بقلم / كاظم عبد الحسين عباس
لسنا دبلوماسيين نبيع بضاعة (الأسرار) .. وحين يقرأها الناس تظهر أنها ليست أسرار ولا هم يحزنون ونحن (عامة الشعب) قد كتبناها ونشرناها منذ عام ٢٠٠٣ لكننا لا نمارس البيع والشراء لأننا العراق ولأننا العروبة ولأننا البعث ولأننا الرجولة والشرف والثبات الذي تعلمناه من علي الكرار ومن الفاروق عمر ومن الحسين بن علي ومن صلاح الدين وعمر المختار. نحن (صدام حسين) الذي قال لا فصار رمزاً للبقاء كما العظماء ممن أحبهم الله وخلد ذكرهم رغم ألسن الباعة ورغم لغط (الافتراضات) وأفواه آلاف الإذاعات والقنوات.
(لو) أن صدام حسين البطل قد غادر العراق و (تنحى) إذعاناً لإرادة الشيطان المجرم الأمريكي لما صار صدام حسين الذي حارت به الدنيا حين قاد شعب العجب. لو كانت هزيمة القادة خياراً من بين الخيارات لما هزم علي بن أبي طالب رضوان الله وسلامه عليه باب خيبر . ولما قطعت عنق عمر بن ود العامري. لو كان العار خياراً لما انتصر بن الخطاب عمر رضوان الله عليه على الفرس في وقائع الفتح المبارك لبلاد المجوس. لما عبر العرب مضيق جبل طارق لما فتح الأيوبي الطريق إلى قدس المقدسات لما انتصر عمر المختار على جلاديه. لو أن (الافتراضات المسوقة في سوق المتاجرة) هي جوهر الرجال والأوطان والقادة لما سمعنا عن نبي ولا عن إمام ولا عن أروى وبلقيس وقبلهم نبوخذ نصر ونابليون بونابرت ولما بني سد ولا ارتفعت طائرة في الأجواء ولما صنعت قنابل نووية وغواصات وفرقاطات وصواريخ عابرة للقارات. لو أن الهزيمة هي الدرب المعبد لما زرع الإنسان ولا حصد ولما بحث واكتشف واخترع..
المجد لصدام وللعراق الذي قاتل وانتصر ولولا أنه قاتل لما كان هناك مقاومة ولما كان هناك عزة العز يغرد بصوت البطولة لأربعة عشر مضين وما زال.. ذلك.. لأن الهزيمة تنتج العار وليس الهزيمة فقط.. ولأن الفعل هو البرهان النهائي على القول وهو الفيصل بين الفروسية والجبن.
لم يحسب العراق الحسابات بشكل سليم…لا.. وألف لا.. بل حسبها.. بكل دقة.. وصدام الأبي الشهم العزيز ومعه عزة العز وطه وعلي وسعدون حمادي ومحمد الزبيدي وبرزان وعواد ومزبان وسلطان والقائمة تطول بأسماء الشهداء والصامدين .. كلهم كانوا يدركون أن القوة الغاشمة القادمة ستحتل العراق وأنهم سيستشهدون.. ويعتقلون ويحاكمون بالباطل..
وهنا العظمة.. إنهم لم ينهزم . لم يطلبوا السلامة لأرواحهم ولأولادهم لأنها أرواح متوحدة بالوطن.. هنا العظمة… إنهم ماتوا شهداء وهم يقاتلون ويتحدون ويرفضون سطوة القوة الغاشمة والاحتلال.. هنا العظمة: إنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. فمضى من مضى وظل إلى اللحظة من كتب الله له النجاة ليستمر يقاتل وينافح ويرفض وهو على يقين أن قدره النصر أو الشهادة.
العراق خطط لحرب مدن: نعم وبكل تأكيد ونحن شهودها. ومن يخطئ هذا التخطيط فهو منافق يتاجر بالافتراضات ويسوقها في سوق باعة الماء على ضفاف الفرات ودجله العذبين. والأمريكان ومعهم جيوش الكون عجزوا عن اختراق حصون المدن التي بناها العراق. وهربوا إلى تكتيكات بديلة هي الإنزالات للدبابات خلف الخطوط والصعود إلى بغداد عن طريق الصحراء!!!. وهذه هي الأخرى كانت محسوبة وبعناية واقتدار الفكر الاستراتيجي العسكري العراقي.. غير أن التفوق المطلق في الجو وبالقوة الصاروخية ونوع المقذوفات المختلفة كان له فعله المتوقع.. نعم كان متوقعاً.. لكنه لم يمنع المدافعين من الدفاع ولم تمنع القوة التدميرية الغاشمة التي جربت في طريق الرزازة ومقترباتها من حصول (مآثر الرضوانية والمطار وأم الطبول).. ولم تمنع انطلاق المقاومة البطلة يوم ١٠ -٤- ٢٠٠٣ م.
