سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

من مقالات العدد 36 من مجلة صدى نبض العروبة - أ.د. كاظم عبد الحسين عباس / أكاديمي عربي من العراق : ثبات البـعــث على أهــدافـه ومبادئه طـريـق النـصـر الناجــز



الأسابيع والأشهر الأولى لاحتلال العراق التي شهدت تطبيق قوانين الاجتثاث ترافقت مع نغمة نشاز مقصودة بكل ما فيها من خبث وقذارة تفكير وحقد وضغائن الا وهي نغمة ان على حزب البعث العربي الاشتراكي أن يغير أسمه وطرحت أسماء مقترحة وتمت الحركة على بعثيين سابقين وغيرهم لتبني المسميات الجديدة.

ومع هذا الخط كان خط اجتثاث وضغينة اخر يسير حثيثا لشق وحدة الحزب التنظيمية تشرف عليه مخابرات نظام الأسد وتغذيه وتستخدم وسائل ضغط لئيمة على البعثيين المهاجرين الى سوريا منها ورقة الإقامة على سبيل المثال لا الحصر . ولا حاجة بنا لنكرر ان كل ممارسات الاجتثاث التي منحت صبغة قانونية صنعها الاحتلال وسلطته المدنية المجرمة قد رافقتها ممارسات التصفيات الجسدية للبعثيين وخاصة في مدن وقرى الفرات الاوسط والجنوب التي سيطرت عليها أحزاب وميليشيات أيران اضافة الى الاعتقال والتهجير داخل العراق وخارجه والاقصاء وقطع الارزاق . 
    تغيير الاسم كان يقصد به أهانه الملايين من البعثيين العراقيين والعرب لأنه سيثبت ان البعث لا عربي ولا اشتراكي ولا هو حزب عقيدة وكرامة ومبادئ بل حزب سلطة انتهت كينونته مع اغتيال السلطة حتى ولو ان عملية الاغتيال قد تمت بحرب عالمية تحالفت بها قرابة أربعين دولة بجيوشها واقتصادها واعلامها . وكان يقصد به أيضا تسقيط نفسي لأي بعثي يبقى متمسكا بمبادئ الحزب واحتمالات أن يبقى ماسكا بندقية المقاومة لان الاحتلال والعملاء يدركون تماما ان البعث لن يستسلم . 
  بات واضحا للعامة وللخاصة ان غزو العراق قد حصل ليس لإسقاط الدولة للأسباب الكاذبة المعلنة بل لإسقاط النظام الوطني ومشروعه القومي ولإنهاء عروبة العراق وكلا الهدفين يلزمهما هدف ثالث لا مناص منه هو انهاء وجود حزب البعث العربي الاشتراكي اسما ودلالات وأهداف ومبادئ وعقيدة قومية تحررية اشتراكية وحدوية. وهذا هو السبب الذي يقف وراء نشر توجهات اشاعة قضية تغيير الاسم التي ظلت تتجدد بين حين واخر وتتجدد معها صيغ الطرح واخرها تسويغ تغيير أسم البعث (لحاجة الوطن حيث البعث هو المنقذ لسياسته وعقيدته التي تحتوي كل العراقيين بلا استثناء أو ما معناه ان عودة البعث ضرورة للعراق وشعبه على أن يتحول الى حزب عراقي !!!). تعددت الاسباب والمسوغات وتعددت طرائق الطرح غير ان النتيجة المستهدفة واحدة الا وهي : انهاء البعث كفكر عروبي قومي تحرري وكتنظيم ممثل لوحدة الامة . 
 معظم الطروحات وبغض النظر عن النيات المدفونة في صدور مصدريها تتسم بالسذاجة والسطحية بل ان بعضها يثير الشفقة ذلك لأنها تغفل الارادة الامريكية البريطانية الصهيونية الفارسية في اللجوء الى غزو العراق لاغتيال وتغييب الارادة الوطنية العربية في العراق وانهاء الزخم الخطير من تهديد الكيان الصهيوني ووضع الأمة على مسارات الوحدة والتعاون ووضع التيار القومي في أعلى مد له موسوم بالاستقرار والديمومة والتواصل . كما ان سذاجة البعض تظن ان مداعبة نتائج واثار التعسف والظلم والارهاب الذي يتعرض له البعث ومناضليه كفيلة بجرهم كلا أو جزء الى محرقة الاسم وما تخفيه من خبايا منكرة لئيمة. والبعض يظن ان هناك بعثي حقيقي يحن للسلطة ولديه الاستعداد ليدفع بكل شئ ليعود اليها متناسين ان البعث ليس حزب سلطة أصلا والسلطة عنده وسيلة وليست غاية . 
   في مقابل هذا المشهد الذي تقف وراءه سحب وغيوم وعواصف سياسية فاننا في المقابل نرد :
 البعث هو البعث , هو حزب البعث العربي الاشتراكي , ولد بعثا وطنيا قوميا وحدويا اشتراكيا تحرريا ديمقراطيا شعبيا وسيبقى الى أبد الابدين. انه عقل السياسة والفكر والعقيدة القومية الراجح وانسانها الراشد وعنوانها الذي ان سقط سقطت امال العرب وضاعت عوالم أمسهم وحاضرهم وغدهم بين أكداس العث والطاعون والسرطان المذهبي المسيس.
  عبر حزب البعث العظيم ضغوط الضاغطين ومقترحات المقترحين منذ الاسبوع الاول للغزو سنة ٢٠٠٣ وقاومها بنجاح فانتصر لاسمه وباسمه العتيد . ظل الأمين عزة ابراهيم أمين عام البعث في العراق ولبنان والاردن والمغرب العربي والسودان والخليج وسوريا واليمن وبلاد المهجر وظلت قيادات وتنظيمات الاقطار كلها لا تصرح ولا تنطق الا بموافقة أمينها العام تماما كما كان الحال في عهد دولة الأمة في العراق . نعم سقط من سقط وتهاوى من تهاوى وارتد من أرتد غير ان الثابتين على عهد البعث في السجون والمعتقلات ومخيمات النزوح ونهارات كفاف العيش وماسي الاغتراب ظلوا على صلة بقرار المقاومة وعدم الاستسلام تماما كما هو ثبات الأسود في جيوش وكتائب والوية المقاومة الباسلة . 
  ان من انتصر لاسمه الممثل لعقيدته وفكره ومبادئه المنيرة بقوميتها وبإنسانيتها هو حامل الرسالة الذي سيحقق النصر طال الزمن أم قصر ذلك لان السياسة مد وجزر لا تثبت على حال غير ان الايمان بعثي والانتصار بالثبات بعثي لانه ليس سياسة بل خيار شعب وارادة أمة .

www.alssadaa.net

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018