صلاح المختار
كن على حذر من الكريم اذا اهنته ومن العاقل اذا احرجته
ومن اللئيم اذا اكرمته ومن الاحمق اذا مازحته
علي بن ابي طالب (ر)
4- ويقول ما يلي (وعلي أن أبيّن أنني قلت، في كلمتي في الجلسة الافتتاحية، مناشداً كل أبناء العراق الشقيق، تأييدهم المطلق بناء تنظيم عراقي جديد، فكل الأحزاب التي نشأت في العراق قبل الاحتلال “قيل” إنها انتهت، وعليكم بناء هذا التنظيم الذي أنتم بصدده. وذكرت الأحزاب التي قيل إنها انتهت، البعث والحزبين الشيوعي والإسلامي.)
ماذا ترون في هذه الجملة ؟ انها تنضح ضعفا واهتزازا لانه لا يتجرأ على القول بان البعث وغيره انتهى بل يريد تحويل المسؤولية الى طرف اخر قال ذلك ولكن لم يقل لنا من هو . هذه لعبة ساذجة وتكشف عن هزال من قالها فاذا كان مقتنعا بزوال البعث وغيره لم توكأ على قول لمجهول غيره ؟ ولم تراجع وقال في مقاله ان البعث انتهى ويجب استبداله بتنظيم جديد ؟ هل كان جبانا ثم اكتسب الشجاعة ؟ ام انه اراد اولا التنصل من موقف سوف يضعه امام احراجات مع البعثيين وهم يحيطون به حتى في قطر بلده ؟ ان توسيط من قال ان البعث انتهى ثم ترك الوسيط والتحدث بالاصاله عن نفسه واصراره على ان البعث قد انتهى يؤكد انه متذبذب وغير مستقر نفسيا وهش فكريا .
5-ولعل خير ما يؤكد تذبذب من هاجمنا هو الفقرة التالية (، وراح ذلك الكاتب يستعدي على كاتب هذه السطور حكومات الدول الكبرى ودول مجلس التعاون، وخصوصاً دولة قطر، لأني أشكك في معلوماتهم عن العراق، وأنهم لا يفهمون، كما قال.) ماذا توحي لكم هذه الفقرة ؟ انه يتهمني بانني استعدي عليه حكومات الدول الكبرى ودول مجلس التعاون خصوصا قطر وهذا مثير للاسى عليه ! لنترك حكومات دول كبرى ودول مجلس التعاون فهو ليس اكثر من نفر عادي لا تأثير له والدول الكبرى لم تسمع باسمه ولهذا فهو وبسبب حالته النفسية المرتبكة يتصور انه كبير ومهم جدا لدرجة تتابعه دول كبرى ! ولنحصر انفسنا في قطر ونتساءل : الم تفتخر بسيادة القانون في قطر ؟ اذن لم تخشى من احتمال استعدائي لحكومتك ضدك لو كنت فعلا مؤمنا بما كتبته مرارا عن سيادة القانون في قطر ؟
انا شخصيا مقتنع بوجود ضوابط قانونية في قطر تفصل في الاتهامات فلم هذا الخوف ؟ اليس هو تعبير عن قلق كامن لاسباب غامضة ويتجاوز القوانين والانظمة ؟ وممن تخاف ؟ اما تحريض الدول الكبرى عليه فهو وهم اخر لا يقع فريسة له الا مرتبك نفسيا يضخم الاشياء مرات عديدة او يعيد تشكيلها لتنسجم مع طريقة تفكيرة غير السوية ، فهو بالنسبة لنا نفر عادي لا يشكل خطر علينا فلم نستعدي عليه دولا ؟ وهل حجمه العادي يستحق منا ذلك ؟
لو كان هذا الشخص بلا لقب دكتور لقلنا انه يجهل اصول البحث واصدار التقييمات والاحكام الموضوعية لكنه يفتخر بلقبه ولهذا فان اول ما يطرأ على البال هو السؤال التالي : اليس من بين وسائل التحقق العلمية كشف تناقضات النصوص بموضوعية ؟ كل نص يراد التحقق من صدقه يجب ان يتعرض للنقد والتحليل وتفكيك فقراته واخضاعه لمعايير اكاديمية معروفة ومنها البحث في الاحتمالات الممكنة لدوافع الكاتب مع اسناد ذلك بأدلة ، وهذا ما فعلته معه لكشف تناقضات ما كتبه او القاه في مؤتمر باريس ، فلم يعده استعداء عليه ؟ هل هو ضحية عقدة انه عندما يكتب يضع هدف استعداء جهة ما ضد جهة اخرى كي تتلبسه هذه الحالة النفسية ؟ هل اشترى شهادته من (سوق مريدي) ولم يتعلم اصول البحث وضوابطه ؟ ام انه لم ينساها لكنه واجه ما يواجهه القط المدرب في السيرك وهو يركب دراجة فاطلق خبيث ما فأرا فترك القط الدراجة واخذ يطارد الفأر عائدا الى طبيعته قبل التدريب ؟
6- وتتوالى مظاهر السذاجة او التساذج عندما نقرأ الفقرة التالية (ألم يكن المدعي العام لسلطة الاحتلال وحكومة العملية السياسية المقيتة أحد قيادات حزب البعث، المدعو منقذ الفرعون؟ ومَن طالب بإصدار حكم الإعدام على الرئيس صدام ورفاقه، أليس المدّعي العام؟ أستطيع القول، بلا تردّد، إن حزباً كان بعض قادته مثل هؤلاء قد انتهى.) ماذا نرى في هذه الفقرة ؟
أ- يقول البعث انتهى بسقوط النظام الوطني ، وهذا تفسير يطفح بالسذاجة او التساذج فالبعث كان موجودا قبل استلام الحكم وبقي موجودا بعد ذلك ولعل المفارقة هنا هي ان الكاتب وهو ينكر وجود البعث يتجشم عناء الكتابة والخطابة ليقول انه انتهى فاذا كان قد انتهى فما الموجب للاهتمام بمن اختفى وانتهى ؟ هل يوجد عاقل يبحث الان في فنادق الخمسة نجوم عن توت عنخ امون الذي مات منذ الاف السنين ؟ كيف نصف من يبحث عنه ؟ فكروا معي رجاء لمعاونة صاحبنا على تحديد مصدر اضطرابه النفسي .
هنا يلجأ للاحتيال العلني فهو يريد اختصار البعث باحد منجزاته وهو استلام الحكم مع انها ظاهرة واحدة من ظواهر حركة تاريخية لها انجازات واثار عديدة في محاولة للتهرب من كلام تورط باطلاقه كما يبدو وهو ما دفعني لمعاملته معاملة الكرام لاجل مساعدته على النهوض من كبوته ، لكنه اخذته
العزة بالاثم واراد اثبات ان ما كان تسرعا صبيانيا هو موقفه فاستخدم هذه الحجة المتهافتة التي لاتفرق بين سقوط نظام سياسي نتيجة الغزو وبين وجود كيان راسخ ومتجذر لحزب ثوري احد اهم مظاهر رسوخه انه منتشر في كل العراق ولهذا يقاوم منذ 13 عاما الاحتلال ويقدم الشهداء ولديه الاف الاسرى . ومما يؤكد سذاجته او تساذجه هو نقله عن اخرين بان البعث يساهم في المقاومة بنسبة 4 % فقط وهو ادعاء اخر ساتطرق اليه لكن هذا الاعتراف يحيلنا مرة ثانية الى سؤال منطقي وهو :هل هذا الشخص ساذج ام انه يتساذج ؟ اذ كيف يقاوم الاحتلال حتى ولو بنسبة 4 % ثم يجزم بانتهاءه ؟ مرة ثانية اين معايير الاكاديميا ؟ واين شرف الموقف القومي ؟
ب-ونجد هشاشة المسؤولية الاخلاقية والتجاوز على مهنة الصحافة وعلى ضوابط الاكاديمية حينما يقول بان حزبا منقذ الفرعون قياديا فيه انتهى حتما ! المفاجئة لمن استهوته المشاركة في لعبة تسقيط الشرفاء والمناضلين هي ان منقذ الفرعون ليس بعثيا فكيف جعله قياديا في البعث ؟ هنا نجد ضعف الرادع الاخلاقي والتسرع الناتج عن ضغوط نفسية واضحة فلاجل اثبات فرضياته الخاطئة خلط بين السيد عبدالحسن الفرعون وهو عضو قيادة البعث سابقا وبين منقذ الفرعون ، كيف نفسر هذا الخلط الذي اربك عقله لمجرد تشابه اللقب رغم تنافر الاسماء ؟ وما هي اسبابه ؟ لم تسرع وكتب واتهم قبل التأكد والبحث كما تقتضي الاخلاق قبل الاكاديميا ؟
ثم الم تلاحظوا انه اختصر الامر عندما قرر بعقلية ديكتاتور بان البعث انتهى استنادا لقصة قيادية منقذ الفرعون ؟ اي اكاديمي ومختص هذا الذي يعمل نائبا لمدير مركز بحوث في قطر لا يعرف الفرق بين شخص واخر ؟ تصوروا كيف ستكون نتائج بحوثه والتي ترفع الى صانع القرار للاستفادة منها عندما تتضمن اخطاء فاضحة مثل خطأ الخلط بين القرأن والفرقان ؟ هل يصلح هذا الشخص اصلا للكتابة والنشر مادام يتعامل بهذه الخفة والاستخفاف مع الحقائق ؟
ج-ويقول بثقة مصطنعة لاثبات زوال البعث (وعلم العراق في ظل حزب البعث لم يعد له سارية يرفع عليها، العلم أو الراية هو الإقرار بوجود صاحبه.) !!! ليست نقيصة ان اختفى علم العراق من فوق ابنية الحكومة بعد الاحتلال بل هو شرف للبعث ولعلم العراق فكيف يتشرف علم العراق الوطني بالارتفاع فوق بنايات يحكم فيها الاحتلال ونغوله ؟ الامر الطبيعي هو رفض تدنيس علم العراق وليس رفعه . علم العراق الوطني موجود وهو احد من شاهده مئات المرات في التظاهرات والاعتصامات ومن قنوات تلفزيونية مثل الجزيرة والرافدين والكرامة وغيرها ، ومازالت فصائل المقاومة والاحزاب والقوى الوطنية ومنها البعث يحملون علم العراق ويزينون به اعمالهم وبيانتهم . فكيف ولماذا صدر هذا الادعاء ؟هل مسحت ذاكرته واخذ ينسى ما كان يراه طوال 13 عاما ؟ هل هي سذاجة ام تساذج هدفهما التسقيط بأي ثمن وبأي طريقة ؟
ويواصل تلفيقاته فيقول ( لا جدال في أن على أرض العراق مقاومة وطنية للوجود الإيراني والأميركي وللمحاصصة والعملية السياسية التي فرضها المحتل، ولا يمكن لعاقل أن ينكر ذلك.لكن هذه المقاومة ليست حكراً على حزب البعث وحده. هناك قوى وطنية عراقية من كل أطياف العراق، ولا يجوز للحزبيين البعثيين الادّعاء باحتكار المقاومة وحدهم، وعند أهل المعرفة بالمقاومة العراقية لا تزيد مساهمة الحزب عن 4 %، وهذه القوة تمثل البعث العربي الاشتراكي. ) طيب لنبدأ من اخر جملته: 4 % تمثل قوة البعث في المقاومة هذا ما يعترف به صاحبنا اذن من اين جاء بفكرة انتهاء البعث اذا كان يقاوم بنسبة 4 % بل حتى لو كانت نسبة 1% فهي مقاومة الموجود والفاعل ؟ اليس هذا تناقضا واضحا ونقضا تلقائيا لادعاءه بانتهاء البعث ؟ هو يلفق وهو يكذب ما يلفقه ! ماذا نسمي هذه الظاهرة الغريبة ؟ هل هي ازدواجية الشخصية وتصارع جيكل مع هيكل ؟ ام انه مضطرب فكريا وغير مستقر نفسيا ؟
اما قصة ان البعث يمثل 4 % من حجم المقاومة فهي كذبة اخرى مصدرها واضح جدا وهو عناصر محسوبة على تيار اسلاموي تقيم في قطر بعد ان قامت بدورها المرسوم في تخريب المقاومة العراقية بنشر الطائفية بدل التمسك بالطابع التحرري الوطني للمقاومة العراقية ، وهؤلاء يكررون هذه الاكذوبة منذ بداية المقاومة العراقية ولكنهم كفوا عن ذلك ليس لكرم اخلاقهم ككرم اخلاق صاحبنا بل لانهم لم يعد لهم اي وجود فعلي او فعال في الساحة العراقية . هؤلاء الذين روجوا لدور بعثي في المقاومة محدود وصغير توزعوا بين الصحوات والعملية السياسية واصبحوا عاجزين حتى عن اصدار بيانات ورقية .
من بقي في ساحة العراق وباعتراف دولي واقليمي هي ثلاث قوى اساسية تؤثر في الساحة العراقية وهي امريكا واسرائيل الشرقية والبعث وحلفاءه (الوطنيين والاسلاميين والقوميين واليساريين) . فكيف يتوكأ على اشاعة نسبة 4 % وهو الاكاديمي الملزم بتقديم ادلة قاطعة على صواب ما يقدمه من ارقام تتعلق بقضية مصيرية ؟ هل مصادره المختبئة في فلل مريحة في قطر والمصابة بعقدة البعث اكثر معرفة من قوى دولية واقليمية وعربية تحاو
ر البعث وليس غيره من الاسماء المنتشرة كالفطر ؟ مرة ثانية وثالثة ورابعة : هل القوى الاقليمية والدولية مزاجية مثل صاحبنا كي تغير رأيها ام انها تستند الى دراسات موثقة جيدا ولا يستبدل فيها الباحث عبدالحسن الفرعون بمنقذ الفرعون ؟ يتبع.
Almukhtar44@gmail.com
20-6-2016