علي عبدالله صالح يلتحق بكواكب شهداء الامة العربية مغدورا بخنجر قبضت عليه يد حسن الصباح التي تعرف كيف تقتل واين ومتى ولمن وسط تشجيع واضح ممن يبدو في الظاهر عدوا للقاتل لكنه محرضه وداعمه . هذه اليد هي التي اغتالت القائد الشهيد صدام حسين ، وهي التي دمرت العراق وسوريا واليمن وهي التي تجر لبنان رغما عنه الى الخراب كالعراق وسوريا واليمن ، وهي التي تهدد مباشرة دول الخليج العربي ناهيك عن تهديد كافة الاقطار العربية بفتن طائفية مدمرة رأيناها في العراق وسوريا ولبنان واليمن ! فهل بعد هذا ما يوجب الانتظار والسكين الايرانية وصلت الى رقاب العرب ومددوا على الارض منتظرين جز الرقبة .
دلالة اغتيال الشهيد علي عبدالله صالح واضحة فهي رسالة للعرب كلهم تقول بالقلم العريض: نحن اتون غدا او بعد غد فارفعوا الراية البيضاء الان لتسلموا ! وهذه الرسالة سبق وان بعثها سيد القاتل عند اغتيال الشهيد القائد صدام حسين لكل العرب ، ولكن مع الاسف فان القادة العرب ورغم ان اجسادهم قد اقشعرت رعبا فانهم سرعان ما نسوا دلالاتها نتيجة التطمينات الامريكية المخدرة كما تخدر الخرفان قبل الذبح لمنعها من الرفس ! فكانت النتيجة هي وصول الفرس الى عقر دار من لم يستعد ويتحصن ويتعلم من درس العراق وبقي يتقبل حقن التخدير !
الان معركة اليمن وبعد ما حصل تحولت الى نقطة تحول خطيرة جدا فاما ان تعاد اليمن عربيا بتحريرها من نغول الفرس الحوثيين بموقف عسكري عربي واحد قوي وشجاع او ان تستكلب الحوثية وتنتقل وبسرعة الى السعودية ودول الخليج العربي كلها خصوصا الى قطر ، ومن النخيب في العراق سيتقدم حسن الصباح لانهاء السعودية وتقسيمها وسط تصفيق حاد لنتياهو اما ترامب فسوف يلتزم صمت من ينفذ عملا مناقضا لوعوده . انها معركة الوجود والمصير ولا مجال فيها للاجتهاد والترددمن قبل دول الخليج العربي ومصر التي تشتعل فيها نيران الارهاب الدموي وتتصاعد بمعادلات هندسية مرعبة مما يجعل مصير العرب مظلما ، لدرجة الموت رعبا ، مالم يبادروا لتحرير صنعاء بلا ابطاء .
وتحرير صنعاء الان مناسب لعدة اسباب منها ان العملية التي اطلقها الشهيد علي عبدالله صالح مازال زخمها كامنا خصوصا في النفوس المعذبة والالاف في صنعاء وفي محيطها الجبلي تغلي غضبا ، فلا تضيعوا فرصة العمر واختصروا الارواح اليمنية والسعودية والخليجية التي ستزهق اذا تقاعستم الان وضيعتم فرصة تحرير صنعاء الحبيبة . كما ان الغضب من الاغتيال في اليمن شامل فحتى من كان ضد الشهيد علي عبدالله صالح يقف الان متعاطفا معه نادما على عداءه له ، اغلب ابناء اليمن شرفاء وليس فيهم من يحمل اخلاق الغدر الفارسي غير الحوثيين ، فالى الطرق على الحديد وهو ساخن ولا تتركوه يبرد والاسيكون عليكم ان تواجهوا كوارث اكثر رعبا . ايها العرب حكاما قبل المحكومين تأملوا قليلا : هل هي صدفة ان يتم اغتيال الشهيد علي عبدالله صالح في نفس شهر اغتيال الشهيد صدام حسين وفي نفس يوم اغتيال الشهيد معمر القذافي ؟ ام انها رسالة تأكيدية بان ما يحصل مخطط مسبقا وتنفذه اسرائيل الشرقية وراءها ويدعمها من يتظاهر بانه ضدها ؟
علي عبدالله صالح شهيد الامة العربية وليس شهيد اليمن فحسب لسبب لا يقبل الاجتهاد فبما ان معركتنا مع اسرائيل الشرقية هي معركة الوجود القومي كله فان استشهاد علي عبدالله صالح وهو يخوض هذه المعركة بشجاعة الفرسان يتوّجه شهيدا بلا منازع ،اما ماعد ذلك فتفاصيل ثانوية . ايها العراقيون تذكروا مايلي : عندما بحثتم بعد غزو العراق عن ملاذ امن وبعد ان اغلقت الابواب بوجوهكم وجدتموه في اليمن بقرار من الشهيد علي عبدالله صالح والذي لم يكتفي بتوفير الملاذ الامن بل وفر لكم العمل الشريف رغم ان اليمن افقر قطر عربي ! فكيف نرد جميل من وفر لالاف العراقيين الملاذ الامن والعمل والاقامة في حين ان اغلب الاقطار العربية رفضت حتى منح الفيزا للعراقي ؟
وربما نسى البعض حقيقة مشرفة وهي ان الشهيد علي عبدالله صالح وقف مع العراق اثناء العدوان الايراني فارسل جيش اليمن الى العراق ليقاتل مع اشقاءه العراقيين ، وسقط شهداء يمنيون ، الا توجب الاخلاق السامية تذكر ذلك الموقف النبيل ؟ اليس من الحكمة ونحن نخوض حرب تحرير العراق ان لا نعطي الانطباع باننا لا نحفظ للناس حقوقهم فينفضوا من حولنا ؟
5-12-2017