سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

أبو محمد عبد الرحمن / لبنان - الفوضى الخلاقة صناعة أساسها من فارس !!!! من مقالات العدد 36 من مجلة صدى نبض العروبة




اقرَّ المؤرخون بانه لم تمر فترة خمسة عشر عاما منذ خمسة آلاف عام دون ان تكون هناك دسيسه فارسيه تستهدف العرب عامه و العراق خاصه على شكل عدوان مباشر او مكيده او تحالف مع غزاة على أمة العرب .

ما قاله ابن خلدون في منهجه، أن من الأخطاء والمآخذ في أن أئمة النقل لم يعرضوا الحكايات والوقائع على أصولها، ولا قاسوها بأشباهها، ولا سبروها بمعيار الحكمة والوقوف على طبائع الكائنات وتحكيم البصر والبصيرة و البعد عن الواقعية في سرد الحقائق التاريخية والإغراب في الخيال إلى حد تزييف الخبر وتشويهه .
لذا فنقل الروايات يقتضي بتعليل الحوادث وربط بعضها ببعض مع تمييز الخبر الصادق من الخبر الكاذب مع الترجيح بين الأسباب.
إن دراسة للروايات التاريخية إذا اعترضها الحكم المسبق أو نزعة الهوى تقضى عليها تماماً. ومهما بلغ الناقد من قوة البحث والتمحيص فإنه سيدور في فلك البحوث التاريخية المحكوم عليها بالعقم. 
وحتى المنهج العلمي لا يشفع لمن يدعيه إذا اتخذه وسيلة لتأكيد أحكام مسبقة تم التمحيص جيدا في وقائع التاريخ قبل استدلالهم منها ما يؤيد فكرتهم واستبعادهم لما دون ذلك !!؟
فمن المفارقات التاريخية العجيبة ،
عندما عَيَّنَ الخليفه الاموي هشام بن عبد الملك الوالي على خراسان نصر بن سَيَّار، ارسل للخليفه في دمشق بقوله عن الفرس ( يدينون ديناً ما سمعت به ان كنت تسأل عن أصل دينهم فأن دينهم ان يُقتَلَ العربُ) !!! كلنا يعلم أن التشيع استغل من قبل الفرس  وحوَّروه الى دين آخر  باتجاه واحد وهو استهداف العرب، من منطلق حنقهم وكرههم  للعرب ونبيهم وقرآنهم  ووجودهم القومي .
وكأني بهم يتحدون الله عز وجل بما سينال من يستهدف العرب في دينهم ودنياهم ومقدساتهم وقرآنهم ونبيهم وأنصار ومهاجري وأزواج نبيهم، وتسفيه شخصية النبي محمد وإحالة صفات الله للبشر!!! 
وكأني بهم ايضا يقسمون على جعل  المجوسية ولاحقا الصفوية موروثا بعقول العرب وبمسمى الإسلام ووعدا منهم أنهم سيعودون اسيادا كفرس، والعرب يعودون عبيدا لكسرويتهم المجوسيه الصفوية !!! 
فلا بد هنا من استعراض لما جاء في مؤتمر نهاوند بعد سقوط فارس في محرّم الشهر الأول الهجري "ولعل ذلك يفسر اللطم و البكاء و العويل" الذي كرسه الفرس في مشهدية واقعة كربلاء المخطط لها فارسيا.
 إذا خطط الفرس لاقحام "حصان طروادة فارسي" في جسد الأمة العربية وروحها الاسلام .
ونستعرض ماجاء في مؤتمر نهاوند .
١~مؤتمر نهاوند برعاية كسرى يزدجرد وقرار الفرس إدخال ثلة منهم ظاهريا في الإسلام لنخره من الداخل.
٢~اغتيال الخليفة عمر بن الخطاب، والغاية هي الثأر من الخليفة عمر الذي حطم امبراطورية فارس، فيتم بذلك تغييب الحاكم وتبقى الدولة.
