سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

من مقالات العدد 38 من مجلة صدى نبض العروبة - سعاد العبيدي/العراق : العراق بين عهدين وملامح من معاناة الشعب العراقي !!!




وأنا اتابع الألم وحرقة معاناة أخي العراقي النجيب الذي اضطرته الظروف أن يهاجر من عراقه الى بلاد الغربة.. ومن هناك يرسل زفرات ألمه وحسرته على وطنه "العراق"..


أنا لا أميل الى الكتابة بأسلوب كتابة المبادئ المنفصلة عن ما يدور حولي لأقتبس من بحوث خارجة عن موطني لغرض الاضفاء المظهري بالثقافة المبدئية.. فأنا أركز دائما للكتابة في مواضيع الشارع - الشعب.. فالشعب هو مصدر الحكمة وينبوع الحقيقة.. ان كل ما يجري في حياتنا هو بغير "تسعيرة"، فكل شيء ثمنه في ارتفاع وغلاء مستمر، ما عدا أرواح حياة المواطن العراقي ، فليس هناك ما هو أرخص منها في كل العالم ، يموتون يوميا بالعشرات وهم شهداء.. وليس هناك من استنكار أو مواساة رسمي لذوي الشهداء.. والفضائية العراقية تعرض علينا مشاهد الناس وهم يستمتعون في حديقة الزوراء أو أماكن يتبضعون فيها، وهذه الفضائية تمن علينا بأن الشعب مرتاح .. ويجب أن نعرف جميعا أنه لا يوجد حزب باسم "حزب الدعوة" ، وانما هم مجموعة من المتنفذين يطلقون على أنفسهم "النخبة" وماهم بنخبة ، يتبعون كل رئيس وزراء يصبح منهم .. قبل كان "الجعفري" ، ثم أتى "المالكي" ، واليوم "العبادي" .. لذلك فحزب الدعوة يفتقر الى القاعدة الشعبية في الشارع .. فالشعب هم المستضعفون الذين سيرثون الأرض...

حاولت أن أذكر ما يحظرني من المآسي التي انصبت وتنصب على هذا الشعب المخدر وشبه النائم.. وهنا يحظرني صعود بعض النواب الى المنصة النيابية ليصبح أحد نواب هذا المجلس ، وهذا يدل على ان هناك خللا في قانون الانتخابات وخللا في أجهزة الرقابة والنزاهة في الدولة المفترضة.. هناك نائبة في المجلس النيابي كانت في عهد النظام الوطني مديرة جمعية تعاونية للخياطة لانتاج ملابس للعسكريين والجيش الشعبي قامت بسرقة المخصصات والهبات الممنوحة للعاملين في معمل الجمعية، فتمت محاكمتها وحكم عليها بالسجن، وبعد الاحتلال ادعيت بأنها "سجينة سياسية"، فحصلت على مزايا المسجونين السياسيين وأصبحت نائبة وسكنت أحد البيوت الرئاسية .. أما "الحصة التموينية" وهي ما يعتمد عليها المواطن بتوفير غذائه فقد بقي منها الطحين والرز والسكر وأحيانا الزيت وهي تستورد من مناشيء مشكوك في جودتها وصلاحيتها للاستهلاك البشري.. أما الناحية الأمنية فالعالم كله يعرف عدد وأنواع التفجيرات التي تحدث يوميا وكم هو عدد الشهداء والمصابين والمعاقين والايتام والأرامل، أما الاجراءات الأمنية فارتجاليه.. وعدم توفر الخدمة التي بالتأكيد تعرقل حياة الناس وأعمالهم، وبذلك فأنها تحقق أهداف الارهاب ، ونسمع الكثير والكثير، فالقوات الأمنية أخذت تلقي القبض على كل من ينتقدها.. ما قبل الاحتلال ما كنا نشتري ماء الشرب بقناني أو بعبوات، والآن هذا أصبح من ضمن مشتريات العائلة اليومية، وأخذت تسبب ارهاقا لميزانية البيت لأن ماء الاسالة ملوث كماء المجاري، فمشاريع اسالة الماء والمجاري فاشلة وبدائية ومعطلة يديرها ناس غير مختصين وغير مكترثين، لذلك كثرت المشاريع الفردية الصغيرة لتعقيم الماء بـــ "الأوزون" وهذا غير صحيح، لأن التعقيم بالأوزون يحتاج الى توفر طاقة كهربائية تساوي "300000 فولت" كما سمعت من أحد المختصين ، فأصبحت مشاريع الماء الفردية تشكل ربحا كبيرا وعلى حساب ميزانية العائلة العراقية، وهذه المعامل الصغيرة غير خاضعة لسيطرة البيئة ولا لوزارة الصحة .. ان كل شيء في هذا البلد يتم على أسس قهر وظلم العراقي وامتصاص حيويته .. لننتقل الآن الى موضوع افساد الأخلاق للعراقيين فان ثقافة "زواج المتعة" أصبحت من ممارسات ذوي القرار ومن يلف لفهم من الغوغاء الهمج الرعاع الذين ينعقون مع أسيادهم وممارستها هو ثمن المكسب ، وعلاقة "المتعة" أصبحت علنية ودكاكينها موجودة بكثرة ، وكثرت سياحة النساء وبدون محرم للسفر الى "الجارة" ايران ، فالمتعة بضاعتها رائجة ومقبولة في ايران وهي لدينا في العراق أصبحت كذلك ، وهناك الكثير من القصص لا يسمح المقام لنشرها، وكما هي ثقافة "زواج المسيار" .. وهناك نماذج كثيرة تمارسها بعض المنظمات النسوية من سمسرة وعمالة على أساس انها تهيء للمرأة "السلام" وحقها في الحرية ؟ وعدم قيمومة الرجل على المرأة .. وذات مرة سمعت من احدى زميلاتي الاعلاميات بأن احدى المنظمات النسوية قامت بمشروع "تدريب على الكومبيوتر" وقالت انها تعمدت الجمع بين الشابات والشباب في الورشة قائلة : حتى توفر الفرصة بينهم للهمسات واللمسات والمنظمة الأجنبية الممولة أظهرت الارتياح لذلك .. ومن رئيسات المنظمات النسوية الحالية من أصبح لديها حسابات في بنوك الخارج ومنهن من أمتلكن العقارات في بغداد والمحافظات بأسمائهن أو أولادهن..

