كاظم عبد الحسين عباس
أعلن حزب البعث العربي الاشتراكي - قيادة قطر العراق بتاريخ ٢٠-٣-٢٠١٧ وتزامناً مع الذكرى الرابعة عشرة لغزو العراق واحتلاله، أعلن مشروعه الوطني لتحرير العراق بدون مؤتمرات ممولة من دولة أخرى ولا حضور من سياسيين ودبلوماسيين وجنرالات وسفراء سابقين أمريكان وبريطانيين وفرنسيين، ولا قاعات يفوح من أركانها أريج العطر الفرنسي ولا الإنجليزي ولا قراطيس الهدايا المفتوحة والمغلفة بل من عرين الأسود في أرض العراق، كل العراق. من مخيمات مآسي النازحين وأنين الجرحى والمغيبين في ظلمات المعتقلات والسجون. من حاجات الجياع والمشلولة أجسادهم بصقيع البرد. من جسد الوطن المثخن بالجراح والكوارث واهتزازات حناجر الثكالى والأرامل والأيتام.
المشروع الوطني الحقيقي الذي يسمو على الحزبية والذاتية ومصالح الفئات والعوائل والأعراق ويضم في جنباته كل مقتضيات التحرير والاستقلال والسيادة الحقيقية التي لا تنتج إلا في ساحة عراقية خالية من الأجنبي، كل الأجنبي، ومتحررة سياسياً واقتصادياً وإعلامياً واجتماعياً.
يمكن التقاط ثلاثة مسارات رئيسة في مشروع البعث الوطني:
الأول: طرد الاحتلال الإيراني والأمريكي وإزالة آثاره ومعالجة أضراره.
الثاني: إلغاء العملية السياسية التي هي الوجه المدني للاحتلال المجرم.
الثالث: تعويض المتضررين وإعمار العراق.
سنركز في مقالنا هذا على الفقرات الخاصة بطرد الاحتلال الإيراني حيث نص المشروع في فقراته الأولى على:
- إنهاء الاحتلال الإيراني للعراق وهيمنته على العملية السياسية، وتصفية وجود الميليشيات المسلحة، وإزالة مخلفات الاحتلال الأمريكي ونتائجه، ورفض ومقاومة كافة أنواع الاحتلال والنفوذ والتدخل الأجنبي في العراق، وذلك من خلال:
- تأييد أية استراتيجية عربية أو دولية والمشاركة فيها، لإنهاء الاحتلال الإيراني للعراق، ومحاربة قوى الإرهاب والطائفية التي تمثلها داعش والحركات التكفيرية المتطرفة من جهة، والميليشيات المسلحة المدعومة من إيران من جهة ثانية.
- السعي والتواصل مع الدول العربية الشقيقة لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يفرض على إيران إنهاء احتلالها للعراق والانسحاب منه بدون قيد أو شرط، والكف عن تهديداتها وتدخلاتها في شؤون الدول العربية الأخرى
- العمل مع الجهات الدولية ذات العلاقة لوضع الميليشيات المسلحة المرتبطة بإيران وبأحزاب السلطة في العراق على قائمة المنظمات الإرهابية وملاحقتها ومحاكمتها بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ولكونها تمثل الوجه الآخر للإرهاب والتي فاقت بجرائمها داعش والقاعدة وباتت مصدر تهديد لأمن واستقرار الدول العربية ودول العالم.
إذن..
من الواضح أن المشروع قد أولى الاحتلال الإيراني للعراق وسبل مواجهته وطرده اهتماماً خاصاً ومنحه أرجحية استثنائية. إن هذا التركيز لم يأت من فراغ بل بناء على معطيات الميدان وما أفرزته سنوات الاحتلال الأمريكي حيث هيمنت إيران وأحزابها وميليشياتها على الأرض والثروات والقرار السياسي وخاصة بعد هروب الجيش الأمريكي كآخر جيش محتل اضطر للفرار تحت وطأة ضربات مقاومة العراق الباسلة وما نتج عنها من خسائر فادحة في الأفراد والمعدات والاقتصاد الأمريكي.
