بسم الله الرحمن الرحيم
*حزب البعث العربي الاشتراكي (الاصل)*
*قيادة قطر السودان*
*بنضالكم وجهادكم تظل فلسطين حرة عربية والقدس عاصمتها*
*جماهير شعبنا وأمتنا الأوفياء:*
تعبيرا عن الأهداف الاستراتيجية للتحالف الأمبريالي - الصهيوني، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي ترامب، عن تنفيذ القرار الأمريكي الصادر في 1980 القاضي بنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس الشريف،
باعتبارها عاصمة للكيان الصهيوني المحتل، في سابقة لا تقل خطورة عن "وعد بلفور" المشؤوم ونتائجه سيئة الصيت. بل هي مكملة له بعد مرور أكثر من قرن على صدوره.
كما ان الخطوة الامريكية، الممعنة في الغطرسة
وخرق القانون الدولي، تمثل انتهاكا صارخا للحقوق التأريخية للشعب الفلسطيني في ارضه وعاصمته المحتلة، وتسىء للمكانة الروحية والدينية لمدينة القدس، مسرى خاتم النبيين وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
يأتي هذا الاعتداء من الادارة الامريكية على الحق الفلسطيني لكي يدفع ترامب ثمن أصوات اللوبي الصهيوني العنصري واليمين المتطرف التي قادته للسلطة.
*يا بنات وأبناء شعبنا الشرفاء:*
لا يمر التطرق لهذه الخطوة وتوقيتها دون التوقف عند:
1/ إن أهداف التحالف الأمبريالي الصهيوني، قابلة للتأجيل من حيث التوقيت ولكنها لا تسقط بالتقادم، انتظاراً للحظة مؤاتية.
2/أنتهت مرحلة الخداع والأكاذيب، التي راهن البعض فيها على أمريكا ووعودها لهم، وعن دورها فيما أسموه بالحلول السلمية، لترويج فرضية حياديتها وإمكانية قيامها من ثم بدور الوسيط والراعي والضامن والصديق... وما إلى ذلك من مفاهيم قوى التسوية والتطبيع، التي تتنكر بوعي المصالح، لحقيقة الصراع التاريخي والحضاري المصيري الذي تخوضه القوى الحية وسط الجماهير في مواجهة التحالف الإمبريالي الصهيوني وركائزه المحلية.
لقدبرهنت الإدارة الأمريكية بهذه الخطوة، على تحالفها الوثيق بالكيان الصهيوني ودوره المرسوم في إعاقة النهوض القومي والتقدم والازدهار الحضاري للأمة العربية، الذي تشكل الوحدة أساسه المادي والبنيوي وعموده الفقري.
3/ وان الضغوط التي مورست من لدن الإدارات الأمريكية المتتالية، و حتى الآن، على العديد من الأطراف العربية، والتي تمخضت عنها اتفاقات ثنائية مع العدو الصهيوني، أو تطبيع للعلاقات معه، بشكل معلن أو غير معلن، لم تكن بمعزل عن الوصول إلى هذه الخطوة، وإنما عبر خطوات مدروسة وبعناية، سواء بعزل تلك الأطراف عن خط النضال والتحرير، أو توريطها في تسويق التسوية والتطبيع، أو بانكفائها على همومها السلطوية والقطرية، كما حدث لمصر الرسمية في كامب ديفيد، ووادي عربة للأردن.
