سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

مقالات العدد 42 من مجلة صدى نبض العروبة الاسبوعي




العبادي استكمال لزمن مضاف للعملية السياسية الفاشلة ليس الا

أ.د. كاظم عبد الحسين عباس/ أكاديمي عربي من العراق


العرب الرسميون الذين انخرطوا ووافقوا على غزو العراق الذي خططت له وقادته أميركا صاروا عمليا جزء من المشروع قديمة وما يستجد عليه من تكتيكات ولعل التغول الفارسي الذي شارك وأستثمر غزو العراق ليمد مخالبة في وطننا هو النافذة الوحيدة التي يمكن رؤيتها في هذه اللجة الاحتلالية التي يمكن أن تغير بوصلة هؤلاء العرب وانظمتهم ذلك لان ايران تهديد خطير ومؤكد لهم ولأنظمتهم وهو الخطر الوحيد الذي يمكن لهؤلاء العرب أن يضعوه أمام أعين الادارة الامريكية ويكسبون منها تعاطفا سطحيا أو به بعض العمق لو أرادوا وقرروا مسك رأس الافعى .

المشهد العراقي الذي يبدو التوغل به صعب جدا وادراك مكوناته من قبل أشقاءنا أو هكذا يبدو ظاهريا على الأقل هو جزء من عملية التوريط التي انتهجتها أمريكا واداراتها المختلفة للعرب المتحالفين معها قبل وبعد غزو العراق . فاميركا اعتمدت المحاصصة الطائفية والعرقية في بناء العملية السياسية الاحتلالية التي أقامتها على أنقاض الدولة العراقية الوطنية بكل مؤسساتها وتشكيلاتها . والمحاصصة هذه تعني أمرا واحدا لا غير لم يفهمه العرب الرسميون المتورطون أو ربما يفهمونه غير ان التوريط يقيد جماجمهم وأيديهم وأرجلهم :

ان الحصة التي يسمونها ( شيعية ) هي في الحقيقة والواقع حصة ايران وايران لوحدها . وحيث ان أميركا قد ضخمت هذه الحصة على حساب المكونات الاخرى التي وضعتها في قدر ضغطها الاحتلالي بل انها قزمت كل ( المكونات ) واشترطت طاعتها وولاءها للحصة الايرانية فصار الوفاق الوطني لأياد علاوي مثلا الذي عول عليه البعض كمجند لهم لا قيمة حقيقة ولا وزن له وكذا المسميات الاخرى وعليه فان العملية السياسية الامريكية منذ لحظة ولادتها على يد بول بريمر هي ايرانية وتكرس توظيفا للفرس وأذنابهم في حكم العراق المحتل.

وضمن هذه الطبخه منح حزب الدعوة الايراني التاسيس والتمويل حصة الفيل مقابل فتات للاخرين من موظفي العملية الاحتلالية . وما تناور به أميركا الى اللحظة وتخدع به الجميع هو الايحاء بفوارق نوعية بين الجعفري والمالكي والعبادي في درجة ولاءهم وانتماءهم لإيران وهذا هو العبث والسراب الذي تسقط فيه الادارة الامريكية معظم الانظمة العربية وتخدعها بل وتزيد من توريطها في برك الدم واطلال الخراب العراقي.

الامريكي الحاذق أطلق العنان لصناعة داعش في عهد نوري وعلى يديه ليصنع له تابوته وقبره السياسي حتى لو ظل ورقة من أوراق العملية السياسية التي لن تصنع فوزا في اللعبة قط . وقبل نوري قام الامريكان بالتخلص من حرج مدمر يتمثل بوضع ابراهيم الجعفري كوزير أول بعد مناورات كشفت التسريبات المخابراتية والاعلامية بعض صفاتها . وعلى يد حيدر العبادي الحاصل على شهادة الدكتوراه من بريطانيا والمتحدث بالإنجليزية بحكم اقامة طويلة في لندن ولا يحتاج الامريكان الى مترجم يتوسط لهم معه في المحادثات الهاتفية والتلفازية ولا في المحادثات الخاصة كما انهم لا يحتاجون الى طرف ثالث يعطيه التوجيهات والاوامر وهو في ذات الوقت زعيم من زعماء الدعوة وبالتالي فهو مفتاح من مفاتيح الاحتلال الايراني للعراق, على عهد حيدر هذا تمكن التحالف الدولي من طرد داعش فارتقت سمعة العبادي أو هكذا يخيل لهم وعلى عهده اسقطت مهمة الاكراد الذين أصروا على استفتاء الانفصال في توقيت غير محبذ لأمريكا وخيل لأمريكا وبريطانيا وفرنسا ان حيدر العبادي قد صار بطلا عراقيا قوميا في حين ان حقيقته لا تتعدى كونه جندي ايراني موظف عند الامريكان في المنطقة الخضراء.

الامريكان يسوقون العبادي للعراقيين ولعلهم نجحوا في طمر خسائر العراقيين الذين أهلكتهم داعش وهم بمئات الالاف عبر سراب نصر تحقق في كركوك ومناطق انتشار البيشمركة التي حصلت بعد غزو العراق واحتلاله وأريد لها أن تكون البسمار الذي يدق في جسد وحدة العراق عبر اطلاق تسمية مناطق متنازع عليها . والعبادي حيدر لم يكن سوى جندي ايراني في حركة الالتفاف على البيشمركة في كركوك وباقي الارض التي يتواجد عليها البيشمركة. وسوقوه للعراقيين عبر علاقات فرضت عليه فرضا مع بعض الاقطار العربية ..

وهكذا صار الان حيدر العبادي الحصان القابل للركوب على ظهره من قبل أميركا لإدامة عمليتها السياسية فترة انتخابية أخرى وهو الظهر الذي جهز لتمارس بعض أنظمة العرب العتيدة فروسية الزعم بإعادة العراق الى الحضن العربي على ظهره ..

حقيقة الامر ان ايران هي الرابحة من ظهر حيدر وهي التي تحرك في الخفاء العديد من خيوط اللعبة لان حيدر هو ابنها الذي لن يعصيها ولن يبيع أي قدر من العقوق لاحتلالها للعراق.





خيارات امريكا لإنهاء الهيمنة الإيرانية على العراق

د. أياد حمزة الزبيدي/ العراق

إذا كانت إيران ترى في ملفها النووي ركيزة من ركائز أمنها الوطني ، فهي ترى في استمرار سيطرتها على مراكز نفوذها في المنطقة والحفاظ على اذرعها المسلحة فيها ركيزة أساسية لهذا الأمن لا يمكن التفريط بها بأي حال من الأحوال ،خاصة استحواذها الكامل على العراق وتبنيها لميليشيات الحشد الشعبي التي تعتبرها الدرع الذي يمكن له أن يتلقى الضربات الأميركية نيابة عنها ويتصدى لتهديدات مستقبلية قد تطالها من دول المنطقة أو من المجتمع الدولي من جهة أخرى..

يبدو أن إدارة الرئيس ترامب عازمة وبقوة على الوقوف بوجه الطموح الإيراني في المنطقة وإضعاف سيطرتها خاصة على العراق، ( ولو الكلام فقط ) ! .

فقد حاولت أميركيا منذ الأيام الأولى لإدارة ترامب التنسيق مع حلفائها في المنطقة لتحقيق هذا التوجه، فحرصت " كخطوة أولى " على أن تفتح الدول العربية قنوات اتصال جديدة مع العراق في محاولة جذبه للمحيط العربي بعد أن بقى سنوات بعيد عن هذا المحيط ، كللت في الآونة الأخيرة بزيارات قام بها بعض المسؤولين من حكومة الاحتلال للسعودية والإمارات المتحدة ومصر وعمان، ورد بعض المسؤولين العرب عليها بالمجيء (والخليجين منهم خاصة) إلى بغداد تباحثوا مع بعض اطراف حكومة الاحتلال عن كيفية تطبيع العلاقات معها وآخرها انعقاد المجلس ألتنسيقي العراقي – السعودي الأميركي بحضور وزير خارجيتها في المملكة ، وتحت شعار غير معلن ( اتفاق " سعودي – أمريكي " ) على طرد ميليشيات إيران من العراق.

والخطوة الأميركية الثانية في هذا الصدد هو محاولة استقطاب حيدر العبادي وإظهاره بمظهر السياسي القوي الذي يمكن لأمريكا الاعتماد عليه في رسالة واضحة إلى الطرف الإيراني وحلفاءها داخل العراق، تمثل ذلك في حفاوة الاستقبال الذي حظي به ألعبادي في واشنطن أو في التصريحات التي أدلى بها هناك خاصة حول موقفه من ميليشيات الحشد الشعبي وفرضها على المؤسسة العسكرية والأمنية العراقية .

لذلك فان عراق اليوم يختلف عن عراق الأمس أبان الانسحاب الأميركي منه ، فهو اليوم محتل ايرانيا بكل ما في الكلمة من معنى، وليس من السهل إرخاء القبضة الإيرانية عليه من خلال الرهان على العبادي أو على محاولات كسب العراق للمحيط العربي.

فرغم حاجة العبادي إلى الدعم الأميركي للوقوف بوجه منافسيه الذين يوصفون بانهم أكثر قربا لإيران وبالخصوص مع نوري المالكي الذي ربما ستشهد المرحلة السياسية المقبلة صراعاً بينه وبين المالكي، وإيران هي التي من يقرر ناجية هذا الصراع ومن المنتصر فيه بوجه أمريكا. فهذا لا يعني وصول هذه التفاهمات لدرجة التنسيق حول الحد من التدخلات الإيرانية في العراق ، ولا يمكن للحكومة العراقية ذات الأغلبية " الطائفية الفارسية " أن تختار التقارب مع المحيط العربي على حساب علاقتها الاستراتيجية مع إيران وذلك لأسباب كثيرة منها :

- التركيبة الفكرية السياسية للعبادي مبنية على خلفية إسلامية طائفية فارسية " تؤمن بوحدة المصير "الفارسي "

وتعطي للمذهب أولوية على حساب المفاهيم السياسية الأخرى كغطاء لعملها سواء كان الوطن أو القومية . ولذلك فاختلافه مع إيران في بعض التوجهات السياسية لها لا يعني استعداده (للتآمر) عليها بالتناغم مع أمريكا وتوجهاتها وهذا الكلام يسري على جميع ساسة الأحزاب " الفارسية " في العراق وليس العبادي فحسب .

