من نافلة القول أن نذكر أن الإنسان العربي حين ينتظم بصفوف حزب البعث العربي الاشتراكي في أية بقعة من أرض العرب فإنه يصبح ثائراً مقاتلاً مجاهداً لأن أهداف البعث ليست حزبية سياسة ضيقة تقليدية بل هي أهداف قومية تحررية وحدوية اشتراكية تقارع واقع العرب الفقير المتخلف الجاهل المتشرذم الواقع تحت نير الاستعمار والاحتكار الإمبريالي الجشع. إن البعثي حين ينتمي لعقيدة البعث فإنه يتحول إلى جندي في فيالق إنقاذ العرب وأمتهم المجيدة من واقع التغييب والاستلاب ويصبح مناضلاً أو مقاتلاً بوجه الرجعية والتبعية التي تمثل نفسها كحواجز صد لتطلع العرب وتمثل عقائد وأجندات الاحتكار العالمي وشركاته ومافياته والاستعمار والاحتلال وتقييد الحريات ومنع سبل التقدم العلمي والتطور الاجتماعي لتكريس بقاء الواقع العربي المجزأ المتخلف المصاب بآفات الفقر والجهل.
إذن.. العربي حين ينتسب للبعث يتجانس في روحه المتطلعة لتحقيق رسالة الأمة مع رفاقه البعثيين في كل مكان وتتوحد عبر تنظيمات الحزب وفكره قواعد العمل القومي وتتنوع بحسب معطيات البيئة المحلية دون أن تبتعد بجوهر عملها النضالي عن بعضها البعض.
وقد شهدت ساحات النضال والجهاد التحرري العربي عملياً روح الاتصال البعثي هذه فلم يمنع البعثيون مانع من القتال في فلسطين وهم يعبرون حدود سايكس بيكو قادمين من موريتانيا أو السودان أو تونس أو مصر أو العراق أو الخليج مثلاً. وتوحدت أرواح ودماء بعث الأمة في العراق في قادسية صدام وعند غزوه عام 2003 لاغتيال تجربة الأمة المحررة في العراق. وقدم البعث في العراق عبر سنوات حكمه نماذج تاريخية عظيمة لوحدة وشراكة الأمة في كل أقطارها في الثروات والاشتغال والتعليم والصحة وبناء القوات المسلحة والتنمية حتى أعلن كثيرون عن قناعتهم بأن البعث فكراً وتنظيماً وقواعد جماهيرية قادر على تحقيق الوحدة العربية ويمتلك الحيوية الفكرية العقائدية المنطلقة من ثوابت الأمة باتجاه مسارات التطور والرقي والتجدد ولا غرابة في ذلك إذ يدرك العرب وأعدائهم في آن معاً أن رسالة الأمة الخالدة تعني المضي قدماً في عوالم الديمومة مع محركات التجدد الجماهيري الحية النابضة الواثقة المؤمنة.
إذن.. نحن لا نأت بجديد حين نتحدث عن وحدة نضال البعث الذي تأسس وانطلق في ساحاته القومية ليوحد أهداف ومضامين ثورة العرب للخلاص من التجزئة والوهن وللانتقال إلى حلقات التواصل الحي مع حضارة الأمة ومنجزاتها التاريخية الشاخصة في مسارات الإنتاج الروحي للإنسانية ومسارات الحضور المادي في علوم الرياضيات والفلك والهندسة والطب والنتاج الأدبي الثر، إنما نحاول هنا التقاط السبل التي تنمي وتقوي وترسخ ما هو مجرب وقائم وجنينا بعض ثماره.
وهذه الوقفة هي للمراجعة الإيجابية البناءة بعد أن ثقلت نكبتنا في العراق وتبينت قوة الهجوم عليه وأطرافه الدولية والمحلية وتبين كذلك الهدف الأعظم من هذا الهجوم المتواصل لاجتثاث عروبته واجتثاث مقومات الدولة القومية العظيمة التي بناها البعث في العراق (1968_2003) واجتثاث تنظيمات البعث في العراق اجتثاثاً جسدياً إجرامياً تعدى بوحشيته وتعدد أدواته وعالميتها وقائع النازية وجرائم الإمبريالية في كل مكان.
