سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

د. فضيلة عباس حميدي/ العراق - الحسين حالة ثورية علينا ان نترجمها بشكل صحيح . من مقالات العدد 36 من مجلة صدى نبض العروبة



 إن المرء  ليعجز عن الوصف والقول حين يطالع صفحة الشجاعة من شخصية الإمام الحسين عليه السلام فإنه ورثها عن آبائه وتربى عليها ونشأ فيها، فهو من معدنها وأصلها ،وهو الشجاع في قول الحق والمستبسل للدفاع عنه، فقد ورث ذلك عن جده العظيم محمد  (صل الله  عليه وسلم ) الذي وقف أمام أعتى قوة مشركة حتى
انتصر عليها بالعقيدة والإيمان والجهاد في سبيل الله تعالى. ووقف مع أخيه الإمام الحسن عليه السلام موقف الأبطال للمضي من أجل سلامة الأمة ونجاة الصفوة المؤمنة المتمسكة بنهج الرسالة الإسلامية. ووقف صامدا حين تقاعست جماهير المسلمين عن نصرته ولم يخش كل التهديدات ولا ما كان يلوح في الأفق من نهاية مأساوية نتيجة الخروج لطلب الإصلاح وإحياء  رسالة جده المصطفى صلى الله عليه وسلم والوقوف في وجه  الظلم والفساد فخرج وهو مسلم لأمر الله وساع لابتغاء مرضاته. فوقف يوم الطف موقفا حير به الألباب وأذهل به العقول، فلم ينكسر أمام المصاب الجلل حتى عندما بقي وحيدا، فقد كان طودا شامخا لا يدنو منه العدو هيبة وخوفا رغم جراحه الكثيرة  حتى شهد له عدوه بذلك.
 لقد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه كان أربط جأشا وأمضى جنانا. لقد تجلت صورة الثائر المسلم بأبهى صورها وأكملها في آباء الإمام الحسين ورفضه للصبر على الحيف والسكوت على الظلم، فسن بذلك للأجيال اللاحقة سنة الآباء والتضحية من أجل العقيدة وفي سبيلها، حين وقف ذلك الموقف الرسالي العظيم  يهز الأمة ويشجعها أن لا تموت هوانا وذلا ، وقف صارخا بوجه  الظلم قائلا :( والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر  إقرار العبيد ) لقد  كانت كلمات الإمام الحسين تعبر عن أسمى مواقف أصحاب المبادئ والقيم الإنسانية وحملة الرسالات، كما تنم عن عزته واعتداده بالنفس، هكذا علم الإمام الحسين البشرية كيف يكون الآباء في المواقف وكيف تكون التضحية من أجل الرسالة. لقد كانت نهضة الإمام الحسين وثورته بركانا تفجر في تاريخ الرسالة الإسلامية وزلزالا صاخبا أيقظ ضمير المتقاعسين عن نصرة الحق، والكلمة الطيبة التي دعت كل الثائرين والمخلصين للعقيدة والرسالة الإسلامية إلى مواصلة المسيرة في بناء المجتمع الصالح وفق أرادة الله ورسوله. وقد سار الإمام الحسين على منهج الصراحة والمكاشفة موضحا للأمة الخلل والطريق الصحيح وكانت صراحته ساطعة مع  اصحابه ومن أعلن عن نصرته، ففي أثناء المسير باتجاه الكوفة وصله نبأ استشهاد مسلم بن عقيل وخذلان الناس له ،فقال الإمام الحسين للذين اتبعوه (قد خذلتنا شيعتنا فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف غير حرج، ليس عليه ذمام) فتفرق عنه ذوو الأطماع وضعاف اليقين، وبقيت معه الصفوة الخيرة من أهل بيته وأصحابه، ولم يخادع ولم يداهن في الوقت الذي كان يعز فيها الناصر. رغم كل هذه الظروف الصعبة والمؤلمة ما انقطع سيدنا الحسين عن الاتصال بربه في كل لحظاته وسكناته ،فقد بقي يجسد اتصاله هذا بصيغة العبادة لله، ويوثق العرى مع الخالق جلت قدرته، ويشد التضحية بالطاعة الإلهية متفانيا في ذات الله ومن أجله، وقد كانت عبادته ثمرة معرفته الحقيقية بالله تعالى .ولقد بدا عليه عظيم خوفه من الله وشدة مراقبته له حتى قيل له: ما أعظم خوفك من ربك! فقال (لا يأمن يوم القيامة إلا من خاف من الله في الدنيا) وحرص على أداء الصلاة في أحرج  المواقف، حتى وقف يؤدي صلاة الظهر في قمة الملحمة في اليوم العاشر من محرم والجيوش تحيط به من كل جانب وترميه من كل صوب. هذا هو  الإمام الحسين هو حالة ثورية ويجب  ان نوظف هذه الحالة لخدمة قضايا الأمة والتعبير عن حبنا للإمام الحسين لا يكون في البكاء أو الضرب بالسلاسل إنما بصفع وجه الظالم وان نعيش مع الفقراء ومشاعرهم وان نطعم الجياع خبز وكرامة وان نعلم الناس أن الإنسانية فوق كل دين.
 الحسين لا يريد ذلك الحسين يريد  أن نتمثل منهجه في العدل والمساواة بين الناس وعدم السرقة والقتل والاغتيالات والتفجيرات وغيرها  فأين من يدعون حبهم للحسين من هذا المنهج الرائع.

www.alssadaa.net

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018