كاظم عبد الحسين عباس
نبض العروبة المجاهدة للثقافة والاعلام
و داعش المقصودة هنا هي ايران وميليشياتها حصرا وتحديدا وبالذات ميليشيات حزب الله وشركاءها في عقيدة ومنهج ودين الولي الفقيه الفارسي المعادي للأمة العربية والساعي الى أقامة امبراطورية قومية فارسية على أرض العرب . داعش التي نقصدها هنا هي داعش التي نعرفها أصلا غير ان العالم قد أكتشفها قبل أيام فقط تزامنا مع اعلان صفقة الاتفاق بينها وبين العراب الفارسي وعابد ولاية الفقيه حزب الله اللبناني ومع نظام بشار الأسد وحزب الدعوة الايرانية بزعامة نوري المالكي .
داعش بدأت حقبة جديدة قد تكون هي التي نوهنا عنها مرارا وقلنا ان ولادة أخرى لداعش سيشهدها العراق والمناطق العربية التي وطأتها أقدام هذا التنظيم المتطرف المجرم . قد يكون التعبير الادق هو ليس ولادة بل تغيير اسم لا اكثر ولا أقل . الان نحن أمام حقيقة صادمة للكثيرين هي ان الحشد الشعبي ( الشعوبي ) والمليشيات المشكلة له هو داعش . والحشد الشعبي الذي قاتل داعش هو شقين :
القيادة ممثلة بقاسم سليماني وأبو مهدي المهندس وهادي العامري ونوري المالكي وعلي السيستاني وهي داعش الحقيقية والتي تحمل اهداف الحشد التي عرفناها مرارا وأولها احتلال مدن العراق الثائرة واخضاعها للاحتلال الايراني واخضاعها لتغيير سكاني مذهبي .
الشق الثاني هو مجندي الحشد من ابناء الجنوب والفرات الأوسط من المصدقين بقدسية الحرب على داعش وهؤلاء هم حطب النار ليس الا وهم الذين أبيدوا على يد داعش الحقيقية التي لم تقصد قيادة الحشد مقاتلتها ولم تقاتلها أصلا بل تركت المجندين ينتحرون على عتبات مواضعها وبعد انتهاء المهمة تختفي لا قتيل ولا جريح ولا أسير .
بعد اعلان الأتفاق بين نصر الله وداعش على تبادل رفاة الجنرال الايراني والجنود وعدد من الأسرى كذريعة لاعلان الولادة الجديدة أو الاعلان عن حقيقة داعش وفرضها بالصيغة التي تريدها ايران في المرحلة الجديدة صار لزاما أن تدخل جميع الاطراف في مخاض من نوع ما قد يكون عسيرا .. غير ان المؤكد فيه انه مخاض ايراني أكيد . وعليه فان من يقف بوجهه سوف يلاقي مصيره من الهلاك الحتمي .
هذا بالضبط ما حصل للمرجع الديني العربي اية الله الشيخ فاضل البديري الذي لم تمهله ميليشيات ايران ساعات بعد اصدار بيانه الذي أدان فيه الاتفاق بين داعش وبين مؤسسها نصر الله وبشار والقاضي بنقل داعش وعوائلهم الى العراق والحدود العراقية في منطقة البو كمال بكل ما يعنيه الأتفاق هذا من اعادة تدوير ماكنة الموت والخراب لارض العراق وشعبه .
ولكي نركز المعلومات لنقلل التشتت قدر ما يمكن نضع النقاط الاتية:
١- عملية الأغتيال ( المحاولة ) جاءت بعد زيارة الشهرودي للعراق وكنا نتوقع سلفا أن يرافق هذه الزيارة ويتبعها أحداث جسيمة تحل بشعب العراق وخاصة بعلماء الدين والمجتهدين العرب لاخلاء الساحة العراقية مجددا (للايات )الفارسية .
٢- الزيارة تزامنت مع اعلان الاتفاق الذي كشف عن حقيقة هوية داعش وأهدافها لعامة الناس ومنهم المخدوعين بايران والمصدقين لكونها نظام ملتزم بدين أو مذهب . وواضح ان هدفها هو تقليل أو سحب الاهتمام بالاتفاق العار الفضيحة واضفاء حالة من الطبيعية والتهدئة على الغليان المضاد للاتفاق .
٣ - محاولة اغتيال الشيخ البديري وهو عراقي عربي من عشيرة فراتية معروفة , تكريس لخط ونهج فارسي قديم يتجدد يستهدف أي عالم دين يلمع ويصبح له أنصار وقواعد شعبية تحمل أي احتمال من احتمالات تهديد النفوذ الايراني والهيمنة الفارسية على حوزة النجف وسطوة مراجعها الفرس على بسطاء الناس .