ولأن البعث في العراق قد نجح نجاحات عظيمة في مقارعة الغزو والاحتلال وأدواته وأطلق أعظم مقاومة وطنية وقومية وإسلامية عرفها تاريخ الشعوب وسجل انتصارات باهرة على جيوش الغزو وكبدها خسائر جسيمة وكارثية أجبرتها على الهرب والركون على الشريك الإيراني وأدواته المحلية فاتحاً بذلك الطريق أمام قوى شعب العراق والأمة الحية مسالك ومسارات وسبل التحرير الناجز بإذن الله.. أي أن البعث في العراق قد أحبط المخطط العالمي لذبح القومية العربية وقواها الحية الوحدوية التقدمية وصار لزاماً الآن أن يجد العرب من جديد سبل تقوية جسور العون والمساندة لبعث العراق عبر ما نراه من محاور أدناه.
1 _ تشكيل مجاميع إعلام شعبية في كل مدينة عربية من المحيط للخليج تفضح أهداف غزو العراق وجرائم الاحتلال وفي مقدمتها جرائم الاجتثاث والطائفية وأغراض العملية السياسية المدنية المخابراتية لتجزئة العراق وإنهاء وجوده كدولة عربية.
2_ تشكيل جمعيات دعم مالي للمقاومة البعثية وشركاءها في كل أقطار الوطن ومدنه وفي دول المهجر وتحت شعار تبرع بدولار واحد كل شهر لتحرير العراق وكمدد لمقاومته الباسلة. إن الدولار الواحد شهرياً لا يثقل كاهل فقير ولا يغير حسابات ثري. ولأننا ندرك أن أنصار البعث ورفاقه هم بالملايين فإننا نحسب الحاصل الذي لو تم إنجازه لغير البعث في العراق كل معادلات الصراع القائمة الآن في ظرف شهور قليلة.
3_ تشكيل مجاميع ضغط مدني على الأنظمة العربية لمنع تطوير علاقاتها مع النظام الإيراني الذي يحتل العراق ويعبث بثرواته وأمنه وسيادته تشاركاً مع أميركا.
4_ دعم نشاط فيلق الإعلام البعثي المقاوم على شبكات التواصل الاجتماعي وتبني منشورات الناشطين والقياديين البعثيين عبر مشاركتها وتوزيعها والتعليق عليها وخاصة على الفيسبووك وتويتر.
5_ رفع وتائر مشاركة البعثيين العرب في برامج إذاعية وتلفازية تدعم بعث العراق وتقاوم الاجتثاث.
6_ نشر الكتب والمجلات والمقالات عن إنجازات دولة البعث في العراق واستنكار وتسفيه إعلام الشيطنة والتبشيع المجرم.
7- العمل على إقامة جبهات قومية ووطنية وإسلامية مع القوى الحية في كل قطر عربي وصولاً إلى تشكيل الجبهة القومية العريضة التي دعا لها الرفيق المجاهد عزة إبراهيم أمين عام الحزب مراراً وتكراراً.
8_ تركيز كل الجهد الفكري الراهن على تكريس وتوطين وتثبيت أركان العقيدة البعثية القومية وصلاحها ونفاذها السياسي والاقتصادي والاجتماعي ونبذ كل توجه شخصي أو ارتدادي أو ليبرالي يمكن أن يفتح جرحاً إضافياً في خاصرة المناضلين البعثيين في الساحة العراقية ويقود إلى سجالات وجدل واختلافات لا طائل ولا جدوى منها.
إن تكريس وحدة الحزب الفكرية والنضالية عبر هذا الاتجاه لدعم البعث في العراق إن هو إلا توجه قومي أصيل وقوة قومية هائلة في الميدان مؤهلة لإعادة الحضور الفعلي لقضايانا القومية التاريخية في فلسطين والأحواز والجولان والإسكندرونة وسبته ومليلة وجزر الإمارات وإعادة الهيبة والوقار للنظام العربي عموماً.
كاظم عبد الحسين عباس
لجنة نبض العروبة المناضلة للثقافة والإعلام