تعرّضت الأحواز العربيّة لإحدى أكبر المظالم التّاريخيّة في العصر الحديث وذلك إثر الصّفقة الخسيسة التي عقدتها بريطانيا الاستعماريّة مع إيران في أواسط عشرينات القرن الماضي ضمن مخطّط صهيونيّ امبرياليّ استعماريّ توسّعيّ كبير تمخّض عن عدد من المؤتمرات
الاستراتيجيّة وتوصياتها التي قضت بضرورة العمل على تعميق أزمات العرب وشدّدت على الحؤول دونهم ودون توحّدهم وبالتّالي استكمال تحقيق شروط قيام دولتهم لهم الحقّ في تقرير مصيرها وسنّ سياساتها بما يتلاءم مع مصالحها القوميّة الاستراتيجيّة.
فالأحواز العربيّة وكما تحدّث بذلك تسميتها، وكما تنبئ به الوقائع التّاريخيّة والمعالم الحضاريّة والمخزون الفكريّ والثّقافيّ لشعبها طيلة تاريخه، هي قطر عربيّ أصيل يتشبّث أهله بعروبتهم ويناضلون في سبيل التّصدّي لكلّ المساعي الخبيثة للاحتلال الفارسيّ الصّفويّ البغيض وسياساته العنصريّة الشّوفينيّة الهادفة لتغيير المعالم العربيّة للأحواز وطمسها من خلال سلسلة طويلة من الإجراءات والممارسات الإرهابيّة التي تشمل كلّ أوجه الحياة.
وإنّه ما من أمر أيسر من إثبات عروبة الأحواز ومتانة امتداد ذلك الانتماء في التّاريخ، حيث شكّل التمسّك بالعروبة استملاكا واقتناعا وإدراكا وتأصّلا، أعلى المهمّات الكفاحيّة النّضاليّة التي ينافح من أجلها وبالتّالي إعلاء راية العروبة شعبنا العربيّ الأحوازيّ من خلال صموده الأسطوريّ الخلاّق ضدّ السّياسات التّفريسيّة التي يتّبعها الفرس بانتهاج سياسات المدّ التوسّعي من خلال تغيير الخارطة الدّيمغرافية الطّبيعيّة للأحواز وذلك بإغراقها بمستوطنين فرس وآخرين مستقدمين من شتّى أصقاع آسيا كالبلوش والإيخمينيّين والأفغان والباكستانيّين والهنود وغيرهم، ناهيك عن بقيّة الجرائم التي يرتكبها نظام ولاية الفقيه المتخلّف ضدّ الأحواز العربيّة أرضا وشعبا وتاريخا إذ يعمد الملالي لتضييق الخناق على الأحوازيّين ويحرمونهم من أبسط حقوق الإنسان، بل إنّ الأحوازيّ هو الوحيد في العالم الذي يمنع عنه القانون المفروض عليه فرضا بواقع القوّة والسّلاح والاحتلال ويحجّر عليه أن يسمّي أبناءه أسماء عربيّة تتوافق وانتمائه الحضاريّ، كما يٌحارب في قوته ويٌجْبَر على البطالة القسريّة من خلال سدّ أبواب الرّزق والكسب والعمل حيث لا تنتدب الشّركات المنتصبة في الأحواز باعتبار تجمّع 90 بالمائة من ثروات الكيان الفارسيّ المعتمدة فيه على الأرض الأحوازيّة، وتقصي المنظومة القانونيّة الفارسيّة المتخلّفة الأحوازيّين من دورة العمل فيما يحظى المستوطنون الفرس وغيرهم من المستقدمين من خارج العرب بالامتيازات والأسبقيّة في كلّ أبعادها.
