سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

مقالات العدد 44 من مجلة صدى نبض العروبة - www.alssadaa.net


مقالات العدد 44 من مجلة صدى نبض العروبة

www.alssadaa.net

لماذا اغـتـالـوا الدكتور سـالـم حـسين الـمـرشـدي؟

 

بدءا، نسجل اعتراضنا على القول إن ميليشيات هي التي امتدت يدها الغادرة لاغتيال الرفيق الدكتور سالم المرشدي، فالقاتل هو العملية السياسية الأمريكية الإيرانية، والقاتل هو حزب الدعوة المجرم العميل، والقاتل هو عمار الحكيم، والقاتل هو وزير التعليم العالي الحالي العضو المجرم في حزب الدعوة المجرم، والقاتل هو سليم الجبوري ومجلس نوابه وحيدر العبادي وحكومته.



وإن القاتل هو السلطة التي عجزت عن حماية الشعب وتعمدت خلق هذه الفوضى الأمنية التي تتيح لها تصفية من تشاء من العراقيين ومتى أرادت ذلك.
عاد الدكتور سالم المرشدي إلى العراق بعد أن عاش متعاقدا مع جامعة يمنية قبل عدة سنوات. وعاش في بغداد وبابل وما بينهما وما جاورهما بعلنية يعرفها القاصي والداني.

والسؤال هو:

إذا كان هناك من يرى في الرجل الشهيد مجرما فلِمَ لَمْ يلقى القبض عليه وتتم إحالته للمحاكم في سلطة ترعاها وتحميها أميركا وإيران والكيان الصهيوني وبريطانيا وتساندها الأنظمة العربية؟

دعونا نعلنها بوضوح: إن اغتيال الدكتور سالم المرشدي هو بداية لاستهداف قذر جديد صممه حزب الدعوة العميل بواسطة وزير التعليم العالي عبر أمرين معلنين:
الأول: هو ملاحقة الأساتذة الذين شملهم قانون الاحتلال المسمى بالاجتثاث وفصلهم من الكليات الأهلية والجامعات الخاصة التي شغلتهم واستفادت من كفاءاتهم، وقد تم البدء فعلا بتنفيذ القرار.

الثاني: هو تأليف كتاب منهجي يجرم حزب البعث العربي الاشتراكي ويدرس في المدارس والجامعات طبقا لتصريحات عبد الرزاق العيسى وزير الدعوة المجرمة.
إنها حملة مسعورة جديدة لقتل المتبقي من عروبة العراق وعلمه وكوادره التي تذكر الخونة والعملاء بفشلهم وخطاياهم ونذالتهم وخستهم وانعدام الدين أو الخلق عندهم.
الرفيق الدكتور سالم المرشدي ابن وشيخ عشيرة المراشدة العربية الأصيلة التي ظلت تحمل روح الممانعة في الربت على أكتاف الخيانة والعبودية. وهو ابن بيت مشيخة عريقة أصيلة جادت بجودها وكرمها وطيبة أبنائها على مساحة الفرات الأوسط والجنوب والشمال والغرب العراقي قولا وفعلا.

والدكتور سالم رحمه الله عرف بجوده وعذوبة نفسه وإخلاصه للمبادئ العروبية التي آمن بها واعتنقها كما عرف عنه تجسيده لهذه المبادئ ميدانيا حيث كان تدريسيا مخلصا لعلمه محبا لطلابه في العراق وأينما سنحت له فرصة العمل ويشهد له بذلك آلاف من الناطقين والخائفين فأجبرهم خوفهم على السكوت.
لذلك : الدكتور سالم المرشدي شهيد عند ربه إن شاء الله مع من سبقه من إخوته ورفاقه وهم مئات الآلاف بل الملايين من العراقيين الأحرار الأبرار.

وهو شهيد خالد كان يمكن أن يلاقي ربه في أية لحظة بنوبة أو سكتة أو جلطة غير أن الله سبحانه قد اختار له مجدا وخلودا ورمزية فهنيئا له ولأهله وعشيرته ومحافظته وعراقه وعروبته.

هنيئا له غرف النعيم خالدا فيها وهنيئا للعراق بدمه الطاهر الذي روى بعض تربته لتزدهر وتكبر شجرة الجهاد والنضال والكفاح من أجل الاستقلال والحرية والكرامة.
والدكتور سالم المرشدي، أخيرا وليس آخرا، عبرة لمن يعتبر في كثير من الأمور والقضايا من أبرزها أن لا أمان لغدر فارس ولا قانون في دولة احتلال وأن الموت سيطال كثيرين غدرا وأن الثورة واجبه واجبة وحتمية وضرورية قانونا وشرعا.







انتصرت الشعوب وتطورت بالثبات على قيمها ومصالحها

أ.د كاظم عبد الحسين عباس / أكاديمي عربي من العراق

يخطئ من يظن أن الانتهازية والتلون والخداع والحرباوية والتذاكي أساليب يمكن أن تحقق مصالح شعب. والحاكم باعتماده على هذا الطريق ومن يواليه إنما يفتحون أبواب الجحيم على بلده وشعبه لأسباب بسيطة بل غاية في البساطة منها أن الآخرين ليسوا أغبياء حين يتعاطون مع الدجال المنافق، بالإضافة إلى أن عصرنا الراهن الذي يراه البعض على أنه تغيير وعلينا بالتالي أن نتغير معه هو عصر لا يعطي فيه أخد بلا مقابل.

وعليه فإن المكاسب التي تتحقق بهذه الطريقة هي مكاسب مخادعة لا قيمة لها، لا تبني ولا تشبع الجياع .

يقال وبصوت عال عبر الفضائيات إن وقوف النظام المصري مع أميركا في موضوع الكويت قد جلب لها منافع مادية ضخمة منها إسقاط ديون تجاوزت مليارات الدولارات ومكنها من الحصول على مكاسب مادية إضافية ونحن نتساءل:

هل بنت مصر مفاعلا نوويا لإنتاج الطاقة بما كسبته؟ وهل أصلحت أرضا وعمرت مصانع؟

هل توجد إحصائية لعدد العاطلين عن العمل من شعبنا في مصر أنقذهم ذلك الموقف المصري؟

هل أن مصر بكل بشرها سعيدة بما حل بالعراق نتيجة انضمامها إلى الحلف الأمريكي حتى لو كان العراق مخطئا؟

نحن نرى أن الحديث عن مكاسب آنية على حساب مبادئ الأمة هو منهج غير صالح على الإطلاق ونرى أن التلون والتقلب والانتشار على مساحة الباطل إن هو إلا تجارة خاسرة وأسبابنا ليست مبدئية فقط بل متأتية من محاكمة عوامل تطور الشعوب وتقدمها.

فأميركا تقدمت تأسيسا على ثوابت وطنية وقومية أمريكية، سحق بعضها دولا وشعوبا لكنه لم يسحق قيم ومبادئ أمريكا سواء كنا نحترمها أم لا.

وبريطانيا صارت الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس ومنبع التعملق الصناعي بالثبات على قيم ومبادئ الشعب الإنجليزي، وهي لم تنافق ولم تتذاكى بل اعتدت ومارست القوة الغاشمة واستنفذت استهلاك طاقات الهنود والآسيويين والأفارقة لتنجز ما أنجزته تحت الأرض وفوقها.

هناك سياسة ثابتة لا تحيد للأمريكان والإنجليز والألمان وسواهم من شعوب الأرض هي مصلحة الأمة التي تتحقق بالقوة الذاتية وبالسياسة المستقرة على كل ما هو موضوعي من بيئة ومجتمع البلاد وقواها.

إن التنظير للهزيمة الأخلاقية ليس طريقا للرفاه ولا لحل الأزمات، والرقص على حلبة وسطى بين المشرق والمغرب ليست حكمة في السياسة، وتوطين القبول بما هو مخالف للقناعات الوطنية في العلاقة مع الدول ليس منهجا للبناء ولا لعبور الأزمات أو تفاديها.

إن الأنظمة العربية التي وقعت على ذبح العراق سقطت في جحيم النتائج، وهو سقوط حتمي ومنطقي ، فلماذا تصر على الفذلكة والتشاطر بدل أن تواجه نفسها وتعترف أن ما ارتكبته من إثم بحق العراق وشعبه كان تقديرا خاطئا في السياسة وحسابات اقتصاد خطلة ركزت على عين دون أخرى وحشرت في ربع الكأس المملوء فقط، وهي كلها تدرك أن موقفها من العراق لم يكن قرار مصلحة وطنية ولا قومية بل قرار ضغائن شخصية وحسد شخصي ومرده انفلات الأرواح الشريرة من معاقلها..

و، أخطر من هذا.. هو موقف الإذعان لإرادة الاقوياء الذين ما صاروا أقوياء إلا بالاعتماد على قيم ومبادئ وأخلاقيات وطنية وقومية وحلم يداعب تلك القيم.

إن أشقاءنا الذين يقولون بتغيير مسارات الحياة هم أنفسهم لا يؤمنون بما يقولون بل إنهم يداهنون الأنظمة التي تورطت في الانحدار إلى البرك الآسنة والأوحال. وهم يقولون ما يقولون استسهالا مرحليا لا يرى عواقب الاستسهال المهلكة، لأن الاستسهال في قضايا الشعوب والأمم يعمق فقرها وتخلفها وأميتها.

بل إن الاستسهال هو الذي جعل الكثير من شعب العراق الآن يعيش في كنف موتى مضوا قبل ما يزيد عن ألف من السنين، وهو الذي جعل بعض شعب العراق حاليا يستنجد بشفاعة من لا شفاعة لهم لكي يسلم في الدنيا وينال النعيم في الآخرة.

وهو الاستسهال ذاته الذي جر القوى السياسية في غير قطر عربي إلى الدمار بنيران الربيع والقاعدة وداعش والحشد، كما أنه الذي يجعل العراق اليوم محكوما من قبل سفير إيران وضابط مؤدلج من ضباطها يقررون من يموت ومن يعيش ومن يحرق ومن ينخر عظمه.