٤- هذه المحاولة الاجرامية تذكرنا بكل السلسلة الطويلة من الاغتيالات التي تمت على يد النظام الايراني ووجهت فيها أصابع الاتهام لنظامنا الوطني وهدفها خلق وتعميق الفتنة المذهبية واتهام نظامنا الوطني القومي بها رغم ان العالم كله يعلم ان نظامنا لا تربطه رابطة بالطائفية ولا المذهبية ولا العنصرية ولا المناطقية .
٥- محاولة اغتيال الشيخ البديري هي عملية ارهابية هدفها ارغام الناس على القبول بالصورة الجديدة لداعش المجرمة . ونحن لطالما أكدنا ان الحشد الشعوبي هو وجه اخر لداعش .
٦- العملية اشهار ايراني مليشياوي اجرامي جديد لسياسة الجريمة وتكميم الافواه وسحق الحريات وهي تأكيد على ان العملية السياسية في العراق التي تدعي اميركا بانها عملية تعدد وديمقراطية ما هي الا مافيات اجرام وفساد وتدمير منظم للبلد وللمجتمع عموما.
٧- محاولة الاغتيال تحمل أهدافا مركبة ورسائل ذات مضامين مضاعفة منها ما هو للعراقيين في الجنوب والفرات الاوسط مضمونها ان ابلعوا دماء أبناءكم وأخرسوا ومنها ما هو للعالم وبالذات لامريكا ومضمونها ان المليشيات قادرة على أن تغيير الصور والمشاهد كيفما تشتهي ايران وأذرعها التي تحتل العراق .
٨- أحد أهداف المحاولة الاجرامية هو صرف ألانظار عن الفضيحة وايجاد السبل الاعلامية الكفيلة بخلق قبول مذهبي لها لتاخذ مسارها في انتاج داعش البديلة او التي تعيد داعش لجذرها . انها محاولة لتخفيف الضغط المتزايد على حزب الله الناتج عن صدمة الاعلان عن هويته الداعشية.
٩- بدأت أمس حملات الجيوش الالكترونية لحزب الدعوة العميل وشركاءه بالترويج لكذبة عجيبة تدير بوصلة الاتفاق العار بزاوية مقدارها ١٨٠ درجة. هذا الهوس والفزع يعبر عن عظم الفاجعة التي وقع بها عبيد ايران ووليها الفقيه المجوسي.
١٠- هناك تبادل أدوار يفضي الى تشابهات ومتشاكلات معروفة بين حكومة الخضراء وسيدتها حكومة الولي الفقيه الفارسي الا وهي عرض سلسلة من ردود الافعال المتباينة . فيكون للعبادي دور الممثل غير الراضي بالصفقة ولنوري المالكي دور العراب الشريك وما بينهما هذا المنهج البغيض الذي يذبح العراق وشعبه.
ان جريمة محاولة اغتيال اية الله الشيخ البديري هي جريمة موجهة لكل ما هو عربي عراقي معارض للاحتلال الايراني ولو بكلمة . وهي جريمة يجب أن تعني الكثير للعشائر العراقية العربية في الجنوب والفرات خاصة وعموم العراق سواء في تعاطيها مع الحوزة والمرجعيات الفارسية أو في سكوتها على الاحتلال الايراني لبلدها . انها مناسبة للاكتشاف وللتصرف الوطني السليم فلقد مر وحصل ما يكفي للسكوت والتفرج والانخداع المشين .
محاولة استهداف الشيخ العربي البديري هي ليست الأولى عبر تاريخ الحوزة في النجف . ولن تكون الأخيرة . فالأيام القادمة ستشهد مثلها طالما حل شاهرودي ممثل ولاية الفقيه في النجف في خطوة استباقية من قبل خامنئي لتسلم المرجعية ما بعد السيستاني لتكون الحوزة وعلمائها وطلابها ومقلدي مراجعها ادوات بيد السلطة الفارسية في ايران .
فهل يدرك ابناء العشائر العربية في الفرات الأوسط والجنوب ما يخططه الفرس ضد كل ما هو عربي ؟. وهم لا يكتفوا بالوقوف ضد كل مرجع عربي لكي لا يكون له دور في مرجعية الحوزة بل وصل الأمر لتنفيذ عمليات اغتيال ضدهم واستهداف المرجع العربي فاضل البديري رسالة تحذير لكل مرجع عربي اخر .