- وجود العبادي ضمن حزب الدعوة ذو العلاقة التاريخية الوطيدة مع إيران بل الايراني الهوية تقيد أي تحرك مضاد لها من خلال حزبه حتى وان كان على مديات ضيقة .

- التحالف الوطني " الفارسي " الذي يعتبر تجمعا يضم الأحزاب التابعة لإيران يستطيع وبسهولة إقصاء ألعبادي عن منصب رئاسة الوزراء وسحب ترشيحه له حال تجاوزه الخطوط الحمراء في التعامل مع إيران ، وما يؤكد توجهات التحالف الوطني هذه هي الهجمة القوية التي يتعرض لها العبادي بعد عودته من آخر زيارة له قام بها لواشنطن وعلى يد ساسة وبرلمانيين ينتمون لأحزاب تنضوي تحت مسمى التحالف الوطني هذا .

- الشارع " الطائفي ".. ( من غير التيار الصدري الذي له بعض الخصوصيات) المرتبط مصلحياً ونفعياً في القطاع العام والخاص وخاصة الميليشيات ، الذي يعتبر أي تحرك ضد إيران من قبل العبادي هو خيانة للمذهب ، مما يمثل انتحارا سياسيا له خاصة والعراق على أعتاب انتخابات جديدة .

لذلك فان رهان أمريكا على العبادي وعلى محاولات جذب العراق للمحيط العربي هي رهانات خاسرة محكوم عليها بالفشل . وإذا أرادت إدارة ترامب التأثير بشكل جاد على الوضع الإيراني في العراق وخلخلته فعليها التحرك وفق النقاط التالية :-

أولا: إضعاف دور التحالف الوطني " الفارسي " كتركيبة سياسية ضامنة للتوجهات الإيرانية في العراق ، لان وجود هذا التركيب السياسي بهذه الصيغة يسهل على إيران تمرير مشاريعها السياسية والعسكرية من خلال الأغلبية التي تشكلها أحزاب هذا التحالف في البرلمان والحكومة العراقية والتي يمكن لها تمرير أي قانون أو قرار تفرضه عليها إيران.

ثانيا: تفعيل بنود الدستور التي تحضر تشكيل أحزاب تتبنى أفكارا دينية ومتطرفة، وإسقاط هذه البنود على أكثرية الأحزاب المغطاة بغطاء " الشيعية والسنية "التي تتبنى التوجهات الدينية المتطرفة في طرحها السياسي ، فاغلب الأحزاب " الفارسية " المشاركة اليوم في العملية السياسية هي أحزاب تتبنى توجهات دينية مذهبية متطرفة وهي وان لم تصرح بتطرفها فان مجرد وجودها في العملية السياسية يدفع الطرف الأخر إلى التطرف ،ويقوض محاولات القضاء على الإرهاب . والدفع إلى تأسيس أحزاب علمانية ومدنية جديدة لتقف بوجه الأحزاب الدينية والتركيز على الدولة المدنية.

ثالثا: العمل على إنهاء وجود ميليشيات الحشد الشعبي خاصة تلك التابعة لإيران ، بفضح الممارسات التي ارتكبتها ولا زالت ترتكبها ضد المدنيين بحجة الحرب على داعش، وآخرها ما فعلته وتفعله في كركوك مع إخوتنا الأكراد والتي يمكن وضعها ضمن قوائم التنظيمات والمجاميع الإرهابية.

رابعا: العمل داخل البرلمان بإلغاء قرار ضم الحشد إلى المؤسسة العسكرية وفق قانون الحشد الذي مرر في البرلمان قبل فترة ، وبهذا ستعتبر ميليشيات طائفية مسلحة يجب تصفيتها وسحب ورقتها من يد فيلق القدس الإيراني .

خامسا: اتهام أي جهة سياسية عراقية تدافع عن الحشد بالإرهاب أو دعم الإرهاب من خلال منع إنهاء ظاهرة هذه الميلشيات.

سادسا: العمل على إعادة التمثيل المكوناتي في الجيش العراقي حسب النسب السكانية لها ، وعدم اقتصاره على العناصر " الطائفية "التابعة لأحزاب التحالف الوطني . وبذلك ترخي قبضة إيران على المؤسسة العسكرية العراقية بشكل كبير.

سادسا: السعي إلى بناء الجيش الوطني وقانون الخدمة الإلزامية الذي سيقضي على الطائفية والتطرف وتسخين الروح الوطنية العراقية

ثامنا: إعادة أعمار كل مناطق العراق وليس فقط تلك التي دمرها القتال مع داعش، وإقامة مشاريع استثمارية فيها برؤوس أموال عربية وغربية لإضعاف الهيمنة الاقتصادية الإيرانية على العراق.

مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال اتش ماكماستر يقول: " أينما تحل المشاكل وتشتعل الفتن بين المجتمعات وتدور رحى العنف المدمرة، ترى أيادي الحرس الثوري الإيراني ". هكذا لخص الجنرال الدور الإيراني في الشرق الأوسط ، قبل أن يستعرض أفعال إيران في العراق وسورية واليمن ولبنان، وأكد ماكماستر أن مواجهة إيران واذرعها في المنطقة أولوية لإدارة الرئيس رونالد ترامب. ولكن استراتيجية إدارة ترامب بعيدة عن الحرب في الشرق الأوسط وفي العالم لان نفوذ التنين الصيني الزاحف بسرعة مرعبة لأمريكا والغرب الاستعماري حيث وصل إلى السعودية ؟ من خلال شراءه حصص في شركات نفط أرامكو.





عراق ما بعد الاحتلال، العدالة وحقوق الإنسان والقوانين الجائرة

أبو محمد عبد الرحمن/ لبنان

العراق بعد الاحتلال ليس بدولة، هو دولة وهمية.

ولأن الدولة تستدعي قرارات وسلطة مركزية فهي حتما لا وجود لها في الواقع العراقي الآن، لسيطرة الميليشيات الطائفية التي هي قوى غير وطنية تأسست بإرادة إيرانية وأمريكية.

والقوانين التي صدرت بعد الاحتلال حتما غير شرعية لأن من أصدرها سلطة نصبها الاحتلال لتكون وكيلة عنه، وتحكم بإرادته.

لذا فإن جميع القوانين التي صدرت والمعمول بها منذ بداية الاحتلال ومنها قانون المساءلة والعدالة ثم حظر حزب البعث وتجريمه وغيرها من القوانين الجائرة فقد صدرت بصفة فرض الأمر الواقع وبعيدا عن إرادة الشعب الحقيقية.

وبعد إقرار القانون الذي شرع (الحشد الشعبي) كقوة رديفة مساندة (للجيش العراقي) هذا القانون أحال العراق إلى دولة ميليشيات طائفية، تسعى لفرض رؤية فئوية واحدة، و تأتمر بأوامر الولي الفقيه في طهران.

وايضا القانون ذاته قد شرعن هذه المليشيات والمجاميع المسلحة، المتهمة بارتكاب جرائم يعاقب عليها القانون، وبرأها من أعمالها الإجرامية.

هنا يكمن السؤال :

هل أصدرت سلطة احتلال أو سلطة مرتبطة بالاحتلال، قوانين لصالح الشعب؟ وما هي تأثيرات هذه القوانين على دور القضاء العراقي؟

لا شك فقد تراجع دور القضاء العراقي إلى مستويات خطيرة بالتزامن مع صعود ما يعرف بـ"القضاء العشائري" أو "قانون العشائر"، الذي بات بديلا عن القضاء في حل النزاعات بين المواطنين.

ويتزامن صعود "القانون العشائري" مع ارتفاع في مؤشر عدم ثقة المواطن (بالقضاء الرسمي)، بسبب استشراء الفساد والمحسوبية فيه، وانغماسه في بيروقراطية بطيئة، لا توفر الحماية للمشتكين أو الشهود، عكس المحاكم العشائرية !!!

فقد برزت المحاكم العشائرية بشكل واسع، في بغداد العاصمة وأغلب المدن والنواحي العراقية وجلسات الحكم العشائري تلك، انتهت جميعها إلى الصلح وإنهاء المشكلة!؟

فتصاعد قوة الحكم العشائري مع استمرار التسلط الميليشوي، يثير مخاوف من احتمال عودة العراق إلى مجتمع البداوة، خصوصاً بعد إطلاق (برلمانيين) دعوات لإقرار قانون يتعلق بالمحاكم العشائرية، وترسيخها في المجتمع، كأحد أركان القضاء الاجتماعي !

لذا فإن (السياسات الحكومية) أفضت إلى استيلاد مجتمع عشائري بحت في العراق، هو توجه خطير وعلامة انحدار في المجتمع إلى هاوية غير محمودة العواقب.

وان هذه (السياسات الحكومية) ستعود بالمجتمع العراقي إلى مجتمع البداوة لا الحضارة، مما سيعيد العراق قروناً إلى الوراء، على الرغم من التقدم والتطور الذي شهده العراق زمن الحكم الوطني الذي أبدى اهتماما بالغا بالقضاء وسبل تطويره وتحديثه ليخدم المجتمع العراقي ليكون ملاذا لفض الخلافات والنزاعات على أسس ومعايير راقية وعلى قاعدة العدل أساس الملك وليس على أساس قانون (سكسونيا) الذي استخدمه (القضاء العراقي) الحالي الفاسد في عدة مناسبات وخصوصا محاسبة (الفاسدين) وما سليم الجبوري ونوري المالكي إلا مثالا وشاهدا على هذا الفساد.


رحم الله شهيد الأمة شهيد الأضحى مفتي العروبة الرئيس المناضل صدام حسين حين قال:

"إن حكمت، فاحكم بالعدل، ولا تدخل الهوى فيما يثقل حكماً، أو يدع مجرماً لا يرجى إصلاحه يفلت من عقاب".




