بسم الله الرحمن الرحيم
حزب البعث العربي الاشتراكي
أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة
قيادة قطر العراق
وحدة حرية اشتراكية
شعبنا العراقي العظيم
يا أبناء أمتنا العربية المجيدة
تمر علينا هذه الأيام الذكرى السنوية لردة تشرين السوداء عام ١٩٦٣ التي تعرض فيها حزب البعث العربي الاشتراكي وقيادته وكوادره لشتى أنواع الاضطهاد والملاحقة والاعتقال والتصفية والسجون ، وتم فيها الانقضاض على ثورة الثامن من شباط المباركة التي قادها وفجرها الحزب منهياً بذلك حقبة من الفوضى والاستبداد والاستهتار والفردية والانحراف عن اهداف ثورة الرابع عشر من تموز الخالدة ، ولقد صاحب تلك النكسة حملة شرسة اجتمعت فيها كل قوى الردة والغدر والظلام وبقايا الديكتاتورية والعنجهية والتفرد ضد الحزب ومناضليه في محاولة لاجتثاثه واقصائه وانهاء وجوده ، مستغلة الأخطاء الجسيمة التي وقع فيها بعض القياديين في الحزب وما تسببوا به من صراعات عبثية انعكست على مستقبل الثورة الفتية وفسحت المجال لضربها من قبل القوى العارفية المتخلفة التي استغلت الظروف غير الطبيعية المحيطة بالثورة لتحقيق أهدافها وطموحاتها الشخصية ولتنفيذ أجنداتها الاقليمية .
وكان أول المستفيدين من تلك الحملة التي مثلت عملية اجتثاث حقيقية لحزب البعث فكراً وعقيدة وسمعة وثورة ومناضلين ، هم أعداء العراق والأمة ، وأنعشت آمال قوى الاستعمار والرجعية في الوطن العربي ، حيث لم يخلف الحزب بعد هذه الردة من هو أكثر تقدمية أو أصدق وطنية وعروبة أو أعمق إيماناً بالله والوطن والامة ، أو أقدر على تحقيق أهداف الشعب وتطلعاته نحو الحرية والوحدة والتقدم والعدالة والبناء الحضاري ، على الرغم من الأخطاء والثغرات الخطيرة التي رافقت الثورة منذ انطلاقتها الاولى .
إن الحزب وبعد هذه التحربة المرة التي ضاعت فيها فرصة تاريخية في قيادة النضال العربي ومشروع النهضة في العراق والامة ، وبسبب نقص الخبرة وقلة التجربة لدى بعض قياداته ، ونزعات حب السلطة والحكم والغرور لدى البعض الاخر ، ودخولهم في صراعات مع قوى سياسية كان يمكن التآلف معها ... إستطاع أن يتجاوز تلك الأزمة بوعي وتصميم عاليين ، من خلال تقييم تجربته ونقدها بشدة ، وإعادة تنظيمه على أسس مبدئية راسخة ، وتشدده في بناء الشخصية البعثية الرصينة الواثقة المؤمنة مستفيداً من أخطاء تلك التجربة ، مستلهماً روح الرسالة وتاريخ الحزب ومبادئه وقيمه وفكره واهدافه العليا ، حتى تكلل نضاله بتفجير ثورة السابع عشر - الثلاثين من تموز المجيدة عام ١٩٦٨ لتعيد للعراق وجهه العربي الناصع وهيبته الوطنية ، ومكانته القومية والانسانية ، وللحزب دوره الرائد في قيادة النضال العربي وفي تحقيق نهضة العراق والامة بمنجزات عملاقة سيبقى التاريخ شاهداً على عظمتها وعمق تأثيرها ، مما حرك قوى الشر الصهيونية والأمريكية وحلفائها، والايرانية الفارسية الصفوية وادواتها لاحتلال العراق وتدمير تلك المنجزات ، وقتل وتهجير الملايين من شعبه العزيز .