فبلدنا العراق العظيم قد نخر وتنخر فيه "أرضة" المنظمات الأجنبية والمخابرات الأمريكية والاسرائيلية والايرانية وعميلاتها من المنظمات غير الحكومية ، ومثل هؤلاء هم من يصنع ذهنية الشارع اليومية، فماذا نقول بإحدى المنظمات النسوية من تصرح رئيستها لماذا لا يكون للمرأة الحق بتعدد الازواج؟..

فالمنظمات الأجنبية العاملة في بغداد والمنظمات التابعة والعميلة هم سبب توجيه الرأي العام في الشارع العراقي.. أما الفقراء والمشردين والساكنين في أكواخ الصفيح والأرامل والأيتام والتدهور في التعليم والمدارس وأكذوبة مشروع "محو الأمية" الذي هو باب للسرقة والتسرب من المدارس والبطالة والتدهور الصحي، فقد أصبح المرض مصدر ابتزاز المواطن وفقره ، وكذلك أكذوبة "التنمية" فهي ليست لتنمية العراق ، بل لنمو جيوب السراق ...

الحديث يطول فما يعانيه الشعب العراقي اليوم والذي يسير نحو الانقراض، فنجد ان الأمراض تزداد وبأنواع غير معروفة وغير محددة ومصادرها كثيرة ، والعلاج بعيد عن قدرة العائلة العراقية.. ولنتكلم عن وزارة البيئة فهي قابعة في زاوية النسيان، فهل لهذه الوزارة علم ومعرفة بمشكلة أكداس الأزبال في بغداد، بل وفي كل العراق وما هي معوقاتها وحلولها ؟ وهل لديها دراسات عن حل هذه المشكلة ؟.. ونفس السؤال يوجه لهذه الوزارة عن مشكلة الفضلات السائلة .. أمور كثيرة لا تعد ولا تحصى، كم وددت أن أتكلم عن مشاريع وزارة الزراعة ومشكلة التصحر ومشكلة الغابات، وكم تطرقت بالبحث والاقتراح من خلال كتاباتي الصحفية ولكن "لا حياة لمن تنادي" .. أما الرشوة فحدث بلا حرج ، أصبحت مألوفة كالأسطوانة المشروخة فهي داء تعودناه، وأصبح المرتشي من الشطار في كل مجالات الأجهزة الحكومية، فأصبحت سرقة الأرض الحكومية ليس ل "الحواسم" بل لــــ "الميسورين"، وقطع الشوارع والبناء عليها والعملية ، والكل يعرف ما عليك الا أن تتفق مع المجلس البلدي والبلدية وتدفع عدة دفاتر، أما سرقة الأرصفة واضافتها الى حدائق البيوت فهي عملية مستمرة.. أما الطعام والمشرب والمعلب مستورد ومغشوش بمواد مسرطنة فهي غير خاضعة للسيطرة النوعية، والرشوة تلعب دورها ، وكذلك الأدوية المستوردة فقد تحوي على فايروس الإيدز.. ولا يمكن للمواطن مراجعة أي مستشفى أو عيادة طبية دون احالة من طبيب، فلم تتم الاحالة ، بل على المريض مراجعته لحد الابتزاز، وأصبح العلاج والأدوية المتعددة المناشيء يكلف ميزانية العائلة أكثر من طاقتها ، والكثير مضطرين على عدم التداوي ويحملون مرضهم معهم.. فالكذب واستحواذ الجهلة على مواقع استشارية وتنفيذية حول القمم على حساب الكفاءات أصبحت منتشرة مقياسها المحاصصة والانتماء الحزبي.. أليس هذا يدل على ان الفساد هو في القمة وان هؤلاء المستشارين ما هم الا جهلة سراق، وسراق أفكار وأموال... والآن وبعد أن أعطينا من مؤشرات مختصرة عن معاناة العراق وشعبه من فساد وافساد وظلم وقهر وكذب وقصص مأساوية.. لقد تعب شهريار من سماع الكلام المباح، فقد أدركه الصباح وأخذ الديك بالصياح.. فيا ترى هل ان "ديدان الأرضة" التي تنخر مجتمعنا هي أشد خطرا من الاحتلال أم هي أحد النتائج ؟؟؟.

مقالات العدد 38 من مجلة صدى نبض العروبة
www.alssadaa.net
 

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018