في الماء قوى ترابط ضعيفة جدا جدا اسمها الروابط الهيدروجينية، هي واهنة في حالة قياسها منفردة، غير أن تراكمها بالمليارات وحركتها الدؤوبة تكونا وانكسارا تمنحه قوة خارقة وطاقة إعجازية بأمر الله.

فلماذا لا يجمع منظرو الظروف والزمن المختلف كل طاقات العرب لتصير أقوى قوة في العالم؟ أيظنون أن الأمة قد خلت من لسان حال لها يصرخ بممكناتها العملاقة الخلاقة لو جمعت؟

لم لا يحتمون بطاقات الأمة بدل الاحتماء بأمريكا وغيرها؟

لم تنزلق قوى الإسلام السياسي إلى أحضان الامبريالية لتمنحها القوة الآنية لأن الامبريالية لا تمنح ولا تهب بل ولا تبيع قوة مستدامة لأحد غير نفسها؟

إن يقيننا له وجهان:

الأول: إن أمن أقطارنا منفردة وأمتنا العربية مجتمعة ومصالحها الاقتصادية والسيادية لا تتحقق إلا بالثبات على مبادئ الأمة.

الثاني: إن السياسات المبتذلة والنفعية والنزوع إلى الآنية وَلَيَّ عنق المصطلحات كالحداثة والتمدن والواقعية لن تؤدي بنا إلى بر الأمان ولن تشبع جوعنا إن كنا طلاب بطون ولن تعمر لنا بلادنا إن كنا تواقين للانتقال إلى عصر التصنيع.

ان ما نراه بعيون مبصرة للاسف الشديد ان بعض أنظمتنا صارت ترقص على أية خشبة مسرح للنفاق وللرياء والتذاكي المنطلق من جوف فارغة وتتخذ مواقف زئبقية لا يعرف لها رأس ولا ذنب وتدخل في تحالفات لا تؤمن بها بل تعتبرها جسرا للحصول على مكاسب مادية ليس الا وتقف مواقف رفض أو قبول لا يتبين منها هوية ولا خط ولا مسار ..

والمؤلم ان نجد مثقفين عرب يصفقون لهذه الانظمة ان شرقت وان غربت وعنوان المواقف رنان طنان (( الزمن تغيير )) ..

نحن لن يتغير زمننا قط وسنبقى الى يوم الدين أمة عربية واحدة ...ذات رسالة خالدة ..





حزب الدعوة مدمن على الاجرام ولن ينفعه كتاب منهجي متهافت ينوي تأليفه ليجرم به البعث حزب الامة والايمان .

رفيق من الفرات الاوسط

@ الدعوة حزب ايراني يقف في واجهة الصراع القومي الفارسي ضد العرب .

@ حزب الدعوة قتل الاف العراقيين خاصة في الفترة التي تلت استلام خميني للسلطة عام ١٩٧٩ بعد أن بدأت تغذيه الة العدوان الخميني .

@ أحدى أهم جرائم حزب الدعوة هي زجه بطلاب مدارس متوسطة وثانوية ليمارسوا مخالفات قانونية يعاقبون عليها بعقوبات شديدة وقاسية الامر الذي يعكس استهتاره بحياوة الشباب ومستقبلهم لتحقيق أغراضه الدنيئة.

الاف جرائم القتل والتسليب وقطع الطرق مارسها الدعوة ضد شعبنا اثناء الحرب التي دافع بها العراق عن سيادته واستقلاله .

@ القتال مع الجيش الايراني ضد العراق جريمة وعار في جبين الدعوة وكل من يمد له يدا . .



رغم ان محصلة الاحداث في العراق منذ غزت أميركا العراق وصنعت فيه عملية سياسية هي بمثابة الوجه المدني للاحتلال ,لا توحي بأي استقرار لهذه العملية ولا بترجيح كفة تفوق جماهيري لاي من القوى التي توظفت عند الاحتلال . ورغم ان كل ما جرى ويجري الى الان , قدر تعلق الامر بالقوى اللاعبة على مسرح الاحتلال المدني , هو صراع دموي وفساد مالي واداري يظن ممارسوه انه طريق سالك لتكريس الهيمنة على السلطة , رغم هذه العوامل وسواها الكثير غير أن بوسع أي مراقب أن يلتقط اندفاعات هوجاء لحزب الدعوة الايراني أكثر من سواه, ان كان لحساب الانتماء المغالى فيه لقوانين الغزو وتوجهاته أو لصالح اتجاهات فرعية لا تعني الامريكان كثيرا ولا تعني العديد من شركاء الدعوة السياسيين في البرلمان والحكومة هي في جوهرها توجهات انتقامية ايرانية في نسبتها الاعظم من بينها اجتثاث البعث وقوانين الارهاب والتغيير الطوبغرافي السكاني لبعض محافظات العراق وبعض المناهج التعليمية .

من هنا يمكن فهم توجه هذا الحزب الارهابي المجرم الى تغيير العديد من كتب التعليم الابتدائي وخاصة كتب التربية الاسلامية والتاريخ والثقافة الوطنية والقومية وممارسات طابور الصغار الصباحي من ممارسات بسيطة تزرع حب الوطن والشعب الى اللطميات وممارسات صفوية صرفة مبتذلة تحت لافتة مزيفة هي حب الامام الحسين عليه السلام وال البيت الأطهار وصولا الى النية التي أعلنها وزير التعليم العالي الدعوجي المتزلف المنافق استجابة لرغبة كتلة حزب الدعوة في برلمان الاحتلال والقاضية بتاليف كتاب عن ما يسمونه ( جرائم البعث ).

جرائم البعث التي يتحدث عنها المنهج المقترح وما ستخوض فيه اللجان المشكلة لهذا الغرض والذي ستحصل بسببه على ثروات طائلة لانه منفذ ووسيلة من وسائل السرقة والكسب الحرام التي عرف بها الدعاة الادعياء ستكون حصرا وتحديدا هي كل المكاسب والانجازات الضخمة التي حققها البعث للعراق وشعبه ابان فترة حكمه المجيدة و من بينها:

١- انتصار العراق شعبا وجيش وحكومة وحزب على ايران في حرب قادسية صدام المجيدة.

٢- تأميم النفط وطرد الشركات الأجنبية الاحتكارية الأجنبية واستخدام وارداته في التنمية الشاملة.

٣- تحقيق الوحدة الوطنية عبر انهاء التمرد الكردي في الشمال واصدار قانون الحكم الذاتي للاكراد .

٤- اصدار وتطبيق قوانين التعليم الالزامي ومجانية التعليم .

٥- تفتيت القوى السياسية المذهبية المتلبسة زورا وكذبا بالدين والمذهب وهي قوى تجسس وعمالة للأجنبي وفي مقدمتها حزب الدعوة المجرم .

٦- تحجيم العمليات الإرهابية لعصابات حزب الدعوة ومنها عمليات قطع الطرق والتسليب والتفجيرات في الجامعات ومؤسسات الدولة واستهداف حياة الكثير من العراقيين بالاغتيالات .

٧ - تعبيد الاف الكيلومترات من الشوارع والطرق الريفية وفي المدن تحقيقا لواحد من مظاهر الحياة المدنية وربط مواقع الانتاج بمراكز الاستهلاك.

٨- القضاء على البطالة والأمية لاول واخر مرة في تاريخ العراق .

٩- جعل العراق بلدا مهابا في كل المحافل الدولية ويحسب له حساب في كل السياسات والقرارات العالمية.

١٠- حول العراق الى بلد رائد عربيا وفي مجموعة العالم الثالث من حيث العلم والتطور العلمي والتقني والصناعي .

وتبقى جريمة واحدة مارسها نظام العراق الوطني قدر تعلق الامر بحزب الدعوة وتاريخه المعفر بالعار والجريمة هو وشركاه في الخيانة هي سيطرة القانون والامن على الاحزاب العميلة والخائنة وتقزيمها وانهاء فاعليتها التجسسية والتامرية على العراق والامة العربية … هو منجز وطني قومي بامتياز حققه العراق ولولا غزو أميركا وتمكينها لايران من احتلال العراق لما وصل حزب الدعوة العميل ولا أي من أحزاب ايران الى القدرة على التحكم بمقدرات عائلة عراقية واحده..

جريمة نظامنا الوطني التي سيؤلف الدعوة كتابا منهجيا يدرسه لطلاب الثانوية وطلاب الجامعات هي هذه : تقزيم البعث وسلطته التاريخية الفذة للاحزاب العميلة وحصرها في زوايا خانقة حماية للعراق وللامة العربية اضافة الى انتصاره التاريخي على ايران في قادسية صدام المجيدة .

وهذه ايران الان تحتل العراق وتصول وتجول عابثة بالامن والاستقرار والسيادة لعديد الاقطار العربية بعد أن اطلقت أميركا يدها هي والاحزاب التي حجمها البعث وقزمها وردع شرها وعدوانيتها وارهابها .

اليقين ان حزب الدعوة لا يمتلك فلسفة تربوية ينطلق منها لا في العلوم الانسانية ولا في العلوم الصرفة ولا يمتلك أيضا لا هو ولا منظومة سلطة الاحتلال لا كوادر ولا عقول مؤهلة لوضع كتاب منهجي لا في تجريم البعث والوطنيين والقوميين الاحرار ولا في العلوم الطبيعية والانسانية ومنارات استخدامها . والدعوة وأعوانه ليس لديه أصلا دراية ولا كفاءات ولا قدرات في ادارة الدولة في أي من مرافقها وكل ما قام به من يوم وظفه الامريكان في عمليتهم السياسية هو سياسة انتقام ايرانية وجرائم مذهبية ضد شعبنا واستنزاف ممنهج بعقلية فارسية وادارة فارسية لموارد العراق البشرية والمادية وخاصة موارد النفط وشباب العراق الفراتين والجنوبيين الذين أعدم الاف منهم في وقتل الاف اخرين عبر المواجهات الدموية التي صنعها مع داعش .

الدعوة حزب عميل ومجرم , والعميل المجرم لا يمتلك حق ولا أدوات تجريم الاخرين .

الدعوة واجهة من واجهات الصراع القومي الفارسي ضد أمتنا العربية وعليه فان ما يقدم عليه من ممارسات في أي من مجالات الحياة الان ان هو الا منتج احتلالي لن يعيش ساعة واحدة بعد تحرير العراق بعون الله من الاحتلال الفارسي .