٣~اغتيال الخليفة عثمان بن عفان، يؤدي إلى تغيير النظام، والانقلاب على الدولة.
التخطيط للفوضى الخلاقة يبلغ ذروته في هذا الوسط المضطرب فكانت أول (فوضى خلاقة) وكان أول انقلاب في تاريخ الإسلام وقعت فيها الأمة في صراع دامي لأجله خمس سنين، ومنحت أولئك الانقلابين (الفرس) فرصة لتجريب محاولة جديدة هي أخطر من تجربة الانقلاب على الدولة في المرة السابقة.
تقوم المحاولة الجديدة على اغتيال أكبر ثلاثة قادة في الأمة يترأسون العواصم الثلاثة التي إليها قيادة الأمة في ذلك الوقت: علي بن أبي طالب في الكوفة، ومعاوية بن أبي سفيان في دمشق، وعمرو بن العاص في مصر. 
كانت المؤامرة بقيادة شخص فارسي  يقطن الكوفة اسمه شيرويه. 
لكن التجربة فشلت بعدم تمكن المتآمرين من اغتيال معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص، ونجحوا في اغتيال الإمام علي عليه السلام وفوات الفرصة على الفرس وأعوانهم .
لم تغفل عين المؤامرة الفارسية المجوسية
 فكان المتآمرون الحقيقيون يحرضون الحسن محاولين دفعه إلى مقاتلة معاوية على قاعدة (ضرب الكبار بالكبار)، فلما رأوه متثاقلاً متردداً عن ذلك دبروا له مكيدة فسعوا لقتله بينما كان في المدائن وفشلت المحاولة .
وادرك بفطنته إلى اليد الخفية التي تدير تلك المؤامرات  لاسيما بعد محاولة اغتياله، فرأى أن يفوت الفرصة على  "الفرس" ، وأن يحفظ دماء المسلمين، وأن يعيد الدولة إلى سابق استقرارها.
ولا شك في أن كفاية معاوية وأهليته لم تكن خافية على الإمام الحسن عليه السلام فتنازل له عن الإمارة وبايعه مؤثراً المصلحة العامة على كل شيء .
كان ذلك العمل العظيم والاختيار الحكيم يوم فرَحٍ عم أرجاء الأمة، في الوقت الذي كان يوماً أسود بدا على وجوه الفرس وأعوانهم . 
لقد أغاظهم الامام الحسن بصنيعه الجميل إلى درجة أنهم وصفوه بـ(مذل المؤمنين ومسود وجوههم) وأطلقوا عليه ألفاظاً أُخرى لا تقل عنها بشاعة! وصدقت فيه نبوءة رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه بقوله الشريف: (إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ) رواه البخاري.
المؤامرة مستمرة
استدراج الامام الحسين عليه السلام الذي رفض النهج اليزيدي الظالم والعابث المتهور ورفض مبايعته ليكون ولي أمر المسلمين .  
عاد الفرس يتآمرون، ويثيرون الفتن على القاعدة نفسها (ضرب الكبار بالكبار) . فصاروا يراسلونه من الكوفة بؤرة الفتنة في حينه، التي باتت مثابة ومأوى لأخطر تجمع "فارسي" منذ أيام الفتح الأولى على يد  سعد بن أبي وقاص وهم المعروفون بـ(حمراء الكوفة)، ويمنونه حتى استدرجوه  إلى عمل خالفه فيه جميع الحكماء وأهل الرأي حتى أخوه محمد بن علي، بعدما خبروا أن من استدعاه سيتخلى عنه وقت الشدة .
وهذا ما حدث !! وكانت النتيجة الحتمية استشهاده عليه السلام في واقعة كربلاء وليتخذ المتآمرون من هذه المناسبة حجة لإحداث البلبلة والوقيعة بين مكونات الأمة حتى يومنا هذا. 
ان من حارب حسيناً في كربلاء ليس جيش يزيد بن معاوية بل رسوله عبيد الله بن زياد ابن مرجانة الفارسية الذي قدم إلى الكوفة بجيش جرار قادما من الشام وأثار الذعر والرعب في صفوف الموالين للإمام الحسين عليه السلام .
