ألإصلاح هو تحديد مواطن الخلل عند الفرد والجماعة.بمعنى أوضح هو الإشارة وللإستدلال على الفساد سواء كان رواسب مريضة داخل الذّات أو جهل وتخلّف في المجتمع أو سوء إدارة وفساد وإفساد في السلطة الحاكمة والعمل الجاد للقضاء على الخلل بمختلف الوسائل السلميّة والديبلوماسيّة المتاحة مع مراعاة المحافظة على السلم الأهلي والنظام والممتلكات العامّة.
والثّورة هي التّغيير الشامل والجذري للواقع بدءاً من رأس الهرم حتى عامّة الشعب برفض هذا الواقع بكلّ سلبياته واستبداله بواقعٍ جديد يتلاءم مع تطلّعات الشّعب السّياسيّة والإجتماعية والثقافية والإقتصادية والعلميّة حتى وإن أدّى ذلك إلى العصيان المدني وكافّة أشكال التّعبير الديمقراطي كالتّظاهر والإضرابات ومحاسبة الفاسدين من رموز النظام وأزلامه وآخرها قلب أركان الحكم وتغيير شكل وطببعة الطّبقة الحاكمة.
بعد هذا العرض نستطيع القول أن العلاقة بين الإصلاح والثّورة علاقة جدليّة فكلاهما يؤدّي إلى الآخر ويكون سبباً بوجوده أو نتيجةً له.إلّا أنّ الثّورة أوسع وأشمل .ولكن لماذا تتحوّل معظم الثورات إلى حروب أهليّة تنتقل بعدها البلدان والشّعوب من سيّئ إلى أسوأ!؟
تتطلّب الثّورة النّاجحة مجموعةً من العوامل المدروسة بعناية فائقة ومنظّمة بشكلٍ ممنهج لكي لا تتحوّل إلى فوضى وتبتعد عن هدف التغيير الإيجابي ومن هذه العوامل:
1 ألإنقلاب على الذّات كن قبل الثوار اولا لإنقاذ النّفس من الرّواسب المريضة فيها والأنانيّة والغرور وتقبّل النّقد والنّقد الذّاتي.
2 الإيمان الصّادق بالقضايا الّتي تقام الثّورة لأجل تغييرها أو إصلاحها.
3 ألإنتماء الخالص للوطن وحب الأرض بعيداً عن الفئويّة والعصبيّة بكلّ أشكالها لمنفعة مختلف شرائح المجتمع وليس لفئةٍ دون غيرها.
4 وضع رؤى مستقبليّة وخطط علميّة مدروسة لما بعد الثّورة لمسك زمام الأمور تفادياً للفراغ .
5 إختيار قادة وثوّار يمتلكون الوعي العلمي والثّقافي والميداني لإدارة شؤون البلاد وسدّ العجز عند فراغ السلطة.
6 تهيئة المناخ السياسي الدّاعم والمؤيّد في المحافل الدّوليّة لضمان الإعتراف بضرورة التغيير وقانونيّته.
7 رفض أيّ تدخّل أجنبي في الشّؤون الدّاخليّة لكي لا يتحوّل الثّوّار إلى أدوات للدّول الّتي تموّلها.
وإذا افتقدت الثّورة أيّ عاملٍ من هذه العوامل أصبحت الفرصة سانحةً لأعداءها بمصادرتها وتحويلها عن مسارها فيسود الإقتتال الفئوي والفوضى العارمة ويضيع الهدف في التغيير والإصلاح وتعود البلاد أسوأ ممّا كانت عليه من قبل ويترحّم النّاس على ما فات..