شعب العراق وأحراره وقواه الوطنية وثق الاف الجرائم الارهابية وجرائم سلطة قبل وبعد ٢٠٠٣ م أقدم عليها حزب الدعوة الامر الذي يجعل منه حزب مجرم أولا واخرا والمجرم لا يحق له ان يجرم غيره كما قلنا وخاصة تجريم الذين جرموه سنوات طوال وبرهنوا على انه ذيل فارسي لا غير وتشكيل ارهابي .



حزب الدعوه الفارسي العميل .... سجل حافل بجرائم الاغتيالات

الحلقه الاولى

احمد الياسري/ العراق

خلال احدى جلسات محاكمة الرئيس القائد صدام حسين رحمه الله تحدث المرحوم الرفيق الاستاذ طارق عزيز عن جرائم الاغتيالات التي نفذها حزب الدعوه العميل . ومنها كانت جريمه استهدفت حياة الرفيق طارق في الجامعة المستنصرية .وبعدها بيوم خلال موكب تشييع شهداء الحادث ومنهم الشهيدة فريال تعرض موكب التشييع الذي كان يتقدمه المرحوم الرفيق بدر الدين مدثر عضو القيادة القومية الى رمي رمانات يدويه من المدرسة الإيرانية في منطقة الوزارية.

كذلك تحدث المرحوم الدكتور سبعاوي ابراهيم الحسن قبل هذه الجلسة حول الموضوع نفسه وتطرق اليه ايضا الرفيق سيف الدين المشهداني . وكل تلك الأحاديث وثائق ادانة من شهود عيان ومسؤولين مطلعين على ما نفذه حزب الدعوة الفارسي العميل من جرائم ضد الانسانية تبقى العقوبة القانونية عليه وعلى قيادته واعضاءه لا تلغى بالتقادم .

ان جرائم الاغتيالات التي نفذها حزب الدعوة والاحزاب العميلة الاخرى المدعومة من قبل ايران والجهات الاستخبارية في دول اخرى معاديه للعراق كثيره ولم تفرق بين عسكري ومدني .ولا بين طفل وشاب او شيخ وامرأه. وكل ذلك موثق ليس في العراق فقط بل حتى لدى المنظمات الدولية.

لقد استهدف حزب الدعوه العميل بدفع ودعم وتخطيط من ايران كل ماهو وطني خلال سنوات الحرب العراقية الإيرانية وقبلها. وبعد انتهاء الحرب وعندما طرح موضوع تشكيل محكمه دوليه لمعرفة من شعل فتيل الحرب وما هي الخروقات القانونية والتدخل في الشؤون الداخلية العراقية من قبل ايران للفترة من قيام الثورة الإيرانية وحتى يوم 22-9-1980 يوم رد العدوان . وكذلك ما فعلته ايران وما قدمته من دعم للعناصر الإرهابية خلال سنوات الحرب. فقد قامت وزارة الخارجية العراقية بتوثيق ذلك بدراسة متكاملة مع مجموعه من الملاحق التي تتضمن الوثائق من اشرطة التسجيل وافلام الفديو والصور والنشرات التي اصدرها حزب الدعوة العميل في ايران التي يتبجح بها بتنفيذ عمليات القتل والاغتيالات. وارسلت هذه الدراسة الى مجموعه من المنظمات الدولية.

سوف نستعرض بالحلقة القادمة بعض ما ورد بالدراسة من جرائم. ونرى من المفيد في هذه الحلقة اعادة الاطلاع على المواضيع التي نشرت سابقا بهذا الصدد التي توثق جرائم حزب الدعوة لان المواطن العربي وحتى الشباب من العراقيين ربما لم يعرف الشيء الكثير عن هذه الجرائم التي نفذها من جلبهم المحتل ليحكموا العراق ويتبجحوا بالديمقراطية هذه الايام امثال صولاغ والمالكي والحكيم والجعفري والجندي الفارسي هادي العامري. والمجرم المطلوب دوليا جمال جعفر الابراهيمي المعروف باسم ( ابو مهدي المهندس ).



رئيس وزراء بريطانيا السابق يقول: أمريكا ورطتنا في غزو العراق عن طريق الخداع !!

د.اياد حمزة الزبيدي

(حياتي وعصرنا ) :

جولة استكشافية في عقل مؤلف كتاب (( حياتي وعصرنا )) الذي كتبه رئيس وزراء بريطانيا السابق كوردن براون

والذي صدر حديثا من هذا الشهر زِدتُ يقيناً فوق يقيني الذي خزنته عن ماضي المملكة المتحدة "الإمبراطورية الاستعمارية " التي كانت لا تغرب عنها الشمس ، والحقيقة هي الإمبراطورية التي غربت عنها الأخلاق والإنسانية أليست هي مملكة ريتشارد قلب الأسد العنصري الغازي الحاقد على الأمة العربية .

نعيش في عصر الاستعمار الامبريالي الغاشم الجديد الذي نرى فيه تلك الدول المسماة بالعظمى والتي تتبجح بالإنسانية ودفاعها عن حقوق الإنسان واحترام حقوق الحيوان وفتح أوسع المساحات من الحرية لشعوبها في أوطانهم لكنهم في الوجه الأخر نراهم قبيحين منافقين مرائين محتالين كذابين يَزِنون بمكيالين يصدعون رؤوسنا في تسويق حقوق الإنسان و الحيوان والدفاع عنهم لكنهم يقتلون ويحرقون الإنسان العربي ويدمروه ويضعونه في أدنى مرتبة من حيواناتهم لأنهم يحترمون حقوق الإنسان و الحيوان الغربي فقط - ولا يحترمون ولا يقدرون حقوق وحرية الإنسان العربي !! .

قال الرئيس الشهيد صدام حسين " رحمه الله " : ( المسؤول الغربي عندما يكون في السلطة يكون غاشم متكبر يطبق سياسات دولته الغاشمة على الأقطار العربية بمسك العصا من طرف والجزرة بطرف آخر وعندما يغادر المنصب أو الكرسي يظهر بمظهر الإنسان الطيب الوديع الذي يفيض إنسانية ويحرص على تطبيق حقوق الإنسان ويبدأ بالتدليس لوضع مساحيق لتغطية وجهه القبيح ) .!!

أي صفاقة وحماقة لرئيس الوزراء البريطاني السابق كوردن براون التي شاركت بفعالية بغزو واحتلال العراق ودمروا وقتلوا وشردوا 5.400 مليون عراقي داخل الوطن وهجروا أربعة ملايين عراقي في 64 دولة وأكثر من مليون سجين ومثلهم جرحى من الشعب العراقي المظلوم ويقول : " أمريكا ورطتنا في غزو العراق عن طريق الخداع " ؟! . هل من المنطق والعقل أن يعترف كورد براون ويقول هذا الكلام ؟ بالله عليكم هل يوجد إنسان عاقل على وجه البسيطة يصدق هذا الكذب والدجل ؟ من رجل دولة كان يقود حكومة المملكة المتحدة الإمبراطورية التي كانت لا تغرب عنها الشمس ؟ أهي لعبة أطفال ؟ غزو دولة عضو مؤسس بالأمم المتحدة منذ تأسيسها عام 1945 وأخيرا يأتي العذر " خدعنا ؟!

تقول صحيفة الغار ديان : كتاب جديد بقلم رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردن براون توقعت فيه أن يصب الزيت على نار الجدل الاجتماعي الحاد داخل المملكة بشأن دوافع تقف وراء قرار لندن المشاركة في غزو العراق والذي يتهم فيه براون ، حسب الصحيفة ، الذي يحمل عنوان " حياتي وعصرنا " الولايات المتحدة بتوريط الحكومة البريطانية عن طريق الخداع في المشاركة بالعملية موضحا أن البنتاغون كان على علم بأن بغداد لا تملك أسلحة الدمار الشامل ولم يبلغ لندن بذلك .

ويقول براون في كتابه الذي كان يتولى إبان غزو العراق في العام 2003 منصب وزير المالية وخَلِفَ طوني بلير في مقعد رئيس الحكومة العام 2007 ، : إن التقرير ألاستخباراتي السري الأمريكي بشأن مزاعم عن وجود أسلحة الدمار الشامل في قبضة نظام صدام حسين لم يُسَلَم أبدا للحكومة البريطانية مشيرا إلى أنه لو حدث ذلك لتطورت الأوضاع لا حقا حسب سيناريو آخر حسب " الغار ديان " .

واستنتج براون أنه في ظل هذه المعطيات فلا يمكن اعتبار التدخل العسكري الوسيلة الأخيرة أو الرد المناسب ، مضيفا أن بريطانيا قررت نتيجة لهذا الخداع بالانضمام إلى العملية العسكرية قبل استنفاذ الوسائل السلمية في نزع السلاح . ونقلت الغار ديان عن براون قوله : إنه بصفته وزير المالية حينئذ كان يملك الوصول الأكثر للمعطيات الإستخبارية من أعضاء الحكومة الآخرين غير أن جهاز الاستخبارات البريطاني " 6 أي M "

أكد له وجود أدلة ثابتة على امتلاك بغداد لأسلحة الدمار الشامل ، وأشار رئيس الوزراء السابق : أن مراجعة هذه " الأدلة " , بعد تركه مقعده دفعته للاستنتاج " أننا جميعا ضُللنا بشأن وجود هذه الأسلحة " ؟ .

وأشار براون إلى أن التقرير الذي أعِدَ من قبل البنتاغون بطلب من وزير الدفاع الأمريكي حينئذ دونالد رامسفيلد وتسرب في العام الماضي لا يعتمد إلا على " أدلة ضعيفة وحتى تافهة وغير موجودة إطلاقا في النقاط الرئيسة " , حسب الصحيفة .

ويقول براون في الكتاب : " من المستغرب أن أحداً في الحكومة البريطانية لم يشاهد هذا التقرير " ، ونقل عن التقرير نصه : " حاولنا تقييم الأمر الذي يبقى مجهولا , ويتراوح مدى معرفتنا في الأنحاء المختلفة من موضوع أسلحة الدمار الشامل العراقية بين 0 و 75 % .

