البروفيسور كاظم عبد الحسين عباس
قناعات الإنسان تتبدل وتتغير. وعوامل التحكم بالقناعات تتغير وتتبدل بمؤثرات ودواعي ذاتية وأخرى موضوعية. وعليه فإن:
الانتماء للأحزاب المختلفة حق شخصي ومغادرتها حق فردي شخصي ايصا .لكن الباطل بعينه أن يتحول النضح الخارج إلى عداوة مستشرية والأكثر في البطلان أن يتحول النضح الخارج إلى اقتتال.
لنأخذ مثلاً نقيس عليه سياسياً وليس مبدئياً ولا عقائدياً هو الانشطارات في حزب الدعوة الإيراني العميل:
الغريب أن انشطارات هذا الحزب العميل حصلت أغلبها وهم يديرون سلطة تحت حماية دول الاحتلال. غير أننا نادراً ما نسمع عن صراعات بين الجعفري والمالكي مثلاً ولا نتلمس اعتياشاً لأحدهما على حساب الآخر.
وحصلت عمليات تشظي عند الإخوان المسلمين في العراق وهم بجنون ثمار السلطة الاحتلالية غير أننا نادراً ما نسمع عن تهاوش بين الخارجين وبين الباقين.
وحصلت انشطارات حادة في الحزب الشيوعي في العراق وفي تنظيمات أخرى في بلاد أخرى غربية وأوربية وسعى كل إلى رزقه في الكسب والتحشيد والتنظير والإعلام والعلاقات.
وعليه فإننا نرى:
أن مغادرة أفراد لحزبنا، حزب البعث العربي الاشتراكي، حق فردي لا نعترض عليه ونفهمه ضمن أطر تغيير القناعات أو حصول خلافات فردية داخلية (ضمن طبيعة الحالة الإنسانية) أو تغيير قناعات تؤدي إلى الإضرار بالتوافق بين ذات الشخص وبين مبادئ وعقيدة الأمة القومية الوحدوية الاشتراكية الأمر الذي يقلق الوضع السيكولوجي له ويسقط صاحب الشأن بتناقضات وتخبط ينتهي بمغادرة الحزب.
ما هو باطل..
أن يحاول الخارج بنفسه عن بيئة الحزب الأصلية أن يدعي أنه الجذر والأصل ومن غادرهم طارئون.
أن يقوم المرتد أو المنشق أو المتساقط بتخطيء العقيدة والمبادئ دون أن يطرح البديل فهذا لا يلامس الباطل والسلوك الشائن فقط بل يؤكد العجز الفكري وانسداد نوافذ الاقتدار العقلي.
أن يعتاش المرتد أو المتساقط على شتيمة رفاقه السابقين الذين أمضى معهم سنوات طويلة (عسل على سمن) ويبدأ اعتياشه حتى بدون فترة عدة (العدة.. هي الفترة الزمنية التي تحتجب فيها المرأة عن الاختلاط بالرجال بعد وفاة زوجها) بل يمارسه في ليلة الطلاق. إن هذه الممارسة لها مردودات مدمرة على من يمارسها أكثر ما تؤثر على الطرف المقابل (الأصيل) وأضرارها مدمرة (لو يعلمون) عليهم لأنها تضخ زخات من الانعكاسات السلبية على البيئة المحايدة التي تراقب عملية النضح وتشبهها كما هو تشبيهها وتوصيفها في كل أدبيات العالم على أنها عملية خروج وردة وانشقاق وكلها ذات أفق وهوامش واسعة للسلبية.
نحن كمناضلين في صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي يوجع قلوبنا ويؤلمنا أن يخسر جسد الحزب التنظيمي أي بعثي وخاصة في الظروف العسيرة التي تستدعي التمسك بالثوابت وغض الطرف عن الهنات والعثرات والزلات التي عادة ما يتشدق ويتعلق بها الخارجون. غير أن النضح الخارج ضرورة حياتية كما الكسب أو النضح إلى الداخل كما نراها ولا نقف طويلاً عند آثار حصولها. وسنظل نتمنى أن نرى خارجاً يأتي بفكر غير فكر البعث أو بمبادئ غير مبادئه لتكون مهماز نشاطه وعلامة فارقه للكينونة الجديدة التي تبناها بدل اللجوء للاعتياش السلبي.
أما أن يخرج الخارجون وليس في جعبهم غير متابعة خطواتنا علنا نعثر ليعتاشوا..
ومطالعة كتاباتنا لتحريف مقاصدها وتزوير سطورها ليعتاشوا.
واللجوء إلى تخطئتنا وتخويننا وشيطنتنا..
فتلك.. معركة غير أخلاقية الخاسر فيها هو الجسد الناضح خارجاً أياً كان سبب خروجه ونحن المنتصرون حتى لو لم نرد على التخرصات بحرف واحد.
ليعلم هؤلاء ان الأورام اذا تساقطت من الجسم تصلحه وتزيده عافية ولا تضره بشيء.