سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

حافظ الشيخ علي الخُمٓيس: مسجد قرطبة


زرته عام 1990 مع زوجتي الانكليزية و ابني ليث و هو بعمر حوالي السنتين.

وجدت بذلك المسجد العمارة العربية الأصيلة و تأسفت ان أراه بحاله الجديد كالرجل الشامخ بعنفوان شبابه و قد أخذت السنين الطوال من بريق شبابه.

ليس لي علاقة بالاديان و لم ابكيه لانه اصبح كنيسة بعد ان كان احلى المساجد خاصةً و ان الاثنين يسموهما بيوت الله و انا ليس لي علاقة بأي واحد منهما.....

بل تألمتِ ان اجدادي العرب بنو حضارة و عمران في اوربا و لم يستطيعوا الحفاظ عليها بعد سبعة مئة عام.

لم يكن حرمان المسلمين من الصلاة في مسجد قرطبة عبر مايقرب من خمسمائة عام منذ سقوط غرناطة عام 1492 حتى اليوم حرمانا صارما.
هكذا استطاع أحد الضيوف الرسميين أن يصلي في محراب قرطبة العظيم و كان هو اول وآخر عربي يقول للمحتل نحن لا نزال هنا و سنكون أهل البيت من جديد في يوم قريب.... حلم سوف لن يحققه البعورة الحكام العرب بعده.


 كان ذلك الضيف هو الرئيس الراحل الشهيد صدام حسين الذي تناول الطعام قبلها مع الحاكم فرانسيسكو فرانكو ونال منه في مقابل زيارته هذا الإستثناء وقد طلب منه الحاكم أن يصاحبه بجولة للعاصمة مدريد لكنه رفض وطلب منه زيارة لقرطبه وقد نال مااراد.

لقد تحول جامع قرطبة إلى كنيسة لم يصلي فيها أحد حتى عام 1974م وكان أول مسلم يصلي فيه هو صدام حسين....

كان ذلك أيضا بمثابة اختبار لقوة الآخر. فبعد ما يقرب من خمسمائة عام من طرد المسلمين من الأندلس استطاع الرئيس صدام حسين أن يصلي مع إعلاء صوت الله أكبر الله اكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدًا رسول الله. ...
 • • عندما يكون الحضور أقوى من التاريخ ..

تقول الرواية لشخص مقرب من الرئيس ‫الشهيد، و كان حينها مستشارًا في مكتبه عندما كان بمنصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة ... فيقول :
 " كنت في عداد الوفد الذي ترأسه السيد النائب في زيارة رسمية لاسبانيا في السبعينات.
وفى  آخر يوم بطلب من الرئيس لزيارة معالم ‫قرطبة‬.
و عند الظهر وصلنا إلى باحة المسجد الكبير هناك.
وعندما أُخبِرصدام حسين بحلول وقت صلاة الظهر، تطلع في وجوه الوفد و قال :
"من منكم صوته قويًا ليأذن !!!!
 اقترب واحد من الوفد قائلا:
"انا سيدي".
التفت إليه ألرئيس و قال له:
" اصعد إلى أعلى المأذنة و أطلق الآذان"
 فتح المرافقين الإسبان الأبواب له ليدخل و يصعد إلى أعلى المأذنة، و يطلق من هناك صوت "الله اكبر"الله أكبر. . ......
كانت لحظة خشوع كبيرة خيمت على الجميع ساد الصمت والذعر في نفوس الاسبان بعدها تمت صلاة الجماعة.
وبعد الانتهاء من الآذان و الصلاة، اقترب رئيس البروتوكول الاسباني و قال لصدام حسين :
" سيدي .. هذه أول مرة يرتفع بها صوت الله أكبر و الآذان من هذه المأذنة منذ سقوط دولة الاندلس العربية و الإسلامية قبل عدة قرون"
 ابتسم صدام حسين ابتسامته المعهدوه وربت على كتفه قائلا :
 (( ماناسيهم القدس اولا وقرطبه في البال)). ...
   ساد جميع الإسبان المرافقين لحظه صمت و رؤس موطئة إلى الأرض

 هكذا هم رجال التاريخ

حافظ الشيخ علي الخُمٓيس
 01/03/2017

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018