ليس من الممكن قطّ تناول موضوع بهذه الحساسيّة كموضوع الأحواز العربيّة دون عرض معاناة شعبها المقاوم ودون تعرية السّياسات العنصريّة الإرهابيّة التي ينتهجها الفرس ضدّه، وفي الحقيقة فإنّ المرء يظلّ عاجزا عن بسط مظاهر ما يرزح تحته شعب الأحواز من محن ومظالم. فالعمل على التّفريس وتغيير الخارطة الدّيمغرافيّة وإن كانت سنام السّياسات الصّفويّة فإنّها ليست الوحيدة. فشعب الأحواز يعاني كارثة بيئيّة متعدّدة الأقطاب تتمثّل رأسا في التّلوّث الخانق الذي يبلغ نسبا خارج التّصنيفات العالميّة وهو ما يؤدّي لاستشراء الأمراض الخطيرة وخاصّة الأمراض السّرطانيّة بفعل تركّز عشرات المصانع الكيمياويّة والبتروكيماويّة والمفاعلات النّوويّة حديثا في الأحواز، ولا تقف مأساة شعبنا العربيّ في الأحواز عند هذا الحدّ، بل إنّها تتعمّق بفعل حرمانه من الخدمات الطّبيّة بل لانعدامها شبه الكلّي بسبب تعمّد الفرس عدم توفير المشافي والمستوصفات ومراكز الرّعاية الصحيّة التي تظلّ وقفا على الفرس وعلى المستوطنين، وبالقدر ذاته تتشابه معاناة الأحوازيّين في كلّ ميادين الخدمات الأساسيّة الأخرى من نقل وتعليم خصوصا. هذا وتشنّ إدارة الاحتلال الفارسيّ البغيض على الأحوازيّين حربا ضروسا لا تشمل الجانب المسلّح فيها فقط، بل تتعدّاه لجميع جوانب الحياة الأخرى من بينها خصوصا منع اعتماد اللّغة العربيّة وتداولها في الأحواز في المعاملات الإداريّة المختلفة رغم أنّها اللّغة الأمّ لشعبها وتحجير السّفر على الأحوازيّين بل تترصّدهم حتّى في الخارج سيّما في تلك الدّول التي يتمتّع نظام ولاية الفقيه الإرهابيّ بعلاقات قويّة معها فضلا عن الملاحقات والاختطافات والاقتحامات اليوميّة والإعدامات الجائرة التي تقوم على أسس عنصريّة فاشستيّة دون محاكمات.
إنّ مظلمة الأحواز العربيّة ثابتة وأكيدة، بل إنّها ممتدّة منذ ما يزيد عن التّسعين عاما بالتّمام والكمال لم يعدم فيها الاحتلال الفارسيّ البغيض حيلة في سبيل إذلال شعبنا العربيّ الأحوازيّ، وتماهت وتطابقت بل فاقت أحيانا عنصريّة سياساته الاستيطانيّة التّوسّعيّة الإرهابيّة ممارسات وسياسات الصّهاينة في فلسطين السّليبة حتّى غدا متاحا تعريف الأحواز بفلسطين المنسيّة أو تقديم فلسطين على أنّها الأحواز العربيّة الثّانية نظرا للتّشابه البعيد بين القضيّتين من حيث المخططّات والجهات الرّاعية للمحتلّين والمرامي والأهداف.
لكن وبمقارنة موضوعيّة بسيطة بين القضيّتين، سنخلص بيسر شديد لحقيقة مرّة مفادها أنّ فلسطين عرفت حظوة عربيّة ودوليّة واهتماما كبيرا إن على المستوى الشّعبيّ أو الرّسميّ مقارنة بمظلمة الأحواز وهي التي لفّها النّسيان حينا والتّناسي أحيانا والتّخاذل والتّهاون في التّعاطي معها بما تستحقّه أحايين أخرى.
