الطّفولة هي رمز للبراءة ورمز للنّقاء والمحبّة وهي رمز لكلّ جميل وشرّ النّاس من خافه البريء...
في عراق ما قبل الحصار الجائر وحتّى قبيل الاحتلال كانت للطّفولة مكانة مهمّة من حيث التّأمين الصّحيّ التّامّ ومجانيّة التّعليم وكانت تتمتّع بأمن وأمان واستقرار نفسيّ حتّى جاء الحصار الجائر فكان المستهدف الأوّل هو الطّفولة في العراق فعقبه الاحتلال الذي واصل استهدف الطّفولة إذ عمد لممارسة شتّى أنواع الإرهاب عليها بأسلحته وقوّته الغاشمة التي استهدفت الأطفال عمدا كونهم مستقبل الأمّة وقادة المستقبل.
لم يعدم المحتلّ حيلة في مخطّطه، وكان يبتكر الأساليب القذرة في استهدافه لأطفال العراق ابتداء بقتلهم قصفا وقنصا وانتهاء بالاعتقال والاغتصاب، ولا تزال حادثة الطّفلة عبير الجنابي حاضرة في الأذهان بقوّة وهي التي اغتصبها جنود الاحتلال وتمّ قتلها بعد تعذيبها، وهذه قصة من مئات القصص الشّاهدة على جرائم العدوّ بحقّ الطّفولة متفنّنا بتعذيب الأطفال وإهانتهم وقتلهم .
إنّ ما آل اليه وضع العراق بعد تسليمه من قبل الأمريكان للاحتلال الإيرانيّ ممثّلا في حزب الدّعوة القذر وباقي ميليشيّات إيران الصّفويّة لم يختلف عمّا سبقه، فلقد واصل عناوين الاحتلال الفارسيّ مسيرة أسيادهم من تدمير وسرقة تاريخ العراق وحاضره ومستقبله. ولآنّه ما من أغلى من الطّفولة كمخزون لأيّة أمّة فلقد شكّل ضرب هذا المخزون أولويّة أولويّات هذه الحكومة الصّفويّة وأدواتها، وكانت البداية بتخريب التّربية والتّعليم وإنهاء الضّمان الصّحّي وتشريد الأطفال في الشّوارع ومخيّمات النّزوح والتّهجير القسريّ وحرمان آبائهم من رواتبهم بل تعدّوا ذلك ليتّبعوا خطى أسيادهم فكان التّركيز على قتل الأطفال واغتصابهم شأنا مخزيا اختصّوا به .
ومع بداية الحملة العسكريّة على الموصل حذّر الكثيرون من مجازر ستطال أهالي الموصل نتيجة الطّائفية القذرة التي تتحكّم بما يسمّى بالجيش والشّرطة وحشدهم القذر، وتحقّق ما تمّ التّحذير منه وبدعم أمريكي واضح، وكان المدنيّون أهدافا رئيسيّة لهذه الحثالة ومثّل الأطفال أغلب الضّحايا.
يظهر إجرام هذا الحشد الصّفويّ القذر واستقوائه على الطّفل محمد حسين علي الحديدي الهارب من القصف الأعمى ومن ظلم وقساوة داعش الذي صٌنِع ليحقّق أهدافهم في تدمير البلاد وقهر العباد، حيث أسروه رغم محاولته النّجاة من الجحيم وقتلوه بتلك الطّريقة الوحشيّة إذ قاموا برمي جسده الطاهر تحت دبّابة تابعة لهم لتصعد روحه الطّاهرة تشكو لبارئها جور وظلم محتلّ حاقد نزعت الرّحمة من قلبه، ولم يأبهوا لكونه كائنا تأنف الوحوش الكاسرة عن إتيان ما أتاه الحشد الصّفويّ الإرهابيّ.
وللتّغطية عن هذه الفضيحة المدوّية الجديدة، سرّب الحشد الصّفويّ فيلما حاولوا عبره امتصاص ردود الأفعال لتزييف تلك الواقعة المرعبة التي هزّت ضمائر الشّرفاء في كلّ العالم، مقتدين بالأمريكان وبكلّ ما مارسوه بحقّ العراق وشعبه.
لن تكون هذه نهاية إجرامهم، فلقد رضعوا الحقد والكراهية من أكثر من ثدي عنصرية سامّة، وعمت بصيرتهم قبل أبصارهم. ولذلك، لا تزال الأرواح البريئة تزهق في العراق بأبشع الطّرق الإجراميّة المبتكره على أيدي الصّفويّين الأنجاس ومن والاهم، لتصعد لبارئها تشكو ظلم الإنسانيّة وصمتها المهين عن مجازر ترتكب على مدار السّاعة، وليبشّرها ربّها (( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ))
وأمّا الطّفل الشّهيد، فستعانق روحه الطّاهرة أرواح مدرسة بلاط الشّهداء وملجأ العامريّة وبقيّة شهداء الاحتلال الأمريكيّ والاحتلال الإيرانيّ فيما بعد. وسيظلّ شاهدا مؤشّرا على خسّة الفرس وعنصريّتهم وطبيعتهم الشّعوبيّة المتخلّفة المترعة ثارات وأحقادا على العرب.
((وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُون ))
وحسبنا الله ونعم الوكيل
د.أبو مصطفى الخالدي
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والاعلام