مقال مختار

منى صالح مهدي عماش

اسمع صوت ابي يقول لأمي في رفضه لمن تقدموا لبناته قبل الكلية او اثناءها (ماكو زواج قبل الكلية، يخلصون جامعة أول، ما تحميها غير شهادتها).

قضيت اليوم اقرأ عن رائدات النهضة النسوية العراقية في ثلاثينات واربعينات القرن الماضي، مئات الأسامي، مسيحيات ومسلمات، عربيات وكرديات، في كل نواحي الحياة من الطب الى الحقوق الفن الادب الصحافة التعليم والآثار، مؤسِسات للهلال الاحمر العراقي، رئيسات صحف محلية.

رباب الكاظمي، رفيعة الخطيب، نظلة الحكيم، مائدة الحيدري، زكية قصيرة، نزهت غنام، كن من الاوائل في ثلاثينات القرن العشرين ممن تم ارسالهن في بعثات خارج العراق.

وعشرات غيرهن ممن ذهبن للدراسة على نفقتهن الخاصة في الجامعة الامريكية ببيروت، والى امريكا وانكلترا مطلع القرن الماضي، بنات غير متزوجات اطلقتهن عوائلهن للدراسة بالخارج ولسان حال آبائهن يقول: اكتشفي العالم ، تحميكِ ثقتي.

اما الوزارات فكانت نزيهة الدليمي اول وزيرة بتاريخ العراق والوطن العربي والشرق الاوسط 1959.

ثم د. سعاد خليل ابراهيم وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة 1968.

ونزيهة الدليمي لم تكن فقط اول وزيرة بتاريخ المنطقة ولكنها ساهمت في تشريع قانون الاحوال المدنية العراقي، الذي بقيَ يُعَد ارقى قانون مدني بالمنطقة.

ذاك نتاج مجتمع عراقي كان وريثا حقيقيا لحضارة علمانية عمرها 8000 سنة.

قانون الاحوال المدنية ، شرعته حكومة عبد الكريم قاسم في الخمسينات ولم تمسه بأي تغير كل الانقلابات التي تعاقبت بعده بل اضافوا له ما يعزز محتواه الحامي لتنوع المجتمع العراقي والمحافظ على هوية البلد العلمانية، لم يكن قانونا دينيا ولا قوميا ولا مذهبياً ، بل مدنياً للجميع وفوق الجميع، عقد الزواج العراقي واحد ، وإن كان يأتي سيد أو قاضي لعقد القران في البيت او مراسيم تتم في كنيسة فذلك لم يكن اكثر من فلكلور وتراث جميل، لعقد زواج تم بالمحكمة، مدني واحد للكل.

ثم أمُر على سطور انعام كجه جي في روايتها الاخيرة وهي تصف مظاهرات العراقيين ضد معاهدة بورتسموث، وطالبات الثانوية الشرقية منطلقات بالمظاهرة تتقدمهم مديرتهم حاملة علم العراق يلتحقون بهم الشباب من طلاب الاعدادية المركزية والغربية في باب المعظم، يحملون على اكتافهم صحفية مشهورة تهتف ضد المعاهدة في طرف المظاهرة ويرد عليها الجواهري المحمول هو الآخر على الاكتاف في الطرف الاخر، رسم بالكلمات للوحة اسطورية لشعب صعب لم ينم يوماً على عار.. واتساءل مَن سَلَط علينا اسوأ مافينا ؟

اليوم برلمان الاخوان المسلمين بشقيهم الدعوجي والاخواني يصدر قانون يبيح زواج طفلة الـ9 سنوات. وتدافع عنه عضوه من اعضاء برلمان الفضيحة، تقول:

(تستطيع البنت الـ9 سنوات ان تتحمل كافة اعباء الحياة الزوجية علينا كنواب ان لانحرم بناتنا من هذا الحق).

ماهي الحقوق يا هذه وما هي الحرية؟ اخلعي عباءتك اولاً ثم تكلمي عن الحرية ومسؤولية الحرية، انت السائرة مع القطيع ، المسكونة بالاعتقاد بانك مجرد عورة هاجسك بالحياة ان تتستري من عورتك بغطاء.

عزيزتي الدلاّلة، لا شيء يشبه ما فعلتموه بالعراق سوى الغزو المغولي

إن كان الدفاع عن صدام حسين صعباً جدا، فالدفاع عنكم مستحيل.




"فتنة" كنعان مكية

بقلم: عشتار العراقية

كل من عارض العراق وحكمه الوطني وساهم في التهيئة مع مخابرات الغزاة لغزوه وتدميره لن يغفر له الله ولا شعب العراق. كل الذين تذاكوا وتشطروا لينالوا المنح والعطايا وجابوا العواصم للم شمل البغايا والنغولة وعتاة الاجرام والرذيلة ليكونوا نقطة في بحر العداء, للوطن سيعاقبهم العراق وبعد العراق سياتي عذاب الله الاعظم والاشد . لقد سجل العراق في ارشيفه كل اسماءهم وادوارهم كما سجلوا هم انشطة العهر في سجلات تل أبيب وطهران ولندن وواشنطن ...كنعان مكية وغسان العطية وعمار الحكيم وابراهيم الجعفري ونوري المالكي وأحمد الجلبي نماذج .

هيئة تحرير صدى نبض العروبة

كنعان مكية اعتذر كنعان مكية في نهاية أو بداية رواية أخيرة صدرت له بعنوان "فتنة" وقبل بعض الناس اعتذاره ، تيمنا بالإمام علي بن أبي طالب الذي قال "في أمر الخوارج بعد طعنه من قبلهم: «لا تقاتلوا الخوارج بعدي فليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأدركه» فالرجل مكية طلب الحق فأخطأه. هذا ما عنون مثقف عراقي هو (رشيد خيون) مقالة له نشرت في صحيفة الاتحاد الإماراتية. الرجل اعتذر وأكيد غفر الله له واحنا في شهر رمضان شهر الصوم والغفران. وقبله مات أحمد الجلبي فدفن مع الإمام الكاظم، وهكذا صار مزارا للناس الطيبين من أهلنا.

لماذا لايكون مكية "طلب الباطل فأدركه"؟ ولهذا لايمكن أن نغفر له قبل أن يسدد دينه للعراق وشعبه أولا؟

ماذا إذا قلت لكم أن الرواية الجديدة (فتنة) هي جزء من (الخطة) الجديدة؟ وكنت قد تنبأت (ربما الكلمة شديدة لنقل توقعت) منذ 2011 بأنه سيكتبها من أجل المسار الجديد؟ ولكن لندع هذا الى ختام هذا الموضوع.

لن أطيل عليكم. كل ما سأورده هنا كنت ق ذكرته سابقا في عدة تحقيقات نشرت في الغار، ولكني سأجمع الخيوط.

في 1989 نشر كتاب (جمهورية الخوف) الذي صار دستور (المناضلين).

في 1991 بعد فرض مناطق الحظر الجوي ذهب الى الشمال بصحبة صانع افلام وثائقية من البي بي سي وحصل على الوثائق التي كان الاكراد قد استولوا عليها من مقرات الحكومة .

في 1992 عرض الفيلم بعنوان (الطريق الى الجحيم) على بي بي سي ثم عرض في قنوات اخرى بعنوان (حقول صدام للقتل).

في 1992 اسس كنعان مكية مشروع ابحاث وتوثيق العراق IRDP في مركز دراسات الشرق الاوسط في جامعة هارفارد اعتمادا على الوثائق التي استولى عليها من شمال العراق.

في 1993 نال الفيلم الوثائقي المذكور سابقا جائزة احسن فيلم تلفزيوني وثائقي عن الشؤون الخارجية.

في 1993 مؤسسة برادلي المشبوهة منحته اموالا ليمضي بمشروع IRDP.

في 1993 نشر كتاب «القسوة والصمت».

في 1994 نال منحة مالية اخرى من مؤسسة (المنحة القومية للديمقراطيةNED).

كل هذه المنح حتى يدرس ويبحث الوثائق التي حصل عليها من الشمال.

في 2001 نشر كتاب (الصخرة) الذي يذكر فيه أحقية الصهاينة في مسجد قبة الصخرة.

في 2002 – صار منسقا (مع غسان العطية) لمشروع (مستقبل العراق) الذي ضم كل الحرامية والجواسيس الذين جاءوا فيما بعد على ظهور الأباتشي لحكم العراق الاسماء كلها موجودة هنا..

في كل هذه الفترة كان يعمل مديرا في مؤسسة رند الرحيم المتصهينة (مؤسسة العراق) Iraq foundation وقد كتبنا عن تقرب رند من الايباك والقاء محاضراتها هناك في فترة نضالها مع هذه المجموعة الخائنة.

في 2003 زار مكية اسرائيل لاستلام شهادة (دكتوراه فخرية) من جامعة اسرائيلية علمية، تثمينا لجهوده النبيلة في تعزيز وجود الكيان الصهيوني بتدمير العراق، هل هناك علاقة بين افتتاح ميمري في العراق وحصول هذا الكائن على دكتوراه فخرية من الصهاينة ؟(سوف نأتي على ذكر علاقة ميمري).

2003 قبل الغزو بأيام شارك في وفد يرأسه الجلبي الى طهران للتفاوض مع الاحزاب الاسلامية هناك ولدخول العراق اول ايام الغزو الى كردستان من طهران.(حكت القصة ابنة الجلبي تمارا هنا).

وكان الهدف الرئيسي من الرحلة هو مناقشة تحرير العراق وآلية حكومة انتقالية بعد صدام مع الاسلاميين العراقيين والسلطات الايرانية.

(يعني كان على علم تام بما سوف يحصل إذا تم غزو واحتلال العراق من تمدد ايراني ولهذا لم تكن هذه (الفتنة) مفاجأة له).

