خــاطبنــاه بحكمــة معــاويــة فــرد علينــا بصبيــانيــة يــزيــد ( ٣ )
كن على حذر من الكريم اذا اهنته ومن العاقل اذا احرجته
ومن اللئيم اذا اكرمته ومن الاحمق اذا مازحته
علي بن ابي طالب ( ر )
7- ويقول ( ماذا قدمت تلك الأحزاب للعراق، مجازر الحزب الشيوعي في العراق تشهد عليها شوارع المدن العراقية الكبرى، وانتهى بلا عودة، وحزب البعث انتهى من السلطة باحتلال العراق . ولكي أكون منصفاً حزب البعث، فإنه في زمن صدام حسين قدم الكثير للعراق على مستوى التعليم والصحة وبناء جيش وطني، لكنه مع الأسف الشديد ترك المائدة تعبث بها فئران
العراق. ) . ربما لا يعرف كاتب هذه الجملة ان الحزب – اي حزب - هو انجازاته وليس اي امر اخر ، وعندما يخلط الاوراق متعمدا تحت لافتة ماذا قدمت تلك الاحزاب ثم يعترف ببعض انجازات البعث مضطرا فانه يؤكد انه مدفوع بحافز ذاتي ، فالبعث اصلا اسقط نظامه بسبب انجازاته التاريخة في كافة الميادين والتي لم يسبقه اليها احد وليس هناك دولة واحدة في العالم الان قدمت لمواطنيها ما قدمه البعث للعراقيين . فمثلا في عراق البعث كان العراقي المتمتع بالطب المجاني علاجيا ووقائيا يرسل للخارج للعلاج عندما يستعصي علاجه في العراق وتتحمل الدولة كافة المصاريف . فليقل لنا من تجاوز على البعث اي دولة تقدم هذه الخدمة لمواطنيها عموما ؟
فخر البعث هو اعادة بناء الانسان العراقي : فلا دولة قوية وناهضة من دون انسان مضمون الغد ومتعلم ومؤهل مهنيا وعلميا ويصنع غذاء وسلاحه وادواته بنفسه ، فتأهيل العراقيين مهنيا – علميا وتكنولوجيا – وثقافيا بعشرات الالاف ليكونوا مهندسين وعلماء واطباء وخبراء في كافة اوجه الحياة ثم ازالة الامية والفقر المصدران الاساسيان لشرور المجتمعات حقق الانقلاب الجذري المنشود في العراق وميزه عن باقي الاقطار العربية واغلب بلدان العالم ، وانجازات البعث هذه هي التي اجبرت الصهيونية الامريكية على استهداف نظامه ووضع خطط تدميره وليس الاكاذيب التي سيقت لتبرير ذلك وخداع العالم بها للسماح بتدمير العراق . فهل هذه الانجازات عادية كي يدخلها صريع النزق في خانة ( ماذا قدمت الاحزاب للعراق ؟ ) ؟ ام انه يريد تدمير مناقب وانجازات من يختلف معه بأي طريقة سواء انسجمت مع القيم والمعايير الموضوعية او تناقضت معها ونقضتها ؟
8- ويقول : ( ولا يجوز للحزبيين البعثيين الادّعاء باحتكار المقاومة وحدهم، ) هذه التهمة جزء من مسلسل الاكاذيب التي تلصق بالبعث من قبل مناهضية او انها تكرر نتيجة الجهل بحقيقة الامور ، فهل من كتب ذلك كذاب ام انه لا يعرف حقيقة الامور ؟ اولا وقبل كل شيء هذه كذبة ملفقة فالبعث لم يقل اننا وحدنا من قاوم الاحتلال بل بالعكس اكدنا وكنا نكرر التأكيد على ان المقاومة العراقية ظاهرة وطنية عامة شملت القومييين والوطنيين والاسلاميين والمستقلين وان البعث احدها وان كان له دور خاص في الاعداد لها قبل الغزو ودور خاص ثان وهو ان ضباط الجيش والمخابرات وضباط الامن وكوادر البعث كانت تشكل القوة الرئيسة في فصائل المقاومة حتى غير البعثية بحكم وجود البعث في الحكم وامتلاكه كوادر وعسكر ومخابرات باعداد ضخمة .
فمن اين جاء هذا الشخص بهذاه الكذبة ؟ مرة اخرى الاخلاق وروح العدالة تفرضان تقديم الادلة فليقدم لنا بيانا واحدا للحزب قال فيه انه وحده من يقاوم .اما على مستوى اكاديمي ونظرا لانه يحمل لقب دكتور فعليه اثبات ان البعث قد قال ذلك وتثبيت المصدر والتاريخ ومكان النشر . ان هذه الكذبة تضاف الى عدة اكاذيب وتلفيقات قام بها هذا الشخص بسرعة ودون حسابات عاقل يتوقع ان يرد عليه احد فيحترم نفسه وشهادته وماضيه . وما قد يترتب على هذا التلفيق الفج هو احتمال انه قد ينعكس على دوره في مركز البحوث الذي يعمل فيه ويقدم استشارات لحكومة قطر فهذا الشخص الذي لا يتورع عن التلفيق لا يستبعد ان يكتب وفقا لمزاجه وليس لمصلحة قطره .
9-دعم العراق في نضاله ضد الحصار ومقاومته للاحتلال شرف يضاف الى سجل اي شخص يقوم بذلك وليس فضلا قدم للعراق فلا يحملنا احد منية دعم العراق . وهذا الشرف مشروط باستمرارية مصادر الشرف وهي الصدق والموضوعية والتجرد من نزق الصبيان . اما الاساءة لشهداء العراق ومناضليه فانه انحراف عن الصراط المستقيم دون اي شك يستوجب الفضح .
10-للعراق اصواته وهو ليس جزيرة واق واق كي يتولى الغير الدفاع عن قضاياه وابناءه يتفرجون ، نعم لدعم الاشقاء والاصدقاء ولكن هذا لا يعني ان يقوم غير عراقي بواجب الرد على عراقيين فيما العراقي الواقف جنبه صامت ! هنا نرى الخلل واضحا جدا لان تولى غير العراقي الدفاع عن مؤتمر عراقي يوحي – وهذا الايحاء فيه اساءة - بان المؤتمر بلا قدرة ولا لسان وان من دافع عنه وصي عليه فهل هذا الايحاء صحيح ؟ نؤكد من دافعوا عن العراق كثر ولكن اصوات العراقيين المدافعة كانت دائما اكثر بكثير من اصوات داعميهم طوال فترات نضال شعب العراق ، اذن كيف حصل عدم وجود عراقي مقتدر ومؤهل وطنيا ونضاليا للرد على النقد الذي وجه للمؤتمر الذي قال بيانه الختامي انه يمثل المعارضة العراقية بكافة اطيافها ؟
ومن مظاهر الاساءة للمؤتمر ومن تولى الدعوة اليه هو مهاجمة البعث والغاء وجوده بجرة قلم فما الذي فعله البعث كي يتخذ ضيف في المؤتمر كان عليه ان يحترم معنى الضيافة ويترك ابناء العراق يتولون الرد والحوار كي يصدر فرمانا بوشيا بالغاء البعث ودعوة ( شرفاء البعث ) حسب تعبيره الملغوم ، كي يعقدوا مؤتمرا مشابها للمؤتمرات التي دعت اليها امريكا سابقا لاستبدال البعث بعد اقرار اجتثاثة ؟ اين الديمقراطية التي يدعو اليها هذا الشخص عندما يرفض حتى حق عدم المشاركة في المؤتمر ؟ اليس من الديمقراطية الحق باتخاذ قرار بالمشاركة او عدمها ؟ نعم البعث لديه رأي في المؤتمر وهذا حقه الطبيعي لكنه لم يهاجم المؤتمر ، وما صدر عنه ويتمثل فقط في مقالي السابق المشار اليه هنا وتصريح الرفيق د.خضير المرشدي ليس فيهما نقد ولا تقييم للمؤتمر وانما رد بالغ الودية تجاه النزق في مقالي واعلانا بعدم المشاركة فيه فقط من قبل الرفيق المرشدي ، فهل هذا حق طبيعي لنا ام اننا ملزمون بقبول وصاية شخص دعا لالغاء البعث متبعا خطى بوش ؟
مخاطر عقلية هذا النزق هي التالية : الان هو كاتب واستاذ جامعي ويفكر بطريقة بوش الصغير ( من ليس معنا فهو ضدنا ) ولكن كيف سيكون لو اصبح حاكما ؟ هل سيكون اكثر استبدادا من بوش في موقفه تجاه الناس المعارضين له ؟ نعم فالحكام العرب المستبدين الذين ينتقد بعضهم نفس الشخص من منطلق انه ديمقراطي كانوا افرادا مثله اطلقوا العنان لنزعة الاستبداد لديهم فاحرقوا الاخضر واليابس ومهدوا للمحرقة العربية الحالية التي اشعلها بوش قدوة نفس هذا الشخص في دعوته لالغاء البعث ، فهل كنا سنرى هذا الشخص ديكتاتورا يصدر احكام الاعدام بنفس خفة اصدار قراره بالغاء البعث ودعوته لتشكيل بعث جديد معتقدا ان الامر هو شراء سيارة وليس بناء حركة ثورية شعبية تمثل شعبا يقاتل ضد الاحتلال ؟
الاستبداد بما ينطوي عليه من عدوانية وانانية متطرفة ورفض الاخر هو الانطباع الاول الذي يستولي على قناعة من يقرا دعوته لالغاء البعث ، وهذا يؤكد ان مصيبة امتنا العربية ليس سببها فقط امثال بوش وبلير ونتنياهو وخامنئي اولا وبعض الحكام العرب ثانيا بل ايضا امثال من اسفر عن وجهه الحقيقي ودعا لالغاء البعث لانه لم يتحمل حتى حق البعث في عدم المشاركة في مؤتمر ما ! هل النزق الصبياني مقدمة للاستبداد ؟ وكيف نفسر موقف من خاطبناه باكثر الاساليب ودية واحتراما ورد علينا باشدها نزقا وعدوانية ؟ اليس ذلك مؤشرا لروح عدوانية يبنى الاستبداد عليها وينمو في اعشاشها ؟ هل واجبنا هو التنبيه لمخاطر عقلية مثل هذه ؟ وهل يمكن للعدوانيين ان يساهموا في خطوات ايجابية ؟
ربما ولكننا يجب ان ننتبه الى ان هؤلاء ينطبق عليهم المثل العربي الشهير الذي يقول ( احذروا الكيس المثقوب ) والذي يعني ان شخصا ما يفعل بعض الاعمال الايجابية لكنه لنقص ادراكه او اضطرابه النفسي او تعبه الجسدي يضعها في كيس مثقوب فتتساقط منه ويبقى فارغا رغم قناعته بانه فعل خيرا ويصر على ذلك لكنه يفتقر للدليل على انه فعله لان كيسه فارغ ، وصاحبنا الذي دعم العراق كان كيسه مثقوبا ، والغريب انه هو وليس غيره من ثقبه منساقا وراء رغبات محمومة لادانة طرف ما وهو غاضب وفاقد للسيطرة على الطفل في داخله ، فتساقطت حسناته وفرغ كيس دعم العراق وفقد شرف هذا الموقف .
واخيرا لابد ان انبه الى انني انتظرت اياما طويلة بعد نشره لمقاله الوقح مفترضا انه ربما يصحو ويكتشف انه اساء لنفسه قبل اساءته لغيره وتستيقظ لديه احدى اهم فضائل الانسان وهي الخجل فيعتذر بأخلاق الفرسان مثلما فعل عبدالله بن الزبير لكن الايام مرت ولم نجد خطوة ايجابية لاصلاح الخطأ فكان علينا الرد لتوضيح الحقائق وافهام من اعتدى علينا بانه ليس حرا في الاعتداء على الاخرين وتوقع عدم الرد وان احترام الذات يبدأ وينتهي باحترام الاخرين .
Almukhtar44@gmail.com
٢٠ / حـزيران / ٢٠١٦