ويعترف براون بأن التقرير الأمريكي يستند غالباً ( بنحو 90 % )إلى معلومات استخبارية عديمة الصحة مع غياب أي أدلة مقنعة على الاتهامات الموجهة إلى بغداد مضيفا أن رامسفيلد تجاهل ذلك بالرغم من معرفة أن العراق لم يملك أسلحة الدمار الشامل والصواريخ بعيدة المدى وحتى لم يكن قادرا على إنتاجها في هذه المرحلة .

وذكر رئيس الوزراء البريطاني السابق أن نشر هذه " الأدلة " كان سيسفر عن تطور الأوضاع بطريقة مختلفة تماما حسب "الغار ديان " .

وقال براون : إنه كان يخطط لسحب القوات البريطانية من العراق عند توليه منصب رئيس الحكومة في العام 2007 قبل انسحاب القوات الأمريكية غير أنه تراجع عن هذا القرار حتى العام 2009 لعدم إظهار التناقضات بين سياساته وتلك التي كان ينتهجها سلفه طوني بلير.

ويضيف براون أنه لم يكن على علم بالأدلة "الحاسمة " إلا بعد مغادرته منصب رئيس الوزراء ؟

واندلعت الحرب على العراق التي قسمت الرأي العام البريطاني في مارس/آذار 2003 وأدى الصراع والأحداث التي تلته إلى مقتل "179 "عسكريا من القوات البريطانية وتختلف الإحصائيات بشان القتلى العراقيين الذين يقدرون ما بين 90 ألف و600 ألف شخص ولكنه أدى إلى اندلاع عنف طائفي أسفر عن مئات آلاف القتلى .

وأشارت تقارير الاستخبارات البريطانية التي اطلع عليها رئيس الوزراء توني بلير وغوردن براون إلى أن العراق " قادر على امتلاك مثل هذه الأسلحة " ويكتب براون في مذكراته : " أخبرتُ أنهم يعلمون مكان وجود هذه الأسلحة وأتذكر في ذلك الوقت أنه تقريبا كما لو كانوا أعطوني اسم الشارع والرقم الذي توجد فيه الأسلحة " .

" حرب غير مبررة "

وقال إن معلومات استخبارية أخرى اعتمدت إلى حد كبير على افتراضات تحليلية " بدلا من الاعتماد على أدلة دامغة ، ودحضت قدرة العراق على إنتاج أسلحة دمار شامل

وتوصل تحقيق استمر سبع سنوات بشأن تورط بريطانيا في الحرب على العراق وانتهى تقرير لجنة "تشيلكوت "بشأن الحرب أن ثمة معلومات استخبارية " خاطئة " تسببت في اندلاع الحرب .

وأضاف : " نظرا لأن العراق لم يكن يمتلك أسلحة كيمائية أو بيولوجية أو نووية يمكن استخدامها ويمكنه نشرها ولم تكن على وشك استخدامها لمهاجمة التحالف ’ فان الاختبارين لأي حرب عادلة لم يكونا متوفرين : فلا يمكن تبرير هذه الحرب " .





إقرار تدريس مادة "جرائم البعث": خطوة شعوبية جديدة.

أنيس الهمامي/تونس



في سابقة فريدة من نوعها، عبرت جوقة الجواسيس والعملاء والأقزام في بغداد المحتلة عن عزمها استحداث مادة جديدة ستدرس في كل المستويات مطلع العام الدراسي القادم في العراق واختارت لها عنوانا لافتا استقر الرأي حوله على " جرائم البعث " وبررت السلطات العميلة قرارها هذا بحتمية هذا النهج حتى يتسنى للشعب العراقي مزيد التعرف على جرائم حزب البعث العربي الاشتراكي وتجربة حكمه للعراق.

وفي الحقيقة، جاء هذا القرار نتيجة الضغط العالي الذي مارسه حزب الدعوة بزعامة نوري المالكي وهو الحزب الإيراني الفارسي نشأة وأهدافا ورؤى وتوجهات، الأمر الذي أجبر بقية الأقزام على الانصياع له.

فما هي جرائم البعث التي ستتضمنها هذه المادة المستحدثة يا ترى؟

وما هي الدوافع الحقيقية التي ألزمت حزب الدعوة الإيراني ومن سانده بمثل هذا التمشي؟

وما هي العوائد المنتظرة من هذا القرار؟

إن الحديث عن جرائم البعث عنوانا لمادة تدريسية لا يمكن التعاطي معه فنيا ولا إجرائيا فحسب، بل ينبغي لفهمه وملامسة جوهره الغوصٌ في ثنايا الذاكرة ورصدٌ ما حصل في العراق ليس منذ غزوه عام 2003 بل بما هو أبعد من ذلك بعقود.

فمن نافلة القول إن العراق بثقله التاريخي والحضاري وموروثه الفكري العظيم، كان على مر التاريخ وجهة للأطماع الخارجية، فعملت كل الامبراطوريات خلال كل الحقبات على التعامل معه حسبما تفتضيه مصالحها سواء بإقامة علاقات طيبة معه واتخاذه وجهة للاستنارة منه وتبادل الخبرات أو باستهدافه بغية تطويعه وإلحاقه بها لتستوي لها الأمور.

وتضاعفت مكانة العراق في عصرنا الحديث مع نجاح حزب البعث العربي الاشتراكي في ثورته التي وصل عبرها لسدة الحكم ليدشن عهدا جديدا في حياة العراق والعراقيين، وبالقدر ذاته تضاعفت محاولات استهدافه من طرف القوى الدولية والإقليمية على حد السواء.

لم يكن ذلك الاستهداف عبثيا، بل إنه تمخض عن تقديرات الجهات المتربصة بالعراق والعرب شرا لما يمكن أن يخلقه حزب البعث بسياساته وتوجهاته الوطنية والقومية من تغيير جذري في العراق، وكان أكثر ما تخشاه تلك الجهات هو تعميم نهج البعث على باقي الأقطار العربية بما يعنيه ذلك من ثورة ونهضة عربيتين عملاقتين ستقلبان حتما موازين القوى وستبعثر السياسات الاستراتيجية الموضوعة سلفا من طرف الدوائر الاستعمارية والامبريالية والحركة الصهيونية العالمية وتوابعها.

وفي هذا الإطار، تتنزل الاعتداءات الإيرانية الفارسية المبكرة التي عمل فيها الخميني مدفوعا بثاراته وأحلام الفرس التوسعية ناهيك عن الحقد الصفوي الدفين على العراق والعروبة، على ضرب التجربة البعثية في المهد. ولما فشل الخميني في مسعاه باعتباره مجرد أداة غربية استعمارية، كان لا بد من تدخل القوى الكبرى مباشرة وهو ما تحقق منذ تسعينات القرن العشرين حيث احتشدت الحشود العسكرية لأكثر من ثلاثين دولة وأمطرت بلاد ما بين النهرين بوابل خيالي من القنابل والأسلحة الفتاكة، ثم أطبقت عليها حصارا غير مسبوق تواصل على امتداد 13 عاما حرم فيه العراقيون من أبسط الأساسيات، ليكون الغزو الأمريكي البربري للعراق عام 2003 بداية عهد جديد من تخريب العراق وتدميره ونقطة انطلاق أخرى في سبيل عقاب العراق والعراقيين عقابا جماعيا اتسم بالعنصرية والوحشية استٌفْرِغت فيه كل النزعات الشيطانية الآثمة ليس أقلها القتل على الهوية والتهجير القسري والتغيير الديموغرافي والاستعانة بالميليشيات الطائفية الإرهابية والمجردة من أدنى ذرات الإنسانية والمرتبطة بالاحتلال الإيراني المجرم.

إن هذا الاستعراض المقتضب لحقيقة ما تعرض له العراق، يحيلنا مباشرة للإجابة عن السؤال الأول حول جرائم البعث، لأنها – أي تلك الجرائم كما يقدرها المناوئون للعرب وللعراق – مرتبطة ارتباطا جدليا وسببيا بما عاشه العراق ارتباطا وثيقا، وهي الدافع الأساسي له بصرف النظر عن رواية حزب الدعوة الإيراني الإرهابي.

فجرائم البعث في العراق، لم تزد عن أكثر من:

1: على المستوى العراقي

* العمل على تركيز السيادة الوطنية للعراق وتفعيلها وضمان وحدة شعبه وحماية أمنه.

* تأميم ثروات العراق وتسخيرها لصالح شعبه وضمان رفاهيته.

* توفير الأمن والسهر على راحة المواطنين.

* اعتماد المواطنة مقياسا وحيدا للتعامل مع الجماهير مراعاة للتنوع العرقي والعقائدي وفي هذا الإطار يندرج العمل على محاربة الارتباطات المناطقية والعشائرية الضيقة.

*منح الأكراد العراقيين حكما ذاتيا بلا نظير: على عكس الحصار والتعامل الوقح المتغطرس الذي تعرض له الإخوة الأكراد في شمال العراق خصوصا عند الاستفتاء من طرف حكومة الجواسيس.

* تعصير التعليم في إطار الرهان على العقل العراقي وإنشاء جيوش جرارة من العلماء والمهندسين والأطباء في كل الاختصاصات.

* توفير الرعاية الصحية والاجتماعية للعراقيين كافة.

* تطوير البنى التحتية والخدمات المسداة للمواطن تحت عنوان التنمية الانفجارية.

* الحرب على الأمية بشقيها: مقاومة الأمية الأبجدية والأمية الحضارية.

*إنشاء جيش عقائدي عصري وقوي يعمل على تأمين البلاد ويدفع عنها الاعتداءات الخارجية.

* إنشاء وتركيز الصناعات بمختلف الأصعدة: الصناعات العسكرية والصناعات الثقيلة والتقنية.

* العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي، عبر استصلاح مساحات واسعة بتكلفة هائلة وإنشاء نهر هو " النهر الثالث " بين الفرات ودجلة من شمال بغداد لجنوب البصرة على امتداد 650 كلم ويحمل كل مواصفات النهر عمقا وعرضا وتدفقا.

* تجذير الانتماء والهوية العربية في الشخصية العراقية.