بعد 2003 انتقلت مؤسسته الى بغداد ووسع مهمتها بسبب الوثائق (3 مليون وثيقة ) التي استولى عليها من ارشيف الحكومة العراقية . وغير اسم المؤسسة الى (مؤسسة الذاكرة العراقية IMF ) (للمصادفة نفس مختصر صندوق النقد الدولي). صار مستشارا لدى مجلس الحكم. وبعد مفاوضات (استغلال النفوذ) مع مجلس الحكم منحت المنظمة رخصة استغلال موقع (السيفين المتقاطعين) و ساحة الاحتفالات ليقيم مؤسسته هناك ولإقامة متحف هناك (تيمنا بمتحف الهولوكوست).

في 2005 قدمت مؤسسة الذاكرة عرضا استضافته مكتبة الكونغرس بعنوان (العراق الجديد- ذاكرة وهوية وطنية) للحديث عن اهمية جمع الوثائق المنهوبة في مؤسسته.

في ايلول 2005 شهد مكية ورفيقه حسن منيمنة امام لجنة حقوق الانسان في الكونغرس ، واصفين اهمية والضرورة الملحة لمهام مؤسسة الذاكرة.

والان المؤسسة لديها مكاتب في بغداد ولندن وواشنطن. المصدر.

في 2006 مجموعة استشارية سرية لإدارة الأزمات " شكلتها الولايات المتحدة وإسرائيل خلال حرب تموز / يوليو 2006 (على لبنان) تألفت من كنعان مكية ، جميل مروة ، إيغال كامرون (العقيد احتياط في المخابرات العسكرية الإسرائيلية، رئيس معهد ميمري الأميركي ـ الإسرائيلي لمراقبة وسائل الإعلام في العالمين العربي والإسلامي ) عبد الرحمن الراشد ( مدير قناة "العربية")، البرفيسور فؤاد عجمي، وآخرين ، مهمتها تقديم النصائح للمخابرات العسكرية الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي خلال الحرب وبعد القضاء على حزب الله واعتقال أعضائه ومحاكمتهم كإرهابيين ( كما كان مخططا له ). وحين فشلت الحرب في تحقيق أهدافها ، قام هؤلاء ، بدعم أميركي ـ إسرائيلي ، وكنوع من " جائزة ترضية" ، بتأسيس "الجامعة الأميركية في العراق" (مدينة السليمانية) في 2007.

في 2007 نال شهادة دكتوراه فخرية ثانية من تل أبيب – المصدر.

في 2007 صار امينا في مجلس (الجامعة الامريكية في السليمانية ) مع كل الجواسيس الآخرين الواردة اسماؤهم في أدناه، وتم دمج مؤسسة الذاكرة العراقية لتصبح اشبه بمعهد تابع للجامعة ووضع ملايين الوثائق المسروقة في عهدة الجامعة .

ودعونا نلم الخيوط في الجامعة الأمريكية في السليمانية مجلس أمناء الجامعة الأمريكية في السليمانية والتي افتتحت في 2007 هم :

برهم صالح

جون اغريستو (كان مستشار التعليم في العراق على ايام بريمر)

كنعان مكية

عبد الرحمن الراشد

فؤاد عجمي

عزام علوش (مؤسس شركة Nature Iraq)

رجاء الخزاعي

جميل مروة

فاروق رسول (شركة Faruk Group Holdings)

ما الذي يجمعهم بجامعة أمريكية في السليمانية ؟ الجواب هو :

حين نتصفح الصفحة الخاصة بـ "هيئة أمناء الجامعة" نجدعلى موقعها الرسمي ،أسماء جميل مروة وكنعان مكية وفؤاد عجمي وعبد الرحمن الراشد على الصفحة بوصفهم أعضاء مؤسسين في هيئة الأمناء!!!؟

بالنسبة لمن لا يستطيع " أفقه الضيق" إسعافه في العثور على هذا التفسير، نكشف له سرا ينشر للمرة الأولى ، لا يتعلق فقط بعلاقة جميل مروة نفسه بدوائر الاستخبارات الإسرائيلية منذ سبعينيات القرن الماضي ، بل وبحقيقة أنه هو المؤسس الفعلي والأول لمعهد ميمري المشار إليه . والواقع كانت هذه المعلومة بمثابة "صدمة معلوماتية" لنا.

أسس جميل مروة المعهد في واشنطن نهاية السبعينيات بدعم من الاستخبارات "الإسرائيلية" والأميركية ، حيث كان يقدم للجهتين خدمات استشارية تخص الإعلام العربي. وظل على رأس المعهد حتى العام 1987 حين قرر إعادة إصدار صحيفة "الحياة" بدعم سعودي وربما أميركي أيضا. وهو ما أدى إلى توقف المعهد . وفي العام 1998 ، حين أنهى العقيد إيغال كرمون عمله الرسمي كضابط استخبارات وكمستشار للشؤون العربية في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية لشؤون الضفة الغربية في حكومتي إسحاق شامير وإسحاق رابين ، وكمستشار أمني للوفد "الإسرائيلي" المفاوض مع سوريا في مدريد وبعدها ، بادر إلى الاتصال بجميل مروة عبر منسق الأنشطة "الإسرائبلية" السابق في لبنان أوري لوبراني الذي قدمهما إلى بعضهما البعض " كزملاء سلاح قدامي لم يلتقيا من قبل" .

وبالتعاون مع جميل مروة ، أعاد إيغال كمرون افتتاح معهد ميمري مجددا في المكان نفسه ( واشنطن )، وتحت الاسم نفسه ، ليضم إلى دائرة شركائه لاحقا عثمان العمير و صحيفته الإلكترونية الأوسع انتشارا في العالم العربي ـ "إيلاف". وكان هذا الموقع الأخير يشير إلى شراكته مع "ميمري" حتى الأمس القريب ، إلا أنه عمد إلى حذفه قبل فترة حين لفت انتباه الكثرين إلى هذه "الشراكة" المثيرة ودفعهم إلى التساؤل عن العلاقة بين إيغال كرمون وعثمان العمير!؟

لعل الأكثر لفتا للانتباه هنا هو أن إدارة الجامعة الأميركية في العراق وضعت على صفحة التعريف الخاصة بجميل مروة إشارة إلى أنه "كان مديرا لمعهد ميمري نهاية السبعينيات الماضية ومديرا لمشروع اللغة العربية في المعهد خلال الثمانينيات"

كل هذا النضال المقصود والمرتب والمتسلسل والمدفوع عبر سنوات طويلة ، من تأليف كتب، ورحلات الى اماكن ، ونهب سجلات وملايين الوثائق من تاريخ الشعب والدولة، واقامة مشاريع ومؤسسات، في أهم ساحات بلاده وكأنها خان جغان؟ وتسلم منح من كل اعدائنا؟ ومفاوضات مع الايرانيين والامريكان؟ و2 دكتوراه فخرية من الصهاينة ، وأمانة جامعة دولية ، هو (طلب الحق فأخطأه)؟ أم (طلب الباطل فأدركه)؟ بل إنه لم يطلب شيئا من الباطل إلا وأدركه.

والآن .. يرى أن الأمور لم تجر على هواه؟ فيكتب رواية اسمها (الفتنة) لأنه لا يحب الإسلاميين الذين استفتاهم في طهران عن (تحرير العراق) ؟

خذوا المفاجأة إذن:

هذا ماكتبته في موضوع (الثورة في العراق: الشعب يريد امريكا تغير النظام ) اوائل 2011

وحتى آتي بها من الآخر: لماذا لايستعدون أمريكا كما فعلوا من قبل لاعادة احتلال العراق وتحويل المسار بالاطاحة بعملائها الحاليين الفاسدين والمجرمين بعملاء أقل جشعا وأقل فظاعة. عملاء تكنوقراط يلبسون قبعات بدلا من العمائم ، يمكن ان يسرقوا ولكن بشكل اكثر حرفية ومهنية ، على أن يتركوا شيئا اكثر من الفتات للشعب. عملاء أفضل. بالتأكيد هناك عملاء أفضل في السوق. واعتقد ان الشعب العراقي بموارده النفطية يستحق أحسن مايمكن لأمريكا توفيره من عملاء من مول الديمقراطية بدلا من سقط المتاع.

وعلى هذا اسمحوا لي أن اقترح السيناريو التالي:

1- يقوم كنعان مكية - بدلا من توقيع العرائض الان - بتأليف كتاب بعنوان (جمهورية الرعب و النهب) يكشف فيه جرائم العهد الحالي ولن يكون عليه حتى ان يختلق وقائع فكل شيء واضح

إقرأوا الموضوع كله في هذا الرابط ففيه كل العبر.

حسنا لقد كتب (الفتنة) .. ماذا بعد؟

لن نقبل اعتذارا من هذا الشخص، ليس لأننا لانعرف ثقافة الاعتذار، وإنما اعتذر إذا اهنت شخصا بدون لزوم، وإذا اخطأت في كتابة مقالة أو اتهمت شخصا بما ليس فيه، أو إذا صاحبت الحرامي دون أن أعرف انه حرامي. أما أن أنسق مع كل من أعرفهم من سقط المتاع، الخائنين والجشعين والطامعين والفاسدين من أجل أن أدمر دولة واقتل شعبا عن سبق ترصد واصرار، وعلى مدى سنوات، وبكل الوسائل المتاحة، وبالتنسيق مع كل الأعداء الحقيقيين والمحتملين، ثم أمحو كل ذلك برواية اكتبها اعتذر فيها؟

كنعان مكية لم يكن غبيا ولا معتوها بل تعلم في احسن المدارس وارتاد افضل الجامعات ونال أحسن الشهادات ، ولم يكن فقيرا يحتاج الى فتات الفلوس، ولكنه (لعبها على كبير) كما يقول المصريون. بالضبط مثله مثل أحمد الجلبي ومضر شوكت وبقية (خريجي كلية بغداد) من اولاد الذوات.

لقد درس الباطل جيدا ولعبها (صح) حسب اعتقاده، مع الأمريكان ومع الايرانيين والصهاينة ، الان يفتح مسارا جديدا لتغيير العمائم بقبعات وبمباركة ايرانية وامريكية وصهيونية ايضا.



"مركتنه على زياكَنه "!!.

