منيرة ابو الليل
إن فكرة تاسيس جيوش عربية بمعناها المؤسسي جاءت كمطلب وضرورة لتنامي المد التحرري الثوري في الاقطار العربية في سبيل تحقيق الاستقلال والتحرر من سيطرة القوى المتصارعة على المنطقة العربية " العثمانيين والدول الاوربية " إذ أن هذه القوى لم تنشئ جيوشاً عربية بالمعنى الصحيح , بمعنى انها لم تنشئ جيوش عربية خالصة للمنطقة العربية وانما كانت تجند ابناء المنطقة ضمن وحداتها العسكرية تستخدمهم في تحقيق اهدافها سواء الداخلية أو الخارجية .
ومع تنامي المد التحرري وتنامي الوعي الثوري في اوساط العرب , نمت بين الثوار فكرة تأسيس جيوش عربية خاصة بالعرب , فقد وعى العرب بأنهم قوه لا يستهان بها .ووعت تلك القوى انها عاجزة عن القضاء على حركات التحرر العربية,وغير قادرة على منع تأسيس جيوش عربية. فعمدت إلى اضعاف نتائج وثمار تلك الثورات من خلال التآمر وإضعاف الدول العربية المتحررة وجعلها دول معتمدة على الغرب في اقتصادها وقراراتها من خلال اتفاقيات الاستقلال وشروطها..
ان التآمر على الجيوش العربية اخذ عدة صور وانماط مختلفة منها :
منع تكوين وحدات كبيرة
منع التسليح باسلحة متطورة
منع التصنيع العسكري
ان تكون هي مصدر تسليح الجيوش العربية
ولعل من ابرز نتائج ذلك ان لا تشارك الجيوش العربية في اي حروب في المنطقة إلا تحت اشراف القوى الكبرى وتحت مسمى محاربة الارهاب او غيره.
الخلاصة :
ان تهميش الجيوش العربية بقدر انه تأمر خارجي الا انه في المقام الاول تأمر داخلي من الانظمة العربية التي لم تعمل على استقلال إرادتها وقراراتها وتوحيد الصف العربي.
ان الدول العربية قادرة على ان تمتلك جيوش غير مهمشة...جيوش يحسب لها في السياسة الدولية...وذلك عندما تمتلك تلك الدول ارادتها وان تتوقف عن مؤامراتها على بعضها البعض.
فالعراق ومصر وسوريا مثال لبناء جيوش عربية مستقلة ...الا ان التآمر الداخلي والانحراف . دمرها وحولها الى جيوش مهمشة .
.