2- على المستوى العربي:

*الانضباط الكلي للعقيدة والمصلحة القومية العربية الاستراتيجية العليا.

* الاستماتة في الدفاع عن حقوق العرب كافة، والعمل على استرجاع الأراضي المغتصبة.

*الوقوف المبدئي مع فلسطين والأحواز العربية: كان العراق زمن حكم البعث الداعم الأكبر للفلسطينيين في الداخل والخارج، كما كان أول من طرح وجوب استرجاع الأحواز لحاضنتها العربية بتخليصها من الاستعمار الإيراني.

*ريادة المجهودات الحربية العربية في رد الاعتداءات الصهيونية المتكررة على العرب: المشاركة في كل الحروب والحيلولة دون سقوط دمشق بيد الصهاينة رغم عدم إعلام العراق بالحرب مسبقا.

* فتح العراق أمام الطلبة والعمال العرب ومنحهم كافة امتيازات المواطن العراقي.

* رفع شعاري " نفط العرب للعرب " و " ثروة الامة للأمة " بما يعنيه ذلك من استحقاقات، فكان يخصص نصيبا من النفط للدول غير المنتجة بأسعار تفاضلية لا تتجاوز سعر تكلفة استخراج البرميل.

* التشديد على ضرورة تخصيص عوائد النفط للتنمية القومية في الأقطار العربية.

*صد الأطماع الإيرانية الفارسية الصفوية الخمينية، والحيلولة دون ما يسمى بتصدير الثروة الإسلامية كما نص على ذلك الخميني. ولقد وقى البعث والعراق وجيشه الأمة العربية ويلات مخططات التغلغل الفارسية، وأجلها. ولقد ثبت بالتجربة اليوم أن إيران تخترق المنظومة القومية العربية وتستبيحها منذ غزو العراق وإسقاط النظام الوطني فيه بقيادة حزب البعث.

* الإسهام المتقدم في دعم المجهودات العربية التنموية: فلقد صرف العراق زمن حكم البعث للاستصلاح الزراعي في السودان 50 مليون دولار، وصرف للأردن إبان ما يعرف بثورة الغلاء 150 مليون دولار، ناهيك عن نجدة اليمن زمن المجاعة ولإقامة جسر جوي وفر كل الاحتياجات لليمنيين، بعد أن رفضت الصين مساعدته.

* المساهمة في المجهودات والسياسات التعليمية في الأقطار العربية وخاصة الفقيرة، فكان العراق يطبع على نقته الخاصة الكتب المدرسية لتلك الأقطار كما قام ببناء وتشيد عشرات الجامعات والمستشفيات فيها، ولم يستخدمها ورقة للتدخل في شؤونها الداخلية.

* دفع المنح والهبات للمنشآت الثقافية في الأقطار العربية: وعلى سبيل المثال، صرف 50 مليون دولار لمكتبة الاسكندرية.

*الدفاع عن الأقطار العربية ضد الأخطار الخارجية: دفع العدوان السينغالي على القطر الموريتاني في أقصى غرب الوطن العربي.

هذا غيض من فيض جرائم البعث التي بسببها أقدم أسياد حزب الدعوة الإيراني على استهداف الحزب والعراق ونظامه معا، فما الذي ستتضمنه مادة " جرائم البعث " يا ترى خلاف هذا؟ فلا أحد يعلم للبعث من جرائم سواها، إلا إذا كان المضمون مخزون مجمع الحثالات في بغداد المحتلة من الافتراء والأكاذيب والادعاءات والتلفيقات.

أما بالنسبة للدوافع والجهات التي تقف وراء حزب الدعوة الإيراني الفارسي لمثل هذا التمشي، فإن الأمر أشد وضوحا.

فبحكم نشأة حزب الدعوة الإيراني الفارسي في الحضن الإيراني ووفق التعاليم الفارسية، وعلى خلفية الحقد الدفين على العراق والعرب والعروبة وعلى البعث معا في العقيدة الإيرانية، وبحكم نزعته الإرهابية أيضا، ونظرا لعمالته وخياناته المعروفة للقاصي والداني، فإن إيران هي من أوعزت لربيبها وزعيمه المجرم نوري المالكي بهكذا توصيات.

وحزب الدعوة وانضباطا لنهجه التآمري والخياني، وتوافقا مع طبيعته الوضيعة، لم ينس ولم يغفر للبعث إحدى أكبر جرائمه على الإطلاق، ألا وهي صرامة حزب البعث في ضرب أوكاره لما تكشفت ارتباطاتهم الإيرانية ولما توضحت مخططات الدعوة العميل ومساعيه لإثارة البلبلة وزرع الفتن الطائفية في العراق، هذا وتبقى الجريرة الأشد فظاعة والذنب الأعلى لحزب البعث، هو طبعا صده لمشروع الخميني بعد أن تجرع السم الزعاف عقب الحرب الغادرة التي شنتها إيران على بلاد ما بين النهرين.

وسيكون من السذاجة بمكان القبول بمثل هذين التفسيرين على وجاهتهما وصلابتهما ذلك أن حزب الدعوة الإيراني يشعر بمركبات نقص كبير وفادح مقارنة بالبعث، إذ ورغم كل التشويهات والفبركات ضد البعث، ورغم الملاحقات والتشريد والتقتيل لأعضائه ومناضليه وقياداته، ظل البعث شامخا قويا صلبا مهابا يحظى بكل الاحترام والتقدير لدى العراقيين والعرب بل وكل أحرار العالم، وفي المقابل تآكلت شعبية الدعوة الإيراني وتهاوت وانحسرت بفعل تعري حقيقته



مع الأيام، حيث لم ينتج سوى العملاء واللصوص ونهابي المال العام والطائفيين القتلة الإرهابيين.

لم يجد حزب الدعوة الإيراني من سبيل للهروب من فشله المروع في التعاطي مع الشأن العام العراقي شأنه شأن بقية الجواسيس والعملاء الذي قدموا على ظهور الدبابات الأمريكية الغازية وجاؤوا متخفين في نعال المستعمر، إلا أن يبتدع هذه الحيلة الخبيثة عساها تكن سبيله لاسترداد فتات من إشعاع أو تعاطف شعبي.

هذا، ويوقن حزب الدعوة الإيراني الطائفي الإرهابي، أن ما يعايشه يوميا من تراجع شعبي يقابله مجاهرة شباب العراق بالحنين لأيام البعث حتى وإن لم يعاصروها، وإشادتهم بالبعث والبعثيين وبنظافة يدهم ونزاهتهم وإخلاصهم وتعففهم ووطنيتهم ونخوتهم، سيعجل حتما برحيله غير مأسوف عليه خصوصا مع تعاظم الأخطار المحدقة سواء به أو بأولياء نعمته في طهران الشر والرذيلة.

ولا تتوقف مركبات النقص عند حزب الدعوة الفارسي كلما قارن نفسه بالبعث عند هذه الحدود، فتتعمق مآسيه بسبب استقرار الرأي عند الجميع بعمالة هذا الحزب مقابل أصالة البعث وثباته ووفائه لشعبه وأرضه ولشجاعته وإقدامه وعبقرية رجالاته وصمودهم في وجه أعتى آلات الحروب التدميرية لأكثر من ستين دولة بالتمام والكمال ومقاومتها مقاومة أسطورية.

فكيف بعد كل هذا لا يٌجرّم البعث؟ وكيف بعد هذه الحقائق لا يجن المالكي ومن معه؟

إنه ولكي نفهم الدوافع لمثل هذا القرار الوقح، يتوجب علينا أيضا التفكير في الجهات المستفيدة فعليا من ورائه. وفي الواقع ليس هناك من مستفيدين إلا الصهيونية العالمية والدوائر الامبريالية وإيران والعرب المعادون للعروبة والمتنكرون لها، فهؤلاء جميعا كانوا ولا يزالون متحالفين متوافقين متجانسين حول ضرورة اجتثاث حزب البعث وهدم صرحه ليتسنى لهم تحقيق مآربهم وإنجاح مخططاتهم.

أما عن العوائد المنتظرة لهذا القرار، فإن البعث لا يضيره أن تمتد إليه نفس الأيادي القذرة المرتعشة الخائنة لتشوهه.

فالحزب الذي تحدى الاجتثاث، والحظر والملاحقة والمادة 4 من قانون الإرهاب وغيرها، لا يخشى مثل هذه الفرقعات والشطحات التي لا تعكس مدى التخبط والعجز والفشل الذي يعانيه حلف الشر ومجمع الأراذل والمرتزقة العملاء الصغار في بغداد المحتلة.

والبعث وهو الحزب الذي روى بدماء خيرة مناضليه وعقوله ورجالاته أرض العراق من زاخو للفاو، وافتدى العراق وشعبه بــ 160 ألف شهيد من القادة النوعيين الكبار والأعضاء العاملين، لن ينجح في ضرب شعبيته ولا في تلطيخ سمعته، إدراج مادة هجينة لا قيمة لها ولا مدلول أعدها سفسطائيون متفسخون متملقون طائفيون لا عقول لهم ولا ضمير ولا همم ولا كبرياء ولا حياء.

بل إن هذه المادة المستحدثة، ستكون سهما جديدا يرتد لصدور مطلقيه فتسرع برحيلهم واندحارهم مذمومين مدحورين قريبا بإذن الله تعالى.



الصفويون الجدد وأطماعهم الاستعمارية.

عبدالله الحيدري/ اليمن



تعود مساعي إيران لتفتيت دول الجوار إلى ما قبل التاريخ. ولقد أصبحت هذه المساعي جزء من طبيعة إيران، كائناً من كان الذي يحكمها.. حتى ليمكن القول إن وجود إيران نفسه مرتبط بهذه المساعي.. وتحت ذريعة أو أخرى، فقد ظل هذا الهدف راسخاً على امتداد آلاف السنوات..

إن الأمر ليس قصة اليوم أو البارحة، على الإطلاق. فمثلما تقوم العقيدة الأمنية الصهيونية على القول «إن قوة (إسرائيل) من ضعف جوارها»، فإن عقيدة الوجود الإيرانية تقوم على القول «إن قوة إيران من تمزيق جوارها».