د. عبدالكريم الوزان/ العراق

مثل شعبي عراقي يقال كناية عن الاعتزاز بالشيء وعدم التفريط به بحيث تكون الأحقية والأولية لصاحب هذا الشيء او المقربين اليه . والبعض يردده بصيغة أخرى وهي ( إذا مركتنه زايدة نذبهه على زياكنه ). والمرق أو (المركـ ) باللهجة العراقية هو الوجبة المطبوخة من الخضروات ويسميها أشقاؤنا العرب ( الطاجن ) في بعض بلدانهم، أما ( الزياكـ ) فهو فتحة أعلى الثوب الملاصقة للصدر.

و(رباط سالفتنا) اليوم هو الحديث عن تلاشي الغيرة (بفتح الغين) وانعدام المسؤولية وضعف المواطنة لدى بعض الجهات المسؤولة والشخصيات المعنية والفاسدين وضعاف النفوس أينما كانوا ومهما كانت صفاتهم.

على سبيل المثال لا الحصر تهريب الأموال خارج العراق واستثمارها بمشاريع مختلفة وكبيرة وكان الأولى استثمارها في بلدنا ( المنكوب) وخاصة في بناء المستشفيات واستيراد الأجهزة الطبية بدلا من آرتماء العراقيين في دول ( اللي يسوه واللي مايسوه ).

لقد اضطرني الحال في احد مقالاتي السابقة وخلاف ما يكتب وينشر أن أقدم (احترامي للحرامي صاحب المجد العصامي) وأناشد اللصوص والسراق بمختلف أشكالهم وانتماءاتهم سواء كانوا من بعض الأحزاب والكتل السياسية التي لاتسمن ولا تغني من جوع أو من بعض المسؤولين في السلطة ( وهم ما مصدكين ) ..أقول أناشدهم للقيام بغسيل أموالنا التي سرقوها ( وكأننا ما ندري) في انشاء المشاريع الخدمية والصحية وهي بالنتيجة من ( لحم ثورنا ) ، ومع ذلك لم يستجب لنا احد الا في ما خفي عنا . و ( مركتنه على زياكنه ) بربكم ( صايرة دايرة ) نترجى من الحرامية ( يصرفون علينه من فلوسنه الباكوهه ).

حالة أخرى تشكل غيضا من فيض في الجانب الاجتماعي مما سأسطره أمامكم أيضا ، وهي قيام شاب باستجداء الناس طلبا للمساعدة كونه فاقد البصر ومعيلا وحيدا لعائلته وله أربعة أولاد ولا يوجد لديه راتب أو عمل ، كما انه بحاجة لا جراء عملية خارج البلاد بعد اصابته بعجز نسبته مئة في المئة وعائلته في وضع يرثى له ويندى له جبين الانسانية ...يا ترى كم عراقي مبتلى بهذا الحال أو مثله ؟ أليس هو اولى بالرعاية ومعه كل الفئات الاجتماعية الأخرى من مرضى ومطلقات وأرامل وأيتام ومعوقين وعاطلين ومهجرين؟. طبعا يأتي هذا في وقت تشير فيه الأنباء الى توالي الصفقات المختلفة وبالمليارات سواء التجارية الوهمية أم العسكرية بأنواعها إضافة إلى الصفقات السابقة ومنها الفاسدة وغير المعلنة وكأنما كتب على العراقيين من دون (خلق الله) القتال وشراء السلاح واراقة الدماء أمد الدهر من أجل دحر الباطل واحلال العدل والأمن في العالم والمريخ والمشتري وهي بالنتيجة أجندة معدة سلفا ارضاءً لأجندات دولية وإقليمية نحن وقودها ..

لقد سئم أهل العراق من الوعود والتصريحات والمزايدات والعنتريات والتحزبات وكل ما يتعلق بالسياسة ويبغون اليوم قانونا واحدا تستظل بظله كل مكونات ومذاهب وشرائح وملل العراق يشرع بعدالة وانسانية ومنطق وشمولية بعيدا عن الأحقاد و النزعات الضيقة والمصالح الفئوية والتأثيرات الجانبية ولأن الناس اليوم (فتحت عيونها زين) ، دعونا اذن نلتفت الى الاعمار والبناء ونبحر جميعا بسفينة العراق (اليتيمة ) التائهة في بحر هائج ومائج ماله من قرار حتى ترسو في ميناء السلام ،هذا السلام...( الأمل ) الذي اصبح حلما يراود الشعب العراقي بعد ان صار صعب المنال .

فيامن تمسكون بزمام أمور الدنيا الفانية، ياضعاف البصيرة، يامن تفتقدون (الحظ والبخت).. الله الله بالعراقيين ..فقد جار عليهم الزمان حتى حمُلوا بسببكم اوزارا أبت الجبال أن تحملها، فهم أولى بالرعاية والعناية والعيش الكريم لأنهم الأحق بثرواتهم وأموال بلدهم و.. (مركتنه على زياكنه)..

فهل بينكم رجل رشيد..!!؟.



أسس بناء القوة ( الحلقة السادسة )

الدكتور عثمان سعيد آدم / السودان


ارتكز البناء الاسلامي للقوة على مرتكزين اساسيين تمثلا في الاعتصام بالله اولا ، وفي الاعداد الشامل للقوة ثانيا. وفي هذه الحلقة سنتطرق الى المرتكز الأول والذي يقول الله تعالى فيه (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون) ال عمران:103

واذا ما تبصرنا جليا بهذه الآية المباركة المدنية التي نزلت في الفترة الاولى لبناء الدولة الاسلامية، نجد ببساطة انها صالحة لكل زمان ومكان. فقول الله تعالى(كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون) يؤشر ان هذا بيان وتحذير للمسلمين على طول حقب الزمن على ضرورة الهدي بعمق مضمون هذه الآية الكريمة. أما اذا اخذنا المرحلة الاولى لبناء القوة في الاسلام فنجد تطبيقاتها العظيمة التي ادت بالفعل الى البناء الصحيح لهذه القوة. فقبل الهجرة المباركة كان هناك تجاذبات وصراعات متقطعة بين الاوس والخزرج ، القبيلتين الرئيسيتين اللتان كانتا تقطنان في يثرب. ولكنهما اتحدتا بالاسلام واصبحتا كتلة صلدة واحدة بعد دخول المصطفى صلى الله عليه وسلم الى المدينة المنورة واختزل اسميهما باسم واحد( الانصار). ثم قام الرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم بعملية التأخي بين المهاجرين والانصار ليكونوا كتلة قوية واحدة هي (المسلمين) بعدما اعتصموا بحبل الله جميعهم.

واليوم فان العرب والمسلمين هم على شفا حفرة بعدما تفرقوا وتشتتوا وتمزقوا فتقزموا وتقسموا واصبحوا متناثرين لا يقون حتى في تأمين متطلبات عيشهم البسيط دون الاستعانة بالأخرين الذين يريدوا بهم شرا. بل وصل بهم الحال الى القتال فيما بينهم بعد أن اضحوا شيعا واشياعا بفعل المشاريع الدولية التي تكالبت عليهم ، فالكيان الصهيوني يخطط لتنفيذ كامل مشروعه الخبيث الذي يستهدف اقامة دولته الكبرى المزعومة من الفرات الى النيل ، ويحرك اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الامريكية لتبني تنفيذ هذا المشروع ، فأخذت تخلق الأزمات بين الدول العربية من ناحية وداخل القطر الواحد من ناحية اخرى بعدما وجهت كل جهدها وبالتعاون مع عملائها الخونة من بني جلدتنا من احتلال العراق وتدمير كل مرتكزاته ، لتنتقل بعدها الى توجيه الجهد المخابراتي لخلق قيادات تنظيم داعش الارهابي في محاولة لتحطيم كافة مرتكزات الامة وجعلها غير قادرة على اعادة التفكير في القضية المركزية الاساسية المتمثلة بفلسطين والمسجد الاقصى المبارك. أما ايران فمشروعها الذي رسمه الخميني ووضع له الخطة الخمسينية ، فهو يسعى حثيثا لأشاعه الطائفية كوسيلة أساسية لتنفيذ مشروعه الصفوي في الهيمنة على الامة واعادة ما يسمى بالإمبراطورية الفارسية … وهكذا الحال لكل القوى المعادية للعروبة والاسلام التي أخذت تنهش بأمتنا دون اتخاذ الحدود الدنيا من الاجراءات الوقائية والاحترازية والدفاعية من قبل الأنظمة الرسمية الغارقة بنوم عميق..

وبذلك انهارت قوة العرب مادة الاسلام ورافعي رايته ، بعد أن دب الخلاف والعداء والنزاع والصراع بينهم. وفي هذا المجال فان الله سبحانه وتعالى حذرنا من هذا الأمر بقوله الحق (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) الانفال:46 والريح هنا هي القوة.

ولذا فلا يمكن العودة الى ما كنا عليه الا بالعودة الى الاعتصام بحبل الله وتوحيد الصف لمجابهة اعداء الامة. وبذلك فقط يمكن تعزيز البناء الشامل للقوة بعد توظيف كافة الامكانات العربية المتاحة لهذا الغرض في كافة المجالات بما فيها تمتين وتوظيف الاقتصاد لخدمة متطلبات المواجهة والدفاع ، وكذلك الاعتماد على الذات في الصناعات الحربية امتثالا لقول الله سبحانه (وانزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ان الله قوي عزيز) الحديد: 25 وهي التي تدعو الى ضرورة تأمين متطلبات الصناعة بشتى مجالاتها بما فيها التصنيع الحربي حيث ان الحديد هو العنصر الاساسي في الصناعة الداعمة للقوة الاقتصادية مثلما هو السلاح الاقوى بيد الجيوش لتحقيق القوة عبر الازمنة المختلفة ابتداءا من السيف وحتى الطائرات والصواريخ وما سيأتي عبر قادم الازمان.