ولا يقتصر تشخيص المشروع لعلة العراق التي يغض الكثيرون عنها الطرف والناتجة عن تغول إيران وإجرامها واستهتارها بأبسط حقوق الجيرة ومشتركاتها بل يقدم الوسائل الناجعة الكفيلة بلجم جموح الأفعى الفارسية التي مارست في العراق ما لم تقدم عليه الصهيونية ولا النازية ولا وحوش الغاب وأبرز ما أقره مشروع البعث لإرغام إيران على الهرب كما هربت قبلها جيوش ٣٠ دولة غازية يمكن عرضه في محورين:
أولاً: طرد إيران بالمقاومة المسلحة وهو أمر يتطلب طبقاً للمشروع وحدة الفصائل المجاهدة وتحشيد قوى الشعب. ويتضمن المشروع في هذا الباب قراراً هاماً وتوجهاً يرسم وجهة تحالفات المشروع الوطني بحكمة ودراية ودقة مدببة ألا وهو التحالف مع أية استراتيجية عربية أو دولية تصمم وتنفذ لمحاربة إيران وإرغامها على الخروج من العراق.
ثانياً: سياسياً وذلك بالتحرك على دول العالم ومجلس الأمن لاستصدار قرارات ترغم إيران على الانسحاب. والعمل على إدانة المليشيات الإيرانية ووضعها في لوائح الإرهاب كونها فعلاً منظمات وميليشيات إرهابية لا يساوي إرهاب داعش شيئاً أمام إرهابها ووحشيتها.
إن قيادة قطر العراق للحزب تدرك تماماً ومن واقع الميدان:
إن شعب العراق قد ضاق ذرعاً بممارسات الاحتلال الفارسي للعراق وإنه أعلن ويعلن عن رفضه للاحتلال الإيراني لوطننا وهذا ما عبرت عنه جماهير شعبنا البطلة في تظاهراتها واعتصاماتها وخاصة تلك التي اقتحمت حصون المنطقة الخضراء واجتاحت مبنى برلمان الاحتلال ومكاتب المنطقة الخضراء وهي تهتف (إيران بره برة.. بغداد تبقى حرة).. والحزب يعرف يقيناً أن تحشيد وتوجيه إرادة شعبنا صارت جاهزة لمقاتلة إيران بعد أن امتلأت الصدور قيحاً وفاضت جنبات الصبر. كما أن البعث يدرك أن التغول الإيراني ضد العرب قد أجبر حتى المسالمين منهم على امتشاق السيوف وإعلاء الاحتجاج والرفض ضد ما تقترفه دولة الولي الفقيه اللاهوتية من عدوان وإهانة لأمتنا وما تمارسه من عدوان همجي ضد أمن العرب وأوطانهم وما تسفكه من دماء تحت غطاء ممزق مهلهل هو الطائفية.
تحية مباركة لموقف البعث المناضل الذي كان أول قوة تقاتل الغزاة والمحتلين وما زال يقاتل وهو أول حزب وقوة طليعية وتحالف وطني قومي إسلامي يفضح المشروع الفارسي الطائفي ويتصدى له.. وهو أول حزب عربي على الإطلاق.. يقاتل ويقدم مئات آلاف الشهداء ويعلن ضمن مشروع وطني إنه يرى الحل في إقامة حكومة إنقاذ من الشعب وهو لم يضع نفسه طرفاً فيها.
الله أكبر والنصر حليف أهل الشرف والإباء والعفة والنفوس الزاكية.
عاش العراق. عاشت الأمة
عاشت فلسطين. عاش البعث
المجد في عليين لسيد شهداء العصر القائد صدام حسين.
النصر المؤزر للرفيق الأمين العام قائد جبهة الجهاد والتحرير الرفيق عزة إبراهيم ورفاقه قادة ميدان الجهاد في كل أرض العراق الحبيبة.