المفكر والدكتور والبروفيسور والمحلل ...
كلها صفات تتطلب ...
الموضوعية ..
ومن بين مقومات الموضوعية أن لا يقوم حاملها بقطع الاحداث عن مسبباتها ...
فالفشل مثلا أو سقوط تجربة معينة لابد ان يذكر مقترنا بوضوح لا لبس فيه بالاسباب والدوافع التي نالت منها ...
واذا بترت الاحداث عن مسبباتها فان الصفات اعلاه لا تكفي ولا تشفع للدكتور والمحلل ...الخ ...بل ان بتر التاريخ وتغييب المسببات هو تشويه وخلل عقلي .
ذبحت تجربة البعث في العراق ...نعم ...
لكن ..الباحث المفكر يجب ان يقول للناس من ذبحها ولم وكيف ذبحت ؟؟؟ ....لان الزمن الذي مر على الذبح قد كبر فيه صغار ووعى فيه جهال واصيب كثيرون بالزهايمر او ادعوا الاصابة !!...
واذا كانت أرض وسماء ومياه عربية قد ساهمت بذبح العراق فعلى من ينتمي لتلك الارض أن يغير نظام تلك الارض لانه شريك في الجريمة أو أن ينأى بنفسه عن تناول الاحداث والسباحة في المتغييرات التي تلت الاحتلال والى يومنا هذا وان لا يصل الى مرحلة يقدم فيها نفسه منقذا للعراق ...
فالقاتل لا يشارك في اعادة الحياة
واذا دفع لهكذا نوع من المشاركة فانه مدفوع بطرح بديل يتناقض مع النظام الوطني الذي ساهم في ذبحه... اي انه يلمع ناتج الاحتلال لا أكثر .
هنا نقول لمن يقدم نفسه شريكا في مشاريع انقاذ العراق ... قل للعالم اولا لم شاركت مباشرة او بشكل غير مباشر في تمزيق وطننا ...وقل لنا لم وباي دافع تريد المشاركة في الانقاذ ؟
واخيرا في هذه الاطلالة السريعة التي فرضتها ظروفها ...نقول ..
هل العراق محتاج لاحزاب جديدة غير المئات القائمة فيه بعد ٢٠٠٣ ؟
هل العراق محتاج لكتل سياسية غير التي لعبت وتلعب في ساحة العراق المحتل منذ ٢٠٠٣ وفيها من يدعي الوطنية وعبور الطائفية والقومية والاسلامية والعلمانية والصهيونية والالحادية ؟
هل العراق يحتاج ملايين تشتري السلاح وتمد الخيل برباطها لفرسان المقاومة حتى لو كانت فرضا نسبتهم ٤ بالمئة كما يدعون ام لمشاريع تغذي العملية السياسية التي تحميها اعتى قوى الكون ؟
ونقول بكل ادب واحترام :
من قال ان المشروع الجديد سيحصل على مقعد واحد في ساحة تسيطر عليها ايران تشكل أكثر من نصف العراق ؟ ولنفترض انه حصل عشرة مقاعد وهذا افتراض مضخم وبعيد فهل ستتمكن هكذا كتلة ان تقلب الكارثة السياسية الى نعمة ..؟
ايها المفكرون ...نحن نعتز بعبقريتكم ...لكن لا تستهينوا بنا وبعقولنا فلقد عجنتنا الاحداث وخبزتنا وما عاد ينطلي علينا الكلام الفارغ.
دكتور كاظم عباس
نبض العروبة المجاهدة