يومان لم ترنِ الايام مثلهما
يـومٌ أسـرّ ويـومٌ زادني أرقا
يومُ الحسينِ رقى صدر النبي به
ويومُ شمرٍ على صدر الحسين رقا
العبر والدروس من واقعة استشهاد سيدنا الحسين عليه السلام وسيرة حياته لا يمكن احصائها . لانها تمثل قمة التضحية والفداء واعلاء كلمة الحق ..... كيف لا وهو سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وتربى في أحضانه. وابن أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام الذي تربى بين يديه ونهل من مدرسته التي هي المدرسة المحمدية . وابن فاطمة الزهراء عليها السلام . وهو وسيدنا الحسن سيدا شباب أهل الجنة. فمن يتعلم من سيرة حياته ومواقفه في التضحية والفداء ويسير على نهج المدرسة المحمدية التي هي نهجه فقد فاز برضا الله سبحانه وتعالى .ثم رضا إخوانه المسلمين .
سبعة وخمسون عاما كانت حياة سيدنا الحسين . نتعلم منها الكثير . ولا يقتصر علمه ومواقفه وأخلاقه ودفاعه عن الإسلام والمسلمين بثمانية أيام قضاها في كربلاء قبل استشهاده . لذلك عندما نتحدث عن واقعة الاستشهاد فإننا نتحدث عن ومضة من تلك السيرة العطرة التي علينا أن نتحلى بأخلاقها وقيمها لانها منهل من ذلك الفيض الرباني الذي عاش سيدنا الحسين في أضواءه.
عندما تمر ذكرى استشهاد سيدنا الحسين نحزن لأن سبط الرسول صلى الله عليه وسلم يقتل بمثل هذه الجريمة . ولكن علينا أن نجعل من موقفه منارة نهتدي به . نثار لله وما أمر به . نضحي من أجل إعلاء كلمة الحق . نواجه الظلم والظالمين ونضحي بالمال والنفس ونؤمن أن المؤمن المخلص المضحي ينتصر على سيف الظالم .وإذا كان حكم الظالم ساعة فإن كلمة الحق تبقى إلى قيام الساعة .
نتعلم أن المؤمن الصابر في حالات المواجهة والتصدي والصراع مع الظالمين يجب أن يكون صامدا صلبا في مواقفه لإعلاء كلمة الحق. وهذا هو موقف من يجعل من الحسين مثالا له لأن الحسينيون الحقيقيون هم الثابتون على المواقف وصيانة العهد .ولا يعرفون الانهزام والتراجع حتى إذا كلفهم ذلك تقديم أنفسهم في سبيل أن تتعلم الأجيال اللاحقة طريق الحق والصواب وتواصل المسير به . كما تعلمت الأجيال من ثورة سيدنا الحسين وواقعة استشهاده. لان
سيدنا الحسين علمنا أن أصحاب المبادئ لا يساومون ولا يتنازلون .وتعلم كل القادة العظام ذلك من سيدنا الحسين وما موقف التضحية والفداء للشهيد صدام حسين الا استلهام من موقف جده الحسين . حيث كان الشهيد صدام يهتم بالمعاني والدلالات لواقعة استشهاد الحسين . ومن بين تلك الاهتمامات انه في احد الايام طلب حضور أحد المتابعين لتفاصيل حادث استشهاد الحسين وآل بيته وأصحابه . وكان اللقاء بعد صلاة الفجر . وبعد الحديث عن المعاني والدلالات . سأل الشهيد صدام :(كم الذين استشهدوا مع سيدنا الحسين عليه السلام)؟. وكان الجواب:(ثلاثة وسبعون).. فعقب : الا تعلم ان من فجر ثورة 30-17 تموز هم ثلاثة وسبعون مناضلا. وهل تعلم ان من قتل على يد قتلة أحفاد سيدنا الحسين في كربلاء خلال أيام صفحة الغدر والخيانة من المناضلين البعثيين هم ثلاثة وسبعون بعثيا .
هكذا هم المناضلون من رفاق حزب البعث سائرون على نهج سيدنا الحسين عليه السلام في الاقدام والتضحية والفداء . وسيبقون هكذا يواجهون الظلم والظالمين .ومثلما فجروا ثورة تموز يفجرون ثورة التحرير بقيادة المجاهد عزة ابراهيم السائر على نهج الحسين في التضحية والفداء ..
ابن كربلاء العروبة
لجنة نبض العروبة للثقافة والإعلام