أطفال الفلوجة يستصرخون ضمائركم يا عرب.. أكثر من خمسين ألف مدني
يتعرضون لحرب إبادة، واحدة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية تشارك فيها
الإدارة الأميركية، ويشرف عليها المدعو قاسم سليماني من خلال ما يسمى "
الحشد الشعبي" الذي نفذ سياسة الحرب على البشر والشجر والحجر في كل
مكان وطأه من أرض العراق، جرف الصخر، المنصورية، المقدادية، صلاح
الدين، تكريت، الأنبار ... والقائمة تطول، فالهدف الذي اجتمعت عليه كل قوى
الشر والعدوان هو الانتقام من العراق، وتدمير هذا البلد العربي ثم تفتيته، وفي
هذه السياسة تحتل الفلوجة أهمية تتقدم على كل ما عداها، وهي التي ظلت كل
هذه السنوات تسطر أروع ملاحم البطولة، وترفع عزيزة رايات النصر،
فللفلوجة جولات وجولات مع الأميركيين، أذاقتهم علقم الهزيمة، وألحقت بهم
الخسائر الكبيرة، وكانت شوكة في عيونهم وعيون حلفائهم الإيرانيين وأدواتهم
من العملاء في العملية السياسية.
الفلوجة قلعة من قلاع الوطنية والعروبة يشهد لها العدو قبل الصديق واليوم
يراد تدميرها وإبادة أبنائها بحجة الحرب على الإرهاب، والتكفير، وعبر ما
يسمى "الحشد الشعبي" الوجه الآخر والأكثر بشاعة للإرهابيين والتكفيرين،
والذي يأتمر بأمرة طهران، والذي نفذ من الجرائم ضد الإنسانية تفوق فيها
على غيره من المنظمات الإرهابية والتكفيرية وغيرها من المسميات الموجودة
أو الوهمية.
إن خلاص الفلوجة وكل العراق لا يكون عبر تدميره وإبادة شعبه وتفتيته بل
العودة إلى مشروع المقاومة الوطنية العراقية الذي يسقط العملية السياسية
ومعها كل قوانين الاجتثاث ويرسم معالم الخروج من المأزق الراهن إلى
فضاءات عراق واحد عربي – ديمقراطي مستقل