لقد ظلّت قضيّة الأحواز العربيّة مهملة لعقود، وتناولها المناضلون والأحرار بشحّ كبير، وقد يٌعزى ذلك لإشكاليّات في التّواصل مثلا أو لانشغال العرب بمشاكلهم الدّاخليّة وانكباب كلّ قسم منهم على خوض حروب التّحرير في الرّقعة التي يستقلّونها، هذا فضلا عن قصور في الوعي والإدراك بجوهريّة قضيّة الأحواز والتباس أمرها على كثيرين خصوصا لدى فئة من المثقّفين الذين كانوا ولا يزالون يعانون من سيطرة وهم انتماء إيران للعالم الإسلاميّ وبالتّالي فإنّه لا ضير في تقديرهم من إلحاق الأحواز العربيّة إداريّا وسياسيّا بها وهنا مكمن الخطر الأكبر الذي شاب كلّ المجهودات العربيّة وخصوصا تلك القوميّة الثّوريّة التي ناضلت في سبيل دحض مثل هذه الادّعاءات وعملت على بسط ضرورة تحرير الأحواز من ربق الاستعمار الفارسيّ البغيض وتسخير مجهودات الأمّة في سبيل تحقيقه بالضّبط كما الحال بالنّسبة لفلسطين انطلاقا من مسلّمة بديهيّة قوميّة ثابتة وهي عدم المفاضلة بين أرض عربيّة وأرض عربيّة أخرى ولا بين قسم من أبناء الأمّة الواحدة على آخر ولا تقديم استعمار على آخر.
إنّ المحيّر حقّا أن تظلّ المسألة الأحوازيّة بكلّ خطورتها ومدلولاتها وانعكاساتها على المصير القوميّ العربيّ الاستراتيجيّ برمّته، وفي عهد التّقدّم التّقنيّ والثّورة المعلوماتيّة الهائلة، قضيّة شبه منسيّة ومسكوتا عنها. وتتفاقم بواعث الحيرة حين يعمّ هذا الصّمت والسّكوت كلّ المجالات سياسيّة ودبلوماسيّة وقانونيّة وإعلاميّة وثقافيّة وحضاريّة وفكريّة وحين يشمل هذا الأمر الفضاءين العربيّين: الرّسميّ والشّعبيّ. بل تتطوّر الحيرة لصدمة حقيقيّة إزاء تواصل اللاّمبالاة تجاه تحرير الأحواز ودعم شعبها عربيّا - في مرحلة أولى – دعما شاملا، وذلك بالتّزامن مع استفحال خطر التّمدّد الفارسيّ الصّفويّ في الوطن العربيّ وتتالي الاعتداءات والانتهاكات والتّهديدات الصّفويّة للعرب والعروبة في أكثر من قٌطر وبأكثر من وسيلة، وفي الآن نفسه تتوالد التّصريحات والقرارات العربيّة التي تعد بلجم إيران وقبر أحلامها التّوسّعيّة.
فهل يتصوّر العرب حقّا أنّ مقارعة الفرس ومقاومة مخطّطاتهم الشّعوبيّة قابلة للتّطبيق والإنجاز العمليّ والفعليّ الميدانيّ إن هم لم يدركوا إدراكا واعيا أنّ سبيلهم لذلك يمرّ حصرا عبر دعم الأحواز العربيّة والعراق ومقاومته الباسلة؟؟
ليس أمام العرب من بدّ إذن، من باب الواجب القوميّ والإنسانيّ، إلاّ أن يطووا صفحة التّعاملات وطريقة أدائهم السّابقة في أغلب صراعاتهم الوجوديّة، فيما يتعلّق بالأحواز العربيّة. وعليهم رسميّا وشعبيّا أن يرتقوا بفهمهم لأولويّات المرحلة الدّقيقة التي تعصف بهم لما يتناسب مع مقتضيات إدارة أمرهم لينقذوا ما يمكن إنقاذه بأعلى النّسب المتاحة، ويقتنعوا أنّ من أوكد مهامّهم فوق الانخراط الواعي والمسؤول في الجهد النّضاليّ والجهاديّ للمقاومة العراقيّة العاملة على طرد الغزاة الفرس الصّفويّين من العراق وتفويت مخطّطات الأمريكان القاضية بتقسيمه على أسس طائفيّة وإثنيّة، أن تتقدّم المسألة الأحوازيّة وتتبوّأ حيّزا واسعا من اهتماماتهم لثقلها وأهميّتها الاستراتيجيّة والحضاريّة والاعتباريّة الأخرى، وهما المهمّتان المصيريّتان اللّتان لا مجال لتأجيل الانطلاق الفوريّ فيهما لأيّ سبب كان، بل إنّه وبدونهما ستتعرّى كلّ الادّعاءات القائلة بأنّ فلسطين هي قضيّة العرب المركزيّة الأولى وأنّ كلّ الجهود موقوفة لتحرير فلسطين، فلا يعقل الاستكانة لمثل هذه الأمانيّ والحال أنّ العدوّ الفارسيّ يحتلّ فعليّا ومباشرة الأحواز والعراق ويسعى لإكمال سيطرته على أقطار أخرى وهو الأمر الذي يشكّل دعما قويّا للمشروع الصّهيونيّ ويضرب الجهد العربيّ المنشغل بمقارعته أيضا في مقتل.
