ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ﺍﺳﻤﺎﻥ ﺃﻋﺠﻤﻴﺎﻥ ، ﻭﻗﻴﻞ : ﻋﺮﺑﻴﺎﻥ ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﺷﺘﻘﺎﻗﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﺖ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺃﺟﻴﺠﺎ : ﺇﺫﺍ ﺍﻟﺘﻬﺒﺖ . ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﺎﺝ : ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﻠﻮﺣﺔ ، ﺍﻟﻤﺤﺮﻕ ﻣﻦ ﻣﻠﻮﺣﺘﻪ ، ﻭﻗﻴﻞ ﻋﻦ ﺍﻷﺝ : ﻭﻫﻮ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﻌﺪﻭ . ﻭﻗﻴﻞ : ﻣﺄﺟﻮﺝ ﻣﻦ ﻣﺎﺝ ﺇﺫﺍ ﺍﺿﻄﺮﺏ،ﻭﻳﺆﻳﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺷﺘﻘﺎﻕ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ( ﻭﺗﺮﻛﻨﺎ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻳﻤﻮﺝ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ) ،
ﻭﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺯﻥ ﻳﻔﻌﻮﻝ ﻓﻲ ( ﻳﺄﺟﻮﺝ ) ، ﻭﻣﻔﻌﻮﻝ ﻓﻲ ( ﻣﺄﺟﻮﺝ ) ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻭﺯﻥ ﻓﺎﻋﻮﻝ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻫﺬﺍ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﺳﻤﺎﻥ ﻋﺮﺑﻴﺎﻥ ، ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺎ ﺃﻋﺠﻤﻴﻴﻦ ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻬﻤﺎ ﺍﺷﺘﻘﺎﻕ ، ﻷﻥ ﺍﻷﻋﺠﻤﻴﺔ ﻻ ﺗﺸﺘﻖ ﻭﺃﺻﻞ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻣﻦ ﺫﺭﻳﺔ ﺁﺩﻡ ﻭﺣﻮﺍﺀ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ . ﻭﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺫﺭﻳﺔ ﻳﺎﻓﺚ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺘﺮﻙ ، ﻭﻳﺎﻓﺚ ﻣﻦ ﻭﻟﺪ ﻧﻮﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ . ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺫﺭﻳﺔ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺨﺪﺭﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ( ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﻳﺎ ﺁﺩﻡ ! ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﺒﻴﻚ ﻭﺳﻌﺪﻳﻚ ، ﻭﺍﻟﺨﻴﺮ ﻓﻲ
ﻳﺪﻳﻚ . ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺍﺧﺮﺝ ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻨﺎﺭ . ﻗﺎﻝ : ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻨﺎﺭ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻣﻦ ﻛﻞ ﺃﻟﻒ ﺗﺴﻊ ﻣﺌﺔ ﻭﺗﺴﻌﺔ ﻭﺗﺴﻌﻴﻦ . ﻓﻌﻨﺪﻩ ﻳﺸﻴﺐ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭﺗﻀﻊ ﻛﻞ ﺫﺍﺕ ﺣﻤﻞ ﺣﻤﻠﻬﺎ، ﻭﺗﺮﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺳﻜﺎﺭﻯ ﻭﻣﺎ ﻫﻢ ﺑﺴﻜﺎﺭﻯ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﺪﻳﺪ ) . ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻭﺃﻳﻨﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ؟ ﻗﺎﻝ : ( ﺍﺑﺸﺮﻭﺍ ﻓﺈﻥ ﻣﻨﻜﻢ ﺭﺟﻼ ﻭﻣﻦ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ﺃﻟﻒ ) ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻋﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ﺃﻥ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ﻣﻦ ﻭﻟﺪ ﺁﺩﻡ ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻟﻮ ﺃﺭﺳﻠﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻷﻓﺴﺪﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻌﺎﻳﺸﻬﻢ، ﻭﻟﻦ ﻳﻤﻮﺕ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺣﺪ ﺇﻻ ﺗﺮﻙ ﻣﻦ ﺫﺭﻳﺘﻪ ﺃﻟﻔﺎ ﻓﺼﺎﻋﺪﺍ ) ﺻﻔﺘﻬﻢ ﻫﻢ ﻳﺸﺒﻬﻮﻥ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺟﻨﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﻙ ﺍﻟﻤﻐﻮﻝ، ﺻﻐﺎﺭ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ، ﺫﻟﻒ ﺍﻷﻧﻮﻑ ، ﺻﻬﺐ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ، ﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ، ﻛﺄﻥ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﺍﻟﻤﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﻄﺮﻗﺔ ، ﻋﻠﻰ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﻙ ﻭﺃﻟﻮﺍﻧﻬﻢ . ﻭﺭﻭﻯ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ : ﺧﻄﺐ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻫﻮ ﻋﺎﺻﺐ ﺃﺻﺒﻌﻪ ﻣﻦ ﻟﺪﻏﺔ ﻋﻘﺮﺏ ، ﻓﻘﺎﻝ ( ﺇﻧﻜﻢ ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ ﻻ ﻋﺪﻭ ، ﻭﺇﻧﻜﻢ ﻻ ﺗﺰﺍﻟﻮﻥ ﺗﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﻋﺪﻭﺍ ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺗﻲ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ : ﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ، ﺻﻐﺎﺭ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ، ﺷﻬﺐ ﺍﻟﺸﻌﺎﻑ ( ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ) ، ﻣﻦ ﻛﻞ ﺣﺪﺏ ﻳﻨﺴﻠﻮﻥ ، ﻛﺄﻥ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﺍﻟﻤﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﻄﺮﻗﺔ ) . ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺛﺎﺭ ﻓﻲ ﺻﻔﺘﻬﻢ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ﺿﻌﻴﻔﺔ ، ﻭﻣﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻧﻬﻢ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﺻﻨﻒ ﺃﺟﺴﺎﺩﻫﻢ ﻛﺎﻷﺭﺯ ﻭﻫﻮ ﺷﺠﺮ ﻛﺒﺎﺭ ﺟﺪﺍ
ﻭﺻﻨﻒ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺫﺭﻉ ﻓﻲ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺫﺭﻉ ﻭﺻﻨﻒ ﻳﻔﺘﺮﺷﻮﻥ ﺁﺫﺍﻧﻬﻢ ﻭﻳﻠﺘﺤﻔﻮﻥ ﺑﺎﻷﺧﺮﻯ ﻭﺟﺎﺀ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﻃﻮﻟﻬﻢ ﺷﺒﺮ ﻭﺷﺒﺮﻳﻦ ، ﻭﺃﻃﻮﻟﻬﻢ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺃﻧﻬﻢ ﺭﺟﺎﻝ ﺃﻗﻮﻳﺎﺀ ، ﻻ ﻃﺎﻗﺔ ﻷﺣﺪ ﺑﻘﺘﺎﻟﻬﻢ، ﻭﻳﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻃﻮﻝ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺷﺒﺮ ﺃﻭ ﺷﺒﺮﻳﻦ . ﻓﻔﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﻮﺍﺱ ﺑﻦ ﺳﻤﻌﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻮﺣﻲ ﺇﻟﻰ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺨﺮﻭﺝ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ، ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺪﺍﻥ ﻷﺣﺪ ﺑﻘﺘﺎﻟﻬﻢ، ﻭﻳﺄﻣﺮﻩ ﺑﺈﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ،
ﻭﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺯﻥ ﻳﻔﻌﻮﻝ ﻓﻲ ( ﻳﺄﺟﻮﺝ ) ، ﻭﻣﻔﻌﻮﻝ ﻓﻲ ( ﻣﺄﺟﻮﺝ ) ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻭﺯﻥ ﻓﺎﻋﻮﻝ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻫﺬﺍ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﺳﻤﺎﻥ ﻋﺮﺑﻴﺎﻥ ، ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺎ ﺃﻋﺠﻤﻴﻴﻦ ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻬﻤﺎ ﺍﺷﺘﻘﺎﻕ ، ﻷﻥ ﺍﻷﻋﺠﻤﻴﺔ ﻻ ﺗﺸﺘﻖ ﻭﺃﺻﻞ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻣﻦ ﺫﺭﻳﺔ ﺁﺩﻡ ﻭﺣﻮﺍﺀ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ . ﻭﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺫﺭﻳﺔ ﻳﺎﻓﺚ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺘﺮﻙ ، ﻭﻳﺎﻓﺚ ﻣﻦ ﻭﻟﺪ ﻧﻮﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ . ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺫﺭﻳﺔ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺨﺪﺭﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ( ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﻳﺎ ﺁﺩﻡ ! ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﺒﻴﻚ ﻭﺳﻌﺪﻳﻚ ، ﻭﺍﻟﺨﻴﺮ ﻓﻲ