وبالحديد تزداد ثقة المسلمين بقوتهم وبنصرهم، وترتفع روحهم المعنوية ، وكما اشارت هذه الآية الكريمة بقوله تعالى(وليعلم الله من ينصره). كما اشارت الى قوة الله تعالى التي يمد بها قوة المؤمنين بقوله عز وجل(ان الله قوي عزيز). وبالطبع فان الاعتماد الذاتي في الصناعة المدنية وفي التصنيع الحربي يسهمان في تعزيز استراتيجية الردع ، التي هي واحدة من أهم عناصر القوة في الاسلام.




مداخلة المفكر القومي العروبي يوغرطة سميري

المطلعون علي الفكر العربي كما صاغه مفكري البعث من اﻷستاذ أحمد ميشال عفلق و صلاح البيطار و الياس فرح و كتابات شبلي العيسمي و محمد المسعود الشابي و غيرهم وصوﻻ الى وضعه موضع التطبيق بما أضافه من اشراقات في ذلك الشهيد صدام حسين ...قطعا ستخرج بنتيجة بائنة من أنه فكر يحارب التعصب والطائفية يقر باﻹيمان و يرفض اﻹلحاد يؤمن بتساوي اﻹنسانية و يعادي كل من يعمل على الكيل بمقياسين في مسألة الحقوق .... من هنا فهو ﻻ يعادي الشعوب و ﻻ يحملها مسؤولية من بيده مسؤولية التقرير و التسيير بها .... و بالتالي فالشعوب اﻹيرانية بمن فيهم الفرس هم احرار فيما يختارونه من انظمة تقرير و تسيير كما هم احرار فيما يعتقدونه دينا أو ما ﻻ يعتقدونه شرط التزام قادتهم بما تمليه العلاقات بين اﻷمم من احترام .... هنا ننتقل للنقطة الثانية : هل احترم النظام اﻹيراني ان كان في عهد الشاه أو في عهد ولاية الفقيه حقوقنا كعرب في ما نقرره أو في ما هو حق لنا ؟ قطعا بريطانيا مثلما وعد بلفور الصهيونية بوطن قومي في فلسطين لم تدخر جهدا و على خلفية سايكس بيكو أن تمكن فارس أنداك قبل ان يتحول الاسم الى ايران من امارة الكعبيين / اﻷحواز فسميت عربستان .... و للتدليل من انها مقاطعة عربية يكفي التأشير على اﻹسم المستخدم فارسيا لها .. و لسنا في حاجة لسرد ما فعله الشاه ان كان في احتلاله للجزر الثلاث أو محاربة الجبهة الشعبية لتحرير عمان و ظفار أو التدخل في شؤون العراق ان كان في فترة ما قبل وصول البعث للحكم أو و البعث يقود الحكم الوطني في العراق و المسألة الكردية دليل بارز على ذلك ... اما اذا وصلنا لفترة خميني التي ﻻ زالت قائمة فالمسألة تأخذ منعرجا أكثر نذالة من نذالة الشاه ...رغم ما تمنيناه من أن تكون ثورة الشعوب اﻹيرانية عامل مساند لنصرة الحق العربي فاذا بها عامل معطل ﻻ بل عامل محقق لما فشل الغرب الامبريالي الجشع و الصهيونية في تحقيقه منذ تأسيس الكيان الصهيوني و هو تفريق العرب و تهديم ما كان يسمى بالتضامن العربي اذ نقلوا في مرحلة ما قبل احتلال العراق الصراع من صراع عربي ــ صهيوني باعتداءاتهم المتكررة على العراق الى صراع عربي ــ اسلامي ... و بعد احتلال العراق و ما لعبوه فيه من دور متقدم لم ينكروه و انما كشفوه جملة و تفصيلا على لسان أبطحي منذ 2004 و أكده تبجحا وزير الدفاع اﻹيراني في ماي 2017 وهو يقول احياء ذكري معارك ديزفول: (نقول للحكام العرب إن مصير صدام هو أبرز مصير، فعلى حكام السعودية والخليج تذكر مصيره.. كان صدام غارقا في الأحلام لكن في النهاية أيقظناه من أحلامه ثم قتلناه).. و القول هذا يؤكد مدى التوافق و التخادم بين العدو الصهيو ــ بريطاني ــ أمريكي و دولة الفقيه الإيرانية الذي تأكد أكثر على خلفية ما سمي ربيع عربي بأن عملت ايران جاهدة على جعل الصراع عربي عربي هو مؤشر في سوريا و اليمن و العراق في صيغ حروب أهلية تقودها مجموعات طائفية منفلتة ... تخادم ايراني ـ غربي ـ صهيوني انتهي الى هروب الأمريكان تحت طائلة خسائرهم البشرية و تسليم ادارة احتلال العراق ﻹيران و الكل يعرف من أن قاسم سليماني اليوم هو المقيم العام اﻹيراني في بغداد و اﻹيرانيون ﻻ يخفون هيمنتهم على العراق ﻻ بل البعض يتبجح قائلا بأن العراق عاد للحضن الفارسي و من ان اﻹمبراطورية الفارسية واقع قائم بعاصمته التاريخية بغداد التي عوضت المدائن ....ثالثا = الشعوب اﻹيرانية شعوب جارة تاريخيا تنطبق على العلاقة معها صيغة الردع المتبادل و هي صيغة ﻻ مكانة للدين فيها و قطعا الجميع يعرفها من خلال ما افضت اليه حروب الحدود و النفوذ في الغرب المسيحي أما العلاقة مع الكيان الصهيوني فهي علاقة أهالي بمستعمر استيطاني مهما تفوق هذا المستعمر عسكريا و علميا فالصراع يبقي صراع ارادات قائما ﻻ و لن ينتهي الا بإلغائه ...






حتى لا يكون الإرهاب الشجرة التي تحجب الغابة

أنيس الهمامي/تونس


مرة أخرى، تعود الأحداث الإرهابية في تونس لتطل برأسها فتشغل الناس وتقسمهم وتصرفهم عن التردي الشامل والانسداد المتزايد للأوضاع كافة.

وككل مرة، تستحوذ هذه الأحداث على اهتمام الجميع وتتداخل التفاعلات بشأنها ويفتي حولها كل من هب ودب، ويهيمن على الجانب الأكبر من حصة التعاطي معها فيلق الإعلاميين في تونس وأسطول المحللين والخبراء الذين يسهبون في قصف المتابعين والمشاهدين بوابل قراءاتهم السطحية لتلك الأحداث فيطغى على تحليلاتهم ما يعمق من حيرة المواطن التونسي البسيط عبر حرصهم على إشاعة مناخ الخوف واليأس والسواد وعملهم بدهاء على الترويج لمآرب السلطة التي تسعى جاهدة لاغتنام أي شاردة وواردة لتعزيز هيمنتها على الأوضاع ومزيد بسط سيطرتها وقبضتها الحديدية على تونس التي لا تزال تعاني من جراحها الغائرة والمستمرة منذ ستة عقود كاملة.

لقد أفاقت تونس في 01-11-2017 على وقع جريمة وحشية مروعة تمثلت في إقدام شاب أرعن ومنفلت على استهداف عوني أمن بسكين فاعتدى اعتداء مباشرا على ضابط برتبة رائد على مستوى رقبته لم تفلح الإسعافات الأولية والتدخل الطبي الجراحي في دفع الموت عنه ليستشهد بعد يومين من الحادثة، كما أصاب أمنيا ثانيا أصابات خفيفة.

اهتزت تونس برمتها إثر هذا الاعتداء الغادر الجبان، وما عمق من آثار الصدمة مكان الجريمة وملابساتها حيث جد الحادث على مقربة من مجلس نواب الشعب وهو المكان الذي يفترض أن يكون عالي التأمين ما يجعل من هذا الحادثة عملا خطيرا يثير أكثر من سؤال حول جاهزية المنظومة الأمنية في تونس وخاصة حول صحة الإجراءات المتبعة والعمل الاستخباراتي.

وبالنظر لنوعية الحادث وخطورته، كان منطقيا جدا أن تخلف هذه العملية السافرة التفافا وتضامنا شعبيين واسعين مع الأمنيين وخاصة مع الأمني المغدور الشهيد وعائلته. ولقد تحق هذا الالتفاف على الأرض من خلال البيانات السياسية التي أدانت هذا الاعتداء ودعت لضرورة التماسك والتلاحم الشعبي ضد مثل هذه الآفات.

إلا أن ما أثار التساؤل والريبة أكثر حرص بعض الجهات على ضرب هذا الالتفاف والسعي لشق الصف التونسي لتفوت هذه الجهات على تونس مشهدا تآزريا وموقفا موحدا التقى فيه السواد الأعظم من جماهيرها.

لقد استغلت النقابات الأمنية حادثة الاعتداء على الشهيد المغدور استغلالا فجا وغير مبرر حيث تعالت أصوات القائمين عليها مطالبين بضرورة الإسراع بسن قانون زجر الاعتداء على الأمنيين وتمريره، كما أعلن الأمنيون في سابقة خطيرة عزمهم على تعليق حماية النواب والسياسيين المهددين وذلك قصد الابتزاز وتسليط مزيد من الضغط عليهم لينصاعوا لمطالبهم دونما تبصر أو تدبر ولمقايضتهم على أمنهم.

إن مثل هذا السلوك الغريب والمنافي لطبيعة عمل الأمنيين ولد بدوره تساؤلات مشروعة حول مقاصد الأمنيين الحقيقية من وراء إصرارهم على نهج لي الذراع والتهديد واستغلال النفوذ، إذ من المفروض أن الأمني موظف لدى الدولة كغيره من الموظفين ولا يحق له إعلان التمرد والعصيان لمجرد اعتداء هنا أو هناك، هذا بالإضافة إلى أن الأمنيين يعلمون قبل غيرهم طبيعة مهامهم وظروف عملهم، وهي تختلف عن غيرها باختلاف الاختصاص وظروف الميدان، حيث لا يعتقد أحد مثلا أن الأمني يجهل أنه وبمجرد اختياره للالتحاق بسلك الأمن فإنه مطالب بحفظ النظام والأمن العام ومعرض لمخاطر بعينها معروفة ومعلومة في كل العالم.

