فاز دونالد ترامب.. هناك ثلاثة سيناريوهات بحسب تحليلي المتواضع تلك التي تتقاسم مستقبل المشهد العالمي بعد فوز ترامب، الأول يبدأ بافتراض أنه لعبة بيد صقور الحزب الجمهوري كما كان سابقه رونالد ريغان الذي عملت السياسة التي تبناها (حرب النجوم) على إسقاط الاتحاد السوفيتي من خلال تحفيز آلة الحرب الكونية مستفيداً من وجود رئيس في الاتحاد السوفيتي وهو ميخائيل غورباتشوف يستجيب بسذاجة أو عن علم للآلة الرأسمالية الجبارة وهذا ليس ادعاءاً بل إن أفعاله دلت على ذلك ومنها سياسة
البوروسترويكا التي خففت القبضة الحديدية للشيوعية في وقت ضعف اقتصادي فانهار كل شيء. أي أن وجود رئيسين متناغمي الفعل على رأس القوتين العظميين يؤدي إلى نتائج خطيرة منها مثلاً انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1990. طبعاً هذا كله كان بإدارة الصهيونية العالمية التي لا تغيب أبداً عن المشاهد العظيمة. اليوم بحسب السيناريو الأول أن الرئيسين الأمريكي الجديد دونالد ترامب والرئيس الروسي القديم الجديد فلاديمير بوتين ينتميان لذات مدرسة الأعمال الرأسمالية.. فكلاهما رجلا أعمال ويملكان إمبراطوريتين عظيمتين غير مسبوقتين يملكهما رئيسا أكبر دولتين في العالم تتنافسان النفوذ في العالم الغني بالموارد والجغرافيا السياسية. لقد اعتاش اليهود على اقتصاد الولايات المتحدة واخترقوا الاقتصاد العالمي من خلاله لثلاثة قرون إلى الآن، ولكن لا أظن أنهم سيدعمونه وإذ آل للسقوط بسبب شيخوخته. عادة اليهود كما انتقلوا من أوربا القديمة بريطانيا وألمانيا وفرنسا إلى أمريكا الشمالية فإنهم سيغادرون الولايات المتحدة إلى اقتصادات فتية تتحمل طموحاتهم التوسعية، وهنا أرشح روسيا أو الصين وبدرجة أقل ألمانيا واليابان. استنتاج السيناريو الأول.. وجود الرئيسين المتزمتين على رأسي الهرم في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا سيؤدي إلى انهيار أحد المنظومتين وأنا أرشح الولايات المتحدة على المدى المتوسط والبعيد لضعفها الاقتصادي واعتمادها على المصدر الرئيسي الوحيد لقوتها الاقتصادية وهو الدولار الذي يعاني من فقدان الاستقلالية.
السيناريو الثاني.. إن العالم اليوم يحكمه اليمين المتعصب لاسيما الدول الرئيسية فيه مثل أمريكا، روسيا، فرنسا، بريطانيا، وفيما يخص إقليمنا الذي نعيش فيه فإن اللاعبين الرئيسيين هما الكيان الصهيوني إلى الغرب والكيان الصفوي إلى الشرق وكلا نظاميهما اليوم يميني متطرف خالق للمشاكل ومصدر لها.. وجود هذه الأنظمة اليمينية المتطرفة معاً في توقيت واحد إما يقود إلى اتفاق لتوزيع الأدوار والمزايا والحصص وهذا وارد جداً، أو يؤدي إلى تفعيل ماكينة إنتاج الصراعات والحروب المباشرة أو الحروب بالإنابة مما يعني المزيد من الاختلال السياسي والاقتصادي في العالم ومنطقتنا الغنية بالموارد رخيصة الكلفة تحديداً.
فيما يقول السيناريو الثالث إن وجود يميني متطرف مرة أخرى على رأس السلطة في الولايات المتحدة سيعمل على تقليم أظافر كل من طالت أظافره في المرحلة الماضية بسبب عنجهية النظام السياسي الأمريكي في عهد بوش الصغير من جهة وبسبب ضعف إدارة أوباما بالتعبير عن أمريكا بوصفها قوة عظمى من جهة أخرى، وهذا التقليم يشمل روسيا وكوبا وفنزويلا وإيران وتركيا والخليج العربي، وجزئياً الصين وبعض دول آسيا غير العربية.
محمود خالد المسافر
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام