نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام
ألحسّ القومي شعورٌ صادقٌ بالإنتماء المخلص ينعكس بعفويّةٍ على العاطفة فتفيض المشاعر والأحاسيس بكلّ أشكال الحماس والاندفاع عند حدوث أيّ طارئ.
ولكنّ هذا الشّعور إذا لم تتهيّأ له أرضيّةٌ صالحةٌ تحسن استخدامه بشكل إيجابي وتجيّره لما فيه خير الأمّة والوطن فإنه سيتحوّل إلى عصبيّةٍ قبليّة عنصريّةٍ ما دخلت في مجتمعٍ إلّا مزقته ولا فكرّ إلا شتّتته .
قبل الإسلام كان العربيّ يتباهى بانتمائه لقبيلته ويتغنّى بشجاعة رجالها وبطولات فرسانها وعادات وتقاليد أبنائها وعفّة بناتها وحكمة شيوخها. وقصائد الشّعراء أكبر شاهدٍ على ذلك.
وما قلّ من كانت بقاياه مثلنا
شبابٌ تسامى للعلى وكهولـ
ولم يكتفوا بذلك بل انقسموا إلى أفخاذ وبطون ودارت بينهم غزواتٌ وحروب استمرّت سنين طويلةً من الزّمن.حتى جاء الإسلام من ثلاث اتجاهات إيمانيّة وإجتماعيّة وفكريّة فتمكّن الرّسول عليه الصّلاة والسّلام من جمع العرب وإنشاء دولة عربيّة إسلاميّة نشرت الرّسالة في كلّ أرجاء المعمورة.ولكن مع مرور الزّمن عادت العصبيّة تتحرّك مجدّداً بأيدٍ خبيثةٍ من أعداء الأمّة في الدّاخل والخارج فسادت القوانين العشائريّة والعائليّة والمذهبيّة بسبب غياب القانون والعدالة الإجتماعيّة.أضف إلى ذلك الحواجز الوهميّة الّتي وضعتها معاهدة سايكس بيكو بين الأقطار العربية.
ورغم كلّ ما جرى ما زال الإنسان العربي يفتخر بأمجاد الأجداد وحضارتهم وما زال الحسّ القومي ينبض في عروق العرب ويحرّك الشّارع جماهيريّاً ضدّ العدوّ الصهيوني أو عند حصول اضطرابات أو اعتداءٍ على أيّ قطرٍ عربي لذلك إعتبر حزب البعث العربي الإشتراكي أنّ القوميّة العربيّة نظريّة فكريّة وتطبيقٌ عمليٌّ يتمتّع بالفكر والإيمان والعلم والعمل ويتوّج بالوحدة لتتضافر كلّ القوى وتتكامل الطّاقات لمصلحة الأمّة العربيّة جمعاء.
فلا حدٌّ يبعّدنا ولا دينٌ يفرّقنا
لسان الضّاد يجمعنا بغسانٍ وعدنانَ