وبالنّظر لأهميّة الأحواز الاستراتيجيّة وما تمثّله كذلك من محوريّة في الحسابات الفارسيّة باعتبار الأحواز خزّان الفرس الأهمّ من حيث ما تتوفّر عليه من الطّاقة والموارد الطبيعيّة الأخرى، ولتسهيل مقارعة العدوّ الفارسيّ الصّفويّ ودفعه للانكفاء والتّراجع إلى الدّاخل، فإنّ العرب مطالبون بالتّالي:
1- الاعتراف الفوريّ بالأحواز دولة مستوفاة الشّروط القانونيّة، ومنحها العضويّة في الجامعة العربيّة لها ما لبقيّة أعضائها من حقوق وواجبات.
2- تقديم طلب رسميّ للأمم المتّحدة يطالبها فيه بالاعتراف بدولة الأحواز العربيّة وحقّ شعبها في تقرير مصيره والاستقلال عن الاحتلال الفارسيّ. والبدء بحملات ديبلوماسيّة وإعداد ملفّ قانونيّ شامل لمظلمة الأحواز، وتقديمه للغرض.
3- دعم المقاومة الأحوازيّة البطلة وإسنادها ماديّا وعسكريّا ولوجستيّا وأدبيّا وسياسيّا وتدعيم أسباب صمود جماهير شعبنا العربيّ في الأحواز العربيّة بوجه آلة الاحتلال الفارسيّ الصّفويّ الخمينيّ البغيض بكلّ السّبل الممكنة.
4- احتضان القوى الأحوازيّة السّياسيّة والعسكريّة وتوفير كلّ أوجه الدّعم لها بدون وصاية وبعيدا عن كلّ الإملاءات وسياسات المحاور التي ثبت فشلها فشلا ذريعا في ملفّات أخرى كثيرة.
5- فضح السّياسات العدوانيّة والإرهابيّة الفارسيّة التي ينفّذها المحتلّ الصّفويّ ضدّ شعبنا العربيّ في الأحواز العربيّة في كلّ المنابر والهيئات الأمميّة والدوليّة.
6- فرض عقوبات شاملة على الاحتلال الفارسيّ على المستوى الاقتصاديّ والسّياسيّ والقانونيّ، وملاحقة أركان المجرمين بحقّ شعبنا العربيّ الأحوازيّ لدى المنظّمات والهيئات الدّوليّة كمجرمي حرب.
7- سنّ سياسة إعلاميّة عربيّة موحّدة تهدف للتّعريف بمظلمة الأحواز العربيّة ومعاناة شعبها وتعرية العنصريّة والنّزعة الإرهابيّة للاحتلال الاستيطاني الفارسيّ البغيض، ويتولّى مجلس وزراء الإعلام العرب الإشراف عليها وتمهيد كلّ سبل نجاحها لتعريف أكبر قدر ممكن من الجماهير العربيّة وتوفير إطلالة مدروسة على الأحواز العربيّة قطرا عربيّا منسيّا.
8- اعتماد برنامج تدريسيّ موحّد يعنى بالتّعريف بالقضيّة الأحوازيّة وتعرية المؤامرة البريطانيّة الامبرياليّة الفارسيّة ضدّها ومن خلالها ضدّ الأّمّة العربيّة جمعاء.
9- دعم مطالب التّحرّر الوطنيّ للشّعوب الإيرانيّة من خارج القوميّة الفارسيّة والتي تسعى لتقرير مصيرها بعيدا عن هيمنة الفرس وخصوصا الأذربيجيّين، وإسنادهم أدبيّا وسياسيّا وغير ذلك لتعميق أزمات الفرس الدّاخليّة وللتّنفيس عن شعبنا العربيّ الأحوازيّ.