لقد قاتل العراق المحاصر لأربعة عشر عام والممنوع عنه الغذاء والدواء والسلاح جيوش ٣٠ دولة.. هنا العظمة.. هنا المفاخر.. هنا البطولة.. هنا الشرف والرفعة يا تجار الكتب المصنوعة في مكاتب البيع والشراء والارتزاق… قاتل وهو يعلم علم اليقين أن قوة الدفاع لها قدرات متاحة بسيطة مقارنة بقوات الهجوم العالمي.
ونحن شهود… والله شاهد.. قاتلت كتائب البعث إلى جانب قواتنا المسلحة الباسلة في كل المحافظات.. في النجف والمثنى وكربلاء وبابل.. وقاتل الأبطال في أم قصر والبصرة والناصرية ونيسان وواسط وطبيعي أن المؤمن المقاتل يضع احتمالات النصر نصب عينية ويستعين بالله.. والنصر ليس مادياً عند المؤمن بل بالشهادة وبأن يخسر المعركة لا أن يخسر شرفه..
لو لم يقاتل صدام حسين ورفاقه في الجيش والبعث لكان العار الآن وليس التآسي. والعار وليس الشتيمة فقط.
لكان التخوين الآن هو سيد الإعلام البذيء والألسن القذرة.
ولكننا عرب مسلمون مؤمنون (كل المصائب قد تمر على الفتى…
. وتهون إلا شماتة العذال)..
للمزايدين وتجار الورق الأصفر.. نعيدها صرخة مدوية..
لو أن صدام قد غادر العراق لكان العار للعراق ولشعب العراق الذي صفق لصدام وحمله على الأكتاف وقاتل معه.. ولكان العار للحزب الذي طالما تباهى بالبطولة والشهادة من أجل المبادئ..
لو أن صدام لا سمح الله قد خان ذاته العظيمة.. فما كان قول الملايين التي هتفت لعشرات السنين (بالروح بالدم نفديك يا صدام)؟؟
وفضلاً عن هذا وذاك..
من يستطيع أن يبرهن (الافتراض) بأن الغزو لن يقع لو غادر صدام العظمة والبطولة؟ من يستطيع أن يبرهن أن الصهيونية وأهدافها لم تكن هي غذاء الغزاة وشربهم؟
ومن يستطيع أن يعطينا بديلاً لمن جاءت بهم القوة الغاشمة لـ٣٠ دولة ليحكموا العراق بالفشل والفساد؟..
نصيحة.. من عراقيين.. هم شعب العراق..
لا تقيسوا النتائج مادياً.. فشعب العراق قادم.. ومقاومتنا الباسلة التي خلفها الرجال الشجعان قائمة وإصرارنا على البطولة قائم.. والعراق سيعود وعهد الشرف والثبات على أخلاق الفرسان سيعود طال الزمن أم قصر..
فعزة البعث ورفاقه ما زالوا يصولون ويجولون…. وما زالت الرايات والعهد المؤمن مرفوعة.
وتذكروا.. تذكروا يا تجار الأنترنيت والورق الأصفر وباعة الماء على ضفاف الفرات.. تذكروا غزوة أحد وهجرة الرسول العظيم ووقائع القادسيتين وذي قار وعشرات الأسماء التي حفرت بمداد الدم المكتوب على وجه التاريخ.. وتذكروا ابن العلقمي وأبا رغال إلى جانب من غطت رؤوسهم أتربة اللهاث خلف دبابات الغزو أمثال الجلبي والفرس الذين أذقناهم الحنظل وجرعناهم السم الزعاف... ولا تطلبوا من شعب العراق وتاريخه ورجاله غير ما جبلهم الله عليه من فطرة الكرامة والإيمان والبطولة فطلبكم وإشاعاتكم وموضوعيتكم ورزانتكم مردودة عليكم.