بعد القضاء عليه بأكثر من قرن الطاعون يزرع في العراق
وكالات الانباء
لست اعني رواية البير كامو الفيلسوف الفرنسي والتي قرأتها منذ عقود ونال عليها جائزة نوبل للادب وعنوانها (الطاعون) ، بل اقصد الطاعون الذي زرع عمدا مجددا في عراقنا واعاد نشره تخطيطا بعد اختفاءه الكامل لاكثر من قرن ، واذكر اننا عندما كنا اطفالا كنا
نتحدث عنه بصفته مرضا منقرضا في العراق وكان كابوسا لاجدادنا لانه يشوه وجوههم واجسادهم ان بقوا احياء ! ويقينا ان من زرعه ليس جرذ نزل من سفينة رست في ميناء بصراوي بل حمّل الجرذان في السفينة ، ولا هي جرذان تسللت من بوابة الشر في شرقنا اولا لان العراق كان مغلقا بوجه حسن الصباح حد مسامات حجر الجرانيت ، من جلب الجرذان معه في سفنه هو ذاته من فتح بوابات الشر الشرقية فتدفقت منها جرذان لا ترى منها جرذا بل اكداس جراثيم تزحف كأنها كتل تتحرك بقدرة قادر !
هؤلاء ليسوا من اقصد بل من كسر البوابات المتينة التي بقيت ثابتة بوجه كل الاعاصير العاتية لاكثر من ثلاثة عقود وادخل جرذان الشرق كي تلوث الشراشف البيض النظيفة في العراق ! اول من كسر الباب العالي هو جالب الطاعون وزارعه لانه كان يعد الطاعون منذ الخمسينيات في مختبراته لزرقه في العراق ،جلب الجرذان عمدا وتخطيطا ووفر لها الحماية والطعام الوفير والمخابئ اللانهائية كي تتكائر وتؤسس حزبا مثل احزاب ما بعد كسر بوابات العراق والتي جلبت بسفن موبوءة من كل مناطق النتانة في العالم ، حزب الطاعون الان له شعبية وينتشر مثلما نشرت الاحزاب الطائفية والعائلية والعنصرية !
طاعوننا ليس مثل طاعون كامو نتج عن عبث ولا معنى الحياة بل هو على العكس اعد في المختبرات كي يقتل زهرات الحياة الطيبة العطر التي زرعت التفاؤل والامل ، واجبنا ان نحدد اولا من زرع الطاعون ومن حمى الجرذان ومن طلب عون مربي الجرذان المسمى حسن الصباح وكل من كان يجني الجرذان كي يدعموا جهوده الاصيلة والقديمة لحرث كل عراقي حتى نخاع العظام ، ثم لنكشف عن انواع الطاعون التي زرعها حتى يصل العراق الى غروب شمسه التي بقيت مشرقة اكثر من ثمانية الاف عام :
1-الطاعون الحالي ليس نمطيا مثل سابقية بل هو معدل جينيا ومدرب مخابراتيا كي لا يعالج بسهولة فهو طاعون الضمير في المقام الاول وحينما يصيب الضمير الطاعون يفقد الانسان انسانيته ويتحول الى مخلوق اخر غريب ولكنها ليست كغربة مرضى طاعون كامو الوجودية بل غربة من فقد بوصلته وزالت من قدرته على الابصار ملكة التمييز فصار ضائعا ومضيعا لغيره ، وهذا ما قصده المهندس الجيني الذي عدل الطاعون جينيا : فلكي تحول الانسان الى مخلوق لايفقه شيئا سوى ما يوحى له به ، وهي كلها ايحاءات المهندس الجيني الذي وضع خطة اعادة العراق لعصر ما قبل الانسان ، عليك ان تفقده كل احساس انساني واخلاقي .
2- الطاعون الحالي نقلي وليس اصلي فكلما انخرط شخص في تعداده رأيناه يتحول بسرعة الى روبوت لا يعرف سوى استنساخ سلوك من سبقه وهذا ما ادخل في برمجته الجينية مسبقا لذلك نرى في العراق نسخا متشابهة من الجرذان الموبوءة تحتل مقاعد البرلمان والوزارة وغرف الحكومة والاحزاب رغم اختلاف الوانها وطبقات صوتها .