هذا ويظلّ من أوكد واجبات العرب على المستوى الشّعبيّ الارتقاء بنضالهم وأدائهم في سبيل رفع المعاناة على شعبنا العربيّ في الأحواز الارتقاء لما يتلاءم مع ما تتحوّزه الأحواز العربيّة من ثقل في معادلة الصّراع العربيّ الفارسيّ من جهة، وباعتبارها قضيّة قوميّة عربيّة جوهريّة لا مجال لتأخيرها عمّا سواها ولا غضّ النّظر عنها.
ولعلّ أهمّ مهمّات العرب أحزابا وطنيّة وقوميّة وإسلاميّة ونخبا مثقّفة وإعلاميّين وأكاديميّين وقانونيّين هو توحيد الجهود لمضاعفة الضّغط الجماهيريّ على النّظام الرّسميّ العربيّ ودفعه لتبنّي قضيّة الأحواز العربيّة والإيفاء بالواجبات القومية الملقاة عليه في هذا الخصوص.
وتأتي في هذا السّياق جملة من الإجراءات الفوريّة تتمثّل أساسا في :
1- تأثيث ندوات وتظاهرات سياسيّة وفكريّة وتاريخيّة دوريّة تعرّف بتاريخ القضيّة الأحوازيّة وملابسات احتلالها من طرف الفرس.
2- بسط القضيّة الأحوازيّة وعرضها على الجماهير العربيّة وإبراز تداعياتها على الوجود القوميّ العربيّ، وتطوير الحسّ القوميّ في تلك الجماهير وتهيئتها لتحمّل ما عليها من واجبات تجاه إخوانهم الأحوازيّين المضطهدين من طرف الفرس.
3- العمل على فضح السّياسات الفارسيّة الصّفويّة في الأحواز ومخطّطاتهم في التّمدّد الاستيطانيّ الذي يهدّد كلّ العرب بلا استثناء، وتعرية تهاون عدد من أقطاب النّظام الرّسميّ العربيّ في التصدّي له.
4- إيلاء الإعلاميّين العرب للقضيّة الأحوازيّة ما تستحقّه من اهتمام، والتّعامل مع ممارسات الاحتلال الفارسيّ بما يتوافق مع عنجهيّته وكمّ جرائمه الوحشيّة بحقّ الأحوازيّين.
5- بعث جمعيّات ومنتديات تعنى بالقضيّة الأحوازيّة وتعمل على كسر الطّوق المضروب على جماهير شعبنا العربيّ في الأحواز.
6- تنسيق الأحزاب الوطنيّة والقوميّة والإسلاميّة العربيّة مع الأحزاب الأحوازيّة ومؤازرتها ودعمها، وتشكيل تكتّلات فيما بينها لتبادل الخبرات وتكثيف الجهود من أجل نصرة الأحواز العربيّة.
إنّه لو كٌتب للعرب أن يخلقوا إطارا من التّناغم وإن في حدّه الأدنى بين العرب الرّسميّين والعرب الشعبيّين، وتظافرت الجهود وصدقت العزائم وحٌكّمت المصلحة القوميّة العربيّة الاستراتيجيّة العليا دون سواها، وأخلص الجميع لهذه الأمّة في عصر نكبتها الأخطر على الإطلاق، وبادروا للانكباب على خلق أرضيّة مشتركة صلبة تعنى بفكّ الحصار عن الأحواز العربيّة واستردادها لحاضنتها العربيّة الطّبيعيّة، فإنّ فوائد جمّة ونقلة نوعيّة وطفرة غير مسبوقة سيقطف العرب ثمارها بكلّ تأكيد، ولن تتوقّف عند الأحواز العربيّة بل وستشمل العراق الأشمّ وفلسطين قضيّتي العرب الأهمّ لتعمّ بقيّة الأقطار العربيّة وتتفيّأ منافعها الجماهير العربيّة الحالمة بتوحيد هذه الأمّة كمهمّة أغلى وأسمى.
أنيس الهمّامي
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثّقافة والإعلام
تونس في 27 -09 -2016