وهذا ما نجحت إيران بتحقيقه في العراق وسوريا، حيث يسود البطش والمجازر والانقسامات، وهو ما تحاول تحقيقه في اليمن.

وعندما نسبت إيران نفسها للمشروع الصفوي، فقد كان هذا المشروع سابقة أولى للمشروع الصهيوني من حيث كونه إيديولوجية تتخذ من الدين ستارا لأغراضها الاستعمارية.

ومثلما صار الكيان الصهيوني ثمرة لنجاح المشروع الصهيوني، فقد كانت إيران، وما تزال، ثمرة لنجاح المشروع الصفوي والوسيلة التي يستخدمها الفرس لبسط هيمنتهم، لا تقتصر على القمع المسلح، ولكنها تصل إلى حد القتل والترويع والإعدامات من خلال محاكم عشوائية تتسم بطابع همجي مكشوف..

لقد ظل المشروع الصفوي يمثل إيديولوجية الدولة الإيرانية على مر القرون الخمسة الماضية، كائنا من كان يقف على رأسها. وهو الذي يمنحها هويتها ويغذي أطماعها بالجوار. ولا توجد قوة في الأرض يمكن أن تقنع الصفويين الجدد بأن حدود إيران الحالية هي أقصى حدود المشروع.

فهذا المشروع إذا فقد توتره وثوريته (حسب الادعاءات الإيرانية الفارسية) وتطلعاته التوسعية، يموت. وهذا هو الشعور الغالب هناك.

ولهذا السبب، فإن الصفويين لن يكفوا عنّا وحشيتهم وجرائمهم ولن يتركونا نعيش بسلام أبداً. ولن يتوقف اللطم على الحسين لكي يكون غطاء للطم على الإمبراطورية الساسانية الغابرة، كما لن تتوقف «محبة آل البيت» على أن تكون تقية للثأر من موقعة نهاوند.

ولقد هزموا مرة بعد أخرى. حتى ليكاد التاريخ الفارسي كله ينحصر في كونه تاريخ هزائم. وهذا سبب آخر للتوتر الدائم، والميل الدائم إلى ارتكاب المجازر..

ولكن الشعوب التي تغطي عوراتها في التاريخ بالتقية والزيف، تظل إلى الأبد تدفع ثمن هزائمها فيه.



كأن "إسرائيل" واحدة لا تكفي العرب

أبو محمد عبد الرحمن/ لبنان



قد لا نبالغ إذا أكدنا على أنه لم يخطر ببالنا أن تتبدل الأحوال في أقطار الوطن العربي والأمة التي دخلت رويدا رويدا في مرحلة تحقيق الذات والعودة الطبيعية إلى أمة عربية واحدة بعدما تعرضت لضربة قاسية ومهلكة إن صح التعبير من عدو ظن العرب لوهلة أنه سوف يكون عونا لنا على النهوض من كبوة دامت زهاء ستة قرون جراء القهر والاستعمار العثماني الذي خلف الدولة العربية العباسية بعد أن أرهقوها وقبضوا على مقاليد السلطة فيها لتكتمل بذلك عملية الإجهاز النهائي عليها.

وبالعودة إلى ذلك العدو الذي حسبناه صديقا بما يحمله من شعارات الإنسانية والسلام العالمي، فإذا به يكشر عن أنيابه مفصحا عن هوية ذئب أبيض شرس لا يقل ضراوة عمن سبقه، بل تفوق عليه بما يملكه من حنكة ودهاء ونفس طويل لتنفيذ مخططاته الطويلة الأمد.

إنه العدو الفارسي الذي استفاد وانخرط في وعد بلفور المشؤوم وسايكس بيكو الملعون ومؤتمر سان ريمو، في خطة مغايرة لما اتبعه العثمانيون من ضم بالقوة والقهر حفاظا على نبع الثروات العربية التي تغذي خزائنهم.

بدأت الأقطار العربية المقسمة وفق معاهدة سايكس بيكو " تنال استقلالها " تباعاً، طبعا ووفق الخطة الطويلة الأمد، مستبدلة النهج القومي بالاستقلال القطري تحت مظلة وهمية (جامعة الدول العربية).

حتى لفت العراق الوطني أنظار القوى العظمى (بعدما تم رصده منذ ثورة تموز عام 1968 واسترعى انتباههم في حرب العاشر من رمضان 1973 )، فأدرك الغرب الرأسمالي أن العراق وثورته قد يؤديان إلى عرقلة مشاريعه المرسومة ومخططاته لنهب الثروات والتحكم بمفاصل القوة العربية الاقتصادية والجغرافية.

تخوف الغرب من جدية هذه الدولة في طروحاتها وأهدافها، وفرح في نفس الوقت؟!

إذ لا ضير من " إسرائيل شرقية " تكون توأم " إسرائيل الغربية " وتهديداً للعراق وأمنه وإنجازاته العظيمة والواعدة، وتدميره واحتلاله لاحقاً، وتلعب دورا رئيسيا في إضعاف العرب وتهديد وجودهم ودولهم، ولكن بقدر ما يرغبه الغرب وتحت أنظاره.

ولكن، هل يرغب الغرب حقا في إدخال الأمة العربية في نفق مظلم جديد يشبه الهيمنة العثمانية من حيث الشكل ويتميز عنه بخطورة مضمونه وأهدافه؟

وبعد العدوان الإيراني على العراق تنفيذا لوعد الخميني بتصدير ثورته المشؤومة، ندرك أن وعد بلفور ووعد الخميني إنما يصدران من مشكاة واحدة وهو إنهاء للهوية الوطنية للعرب والعروبة في آن واحد، وأن معاناة العرب قد بدأت.

أما أهم منجزات "ثورة خميني":

- شق الصف الفلسطيني.

- تسليم العراق لإيران مكافأة لها على تعاونها في احتلال العراق وتدميره.

- إنشاء مليشيات مذهبية تدين لها بالولاء، وبنهج الولي الفقيه.

- التدخل السافر والممنهج في شؤون أقطار عربية متعددة، والسعي إلى السيطرة على هذه الأقطار.

- الانخراط في معمعة الفوضى الخلاقة "الربيع العربي" سلباً والمساهمة في إحلال الفوضى والخراب بحجة "داعش" بعد أن تم صناعتها في مصانع استخباراتهم بالتعاون مع أسيادهم من شيطان أكبر وأصغر.

- تباهيهم بالسيطرة على أربع عواصم عربية والحبل على الجرار.

- العجيب أن طريق " يا قدس إننا قادمون " جار البحث عنه.

- تمددهم إلى أقطار المغرب العربي.

فعلا إننا ابتلينا ب "إسرائيل ثانية" شرقية فمنذ وصول الخميني من باريس واختطافه للثورة الإيرانية الشرعية وإعدام عشرات الألوف من المعارضين الإيرانيين، وهم يخوضون الحروب من أجل تحرير فلسطين كل فلسطين ؟!

هذا ما نبه إليه البعث منذ وصول الخميني للسلطة ولم يلق تنبيهنا آذان صاغية، إما تنفيذا لرغبة أسيادهم أو بسبب انعدام الحس القومي لتلك الأنظمة، حتى أكل الثور الأبيض والأصفر والأخضر.

لم تزل هناك بارقة أمل متمثلة بالمقاومة العراقية الوطنية العروبية التي حافظت على نفسها ولم تنزلق إلى الفخ الذي نصب لها في معارك عبثية طائفية تدميرية لا طائل منها سوى مساعدة الفرس في بسط سلطتهم على العراق، مما اضطر الفرس إلى ابتداع فزاعة " داعش " كحصان طروادة متقدم لاستكمال مخططهم في تدمير مدن وحواضر عربية لتحقيق التغيير الديموغرافي المنشود.

تحية للبعث وقيادته الحكيمة التي تدير المعركة بوجه البرابرة الجدد بكل جدارة وكفاءة قل نظيرها في مسيرة أي مقاومة قاومت بشكل فعال ومدروس.

تحية لحامل الأمانة الرفيق القائد المناضل الأمين العام المعتز بالله عزة إبراهيم حفظه الله.

وتحية إكبار واعتزاز لشهدائنا الأكرم منا جميعا وفي مقدمتهم شهيد الحج الأكبر أبو الليثين الشهيدين الذي بذل أعز ما يملك فداءً للعراق العظيم وللأمة العربية المجيدة.





بداية أضع مقارنة بسيطة بين " قال " الماضي و " يقولون " المضارع والذي يحتمل الحاضر



هاجر دمق/تونس



قال الماضي:

قـــــم للمعلــم وفه التبجيــــــلا **** كاد المعلم أن يكون رســولا

أعلِمت أشرف وأجل من الذي **** يبني وينْشئُ أنفسا وعقـــولا

سبحانك اللهم خيْــرَ معلّــــــــم **** علَّمت بالقلم القرون الأولى

واليوم يقولون:

قم للمعلم يا بني عجــــــــــــولا **** واضربْه حتى يرتمي مقتـولا

هاجمه بالكرسي واكسر رأســه **** فالرأس كان مخرفا وجهـــولا

وإذا افتقدت من الكراسي عـــدة **** أشهر عليه الساعد المفتـــولا

وباستقراء الحاضر فلا عجب أن نسمع كما نشاهد مما استفحل وكثُر حتى أصبح المعلم الشماعة الوحيدة التي يعلق عليها الآباء والساسة وأكثر الطاردين لأنفسهم تبعات ما آل إليه التعليم من هزال فاق التصور وحتى لا نبني على المستقل ب "ستكون " فالنتائج اليوم اصبحت جد وخيمة وماضية في الإستفحال وهو ما ارتد وسيزيد ارتدادا على الأخلاق والمجتمع هنا نعني الطبقات المتوسطة والفقيرة والتي تشكل السواد الأعظم ذلك لأن المعلم كالسلم عليه ترتقي الأجيال صعودا فإذا ما انكسر هذا السلم فعلى أجيالنا الحاضرة والمستقبلية أن تحيا في القاع أو بمعنى أصح الحضيض وبانعدام الوسيلة ينعدم الارتقاء.