ﻳﺪﻳﻚ . ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺍﺧﺮﺝ ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻨﺎﺭ . ﻗﺎﻝ : ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻨﺎﺭ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻣﻦ ﻛﻞ ﺃﻟﻒ ﺗﺴﻊ ﻣﺌﺔ ﻭﺗﺴﻌﺔ ﻭﺗﺴﻌﻴﻦ . ﻓﻌﻨﺪﻩ ﻳﺸﻴﺐ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭﺗﻀﻊ ﻛﻞ ﺫﺍﺕ ﺣﻤﻞ ﺣﻤﻠﻬﺎ، ﻭﺗﺮﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺳﻜﺎﺭﻯ ﻭﻣﺎ ﻫﻢ ﺑﺴﻜﺎﺭﻯ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﺪﻳﺪ ) . ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻭﺃﻳﻨﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ؟ ﻗﺎﻝ : ( ﺍﺑﺸﺮﻭﺍ ﻓﺈﻥ ﻣﻨﻜﻢ ﺭﺟﻼ ﻭﻣﻦ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ﺃﻟﻒ ) ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻋﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ( ﺃﻥ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ﻣﻦ ﻭﻟﺪ ﺁﺩﻡ ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻟﻮ ﺃﺭﺳﻠﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻷﻓﺴﺪﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻌﺎﻳﺸﻬﻢ، ﻭﻟﻦ ﻳﻤﻮﺕ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺣﺪ ﺇﻻ ﺗﺮﻙ ﻣﻦ ﺫﺭﻳﺘﻪ ﺃﻟﻔﺎ ﻓﺼﺎﻋﺪﺍ ) ﺻﻔﺘﻬﻢ ﻫﻢ ﻳﺸﺒﻬﻮﻥ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺟﻨﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﻙ ﺍﻟﻤﻐﻮﻝ، ﺻﻐﺎﺭ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ، ﺫﻟﻒ ﺍﻷﻧﻮﻑ ، ﺻﻬﺐ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ، ﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ، ﻛﺄﻥ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﺍﻟﻤﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﻄﺮﻗﺔ ، ﻋﻠﻰ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﻙ ﻭﺃﻟﻮﺍﻧﻬﻢ . ﻭﺭﻭﻯ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ : ﺧﻄﺐ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻫﻮ ﻋﺎﺻﺐ ﺃﺻﺒﻌﻪ ﻣﻦ ﻟﺪﻏﺔ ﻋﻘﺮﺏ ، ﻓﻘﺎﻝ ( ﺇﻧﻜﻢ ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ ﻻ ﻋﺪﻭ ، ﻭﺇﻧﻜﻢ ﻻ ﺗﺰﺍﻟﻮﻥ ﺗﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﻋﺪﻭﺍ ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺗﻲ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ : ﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ، ﺻﻐﺎﺭ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ، ﺷﻬﺐ ﺍﻟﺸﻌﺎﻑ ( ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ) ، ﻣﻦ ﻛﻞ ﺣﺪﺏ ﻳﻨﺴﻠﻮﻥ ، ﻛﺄﻥ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﺍﻟﻤﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﻄﺮﻗﺔ ) . ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺛﺎﺭ ﻓﻲ ﺻﻔﺘﻬﻢ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ﺿﻌﻴﻔﺔ ، ﻭﻣﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻧﻬﻢ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﺻﻨﻒ ﺃﺟﺴﺎﺩﻫﻢ ﻛﺎﻷﺭﺯ ﻭﻫﻮ ﺷﺠﺮ ﻛﺒﺎﺭ ﺟﺪﺍ
ﻭﺻﻨﻒ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺫﺭﻉ ﻓﻲ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺫﺭﻉ ﻭﺻﻨﻒ ﻳﻔﺘﺮﺷﻮﻥ ﺁﺫﺍﻧﻬﻢ ﻭﻳﻠﺘﺤﻔﻮﻥ ﺑﺎﻷﺧﺮﻯ ﻭﺟﺎﺀ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﻃﻮﻟﻬﻢ ﺷﺒﺮ ﻭﺷﺒﺮﻳﻦ ، ﻭﺃﻃﻮﻟﻬﻢ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺃﻧﻬﻢ ﺭﺟﺎﻝ ﺃﻗﻮﻳﺎﺀ ، ﻻ ﻃﺎﻗﺔ ﻷﺣﺪ ﺑﻘﺘﺎﻟﻬﻢ، ﻭﻳﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻃﻮﻝ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺷﺒﺮ ﺃﻭ ﺷﺒﺮﻳﻦ . ﻓﻔﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﻮﺍﺱ ﺑﻦ ﺳﻤﻌﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻮﺣﻲ ﺇﻟﻰ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺨﺮﻭﺝ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ، ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺪﺍﻥ ﻷﺣﺪ ﺑﻘﺘﺎﻟﻬﻢ، ﻭﻳﺄﻣﺮﻩ ﺑﺈﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ،