تابعت باهتمام شديد البرنامج الذي عرضته قناة الجزيرة مساء الاثنين 7/11/2016 تحت عنوان "للقصة بقية" وتناول تقديم الحكومة البريطانية كل التسهيلات المتوقعة وغير المتوقعة والتي قد لا ترد على بال أحد بما في ذلك الحماية الأمنية والقانونية التي تصل حد الخيال، لمجرم محكوم عليه في بلد صديق للمملكة المتحدة هو الكويتي ياسر الحبيب، ومنحته حق إقامة معسكر تدريبي لزمر من الإرهابيين تحت اسم "جيش المهدي"، ويستعرض أفراده بسلاحهم أمام هذا المجرم الهارب من وجه العدالة، وشاهدت العرض العسكري الذي نفذه عناصر جيش الإرهابيين داخل الأراضي البريطانية بأعلى مراتب الدهشة والاستغراب عن هذا الخيار الخطير الذي أقدمت عليه حكومة المملكة المتحدة، وتساءلت مع نفسي هل أخذت الحكومة البريطانية الحالية أو التي قبلها وسمحت بمثل هذه الفعاليات المستفزة للغالبية الساحقة من المسلمين في العالم، هل أخذت على محمل الجد أنها بذلك تعرض أمن المواطن البريطاني للخطر لأنها تعطي المبرر لطرف متطرف آخر بأن يدافع عن نفسه ومعتقداته ورموزه التي تنهال عليها الشتائم ليل نهار بموافقة بريطانية بل وبدعم مالي وخبرة فنية وتستر على مصادر التمويل خاصة بعد أن منعت عليه الحكومة البريطانية ولو واحد بالمائة مما منحته لياسر الخبيث من امتيازات، هل تعي الحكومة البريطانية أنها تلعب لعبة خطيرة جدا تعرض مصالح بريطانيا وعلاقاتها السياسية والاقتصادية والتجارية مع البلدان العربية للخطر؟ وعلاقاتها مع دول المنطقة التي ستصبح هدفا لنشاط إرهابي لجماعة "جيش المهدي" الذي يحصل على الدعم والتدريب تحت العلم البريطاني في وقت تضيّق فيه على جهات أخرى أقل خطرا وأكثر اعتدالا تحت لافتة عدم السماح "بخطاب الكراهية".
بعد عرض هذا البرنامج الذي أسقط الأقنعة عن الوجه القبيح للإمبراطورية العجوز ودورها المعروف عبر التاريخ بزرع الفتن والاضطربات بين مستعمراتها القديمة، سيكون من حق كل من يفقد عزيزا أو يتعرض بيته للسلب والحرق أو يحرق مسجده أو يشتم رمز من رموزه الدينية أو يتعرض للتهجير، أن يقاضي الحكومة البريطانية حتى لو جاءت الفتنة من مصدر آخر غير ياسر الخبيث، لأنها الفتنة التي انطلقت من أحدى أكثر عواصم الدنيا تبجحا بالديمقراطية ورفض التعصب وخطاب الكراهية، وبالتالي فهي التي أباحت لغيرها أن تسير على طريقها العدواني التكفيري.
على كل عربي ومسلم سني في كل مكان أن يندد بجريمة حكومة "صاحبة الجلالة" ويجب أن يحتفظ بحق الرد على ما يقع عليه من تهديد وأذى، وقبل ذلك يجب أن تنهال بلا توقف على رئيسة الوزراء ووزير الخارجية ووزير الداخلية ومكتب M16
وتحميلهم جميعا ما قد يقع من تداعيات وأخطار على البيئة السنية، ويجب أن يحذروا الشعب البريطاني من أن حكومتهم هي التي تجلب الخطر إلى داخل الأراضي البريطانية.