نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام
أظهرت الاضطرابات الأخيرة في مدن وأقاليم
عديدة من إيران عن مدى اتساع الفجوة بين نظام الملالي الحاكم وبين الشعوب الايرانية بكافة مكوناتها وخصوصا الفئة الشابة .
لعل الجوع والبطالة سبب رئيسي في انتفاضة الشعوب الإيرانية ولكن للانتفاضة أسباب اخرى لا يبرزها الاعلام خدمة للمشروع الغربي القاضي بانتقال منطقتنا العربية من سايكس بيكو الاول الى مرحلة سايكس بيكو الثاني بعد مضي 100 سنة على تنفيذه.
والنسخة الجديدة من سايكس بيكو تم تلزيم ايران المعممة والولي الفقيه بتنفيذه .
و لضمان حسن سير وتنفيذ هذا التلزيم
قام الفرس بالسيطرة على مقاليد السلطة وتم استبعاد كافة مكونات الشعوب الإيرانية بل وتم تهميشهم وإذلالهم و تجويعهم واستبعادهم عن مراكز القرار .
ويخطئ من يظن اننا نتشفى بما يجري هناك ؟
أبدا، وخاصة أن الشعب العربي الذي عانى وما يزال من سياسة حكام طهران في التدخل بشؤوننا بل وسعيهم لاحكام قبضتهم على مفاصل الحكم والسلطة في أقطار عربية عدة بحجة ان طريق القدس يمر من بغداد تارةً ومن صنعاء تارةً أخرى دون ان ننسى دمشق وبيروت وأي عاصمة عربية اخرى قد تقع في شراكهم .
وما هو متوقع حصوله جراء تمددهم في أقطارنا العربية، الشرخ المجتمعي الذي بدأ يتسع نطاقه واحدث خللا أدى بعدها الى توتر وصل إلى حد الاقتتال الطائفي والمذهبي، علما أن هذا لا يخدم شعارهم القائل : "إسرائيل" شر مطلق!؟
بل على العكس من ذلك تماماً .
وما لمسناه ان الفرس مقتنعين بان العرب شر مطلق منذ القادسية الأول، والعرب عقبة في طريق تحقيق حلمهم باعادة امجاد امبراطورية فارس
لذا وجب القضاء عليهم !؟
هذا ما رأيناه في سوريا والعراق بعدما اجهزوا على المدن والحواضر العربية وأمعنوا فيها تغييرا ديموغرافيا يخدم أهدافهم التوسعية بذريعة "داعش" التي تمت فبركتها في مصانع استخباراتهم بالتعاون مع حلفائهم الغربيين .
عودة الى الاضطرابات الشعبية في ايران الذي يعتبر الحدث الأبرز في المسار التراجعي للفئة الحاكمة التي تتستر بعباءة الدين وجعله بعبعاً
بدلاً من دوره الريادي و الانساني، وكأن فترة القرون الوسطى المظلمة في أوروبا قد "تقمصت" روحها في ايران الولي الفقيه في التحكم بالعباد و أقواتهم بحجة انهم ظل الله على الارض تماما كما كان يفعل رجال الكهنوت (الإكليروس) في أوروبا .
ولا يسعني القول هنا سوى القاء التحية على الشباب الايراني الرافض لحكم" المرشد" وأكذوبة الولي الفقيه التي دمرت احلامهم بوطن عصري يمتع بكل مزايا الدولة التقدمية المحترمة من قبل المجتمع الدولي، ورافضة التعاون مع الغرب واطماعه في المنطقة،
و تسعى الى توطيد اواصر حسن الجوار والتعاون بينها وبين الأقطار العربية المجاورة والتركيز على
اعطاء مكونات الشعب الإيراني حقوقهم، طبعاً وحق تقرير مصير العرب الأحوازيين ودولتهم المحتلة .
واقول لهم لا يموت حق طالما وراءه مطالب
فكيف اذا كانت مطالبكم محقة وقد بذلتم لها الأنفس !