أ.د.بشرى البستاني
لماذا هذا الإصرارُ على قتل شعب الموصل وإبادة نينوى.!
وأيُّ قيمةٍ لنصرٍ ثمنه إبادة الحياة وهدمُ بنيانها..؟
ولماذا لا
يتحرر الجانبُ الأيمنُ وهو الأشدُّ كثافةً من الأيسر والأعمقُ تاريخاً بالتأني الذي يحفظ أرواح الأبرياء وتراثَ المدينة كما حدث في الأيسر .
ولماذا يُجبرُ المدنيون على ترك بيوتهم من قبل داعش الجريمة مرة، ومن قِبل القطعات العسكرية المُحرّرة أخرى لينزحوا للعراء دون سيارات تنقلهم ولا معسكراتٍ أعدّت لإقامتهم.
تتساءلُ الرسائلُ التي تصلني، هل كان شعب الموصل عدواً لتُحرر المدينة بخطط الأرض المحروقة، وبصواريخَ تنهالُ من الطائرات العملاقة والراجمات والمدفعية الثقيلة لتنهار البيوت على العوائل، وتتحولَ العماراتُ ومصالحُ الناس الابرياء ومخازنُ عملهم الى حجارةٍ وحرائقَ وأشلاء..
مئاتُ الرسائل ترجو ألا نستغيثَ بحكومة الخيبة ولا برلمان الزيف والمصلحية، بل الاستغاثة بشعب العراق العظيم ونبل حبه لأشقائه في موصل العراق الذين يُقتلون حرقاً وجوعاً وبرداً وشتاتاً، الاستغاثة بالعراقيين النبلاء من فاو البصرة الفيحاء الى زاخو العراق لنجدة أبرياء الموصل، فالحاجة مُلحةٌ لسيارات النقل ،للغذاء، لحليب الأطفال، وثانية حليب الأطفال، والدواء والأغطية ..
أعلنوا الموصل مدينةً منكوبةً يا أعضاء البرلمان وعيّنوا لها حاكماً عسكرياً من أبنائها، وتابعوا نكبة الموصل وادعوا وزراء الغفلة للاستنفار من أجل معرفة ما يجري في وطن الشهداء ومُقطعي الأشلاءِ والمنكوبين بوجود أسوأ حكومة في التاريخ المعاصر.
أيها العراقيون الشرفاءُ في كل أرجاء العالم
أيها العرب النبلاء خارجَ السلطات العربية المُدانة..
خاطبوا دول العالم والمنظمات الإنسانية بكلّ الوسائل المُتاحة من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، فشوارعُ موصلِ الأيمن تسمعُ استغاثاتِ الضحايا تحت الانقاض ولا من مجيب.. أين الدفاع المدني، أين جمعيات ومنظمات الهلال الأحمر والصليب الأحمر، وأين منظمات رعاية الطفولة وحقوق الإنسان.؟
إنّ سلاح التحالف منذ دخول داعش وحتى اليوم لا يحرر بل يُدمرُ مدينة التاريخ والحضارة، مدينةَ مكتبة آشور أقدمَ مكتباتِ الدنيا..
أمريكا تثأرُ من شعب الموصل وتسحق بنيتهم التحتية لمقاومته احتلالَها مقاومة النبلاءِ الفادينَ العراقَ وشعبه الصابر..حتى وصل عدوانها لحدودٍ لا توصف.
وليعلمْ منْ خططوا لإبادة الموصل بنزع أسلحة شعبها بيتاً بيتاً، ومنعِ الجيش العراقي المتواجد في المدينة من قتال داعش وحماية اهلها من وحشيتهم ، فهربوا بعد تركهم أسلحةً قُدّرثمنها بـ 28 مليار دولار من أحدث السلاح والمعدات والتجهيزات،تركوها لعصابة داعش ليقتلوا بها شعب الموصل ثم هربوا هروبا مخزياً . ليعلمْ أولئك الخونة أن شعبنا المثابرَ غيرُ قابلٍ للإبادة؛ لأن حبَّ الحياة واحترامَها يسري في دمه، وأن إعادة بناءِ الموصل والعراق أعزُّ هدفٍ من أهدافه..
سلامٌ على الحدباءِ أمِّ الربيعين، سلة خبزِ العراق وعنوان حضارته.
وسلامٌ على شعبِ العراقِ العظيم الذي يفتديها اليوم بالغالي والنفيس.