نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام
بمناسبة موعد اقتراب الانتخابات البرلمانية العراقية التي يرعاها ويشرف عليها ائتلاف الباطل الحاكم، استحضرني مشهد الحياة الاجتماعية والسياسية التي كانت سائدة في أوروبا القرون الوسطى الغارقة في عتمة الجهل حينها جراء السلطة الحاكمة المتمثلة بحكم رجال الدين ( الأكليروس ) المتحالفة مع طبقة الإقطاع بدءً من الملك وصولا الى الحاجب !
بإسم الله يحكمون كما يزعمون وأفراد الشعب من جرائه يتألمون.
وتتحكم هذه الطبقة الجائرة بكل مفاصل الحياة الاجتماعية وتحارب بل و تجتث أي بارقة من شأنها أن تكون رافعة أمل وصحوة للشعب من كبوته ليصحح مسيرته، وعليه كانت أي بارقة أمل في نظر طبقة رجال الدين هي هرطقة ومس شيطاني وشر مستطير.
وهو في حقيقته فضح لمقاصدهم وهدم لسطوتهم وفتح الأصفاد والأغلال التي تكبل الشعوب.
سخّر القدر لأوروبا رجال علم نهلوا من الثقافة العربية الإسلامية المزدهرة آنذاك، في حين كان القمل يعشعش في رؤوس شعوبها بسبب التجهيل المقصود من قبل بضع أفراد يحكمون ويسرقون.
كان هؤلاء المتنورين يلاقون حتفهم ويعدمون بدعوى الهرطقة على تعاليم الله وبصفتهم سحرة مشعوذين !؟
تماما هذا ما نشاهده اليوم في عراق ما بعد 2003 ، نسخة طبق الأصل عن المشهد الأوروبي في القرون الوسطى.
شذاذ آفاق أتوا على متن دبابات الأميركان وأعلى أهدافهم القضاء على عروبة العراق وتدمير إنجازات الحكم الوطني وإشاعة الخرافة والبدع الدينية والمذهبية وتمزيق اللحمة الوطنية، والإمعان في استحداث الأقاليم والتغيير الديموغرافي وتسليم العراق ومقدراته للعدو الإيراني، وإيهام الناس بمحاربة التكفيريين ( داعش ) التي تم فبركتها في دوائر الاستخبارات الإيرانية والأميركية وكل استخبارات الدول التي شاركت في تحقيق "الفوضى الخلاقة" و "الشرق الأوسط الجديد" و "الربيع العربي" المشؤوم بدء من احتلال العراق وتدميره، ناهيك عن احترافهم سرقة المال العام علناً ومن دون وازع من أخلاق وضمير حتى أصبحوا من أغنى أغنياء العالم.
أبكاني فيديو عرضه علي أحد الأصدقاء يظهر فيه مواطنون ومواطنات عراقيون يتدافعون لينالوا البركة من خروف يعرضه عليهم أحد هؤلاء الخبثاء، وفيديو ثاني يظهر فيه أحد أهم الإنجازات التاريخية في العراق بعد عام 2003 إعلان عن افتتاح مطار الناصريه الدولي بتكلفة عالية لا أقوى على النطق بها لهول الرقم المصروف حيث باستطاعة هذا المبلغ إنشاء مطارين دوليبن وبمواصفات عالمية !!
كل ما جرى أنهم استبدلوا الاسم بآخر وهو في الحقيقة مطار قاعدة الطليل الجوية العسكرية ويعرف حاليا بقاعدة الإمام علي الجوية.
وهناك الكثير الكثير من القصص التي تشيب الولدان وتضع بسببها كل ذي حمل حملها.
ها هم هؤلاء اللصوص يعيدون تكرار أنفسهم ليخوضوا الانتخابات البرلمانية المقبلة، ولكن في تحالفات جديدة وتحت عناوين وأسماء كتل جديدة، أما الحقيقة فظلت كما هي.
هذه الأسماء التي وعدت أنصارها ولم تفِ بوعودها، حيث وعدتهم سابقا بالحرية والديموقراطية والبحبوحة
ورغد العيش والأمن والأمان والطبابة والاستشفاء وتوفير التعليم والتحصيل العلمي علاوة على دعم الزراعة والمزارعين وإقامة المشاريع العملاقة التي توفر العمل لعشرات الألوف وغيرذلك.
نعم تحقق الوعد وأصبح أبو إسراء يملك القليل مما يساعده على سد الرمق، فقط بضعة دنانير توازي ميزانية ثلاث أو أربع دول !!؟؟
ونعم الإيمان أبو إسراء ومن لف لفك، كم أنت حقير وأفراد دعوتك المؤمنة، فمجموع ما نهبتم منذ 2003 يوازي ميزانية الدولة العراقية لخمسين سنة قادمة !
أيها العراقيون الأباة هل هذا استسلام منكم لهؤلاء الأدعياء اللصوص والشذاذ ؟
ألم تتألموا بعد؟
هل نال منكم اللصوص وبتم قانعين مقتنعين بمن يسطو على مقدراتكم.
أفبعد كل هذا الشقاء والعناء والحرمان والفقر ترددون وراء قاتلكم هيهات منا الذلة؟
هل أصدق أنكم تريدون فعلا إعادة تدوير هذه النفايات ليصبحوا نوابكم؟
أيها العراقيون نسيت تذكيركم بأن شعوب أوروبا انتفضت وقضت على الإقطاعية وعلى أدعياء الدين ورموزها وأقصتهم عن المشهد السياسي .
هل أنتم فاعلون أم ... والبقية عندكم.