أحداث 11/9/2011، لأن بعض منفذيها من حملة الجنسية السعودية، حسنا ماذا بشأن رعايا دول أخرى شاركوا في تفجيرات سبتمبر؟ هل لأن السعودية بلد غني ويمتلك استثمارات وفوائض بمئات المليارات في أمريكا، وبقية
الدول لا تمتلك شيئا؟ وبالتالي سال اللعاب الأمريكي ليستهدف السعودية فقط، أم أن للأمر أهدافا سياسية أبعد مما هو ظاهر تتلخص بنقل غرفة العمليات من أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا إلى المملكة العربية السعودية؟
لكن السؤال الأهم هو ماذا أعدت السعودية لمواجهة الخطر القادم؟
غالب الظن أن أهم خطوة على القيادة السعودية الإقدام عليها هي تفكيك ما يسمى بالتحالف الدولي على الإرهاب والانسحاب منه فورا والبحث عن تحالفات إقليمية ودولية تضع أمركا في زاوية حرجة ودرس تركيا الأخير ما زال طريا في كيفية تلقين الغطرسة الأمريكية درسا إسلاميا حاذقا.
إن مواجهة الأخطار المباشرة التي تهدد الأمن القومي السعودي والعربي، هي أولى من الذهاب إلى مشاريع مع أطراف كالولايات المتحدة غير مضمونة الجانب وتاريخها حافل بخذلان أصدقائها، وعلى السعودية وأن تنظر بعين أخرى إلى أطراف ظلت تصنفها كخطر مباشر على أنها قوى يمكن توظيفها كما تفعل إيران في الساحة الدولية، ولا أظنني بحاجة إلى مزيد من الإفصاح.
أما جرائم الدول التي ارتكبتها بقرار سيادي في شنها للحروب على الدول الأخرى ابتداء من بداية القرن الماضي، فإن الولايات المتحدة التي جعلت من سلطتها التشريعية سلطة فوق القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة، يجب أن تساق إلى محاكم جنايات الحرب، وفي ظني أن اليابان وفيتنام وأفغانستان والعراق هي أكثر الدول استحقاقا لمتابعة جرائم أمريكا التي لم يرتكبها أفراد وإنما ارتكبها الجيش الأمريكي بموجب أوامر صريحة من القيادتين السياسية والعسكرية في الولايات المتحدة وبتمويل كان الكونغرس يصادق على ميزانياته الفلكية من أجل إخضاع الشعوب لسيطرة غاشمة وعدوانية من جانب العدوانيين الأمريكان.
ما ينطبق على أمريكا ينطبق على بريطانيا وفرنسا وبدرجات متفاوتة عن جرائمهما في المستعمرات في آسيا وأفريقيا.
أما روسيا فجرائمها في سوريا ما لا يمكن أن يسكت عليه صاحب ضمير حي.
حسنا لماذا لم يتحرك الكونغرس الأمريكي لمساءلة الدولة الإيرانية بصفتها الرسمية والتي يقودها الولي الفقيه عن جرائم ارتكبتها قوى وحركات إرهابية ترتبط بالحرس الثوري الإيراني، لاسيما وأن تفجير مبنى المارينز في بيروت ما زال ماثلا للعيان وغيره من الجرائم الإرهابية المسجلة باسم إيران؟
هل هو جزء من التفاهمات الأمريكية الإيرانية في اتفاق البرنامج النووي الإيراني؟
أم أن الأطماع الشرهة والجشعة للشركات والبنوك ورجال الأعمال في الولايات المتحدة أرادت السطو على الودائع والفوائض والاستثمارات السعودية داخل أمريكا؟
أم هو التلاقي بين الصهيونية والصليبية والتشيع الذي تريد إيران تسويقه على أنه دين التسامح والمحبة والسلام؟ وأن السنة هم الإرهابيون الذين يهددون إيران والعالم؟
هل فكر المشرعون الأمريكيون أنهم وبمطرقة حديدية على رؤوس الأموال وأصحابها، ستفرض قيودا على الاستثمار بالبترودولار في الولايات المتحدة والعالم الحر؟
هذه ليست عقوبة للسعودية بل هي محاولة للإساءة إلى العرب جميعا وإلى دول الخليج العربي بأن تنتبه لموجوداتها المالية في الخارج.
أمريكا تعّرض الحرية الاقتصادية والنظام الاقتصادي الحر الذي ظلت واشنطن تزعم زعامتها له إلى أكبر الأخطار، وأظنها بداية الانكفاء الأمريكي وهو أول مسمار يدق في نعش الرأسمالية الأمريكية، بعد أن فقدت أمريكا هيبتها في مواجهة المقاومة العراقية، ثم بعد وصول الرئيس الأمريكي الذي أصيب بشلل سياسي وخرف سياسي مبكرين.