من المفروض ان المعلم هو مصدر التعليم الوحيد بعدما انتفى التعليم القرآني الذي يؤسس لبداية التعليم العام وهو ما عوضوه بالأسوأ والنتيجة ضحالة التعلم ونذرة الأيادي المرشدة تعويضا عن الأمهات فإنني أحاول معكم قدر الإمكان وضع اليد على الجرح في الأسباب الكامنة وراء هذا التعثر المؤسف والضعف الممنهج من مصادره الأساسية عساه يكون منارة لمن يجهل ما يدور في الكواليس ثم يكتفي بالصهيل دون إدراك للخفايا ..

فإذا كانت العملية التربوية ترتكز على المعلم ؛ والطالب ثم المنهج فدعونا نجري مناظرة بين حنين الماضي البعيد والحاضر التليد ولننطلق من المعلم والطالب لأن التلميذ هو اللبنة الخام الأساسية والتي سقطت برياح الثانوي ومنه انطلقت أفقيا لتضعنا في حظيرة التخلف

كثيرون اليوم لايزالون يذكرون مكانة المعلم الإجتماعية فلم يكن إبن أم يجرؤ على التطاول وإن مازحا عليه أكان طالبا أو ولي أمر ولا حتى موظف سامي إذ كانت وزارة التعليم تكفل له الحصانة المنيعة كاملة وإن كانت تنقصها بعض الحقوق التي تذوب في القيمة المثلى خصوصا وأنه كان ينعم باستقرار طويل الأجل في مدرسة تجمع في كل فصل من أقسامها عشرين طالبا ونيف وكثيرا ما تكون المدرسة قريبة لا تبتعد عن منزله بضع دقائق ليعود سريعا بين ذويه يراجع الكراسات ويهيئ مقررات الغد بما يراه هو منسجما مع متطلبات الطالب ضمن نطاق مستواه

وبين الأمس واليوم نجد المعلم شخص جُرد من كافة صلاحياته ولم يعد سوى سفيرا من الوزارة يملي على الطالب ما أملي عليه مع بعض الشروح السريعة والتي لا يستوعبها أحد مما جيش الساعات الإضافية لتستنزف البقية الباقية من المصاريف الضرورية

لقد أصبح المعلم ممنوعا من الصرف والتصرف فافقدوه كل الوسائل الرادعة من إيقاف الطالب أو ضربه ولا حتى تأنيبه أو إبعاده من الفصل ناهيك عن التهديد بخصم درجاته ومع التقليل من معين التوظيف ــ ضريبة القروض من البنك الدولي ــ الذي عطل جزءا كبيرا ممن كان من الممكن أن ينتج معلمين جدد إضطروا معه لإقحام أربعين طالبا أو يزيدون في الفصل الواحد فدبت حيرته بين تنظيم وإدارة هذا الكم الضخم من الطلاب وإيقاظ النوام في ظل انعدامِ للهيبة والتركيز على المقررات المسيسة وبين شرح الدرس وتمارينه ولا تتوقف عند هذا الحد ..

فمقرات المعلمين أصبحت تبتعد بمسافات من الكيلوميترات إن لم يكن الاغتراب كلية عن المدينة الأم لتصبح معيشته تقف عند الشطائر وربما الأكل السريع في الساحات وللمرء أن يتصور ولو افتراضيا الأثر النفسي المتردي للغاية والمردود المحبط الذي لا يحسه إلا من تجرع مرارته وقاسى مساوئه ..

وهنا نقف عند طالب الأمس واليوم إذ أن الأول تغلب عليه البراءة وحب التعلم فتسمع لأسنانه اصطكاكا مزعجا كلما ذكرت المدرسة والمعلم في حضرته متى كان المعلم أمامه وولي أمره خلفه وتلك الكلمة الشهيرة المعتادة ( لكم اللحم ولي العظم ) فيكون له الويل كل الويل لو ضرب بواجباته عرض الحائط أو تفرغ لشأن ينسيه فروضه فيكون بذلك هو الحريص الأول عليها فلا تراه إلا مذاكرا تحت عمود ضوئي لمن لا يملك في بيته حينها غير القنديل أو المصباح الغازي الوحيد ببيته بل وتنطلق العودة للمراجعة والتحصيل من جديد بمجرد رجوعه إلى البيت ولا ننكر أن قلة الملاهي كانت شحيحة جدا إن لم تكن معدومة اللهم بعض الأنشطة التي غالبا ما تصب في التعليم كدور الشباب والمكتبات والنوادي الثقافية كل هذا بالإضافة للأدب الجم والأخلاق الرفيعة حتى قيل يومها : لن يتعلم إلا من كان راغبا أو راهبا علما بأن الرغبة مفقودة منذ الأزل إلا من رحم الله وقد حلت محلها الرهبة ..

وعكسه اليوم نرى شخصا جُبِل على اللماضة وسوء الإهتمام لا يرى في أستاذه غير وسيلة للهمز واللمز بالتسلية والاستهزاء المضحك ( المبكي ) وأداة للاستفزاز والتهكم وقد حُقّ له ذلك في ظل معلم فقد الصلاحيات وحُد من التصرف ليس بيده أبسط حقوق الدفاع حتى على نفسه إلا عندما يطرحه الطالب أرضا وربما مدرجا في دمائه وعندها قد يستنفر أبسط وسيلة للدفاع إن لم يشهد القسم ضده !!

ولعل الكثير الكثير من القصص التي يتفاخر بها الطلاب تكون بحق المعلم فلا يترك المدرسة إلا وقد أشبع نفسه مكالمات وفيديوهات وتحرشات يعود بعدها إلى المنزل منهك الشذوذ قد ينام وقد يُكمل الجولة عبر الملاهي التي لا تكاد تنقطع ليختمها بحصة إنترنيتية قد لا تنتهي إلا مع بداية الحصة الأولى من اليوم التالي ليجدد شكلا آخر من العربدة حتى لا يحس بالملل والرتابة

بعد هذا المختصر الشديد والذي هو بمثابة نقط متفرقة بين كل نقطة وأخرى تكمن عشرات النقط تجنبت الكثير من الإسهاب وأنا متأكدة من أن الكثيرين مثلي يحملون هموم هذه الفترات والعديد من الاستنتاجات نتمنى مطارحتها والنبش في أولوياتها سيما وأول سورة استقبلها محمد بن عبد الله من العليم الحكيم ؛ هي سورة إقرأ " { إقرأ باسم ربك الذي خلق .. }

ما آل إليه المعلم عرفناه وستزداد معرفتنا بفضلكم به إذا ما تجاوزنا أمرا منه أما التعليم فقد نلخصه في سوء المقررات ورفع يد المعلم عن مقرره الذي استبدل بتقارير ترهيبية تكاد لا تنتهي إمضاءاتها

وحتى لا ننسى المستقبل فأملنا في الله كبير سيما والثقافة الإليكترونية أصبحت اليوم مصدرا من مصادر التعليم المستقبلي حيث عبره يستطيع المعلم نقل علومه لكل طالب راغب وفي نفس الوقت يكون مساعدا على توجيه الطالب حيث يجب له التوجه وقد انطلقت بالفعل هذه التقنية تنشد المستقبل المنشود وكثيرون اليوم يتابعون دراستهم عبر هذه التقنية والتي تخول لهم عبرها مسايرة الفروض والواجبات كما تسمح للمعلم بأن يجري عبرها الامتحانات ..

عند هذا الحد ألزم نفسي بالتوقف تاركة المجال للرأي والرأي الآخر والذي أتمنى أن يكون متكاثفا ومتعاضدا مع القديس الذي أصبح محطة للتدنيس لا سمح الله





رئيس وزراء بريطانيا السابق يقول: أمريكا ورطتنا في غزو العراق عن طريق الخداع !!

د. اياد حمزة الزبيدي


(حياتي وعصرنا):

جولة استكشافية في عقل مؤلف كتاب (حياتي وعصرنا) الذي كتبه رئيس وزراء بريطانيا السابق كوردن براون

والذي صدر حديثا من هذا الشهر زِدتُ يقيناً فوق يقيني الذي خزنته عن ماضي المملكة المتحدة "الإمبراطورية الاستعمارية " التي كانت لا تغرب عنها الشمس ، والحقيقة هي الإمبراطورية التي غربت عنها الأخلاق والإنسانية أليست هي مملكة ريتشارد قلب الأسد العنصري الغازي الحاقد على الأمة العربية .

نعيش في عصر الاستعمار الامبريالي الغاشم الجديد الذي نرى فيه تلك الدول المسماة بالعظمى والتي تتبجح بالإنسانية ودفاعها عن حقوق الإنسان واحترام حقوق الحيوان وفتح أوسع المساحات من الحرية لشعوبها في أوطانهم لكنهم في الوجه الأخر نراهم قبيحين منافقين مرائين محتالين كذابين يَزِنون بمكيالين يصدعون رؤوسنا في تسويق حقوق الإنسان و الحيوان والدفاع عنهم لكنهم يقتلون ويحرقون الإنسان العربي ويدمروه ويضعونه في أدنى مرتبة من حيواناتهم لأنهم يحترمون حقوق الإنسان و الحيوان الغربي فقط - ولا يحترمون ولا يقدرون حقوق وحرية الإنسان العربي !! .

قال الرئيس الشهيد صدام حسين "رحمه الله ": (المسؤول الغربي عندما يكون في السلطة يكون غاشم متكبر يطبق سياسات دولته الغاشمة على الأقطار العربية بمسك العصا من طرف والجزرة بطرف آخر وعندما يغادر المنصب أو الكرسي يظهر بمظهر الإنسان الطيب الوديع الذي يفيض إنسانية ويحرص على تطبيق حقوق الإنسان ويبدأ بالتدليس لوضع مساحيق لتغطية وجهه القبيح ) .!!

أي صفاقة وحماقة لرئيس الوزراء البريطاني السابق كوردن براون التي شاركت بفعالية بغزو واحتلال العراق ودمروا وقتلوا وشردوا 5.400 مليون عراقي داخل الوطن وهجروا أربعة ملايين عراقي في 64 دولة وأكثر من مليون سجين ومثلهم جرحى من الشعب العراقي المظلوم ويقول: " أمريكا ورطتنا في غزو العراق عن طريق الخداع " ؟! . هل من المنطق والعقل أن يعترف كورد براون ويقول هذا الكلام؟ بالله عليكم هل يوجد إنسان عاقل على وجه البسيطة يصدق هذا الكذب والدجل؟ من رجل دولة كان يقود حكومة المملكة المتحدة الإمبراطورية التي كانت لا تغرب عنها الشمس ؟ أهي لعبة أطفال؟ غزو دولة عضو مؤسس بالأمم المتحدة منذ تأسيسها عام 1945 وأخيرا يأتي العذر" خدعنا؟!

