الغلو والتطرف الديني أداة تخريب لكل متربص شرا بأمة العرب .
أبو محمد عبد الرحمن
نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام
اثناء اطلاعي لبعض المقالات المنشورة حول الغلو والتطرف الديني المتنوع في دول العالم عموما والوطن العربي خصوصا
فقد لاحظت انه نجم عنه تحريف المفاهيم والمعتقدات نتيجة الفهم الخاطئ للرسالة الإسلامية ومقاصدها السامية .
اذا هو انحراف فكري عن المنهج العقلي السليم. وتتضح آثار هذا الفهم الخاطئ في التباس المفاهيم وتشويه الحقائق وتحريف النصوص.
وينتج عنه دفع الناس بالإيمان بأفكار لا تستند على دليل، حتى تصبح عقائد راسخة يصعب تغييرها، ويصعب ان تبين لهم الحق لتعمق تلك المفاهيم في عقولهم .!!!.
إن آثار الانحراف الفكري على الأمن الفكري والأمن القومي كما يظهر هو في قلب المفاهيم والمعتقدات بين أفراد المجتمع. من خلال الإفتاء بغير علم شرعي هو أخطر أنواع الانحراف الفكري على الأمن العقائدي وأحكام الدين، بإصدار فتاوى التكفير والتحليل والتحريم، والخوض جهلا في مسائل عقائدية ينتج عنها اجتهادات مخالفة لما أجمعت عليه الأمة.
ويؤمن أصحاب الفكر المنحرف واهمين بامتلاكهم للحقيقة المطلقة وعدم الانسجام في التعايش مع الآخرين، وتضيق صدورهم بالرأي المخالف إلى الحد الذي قد يدعوهم إلى استبعاد صاحبه وتصفيته !!!
وفي مواجهة ذلك يقف الفكر الديني المتسامح المتسم بالوسطية والذي لا يجد أصحابه تعارضا بين يقين ديني يؤمنون به أو يدعو إليه، وبين الآخرين في اعتناق ما يرونه من عقائد دينية يؤمنون بها ويدعون إليها فهم يمتثلون لقول الله تعالى: “لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي”
ومن أخطر آثار الانحراف الفكري هو السقوط في هاوية تكفير الآخرين واستباحة دمائهم وأموالهم، ومن الآثار الخطيرة الأخرى للتكفير صرف اهتمام المسلمين عن أمور الحياة المهمة، واستنفار جهدهم في صراعات دينية وفكرية يزيد معها الأعداء ويقل معها الأخوة والأصدقاء، فتصبح المعركة بين المسلمين أنفسهم بطوائفهم وفئاتهم ومذاهبهم بدل من استنفار الجهود في العمل الصالح والنافع وجمع شمل الأمة .
خلاصة القول ، أن النسيج المكون للأمة العربية متنوع الأديان والأعراق ، فعلى المسلمين وغير المسلمين أن ينتظموا في رابط العروبة الذي يجمع شمل الأمة ويعزز أواصر اللحمة بين كل الرسالات والحضارات التي ذخرت بها ارض العرب ، فيشد من ازرها ويكسبها مناعة ضد كل من يترصد بنا شرا من الأعاجم كافة شرقيين كانوا أو غربيين ،
ولعل أخطر مرحلة تمر بها الأمة مسألة الغلو والتطرف الديني التي تعصف في أقطارنا متمثلة باحزاب الاسلام السياسي. الذي ثبت تواطؤه مع الأجنبي في إحكام سيطرته على مفاصل الأمة بدأ من احتلال العراق (وكأن هم احتلال فلسطين لا يكفينا) وبحجة المظلومية وبعباءة الدين والمذهب احكم الصفويين الفرس قبضتهم على العراق (و برضا وقبول الحزب الاسلامي شرط أن يشارك في الحكم في ما يسمى العملية السياسية)وجعلوا منه منصة انطلاق وتمدد الى الاقطار العربية الاخرى بحجة محاربة الفكر التكفيري
(داعش) الذي صنعوه هم أنفسهم وجعلوه حصان طروادة يتسللون منه الى المناطق التي لم تخضع بعد لسيطرتهم وتكون الحجة في احتلال تلك المناطق وتدميرها وتهجير سكانها بغية إحداث واقع ديموغرافي جديد يعزز من حلم إعادة الإمبراطورية الفارسية!!!
ما تشهده الموصل اليوم ليس إلا بداية للالتفاف إلى الوراء لاستكمال المخطط الفارسي في التوسع والتوغل العابر للحدود
ولن يستثني أحدا ، اللهم إذا نفض العرب اليوم رؤوسهم من التراب كما النعامة، وواجهوا عدوهم وقبل فوات الاوان وان لا ينتظرون مساعدة الغرب واميركا في دحر المشروع الصفوي، ولان من خذل الشاه حليفهم المخلص وأتى بخميني مكانه في مخطط مدروس بدقة وعناية لاستكمال فصول سايكس بيكو ٢ والشرق الأوسط الجديد وغض الطرف عن مشروع إحياء الإمبراطورية الفارسية ،
وهو مشروع الادارة الاميركية لوطننا العربي والذي سوف يسير على خطاه الرئيس الأميركي ترامب حتما كما حرص عليه اسلافه .