وبالعودة لفصول القانون المقترح والمعد لزجر الاعتداءات على الأمنيين لا يمكن للمرء إلا أن يخلص لأحد أمرين:

1- عدم واقعية هذا القانون، وإفساحه المجال لمعاودة التأسيس للسيطرة الأمنية المطلقة على الحياة في تونس بما يعنيه من تقنين الاعتداءات المقابلة على المواطنين وتكميم الأفواه ناهيك عن تشريع للانتهاكات لجميع الحريات. وبالتالي هو مدخل للانقضاض والانقلاب على المكاسب الجزئية والبسيطة التي تحققت في تونس بعد الأحداث من 17-10-2010 إلى 14-01-2011، لتعود تونس سنوات للوراء حيث لا صوت يعلو فوق صوت الأمني والمخبر والواشي والحاكم ليبقى المواطن البسيط ممزقا بين الرضوخ لواقعه المنخرم أو فريسة لهراوة البوليس التي أدمت أجسادا كثيرة وأدمعت عيونا أكثر.

بل إن تطبيق هذا القانون غير ممكن أصلا حيث يشترط فيما يشترط وجوب حماية الأمنيين ومقار سكناهم وعوائلهم وهو أمر تعجيزي ولا ريب

2- تزايد الشكوك حول غالبية الاعتداءات التي طالت الأمنيين لترتقي لتأويلها على أنها أعمال مدبرة هدفها الوصول لهذا القانون بما يفتحه من أبواب عودة الاستبداد وسيطرة الحزب الواحد أو التحالف القائم بين رأسي الحكم في تونس المشكل من حركة النهضة وحزب نداء تونس.

إن مثل هذه الرؤية لا يجب أن تفسر وتحصر في زوايا ضيقة على شاكلة التغاضي عن الخطر الإرهابي وجدية رزوح تونس تحته شانها شأن كل الدول في العالم، إذ يظل الإرهاب مدانا ومرفوضا وهدفا للنضال ضده ومواجهته بشتى السبل، بل إن حتى هذا الاقتناع المبدئي برفض الإرهاب والتعاطف المطلق مع ضحاياه لا يبرر الانسياق وراء مثل هذه الدعوات المدفوعة.

فلا يمكن للعارفين بخبايا الشأن السياسي في تونس أن يتلمسوا آثار جهات معلومة ومحددة تسيطر على الوضع برمته في هذه الديار، وهي الجهات المتنفذة والتي تروم من وراء هذه الأحداث إدامة هيمنتها الكلية على تونس أرضا وجماهير ومقدرات.

وما التناقضات التي رافقت ىخر هذه الجرائم إلا أحد البراهين الساطعة على ذلك، حيث فات الجميع بفعل الهيستيريا التي سيطرت على الإعلاميين والمحللين ومن حضر ممثلا للأمنيين في تناول حادثة باردو واستشهاد الرائد المغدور، أن حادثة الحال وحسب ما تفصح عنه المواقف والتصريحات للمسؤولين الأمنيين والمحققين أن منفذ الجريمة الشنعاء لم يثبت ارتباطه بأي تنظيم إرهابي وإنما كان تصرفه فرديا.

ويحضر ههنا تساؤل محير حقا:

كيف إذن صنفت العملية إرهابية وأغلب شروط الأعمال الإرهابية غير متوفرة، إذ من البديهي لكي يكون العمل إرهابيا أن يسبقه تخطيط وإشراف لتنظيم إرهابي أو خلية تابعة له، ويستحيل عادة أن تكون الجرائم الإرهابية فردية.؟ أليس غريبا استباق كل الأبحاث لتصنف العملية كذلك وهي لا ترقى حسب وقائعها المعروضة لأكثر من العمل الإجرامي؟

وهل تكفي وحشية جريمة بعينها مهما بلغت، كجريمة باردو لصنف على كونها إرهابية؟

ثم لماذا يخص القطاع الأمني دون غيره بقانون يزجر الاعتداءات عليه؟

أليس من حق بقية القطاعات أن تطالب بقانون مشابه؟

ألم تسجل في تونس عشرات مئات الاعتداءات الصارخة على المربين والأساتذة والمنشآت التعليمية والجامعية؟ ألا تستحق ردعا وزجرا ؟

إننا بطرحنا لهذه التساؤلات وبرصدنا لهذه الملابسات، إنما نوجه صيحة فزع جوهرها:

*لا لانسياق وراء مثل هذه الدعوات التي تتخذ غالبا " رب حق أريد به باطل "

*حتى لا يثبّت الإرهاب أركان الديكتاتورية ويحجب الفشل السياسي في تونس.





القومية العربية والإسلام

عبدالله الحيدري / اليمن

فإذا كان الجيل الأول الرائد للنهضة العربية، قد عالج المشكلة القومية قبل أكثر من قرن، من منطلق إسلامي إصلاحي عام، فان القومية العربية، التي هي نتاج التطور التاريخي، قد أكدت على العلاقة الحميمة بين العروبة والإسلام، وقطعت الطريق على الانحراف بالفكر القومي نحو (العلمانية) بمفهومها الغربي، التي تهمل التراث، و(العالمية) المجردة التي تتجاهل خصوصية العلاقة بين العروبة والإسلام،. فالإسلام هو الذي حفظ العروبة وشخصية الأمة في وقت التمزق والضياع وتشتت الدولة العربية إلى طوائف والى ممالك ودويلات عدة متناحرة، وكان مرادفا للوطنية وللدفاع عن الأرض والسيادة، والداعي إلى الجهاد أمام العدوان والغزو الأجنبي, وسيبقى دوما قوة أساسية محركة للنضال الوطني والقومي. وهو الذي خرجت من صلبه، ومن حركة التطور التاريخي فكرة القومية العربية بمفهومها الإنساني السمح، وهو الذي يحيط الأمة العربية بسياج من الشعوب المتعاطفة معها.. بسب هذه العلاقة، التي يمكن أن توظف في قضايا التحرر وفي معارك التحرير.



فالفكر القومي الذي طرحه البعث،كان يؤكد منذ البداية: أن هذا العامل الصميمي المندمج في نسيج الأمة، وفي تاريخها، وفي حياتها اليومية، لا يصح أن يتناول من زاوية الموقع الحيادي النظري السياسي، وان الشيء الطبيعي أن يكون انفتاح التيار القومي على الإسلام موقفا فيه الحرارة والحنين، والغيرة والحرص والاعتراف بالفضل، وبما يشكله الإسلام من ضمانة مصيرية لقوميتنا ولمستقبلنا كأمة. ومن هذا المنطلق، يستطيع التيار القومي أن يحاور التيار الديني المتجرد الوطني، حوار الحب والعقل، في الوقت الذي يفضح فيه الحركات الانتهازية والغوغائية والشعوبية المتسترة بالدين، ويعري زيفها وتآمرها، وهو واثق أن ضمير الشعب سيكون إلى جانبه، وسوف يتجاوب معه، لان هناك حقيقة تؤكدها الأحداث ومسيرة النهضة العربية، وهي أن الاتجاه القومي قد أوصلت إليه مراحل التطور كمعبر عن روح الأمة، وعن خلاصة تجربتها القومية الحضارية منذ ألف سنة، وكصيغة علمية واقعية تضمن للأمة انطلاقها في طريق التجدد والتقدم، مع احتفاظها بأصالتها وجوهر تراثها. وهي صيغة مستوعبة لكل ما هو ايجابي ومفيد في الحركات التي تستند إلى التراث.







الفطنة

هاجر دمق / تونس

عندما يعاني البعض من انعدام الفطنة، تلحق بها اخواتها من الامور التي لا حصر لها من افرازاتها من شذوذ في المسلك واساءة في التصرف وضحالة في الاخلاق وانحدار عن مستوى القيم والعادات والتقاليد لأننا نعيش في مجتمعات لا زالت تائهة بين الحفاظ على موروثات القيم والعادات والتقاليد والاخلاق وبين الجري دون تمييز خلف آخر صرعات الحضارات الاخرى وتظهر المعاناة على شكل اضطرابات نفسيه وشذوذ مسلكي واخلاقي لأننا قمنا باستيراد ونسخ قشور التطور الحضاري من مجتمعات بنيتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية مختلفة عنا كليا ونواجه صعوبة في استيعابها من جانبنا الامر الذي يعمق من ضياعنا لعجزنا عن الامساك بجميع الخيوط مع بعضها فاصبحنا نمسك بخيوط مترهلة وهي التي تسحبنا وتجرنا الى متاهات لا يعلم خواتيمها الا الله ومن البديهيات التي توارثتها بعض اجيال مجتمعاتنا هي الاحترام والتقدير والحرص على ضبط اللسان والانسجام مع العادات والتقاليد والقيم السائدة في المجتمع ولكن عند احساس بعض عديمي الفطنة بالضياع الذي يجر معه اخوة واخوات من عدم اكتراث بالتلازم ما بين المقام والمقال ولا التفريق في التعامل ما بين الكبير والصغير واذا كان البعض ممن لم تمنحهم الحياة فرصة التعلم وتشرب الثقافة على اصولها وتشربوا بدلا منها اخلاقيات من اناس اعتقدوا انهم قدوه ولكن الواقع والحقيقة ان لا علاقة تربط القدوة بقيم وعادات وتقاليد مجتمعهم وهم يعانون من القدرة على تفسير الامور على وجهها الصحيح وينقلون الى غيرهم امور يبنى عليها شذوذ في المسلك والتصرف يعتقد الشاذ والمنحرف ان شذوذه هو المسلك الصحيح والميزان المعتدل وهنا تكمن المصيبة في تفسير وتأوبل ما يعانيه البعض من خلل في اسس ثقافته المشوهة ولو حاولنا فحص خط مستقيم بمسطرة فيها انحراف لحكمنا ان الخط غير مستقيم ولكن الخلل ليس في الخط بل في اداة القياس.