تقول صحيفة الغار ديان: كتاب جديد بقلم رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردن براون توقعت فيه أن يصب الزيت على نار الجدل الاجتماعي الحاد داخل المملكة بشأن دوافع تقف وراء قرار لندن المشاركة في غزو العراق والذي يتهم فيه براون ، حسب الصحيفة ، الذي يحمل عنوان " حياتي وعصرنا " الولايات المتحدة بتوريط الحكومة البريطانية عن طريق الخداع في المشاركة بالعملية موضحا أن البنتاغون كان على علم بأن بغداد لا تملك أسلحة الدمار الشامل ولم يبلغ لندن بذلك .

ويقول براون في كتابه الذي كان يتولى إبان غزو العراق في العام 2003 منصب وزير المالية وخَلِفَ طوني بلير في مقعد رئيس الحكومة العام 2007، :إن التقرير ألاستخباراتي السري الأمريكي بشأن مزاعم عن وجود أسلحة الدمار الشامل في قبضة نظام صدام حسين لم يُسَلَم أبدا للحكومة البريطانية مشيرا إلى أنه لو حدث ذلك لتطورت الأوضاع لا حقا حسب سيناريو آخر حسب " الغار ديان".

واستنتج براون أنه في ظل هذه المعطيات فلا يمكن اعتبار التدخل العسكري الوسيلة الأخيرة أو الرد المناسب، مضيفا أن بريطانيا قررت نتيجة لهذا الخداع بالانضمام إلى العملية العسكرية قبل استنفاذ الوسائل السلمية في نزع السلاح. ونقلت الغار ديان عن براون قوله : إنه بصفته وزير المالية حينئذ كان يملك الوصول الأكثر للمعطيات الإستخبارية من أعضاء الحكومة الآخرين غير أن جهاز الاستخبارات البريطاني " 6 أي M "

أكد له وجود أدلة ثابتة على امتلاك بغداد لأسلحة الدمار الشامل ، وأشار رئيس الوزراء السابق : أن مراجعة هذه " الأدلة " , بعد تركه مقعده دفعته للاستنتاج " أننا جميعا ضُللنا بشأن وجود هذه الأسلحة " ؟ .

وأشار براون إلى أن التقرير الذي أعِدَ من قبل البنتاغون بطلب من وزير الدفاع الأمريكي حينئذ دونالد رامسفيلد وتسرب في العام الماضي لا يعتمد إلا على " أدلة ضعيفة وحتى تافهة وغير موجودة إطلاقا في النقاط الرئيسة " , حسب الصحيفة .

ويقول براون في الكتاب : " من المستغرب أن أحداً في الحكومة البريطانية لم يشاهد هذا التقرير " ، ونقل عن التقرير نصه : " حاولنا تقييم الأمر الذي يبقى مجهولا , ويتراوح مدى معرفتنا في الأنحاء المختلفة من موضوع أسلحة الدمار الشامل العراقية بين 0 و 75 % .

ويعترف براون بأن التقرير الأمريكي يستند غالباً (بنحو 90%) إلى معلومات استخبارية عديمة الصحة مع غياب أي أدلة مقنعة على الاتهامات الموجهة إلى بغداد مضيفا أن رامسفيلد تجاهل ذلك بالرغم من معرفة أن العراق لم يملك أسلحة الدمار الشامل والصواريخ بعيدة المدى وحتى لم يكن قادرا على إنتاجها في هذه المرحلة .

وذكر رئيس الوزراء البريطاني السابق أن نشر هذه "الأدلة" كان سيسفر عن تطور الأوضاع بطريقة مختلفة تماما حسب "الغار ديان".

وقال براون: إنه كان يخطط لسحب القوات البريطانية من العراق عند توليه منصب رئيس الحكومة في العام 2007 قبل انسحاب القوات الأمريكية غير أنه تراجع عن هذا القرار حتى العام 2009 لعدم إظهار التناقضات بين سياساته وتلك التي كان ينتهجها سلفه طوني بلير.

ويضيف براون أنه لم يكن على علم بالأدلة "الحاسمة " إلا بعد مغادرته منصب رئيس الوزراء ؟

واندلعت الحرب على العراق التي قسمت الرأي العام البريطاني في مارس/آذار 2003 وأدى الصراع والأحداث التي تلته إلى مقتل "179 "عسكريا من القوات البريطانية وتختلف الإحصائيات بشان القتلى العراقيين الذين يقدرون ما بين 90 ألف و600 ألف شخص ولكنه أدى إلى اندلاع عنف طائفي أسفر عن مئات آلاف القتلى.

وأشارت تقارير الاستخبارات البريطانية التي اطلع عليها رئيس الوزراء توني بلير وغوردن براون إلى أن العراق " قادر على امتلاك مثل هذه الأسلحة " ويكتب براون في مذكراته: "أخبرتُ أنهم يعلمون مكان وجود هذه الأسلحة وأتذكر في ذلك الوقت أنه تقريبا كما لو كانوا أعطوني اسم الشارع والرقم الذي توجد فيه الأسلحة ".

" حرب غير مبررة "

وقال إن معلومات استخبارية أخرى اعتمدت إلى حد كبير على افتراضات تحليلية " بدلا من الاعتماد على أدلة دامغة، ودحضت قدرة العراق على إنتاج أسلحة دمار شامل

وتوصل تحقيق استمر سبع سنوات بشأن تورط بريطانيا في الحرب على العراق وانتهى تقرير لجنة "تشيلكوت "بشأن الحرب أن ثمة معلومات استخبارية " خاطئة " تسببت في اندلاع الحرب .

وأضاف: " نظرا لأن العراق لم يكن يمتلك أسلحة كيمائية أو بيولوجية أو نووية يمكن استخدامها ويمكنه نشرها ولم تكن على وشك استخدامها لمهاجمة التحالف ’فان الاختبارين لأي حرب عادلة لم يكونا متوفرين : فلا يمكن تبرير هذه الحرب".



مخاض الأمّة نهضةُ بعد غفوة

قاسم فريحات/ لبنان

كلّنا يدرك ويعيش الأوضاع المزرية والمأساويّة الّتي تمرّ بها أمّتنا العربيّة في هذه الأيّام. وكلّنا يعاني من الصّراع الدّوليّ والإقليميّ على أرضنا والتّنافس على نهب مواردنا وسلب خيراتنا وما أنتجه ذلك من انقساماتٍ وصراعاتٍ داخليّة مذهبيّة تارةً و عشائريّةٍ تتحكّم بها وتسيّرها المصالح الفرديّة والأهداف الضّيّقة والغايات المشبوهة تارةٍ أخرى.
إنّ الجهل وسوء إدارة الدّولة وعدم تطبيق القوانين والالتزام بالدّساتير ساهم في فقدان الثّقة بين المواطن والمسؤول وأنتجت كلّها تبدّلا في الانتماء حتّى حلّت العائلة أو القبيلة أو المذهب والطّائفة محلّ الوطن طلباً للاستقرار الأمنيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ. فانتشر بذلك الفساد وضاعت القيم وانعدمت الأخلاق.

وعندما نعود عبر التّاريخ إلى عصر ما قبل الإسلام وبالرّغم من كلّ الاتهامات الّتي ألصقت به إلاّ أنّه كان يعتمد الحكمة الّتي تقول: "لإصلاح الفساد في القبيلة يجب محاسبة الرّعيّة قبل الرّاعي" فالمجتمع الفاسد ينتج قيادةً فاسدة عن قصدٍ أو عن غير قصد، وتنتقل إليها رواسب المجتمع وأمراضه ومشاكله وتنتهي للتّغلغل في مفاصل الدّولة.

إذا كنت لا تدري فتلك مصيبةُ.

وإن كنت تدري فالمصيبة أعظمْ.

هذا الواقع المضني إنّما هو في حقيقته نتيجة لممارسات حكّامنا المتخاذلين والمتآمرين والمستسلمين والفاسدين، ذلك أنّهم لم يتحمّلوا مسؤوليّاتهم القانونيّة والأخلاقيّة والسّياسيّة تجاه الجماهير ولم يولوا أيّ اهتمام بتثقيفها وتوعيتها وضمان حقوقها في تعليم نوعيّ منفتح ومواكب لروح العصر، كما استهتروا بمصالح تلك الجماهير الأساسيّة وحقوقها الطّبيعيّة في الانتفاع بثروات الأرض وهو الأمر الذي ساهم في تغييب الجماهير وتخلّيها عن دورها في الفعل والبناء والتّعمير لأسباب عديدة معقّدة ومركّبة، ما انجرّ عنه بالتّالي فتح الطّريق أمام المؤامرات وسهّل المهامّ على المتآمرين وعملائهم لتنفيذ مآربهم «كما تكونوا يولّى عليكم ولو أنّ الأنظمة العربيّة اتّخذت موقفاً حاسماً وحازماً بعد انتهاء الحرب العالميّة الثّانيّة لما احتلّت فلسطين ولو أنّهم التزموا باتّفاقيّة الدّفاع العربيّ المشترك لما سقطت الدّول المحوريّة كليبيا وسوريا ولبنان وعلى رأسهم العراق بأيدي الصّهاينة والصّفويّين والأتراك ومن ورائهم أعتى القوى الاستعماريّة.

نهضة الأمّة حتميّة وآتية لأنّ حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ برجاله الأشاوس ونسائه الماجدات وطلائعه الأبرار وشيوخه النّشامى وقيادته الحكيمة جعلوا أنفسهم سدّاً منيعاً في وجه الأعداء الطّامعين وجسراً صلباً لعبور الأمّة نحو التحرّر من العبوديّة والانطلاق إلى الوحدة والعزّة والإباء.

وكلّ آتٍ لناظره قريب
.
 

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018