3-الطاعون الحالي لم يعد واحدا كما كان لقد اصبح لدينا والحمد لله : طاعون المشيخة القبلية وطاعون العمامة الطائفية وطاعون المال الحرام وطاعون النزق العنصري وطاعون المناطقية وطاعون الاسرية وتوجت كل انواع الطاعون بطاعون موجود لكنه تعاظم وهو طاعون الانا ، فكثيرون يصرخون الان انا زعيم وانا شيخ وانا قائد وانا الاخلص وانا الاقدر وانا الافهم ....الخ ، وهؤلاء لا يكتفون بالصراخ بل يمارسون كل اشكال الحوار الديمقراطي مثل الدس والتأمر ونصب الفخاخ والاغتيال والشيطنة ...الخ كي يحققوا حلم الاجداد بالاعتراف بهم بمفردهم . تعدد الانوات المرضية وتضخم الذات ليس سوى ثمرة عمل المختبرات التي فحصت جرثومة الطاعون وعدلتها لتتضخم الانا . وهذه الانواع المتعددة من الطاعون وان كانت موجودة بصورتها الجنينية والمخفية سابقا الا انها الان صارت داء ووباء يقتل المشروع ويبدد الارادة التي تستنزف في قتال بين الذوات الملكية من اجل الانفراد بموقع الانا الاعلى !
4- الطاعون الحالي ليس جرثومة صنعت وانتشرت وانقطعت عن اصلها الذي اتت منه بل هو طاعون مرتبط بحبل سري –نسبة الى سرة الانسان - طويل ومتشعب يمتد من بلاد العم سام ويمر ببلاد الشاهنامة وحسن الصباح ويصل الى اولاد العم اصحاب الكابالا ، وكل هذه الحبال السرية تمد الطاعون الحالي بدم الحياة وتضمن له البقاء لاطول فترة ممكنة كي يكمل ليس فقط تدمير العراق بل ايضا كي ينتقل الى كافة الاقطار العربية ويحقق فيها نفس انجازاته التاريخية في العراق ! هذا ما قرأناه في الكابالا اليهودية وفي الشاهنامة الفارسية وفي خريطة العم الراحل بريجنسكي الامريكية ولهذا ترون انه كلما اقتربت كارثة العراق وسوريا واليمن وليبيا من الانطفاء اخذت الحبال السرية تمد النار بالزيت فتعود للاشتعال وبشدة اكبر !
طاعوننا لم ينبت فينا ومنا بل زرعه الاخر ، لان ماكان فينا من جراثيم موجودة ايضا لدى كل الامم فلم تضخمت جراثيمنا وبقيت جراثيم بقية الامم عادية ؟ وهذا حدث وفقا لخطة اريد لها ان تستمر نصف قرن ، اخترق قلاعنا وصار جزء منا وهنا تكمن الكارثة الحقيقية فلكي نجتث الطاعون علينا ان نجتث كل من اصابه وتحول جينيا ، هل تعرفون كم عددهم ؟ انها محرقةاكبر بكثير من الهولوكوست اليهودي ! نعم ستنتهي الحرائق ولكن فقط عندما نجد اطفائيا قويا عليه ان يتقدم الصفوف . لا خيار اخر وكل من يظن ان المهندس الذي عدل الجرذان جينيا يرتجل ما يقوم به ويغير رايه اليوم او غدا لاسباب ظرفية واهم ويقدم نفسه ضحية لاوهامه القاتلة ، المهندس الحقيقي ارادته جمعية وليست فردية ولهذا لن يغير خطته التدميرية الا بدحره بالقوة ونحن نراه بكرشه المندلق وهنا يكمن التحدي .
لنتذكر باستمرار ان طاعوننا الاخطر ليس الذي يشوه الجسد بل الذي يقتل الروح والقيم وينهي مخلوقا اسمه الانسان وهو ما جلبه لنا العم سام مشكورا وتولى حسن الصباح ومشكورا ايضا وكالة نشره .
Almukhtar44@gmail.com
12-9-2017