بدايةً لابد من البحث عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذا التردي الاجتماعي والحضاري التي تشهده أمتنا بشيء من الصراحة وعدم الخوف والتردد، والحيادية ونبذ كل أشكال العصبية جانباً،والوقوف وقفة إنسان متعقل متجرد من كل خلفياته مهما كان نوعها.
لذا علينا ابتداءً أن نميز بدقة بين مفهوم الطائفة والطائفية كما بين القبيلة والقبلية.
فالطائفة والقبيلة مفهومان اجتماعيان يتميزان بحضورهما الاجتماعي ويؤديان أدواراً ووظائف اجتماعية (سابقة لتكوينات الدولة الحديثة).
أما الطائفية فهي نزعة تعصبية تجعل الفرد يقدم ولاءه للقيم والطقوس للطائفة المنتمي لها.
أما القبلية فهي نزعة تعصبية أيضا وهي تعبر عن ولاء الفرد لقبيلته في عصر الدولة الحديثة !!!!!.
إذاً الدولة الحديثة في الوطن العربي لم تستطع أن تبدد هذه الانتماءات بينها عبر نقلة ديمقراطية حقيقية، وبقيت هذه الدولة في كثير من بقاع الوطن العربي دولة عشائرية أو طائفية تستمد نسغ وجودها من التكوينات الصغرى القائمة في المجتمع و تعتمدها في الهيمنة على السلطة .
فالديمقراطية يمكنها أن تؤسس لدولة عصرية تضمن لجميع أفرادها الحق في الوطن والمواطنة على حد سواء وهذا بدوره يشكل المنطلق المنهجي لتغييب مختلف أشكال الولاءات الطائفية والعشائرية الضيقة في المجتمع.
فالمواطنة كسلوك وكممارسة في الوطن، تعبر عن سيرورة من التنشئة الاجتماعية والسياسية التى تصبغ الفرد بسلوكيات المجتمع الذي ينمو فيه. لذا فإن مفهوم المواطنية يؤسس لبناء المواطنة. فالتربية المواطنية من شأنها أن تغذي الوعي الوطني والالتزام الوطني.
و تشكيل المواطن وتنميته انطلاقاً من تصور إيديولوجي معين لماهية المواطن ومن واقع التجربة في حياة الجماعة الوطنية ووجودها السياسي ، وهذا ما سعى اليه نظام الحكم الوطني في العراق خلال فترة حكمه.
لقد أصبح واضحا حتى بالنسبة للمواطن العادي في العراق المحتل ، الآليات التي يعتمدها النظام المعين من قبل الاحتلال الامريكي-الصفوي في توزيع هذه الأدوار تحت ذريعة التوازن الطائفي والديني في المجتمع.
وقد أصبح من الواضح أيضا أن هذه الممارسات تعزز الانتماءات الضيقة وتحرض على مشاعر الكراهية والتعصب بين أفراد المجتمع على أساس طائفي أو عشائري .
مما ساهم إلى بروز فئة من الناس تغذى تكوينها النفسي والعقلي في ظل هذه الممارسات السياسية الخطيرة التي جعلت من الانتماءات الضيقة ( الطائفية ) منطلقات مشروعة للعمل السياسي والحركة الاجتماعية.
وبات النظام العراقي المعين من قم يعلن هذه الممارسات الطائفية على مختلف المنابر الإعلامية وفي كل المناسبات، ويتفاخر بديمقراطية غارقة حتى أذنيها في الأوحال الطائفية والعنصرية.
أما الأدهى والأمر ونتيجة للتسلل الصفوي الفارسي فيبدو أن هذه الممارسات الطائفية قد وجدت حضورها المميز في أقطار عربية ترفع شعارات وطنية وقومية وتغرق شعوبها وشعوب المنطقة العربية بكل أحلام النهضة والأمة العربية الواحدة!!!!
ومن هذا المنطلق أصبحت الحياة الاجتماعية العربية متشبعة بقضايا الانتماء المذهبي واستبداد الأقوياء، واضطهاد الأقليات العرقية، وخرق للمبادئ الإنسانية وتجاهل للعربدة الصفوية بل وتمجيدها وحمل لوائها وتقديمها كخشبة خلاص لما تعانيه أمة العرب من أزمات متفاقمة وخطيرة خصوصا ً بعد ولادة شقيق على أيدي أمهر الأطباء في عيادة سايكس بيكو ويدعى اسرائيل الشرقية!!!؟؟؟
أبو محمد عبد الرحمن.
نبض العروبة المجاهدة للثقافة والاعلام