هذه التقنيات جعلت الانسان خاضعا لتأثيرات ساحقة نقلت التربية من العائلة الى الانترنيت والتلفزيون ويعد هذا التحول اكبر انقلاب تربوي في التاريخ البشري ، ومع ذلك ورغم كل ذلك فشلت الشيطنة وها انك تجد اليوم الاف المقاتلين يدافعون عن صدام ويجلون صورته كلما اريد تلطيخها وحماية كل حقيقة متصلة بسيرته بصفته باني العراق القوي المتقدم الناهض ومركز الاشعاع الثوري . وتزداد عظمة صدام بملاحظة الفرق بين عصر الراديو وعصر الانترنيت : فعصر الانترنيت جعل الشيطنة كالتسونامي الذي يجرف كل شيء امامه بقوة يصعب صدها غامرا العالم كله بوسائله ، مقابل عصفة ريح تزعج الناس هي وسائل الشيطنة في عصر الراديو والصحيفة .
ورغم شيطنة الانترنيت قام صدام من لحده بعد اعدامه ، وعاش صدام بيننا رغم دفن جثمانه ، وبقيت ابتسامة صدام تملء الدنيا فرحا واملا ، والاكثر روعة هو اصرار صدام على ان يواصل زياراته لك ولي يوميا بل كل ساعة لان عالمنا الظالم والمظلم يذكرنا بعدله وانصافه وصبره وصموده وانوار عهده والذي كان اعظم عصر مر به العراق الحديث .
لان صدام هو اسطورة الماضي وقوة الحاضر فان كل تلك الجيوش العسكرية والمعلوماتية والنفسية لم تغير لون شعرة واحدة من رأس صدام ولم تؤثر في قناعة محبيه به ، بل رسخت حبهم له وتقديرهم لعظمته وفرادته في عالم تسوده حقارة غير مسبوقة يقوم فيها الاخ بالغدر باخيه ما ان يلتفت قليلا ، بقيت غالبية الناس تهتف لصدام رغم ان هتافها يكلفها حياتها كما يحصل في العراق الان حيث نرى شبابا وشابات بعمر الزهور يطالبون بعودة صدام ورفاق صدام وحزب صدام ثم تجد جثثهم في اليوم التالي مكومة في الطرقات وهم عرفوا مسبقا ان هذا المصير ينتظرهم ان هتفوا باسم صدام .
اكرر ، وانا اعرف اخطاء صدام وربما اكثر من كثيرين ولكنني اعرف ايضا انه انسان مثلنا ، رجال صدام هم من حموا صورته وابقوا انجازاته حية تنبض بامواج الحق التي لا تحجبها اي قوة مادية ، بينما شيطن هتلر وستالين لان جنودهما اما اختفوا او كانوا ضعاف الارادة ، من حمى سيرة صدام بالاصرار على اسقاط خطة شيطنته خصوصا بعد اعدامه كنا نحن رجاله الاوفياء ، وكان ميزان الله في ضمائرنا ونحن ندافع عن صدام وانجازات صدام وعظمة صدام دون ان ننسى انه ايضا اخطـأ مثلنا ومثل كل بشري ، ولكن هذه الاخطاء لم تدفعنا ابدا للتعتيم على الحسنات فالله يعلم بها قبلنا والناس تكتشفها بجهد ولو قليل من جنود صدام ، وهذا مافعلناه طوال 14 عاما كانت الاسوء في التزوير والتلفيق والشيطنة والتي استخدمت فيها اكثر وسائل التأثير قوة وسخرت ملايين الدولارات كي يشيطن صدام مثلما شيطن ستالين وهتلر . لكننا والحمد لله ابقينا ابتسامته تغمر العالم كله وتجبر اشد اعداءه على الانحناء احتراما له .
لصدام جنود مجندة يحفظهم الله وينطقهم بقوة ميزانه ويسخر لهم المنطق والحجة فاجبروا العالم كله وبقوة سيرة صدام العطرة على الاعتراف بان صدام فخر للانسانية كلها ، ولهذا رأينا اخر رؤوساء امريكا بالذات وهو ترامب يعترف بعظمة صدام رغم انه لم يعترف بعظمة قائد اخر ورأينا نيكسون رجل المخابرات الامريكية الذي حقق مع صدام يعترف بانه صدم بشخصيته الفريدة وانه افضل من رؤساء امريكا ، ونرى الان ملايين العراقيين والعرب تنظم الشعر تغزلا بصدام وتصلي كي يعيده الله لانقاذ الامة العربية من كوارثها والتي قالت فيها الاغلبية الساحقة : عندما ذهب صدام بدأ مسلسل كوارثنا ولو بقي لما حصل لنا ما يجري الان .
هنيئا لك يا صدام يوم ولادتك وفيها نجدد بيعتنا لك ، وهنيئا لك نيل الشهادتين : شهادة انك خلدت بصفتك الرمز الاعظم لامة العرب وللانسانية المعذبة كلها وبأعتراف العالم بغالبيته ، وشهادة الجلوس تحت سدرة المنتهى قرب العلي القدير، نم قرير العين فلك جنود لن يتخلوا عن حماية اسمك وتعظيم رسمك .
Almukhtar44@gmail.com
28-4-2017