أيها العراقيون
بابناء امتنا العربية المجيدة
أيها الاحرار في العالم
ونحن نستذكر هذه المناسبة التي تعتبر واحدة من حلقات التآمر على مسيرة ومكانة حزبنا العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي ، فإننا لايمكن أن نفصلها عن مسلسل الاستهداف والاجتثاث لهذا الفكر والتنظيم والمنهج والمشروع ، الممتدة منذ تأسيسه ولحد الان وفي كل الساحات العربية ، ولعل من أهم الاهداف التي جاء الاحتلال الامريكي للعراق لتنفيذها هو اجتثاث واقصاء وتدمير هذا الحزب وإجهاض مشروعه الحضاري بتخطيط وتحريض من الصهيونية العالمية وبتعاون تام مع الفارسية الصفوية ، ولقد وضعوا في سبيل ذلك كل إمكاناتهم المادية والعسكرية والأمنية والاستخبارية والسياسية والاعلامية في محاولة لتشويه صورة هذا الحزب وتبشيع قيادته المجاهدة والحط من منزلتها الاعتبارية والتقليل من اهمية وتاريخية منجزاته الوطنية والقومية والانسانية العملاقة ، وفق مخطط مدروس ومعد مسبقاً يعبر عن حقدهم وكراهيتهم ليس للبعث فحسب ، وإنما للعراق وشعبه وللأمة ومستقبلها ، وذلك بإزالة كافة المنجزات والمعالم والرموز التي بناها البعث وما يرتبط بها من قوانين وقرارات ونسف كل ماحققته من مردودات ، وما أفرزته من قيم وطنية وقومية وانسانية ، لقد دمروا البناء الحضاري الذي بناه البعث في العراق ببعده العربي والانساني ، واسقطوا المنظومات المادية والمعنوية والاخلاقية والقيمية التي بذل العراقيون من أجل إنجازها وحمايتها تضحيات جسيمة .
فبعد أن ألغوا قانون تأميم النفط ، ومجانية التعليم الإلزامي والخدمات الصحية والاجتماعية ، وتدمير الصناعة والمصانع العملاقة العسكرية والمدنية وسرقتها وتهريبها لدول الجوار ، وإهمال الزراعة وتدمير مشاريع الري العملاقة ، وتغيير المناهج الدراسية الى مناهج طائفية وعنصرية ، وتفكيك المؤسسات الامنية والعسكرية الوطنية وفي مقدمتها حل جيش العراق الباسل ، وقتل العلماء والكفاءات الوطنية وتشريدهم ، وتسليط الحثالات على حكم العراق ، وغيرها الكثير من الافعال الذي يندى لها جبين الانسانية ، لم يتبقى أمامهم سوى تدمير قانون الحكم الذاتي وما حققه من منجزات لشعبنا الكردي العزيز ، والذي يعتبر أحد أهم تلك الإنجازات الوطنية ليس للأكراد فقط وانما للشعب العراقي كله .
يضاف لذلك الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الايراني الفارسي الصفوي للعراق ، وسياسة الاجتثاث وتهديم المدن وتهجير السكان والتغيير الديموغرافي الواسع الذي تمارسه ميليشياته المجرمة تحت ذريعة محاربة داعش ، والتي يسعى من خلالها الى نشر الفكر الصفوي التضليلي المتخلف الذي يهدف الى إفقار الشعب وتجهيله واذلاله وحرمانه ، وهو العنوان الابرز لهذا المخطط الخبيث .
وفِي ضوء ذلك ، فإن قيادة قطر العراق لـحزب البعث العربي الاشتراكي وهي تدرك أبعاد واهداف هذا المخطط الذي يستهدف الاقطار العربية بأجمعها وليس العراق فحسب فإنها :
-تدعو الدول العربية والمجتمع الدولي وخاصة الدول دائمة العضوية في مجلس الامن للخروج عن صمتها إزاء مايجري في العراق من قتل وتدمير وتهجير وتجهيل وتخلف وانهيار وارهاب وفساد على أيدي ايران وميليشياتها وقوى الاٍرهاب والجريمة والطائفية ، وأن يتحملوا مسؤولياتهم التاريخية والقانونية عن كل ماجرى ويجري في العراق منذ احتلاله من قبل الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها وحتى الان .
- وتؤكد القيادة موقفها الثابت في رفض ومقاومة كافة انواع الاحتلال والتدخل والنفوذ الاجنبي في العراق ، وترفض بشدة القرصنة الايرانية لمحافظة كركوك العراقية وبقية محافظات ومدن العراق ، كما وتقف بقوة وبكافة امكانياتها ضد التهديدات الوقحة التي تطلقها حكومة الميليشيات في بغداد ضد اقليم كردستان وشعبه الحر الكريم ، وتدعو العراقيين جميعاً للتصدي للاحتلال الايراني الصفوي الذي يستهدف هويتهم ووجودهم ومستقبلهم وذلك بتصعيد الحراك الشعبي الثوري وبكل الوسائل المتاحة لطرد هذا الاحتلال وعملائه ومرتزقته وتحرير العراق من العملية السياسية الاستخبارية الطائفية العنصرية الفاسدة ، ومن الله العون والتوفيق .
قيادة قطر العراق لـحزب البعث العربي الاشتراكي
أواسط تشرين الثاني - ٢٠١٧