كان قوام هذا الجيش ثلاثة عشر رجلا وامرأتين فقط ومائة كيس مملوءة بالذهب والفضة!!!!!!
بدأ ابن مرجانة مسعاه لاستمالة الرجال وشيوخ القبائل ولكل من بايع الحسين عن طريق ابن عمه مسلم بن عقيل، بتقديم العطايا والأموال. 
وبعد خمسة أيام من مكوث الداهية عبيد الله بن زياد في الكوفة أصبح عنده جيش من خمسة آلاف مقاتل، وعلى رأس الجيش مجموعة كبيرة من أعيان الكوفة وفرسانها ممن كانوا يطلقون على أنفسهم لقب الموالين لآل علي عليه السلام .
عندها أطلق عبيد الله شعاره المشهور (مع يزيد والذهب في جيوبكم أم مع الحسين والسيف في صدوركم؟)، وحسب الروايات "الفارسية " كان يهددهم بأن جيش الشام على تخوم مدينة الكوفة سيدخلها ويقتل رجالها ويستحيي نساءها. 
فخاف القوم على أنفسهم وبسبب جبنهم لم يفكر بإرسال شخص ليستطلع الوضع ويتأكد ما إذا كان هناك جيش جرار أم أن عبيد الله كان يكذب ويراوغ كما معروف عنه وهذا ما حصل فعلا .
وهكذا بعد ثلاثة عشر يوما من دخول ابن مرجانة الفارسية وجيشه الجرار !!! إلى مدينة الكوفة تخاذل كل من بايع الحسين عليه السلام وباعوه بثمن بخس .
أما مسلم بن عقيل وكيل الحسين عليه السلام فإن من قطع رأسه هو محمد بن الأشعث الذي كان يلازمه منذ دخوله الكوفة، وسحلت جثته على يد أنصاره الذين أرسلوا للحسين رسائل البيعة !!!!
أما الجيش الذي تمكن ابن مرجانة من تكوينه من سكان الكوفة وحارب بهم الإمام الحسين عليه السلام معظمهم ممن جلبهم الامام علي عليه السلام  من الخوارج إلى الكوفة .
نعود ثمانية عشر عاما إلى الوراء كان الإمام علي عليه السلام يقاتل الخوارج، وأهم معركتين وقعت في المدائن والنهروان. كان جميع سكنة هاتين المدينتين تقريبا من أغنياء الفرس حيث كانت المدائن عاصمة الفرس الشتوية أما النهروان فكانت عبارة عن أراض استقطعت ومنحت لكل فارسي يسكنها، لوقوعها على ضفاف نهر دجلة  لذلك كان الفرس من الخوارج قد استولوا على هاتين المدينتين المهمتين في العراق حتى ان معركة القادسية التي قادها سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه لم تستطع طردهم، لأن سعد وجيشه لاحق فلول الفرس الفارين إلى أرض فارس ولم تسنح له الفرصة لتنظيف المدن العراقية المحتلة من قبل الفرس حتى لا يتشتت جهد الجيش، انطلاقا من مبدأ قتل الأفعى من رأسها. وكان خافيا على هذا القائد حقيقة مرة عرفناها الآن، لقد كانت الافعى في ذلك الزمن ذات رأسين ولم يكن لها ذنب!!!!
والجدير ذكره ان اغلب قادة المعركة ضد الإمام الحسين هم اقرب المقربين اليه !!!  وليسوا من عشيرة الدليم او زوبع ولم يكونوا من سكنة أبو غريب والانبار والموصل!!! وهم غالبيتهم من أعيان الكوفة ومن أصحاب الإمام علي عليه السلام وممن كان يطلق عليهم اسم الموالين او شيعة ابن أبي طالب ونذكر منهم (شمر بن ذي الجوشن ومحمد بن الأشعث وشبث بن ربعي، والقعقاع بن شَور الذهلي وحجار بن أبجر وخولي بن يزيد الأصبحي). وغيرهم أغلب هؤلاء قاتلوا مع الامام علي عليه السلام وناصروه ضد معاوية بن أبي سفيان في معركة صفين وكانوا من المقربين للإمام وهؤلاء باستثناء عبيد الله بن زياد وخدمه لم يأتوا من الشام ولم يكن بينهم أموي واحد. 