تداعيات اوسلو واثرها على القضية الفلسطينية والامه العربية

منيرة أبو ليل / الاردن


اذا عدنا بالذاكرة الى مؤتمر اوسلو والذي عقد في اسبانيا عام 1991 وكانت له سلبيات كبيره لأنه تنازل عن كثير من القضايا المتعلقة بالشعب الفلسطيني ومصيره وان منظمه التحرير الفلسطينية عندما وافقت عليه فأنها قد تنازلت عما عاناه هذا الشعب من قتل وتهجير وسرقه ارض واعتقالات وانه اصبح لاجئا في ارجاء العالم. ولم يكن في حسبان شعبنا ابدا ان اوسلو سيكون الضربة التي تدمر احلامهم في العودة الى وطنهم فلسطين ونسيان حقهم بالتعويض ولان الحكام العرب لم يكونوا على دراية كافيه بان من اوجد هذا الكيان لا يهمه شيء سوى فرض املاءاته علينا و تكريس هذا الكيان لإعادة احتلال الامه من جديد .

اما امريكا وبريطانيا فانهما مهدا وعملا جاهدين ليكون هذا المؤتمر في صالح الكيان الصهيوني وخاصه ان تجبر منظمه التحرير برئاسة ياسر عرفات ومعه الملك حسين وحسنى مبارك وحافظ الاسد والحريري بقبول مبادى اوسلو لانهم يحتضنون اللاجئين الفلسطينيين منذ عام 1948 ولغايه الان.

ينص اتفاق اوسلو على "الارض مقابل السلام" ولكن كان كذبا في باطنه حسب مذكرات وزير خارجيه امريكا جميس بيكر عندما قال حرفيا" من اجل التفاوض مع الفلسطينيين وذهابهم الى المؤتمر لانهم الركيزة الاولى لعمل المؤتمر دون وجود للدول العربية وانه يبلور الاطار التفاوضي الاسرائيلي الفلسطيني وفقا لشروط شامير بالتحديد ومن خلال ذلك المؤتمر يتم :

1_ انهاء المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية لان الكيان الصهيوني اعتبر كلا من الضفة الغربية وغزه هما يهودا والسامرة وانها ارض إسرائيلية ولا تمت بصله للفلسطينيين بشي.

2_ حدد يوئيل زينعر مهندس اتفاقيات اوسلو ان طابع النظام الذي تشكل في الضفة الغربية وقطاع غزه خلال الفترة الانتقالية هو حكم ذاتي فلسطيني يقع تحت المسؤولية العليا للحكم العسكري الاسرائيلي ولا يتم حله بمعنى اخر جيش الدفاع الاسرائيلي له السيادة السياسية والأمنية في مناطق الحكم الذاتي. وبعد مجيء رابين وبيريز الى الحكم كان تصرفهم غير منظور وتحت ستار السيادة الأمنية التي نصت عليها الرسائل بينهم وبين ياسر عرفات عام 1993 وتحت هذا الغلاف استمر المد العسكري الصهيوني لمناطق الحكم الذاتي الزائف بسرقه ونهب الارض وبناء المستعمرات تحت سلطه الاتفاقية .

اما حكومة نتنيايهو فأنها فقط اطلقت الاذرع العسكرية والأمنية لكل مناطق الحكم الذاتي وجزاها من خلال اتفاقيات اوسلوا 1و2 وحدد صلاحيات المجلس الوطنى الفلسطيني ووجد ياسر عرفات نفسه لا يملك صلاحيه تمرير أي قرار الا بموافقه الحكم العسكري الاسرائيلي لهذا فان كل من ذهب الى مؤتمر اوسلو استقال وترك العمل مع ياسر عرفات وطالبوه بتقديم الفاسدين الى القضاء وزادت الهوه بين اعضاء الحكم الذاتي الفلسطيني وسحبت الثقة من مجلس السلطة التنفيذية عام 1998.وهذا حسب اتفاقيه اوسلو 1و2 تأسس المجلس الفلسطيني ومنه مجلس السلطة ويضم من خارجه ما مقداره 25%وبالتالي يخضع الى سلطه الاحتلال العسكري ومنه برز امر عسكري جديد يحمل الرقم 1455 وتعديله 80 يفسر ما يلي.

ا. تزايد عدد المعتقلين الفلسطينيين بالمعتقلات "الإسرائيلية" في رفح وقطاع غزه واخذهم للشاباك

ب. شلل مفاوضات فتح الممر الامن بين الضفة والقطاع واصرار اسرائيل على اخضاع الممر للتفيش ولوائح سلطات الاحتلال وتزويد الجسور بالكاميرات وكله ضمن اتفاقيات اوسلو

ج. شلل مفاوضات لجنتي المطار وميناء غزة وكله تحت شعار الامن المتبادل بإرسائه سياسة نتنياهيو الإرهابية المنظمة والشاملة في الاعتقالات و الاغتيالات على الممرات والحواجز وقصف الناس وهدم المنازل وقد سقط بعد اوسلو 470 شهيد. وعادت المجازر واهمها مجزره الحرم الابراهيمي ونفق الاقصى عام 1996 وبعده قعدت قمه شرم الشيخ لمحاربه الارهاب بعد ضحايا تل ابيب ونسوا مذبحه الحرم والاقصى وارتفعت وتيره نهب ومصادره الاراضي في الدفة والقطاع وازاد بناء المستوطنات وتهويد القدس والعمل على السيطرة على تصاريح العمل والتجارة والبناء والحركة وهو بمعنى اخر استنساخ جديد للاحتلال التوسعي وعوده عدة انواع من الارهاب المنظم مع الموساد والشاباك وفرق مستعربه ومستوطنين مسلحين وكله تحت شعار تقصير السلطة الفلسطينية لمكافحه العنف والتحريض والارهاب .

وجاءت سياسيه الباب الدائري لحكومة التحالف اليميني المتطرف وتشترط عوده الشعب و الوحدة الوطنية وتعريه الواقع بأطلاق قنابل دخانيه صوتيه في عيون الشعب وخلط الاوراق على القوى الجماهيرية والشخصيات الوطنية والسياسية والدينية.

وكله بتدبير امريكي لان سياستها الكيل بمكيالين للعرب وفلسطين ورغم مناشدات فريق اوسلو لم تشفع لهم عندما اعلنت مادلين اولبرايت في القدس 1997 أن لا مساواه بين البلدوزرات والعنف. ولا مساواه بين بناء المساكن والعنف وكأن حرمان شعب الانتفاض من ارضه وبناء المستوطنات لا يمثل اعنف انواع الارهاب ودفعهم الى الترانسفير وبعدها البحث عن المسكن والمأوى ولقمة العيش بعيدا عن وطنه

وبعدها جاء كلنتون راعى عمليه السلام المسدود بالضغط على نتياهيو بكل قوه وسرعه الريح نحو الشرق الاوسط لتشديد الحصار على العراق والاتيان بحاملات الطائرات والصواريخ للعدوان على العراق من جديد واشغال وارعاب الخليج واستنزاف بلدانه والضغط على .دول العالم ومجلس الامن لفرض عقوبات جديدة على العراق وسياسه الاحتواء المزدوج تجاه ايران والتهويل لفرض شروط الإدارة الأمريكية عليها وتحت شعار ايران دوله ارهابيه ضاغطا على الاقطار العربية واوروبا وروسيا والصين لمقاطعه ايران وايضا مقاطعه مؤتمر القمه الاسلامي في طهران والشروط الثلاث هي الدعوة لوقف الارهاب ودعمه . التخلي عن معارضه اتفاقات اوسلو. تجريد ايران من اسلحتها تحت ذريعة تدمير اسلحه الدمار الشامل. اما الكيان الصهيوني المتفوق بالنوع العسكري على كل الدول وانه يملك ايضا اسلحه دمار ولا يسال. وايضا اسلحه الإبادة الجماعية والتي هدد الكيان الصهيوني بمحو سوريا عن الخارطة ورعاية التحالف التركي الاسرائيلي على حدود الدول الثلاث والخليج العربي. والسماح له بتدمير المفاعل النووي العراقي وخوف امريكيا من الصين لتطويرها قدره ايران النووية.

ومن الكيل بمكيالين للعرب من كليتون هو عندما بعث برساله الى مؤتمر القمه الخليجي بالكويت وطلب منهم استمرار الضغط على العراق وتنشيط عمليه السلام بالشرق الاوسط مركزا على المسار الفلسطيني الاسرائيلي ولان هذه القضايا متداخله مع بعضها البعض ولها تأثير على امن واستقرار منطقه الخليج وهو الهدف الاساسي لأمريكا وقرر برسالته ان الحظر على العراق يجب ان يبقي ليستجيب بالكامل للقرارات التي اقرتها امريكيا. ويجب ان تتحاشوا مساله التصريحات التي تعارض ضرب استخدام القوه ضد العراق. ونحن ملزمون لإجبار العراق للانصياع لنا وان معارضه استخدام القوه يقلل من اهميه الجهود ولهذا طالب مجلس الامن لتفتيش عن اسلحه الدمار الشامل بينما نسي ان اسرائيل تحاوزت كل قرارات مجلس الامن بالنسبة للتوسع في فلسطين والاردن ولبنان ومصر وسوريا طيلة خمسون عاما. وفلتان اخطبوط الاستيطان وركز كليتون دور واشنطن في تنشيط عمليه السلام المجمدة طيلة سنتين مع مجيء اليمن المتطرف وبين استجابة قمه الخليج لسياسه الاحتواء المزدوج الأمريكية بشان العراق وايران. وركزت الرسالة ايضا.

فمن هذا التصرف الذي قامت به امريكيا تفرض سيطرتها على الموقف وتكون صاحبه السيادة ولا تراعي بان من حق الشعوب تقرير مصيرها ورعاية مصالحها بل انها تمادت في هيمنتها رغم وجود مسافات كبيره بينها وبين الامه العربية وانها تحاول املاء سياستها على الاخرين بحجه الديمقراطية وحمايه حقوق الانسان وبالنهاية نجد ان على الامه العربية ان تتحد من اجل افساد المشروع الصهيوني للمنطقة حتى لا تفتت هذه الامه تحت ذريعة اننا نحمى الارهاب الذى تأسس منذ دخول الكيان الصهيوني لامتنا...

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018