4/دحرجت إيران الطائفية، بتغذية طموحاتها التوسعية العدوانية، صوب العراق القومي النهضوي لاشغاله أولاً، من جانب، وتعميق الانقسامات داخل الصف الوطني الفلسطيني والعربي عموماً من جانب آخر، ثم بالعدوان على العراق تحت مزاعم تصدير الثورة وتحرير القدس، وصولاً للانغماس التفصيلي في غزوه واحتلاله، وتكملة أهداف الاحتلال، بالوكالة حينا وبالاصالة مع أمريكا والكيان الصهيوني، والذي سهل بالفعل ما أسمته كوندليزا رايس إعادة تشكيل المنطقة (إسقاط نظام صدام حسين يسهل علينا إعادة تشكيل المنطقة) إبان إرهاصات التحضير للغزو، والذي تعبر عنه الآن مجريات الأوضاع في كلا من العراق وسوريا واليمن وليبيا وتطوراتها الدراماتيكية، وما يعتمل في مصر والسودان والخليج والجزيرة العربية وانكشاف الدور الإيراني فيه.
5/ إن ما حققه التحالف الإمبريالي الصهيوني العنصري الإيراني الطائفي، من تقدم ملحوظ باتجاه أهدافه المعلنة، لم يحدث جراء عدالة تلك الأهداف، أو لما يتمتع به من قوة واقتدار، وإنما بسبب ضعف الحالة العربية وتشرذمها، وانكفاءاتها القطرية السلطوية وانسداد سبل التداول السلمي للسلطة، والمبالغة في القمع والاستبداد السياسي والاقتصادي، وتغييب الجماهير عن المشاركة، بل ومعاداة تطلعاتها ودورها، إضافة إلى تعمق واتساع الانقسام الفلسطيني وانعكاساته الوطنية والقومية.
وهو ما يؤسس الآن، لإمكانية انطلاقة جديدة من خط البداية، تحيل كل ما هو إيجابي وسلبي في المسيرة، على المستويين الجماهيري والرسمي، إضافة للإخفاقات والمعاناة التراكمية والتضحيات... إلخ، إلى وعي جمعي، لوحدة الموقف والنضال، وباتجاه اجهاض أهداف التحالف الثلاثي وفي مقدمتها ما اصدرته الإدارة الأمريكية، مؤخرا، حول القدس، بالمزيد من إستنهاض الجماهير، وتأطيرها ، للتعبير عن رفضها للغطرسة وامتهان كرامتها الوطنية والقومية والدينية، بكافة وسائل التعبير وتطوير مبادراتها، باستلهام تجاربها في مناهضة الاستعمار، وفي معارك نضالها الوطني والقومي، وتعزيزها ودعمها اللامحدود للنضال التحرري في فلسطين وبالضغط على الحكومات والأنظمة للتعبير عن الحالة الوطنية والقومية والارتقاء بمؤسسات العمل العربي المشترك، وبدعم المقاومة في فلسطين والعراق والأحواز، وفي وضع حد للاحتراب الأهلي في العديد من الاقطار، بالاعتماد على النفس وانتهاج طريق الحلول السياسية السلمية لقضايا النضال الوطني، وفي استخدام النفط والموارد والاسواق والسلع...الخ في معركة الدفاع عن فلسطين وإسناد المقاومة التي تؤكد بنضال وصمود شعبها، أكثر من أي وقت مضى، انها طريق الوحدة، مثلما هي قضية العرب والإنسانية المركزية، حيث لا مكان لقوى النضال التحرري في أمريكا وأوربا وعلى نطاق العالم إلا بالاصطفاف مع نضال شعب فلسطين وأمته العربية والإسلامية، دفاعاً عن كامل حقوقة، وعلى كامل فلسطين، من البحر إلى النهر، وعلى القدس الشريف ترفرف رايات عزته وكرامته، لا كمجرد رد فعل عارض، وإنما تأسيس لعمل نضالي طويل الأجل.
*#لا لشرعنة الاحتلال الصهيوني وتهويد القدس*
*# نعم لاستخدام كافة الوسائل النضالية للحيلولة دون تكريس القدس عاصمة للكيان الصهيوني.*
*#معاً من أجل وحدة قوى النضال الفلسطيني، وعلى طريق التحرير.*
*#النصر حليف المقاومة في العراق والأحواز، وأينما يوجد احتلال.*
*حزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل)*
*قيادة قطر السودان*
7/12/2017