خلاصة القول،
لم تعد الفارسية انتماء عرقي فقط بل ثقافه بعد شروعها بالعمل بتوصيات مؤتمر نهاوند لكسرى يزدجرد، و الفرق بين الفارسيه و النازية الألمانية هو ان الفارسية الثأرية اعطت مسميات دينية اسلامية لجوهر مسعاها و معتقداتها بالولوج إلى عواطف الدهماء و البسطاء بعملية التجريد التام للفكر والعقل و التزوير و الافتراء و الكذب المبرمج و اختلاق أحداث لم تقع أصلا في مسعى طويل الأمد لترسيخه كموروث يصعب نقده و تعريته لإسقاطه .
لذا فالفارسيه المجوسية بعد الفتح العربي الإسلامي و مؤتمر كسرى يزدجرد لم تعد انتماء عرقي بل ثقافة بمسمى ديني تقود إلى تبني الولاء للفرس وأهدافهم بما يتلاءم والغاية القومية الفارسية كصياغه لجوهر ديني مجوسي صفوي و قومي ثأري انتقامي فارسي بمسمى "اسلامي" لأجل الثأر من العرب ومن العرب فقط !!!
فإن كان احتجاج "إبليس" على الله ومع ذلك  قال (إني أخاف الله رب العالمين) ! 
اما الفرس فقد احتجوا على الله و حنقوا عليه و توعدوا محاربته في ذاته الإلهية و نبيه و كتابه و الأمة العربية التي اختارها الله لرسالته لإتمام مكارم الاخلاق .
حيث العقدة الأولى للفرس انهم نقيض أمة العرب فالفرس المجوس أمة لا مكارم أخلاق لها تماما.
إن خطورة اهداف الفرس تتمثل بإسقاط كل التأريخ العربي الإسلامي كليا و اختصار التاريخ بأحداث حصلت أو من بنات أفكارهم الشيطانية ( فدك و كسر الضلع  و العداء بين آل البيت والصحابة وطمس حقيقة العلاقة الحميمية والمصاهرات بين الطرفين) وصولا الى الهدف المُرَاد وهي خضوع البشر لمراجع الفرس من يسمونهم (آيات الله و حُجَجْ الله وأرواح الله) و إعادة سطوة امبراطورية انتهت وزالت وهو الهدف السياسي ذو البعد القومي للفرس .
وإيجاد آلية البديل للعبادات و الفرائض و ذلك بمواسم متتابعة كبدائل عن الحج مثلا والعمرة وسرد روايات بِعِظَم اجرها اضعافا عن الفرائض التي فرضها الله !؟ حيث ارسوا عِظم الأجر للمراقد والقبور ومواكب اللطم والعزاء و ضرب الرؤوس بالسيوف و الظهور بالسلاسل و جعل المناسبات دائمة بوفاة ومولد كل إمام على مدار السنة وغيرها من البدع الفارسية التي تمكنت من شق طريقها نحو العامة والبسطاء وتحكمت في سلوكيات حياتهم .
لهذا حذر البعث من خطورة التوجهات الإيرانية بعد سيطرة الملالي على الحكم وتسهيل الغرب لمهمتهم في تقويض أركان الوطن العربي والهيمنة عليه وتدمير أقطاره تحقيقا لإمبراطورية فارس المزعومة و إرضاءً للكيان الصهيوني وطاعة لأميركا وحلفائها، ولكن كما قال الإمام علي عليه السلام  "لا رأي لمن لا يطاع" .

www.alssadaa.net

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018