سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

أنيس الهمامي .شيخ المجاهدين لا تثنيه عن صنع أمجاد الأمّة شرذمة المتساقطين وزمرة المتقاعسين.. - الجزء الأوّل -


لا يحتاج المرء لجهد جهيد كي

يوضّح هول ما تعرّض له حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ من جرائم ومؤامرات ودسائس وملاحقات وتصفيات ومحاولات تعطيل مسيرته منذ تأسيسه لحدّ اليوم، كما لا يستدعي تبيان العقبات والأزمات التي عرفها الحزب منذ حوالي الثّلاثة عقود وخاصّة بعد غزو العراق عام 2003 وما تلاه من قوانين عالميّة صارمة وظالمة  تعمل على اجتثاث البعث ووأد مشروعه النّهضويّ التّحرّريّ الوطنيّ والقوميّ والإنسانيّ حيث تعكّز الأعداء التّقليديّون للحزب وهم في نفس الوقت أعداء الأمّة العربيّة التّقليديّون من فرس وصهاينة وأمريكان وغرب
استعماريّ وإسلامويّين ظلاميّين وغيرهم على تفوّقهم النّوعيّ بالمقاييس الفنيّة على الحزب باعتباره في نهاية المطاف حزبا لا يمكنه أن يتعادل مع تحالفات دوليّة وأجهزة دوليّة وجيوش جرّراة، واستغلّوا قدراتهم الإعلاميّة لشيطنة حزب البعث وتشويهه وتبشيعه بغرض تنفير العرب منه وترغيبهم عنه كما سخّروا إمكاناتهم الماليّة الهائلة لشراء ذمم ضعفاء النّفوس وصغار العقول وعديمي الشّرف وفاقدي النّخوة والمروءة صانعين منهم أرتالا وطوابير خامسة مهمّتها التّشويش على الحزب وضخّ الأكاذيب بشأنه وإرباك متابعيه وخاصّة البسطاء منهم في سياق المخطّط الكونيّ القاضي باقتلاع العروبة واجتثاثها وتذبيح العرب وهو ما يستوجب رأسا اجتثاث البعث حزب الأمّة ورائد نضالها وصمّام أمانها وواقيها وحصنها الأكثر مناعة وضمانة استمرارها ومقاومتها ومقوّم مناعتها ودليلها للخلود رغم الآفات والمحن والوهن والتّردّي.
وبالقدر نفسه، لا يحتاج المرء لقدرات عجيبة وملكات سحريّة ليبرز الدّور الرّياديّ والطّلائعيّ الثّوريّ والإسهام الفعّال لقيادة الحزب في تسطير ملاحم النّجاة والصّمود بوجه كلّ المخطّطات الآثمة الشّيطانيّة التي استهدفته ولا تزال، دون نسيان الجهد الجبّار والأداء النّضاليّ والالتزام العالي لكوادر الحزب ومناضليه.
فلقد حافظ حزب البعث على ميزة تفرّد بها دون كلّ الأحزاب في الوطن العربيّ وفي العالم تتمثّل في الطّاقة الإبداعيّة والقدرة السّامية على خلق قيادة تتوفّر على كلّ شروط القيادة المتلائمة مع طبيعة الحزب ورهاناته ومهمّاته، وإنّ مجرّد إلقاء الضّوء على تاريخ الحزب يمكّن من معانقة أسماء قياديّة خالدة وعبقريّة شديدة الانضباط والإخلاص لتعاليم الحزب وعظيمة التّقيّد والاستجابة في حين لتطلّعات الجماهير واستحقاقات الأمّة المصيريّة، ويحضر هنا الرّفيق القائد المؤسّس ميشيل عفلق الذي أبدع المفكّر التّونسيّ هشام جعيط في الحكم عليه عبر قولته الشّهيرة المدوّية " إنّ الأستاذ ميشيل عفلق هو نبيّ العروبة " ثمّ الرّفيق القائد شهيد الحجّ الأكبر صدّام حسين ذلك الطّود النّضاليّ الذي حيّر أعداء أمّته وأبهر جماهيرها وأحرار العالم بشجاعته وبطولاته وإقدامه ومروءته وشموخه وعطائه الغزير الذي امتدّ لعقود، وبعد اغتياله الخسيس من قبل الأمريكان والفرس وبيادقهم الطّائفيّين، تصدّى نائبه الأمين ورفيق دربه الطّويل الرّفيق القائد عزّة إبراهيم لجسامة المهمّة وما يحيط بها من أخطار بشجاعة الشّجعان وهمّة الأبطال وثبات الرّجال وقدرة الثّوّار وتجشّم عناء قيادة الحزب ومقاومته في ظرف من التّاريخ لا نظير له، لتستمرّ مسيرة الحزب البطوليّة الرّياديّة ولتتواصل مآثر الصّمود والمقاومة غير آبه بحمم الموت ولا بفرق الاغتيالات التي تتعقّبه وتتعقّب آثاره وآثار رفاقه المجاهدين الأشاوس الغرّ الميامين.
لم يتوان الرّفيق القائد شيخ المجاهدين عزّة إبراهيم في تلبية نداء الواجب الأعلى لحظة واحدة ولم يركن للحسابات ولم يستسلم لمقاييس المتخاذلين والمسكونين بحبّ الظّهور الموسميّ المناسباتيّ، واستجاب لضميره ولانتظارات حزبه ورفاقه ووطنه وأمّته، وتقدّم منافحا كما فعل طيلة أكثر من نصف قرن في سبيل مناعة العراق واستقلاله ومناعة الأمّة وعزّتها، واستقلّ الخنادق والبنادق ووصل اللّيل بالنّهار متمنطقا بندقيّة الوفاء والإباء ومتنقّلا بين الوهاد والووديان والجبال والصّحارى يضع الخطط التّكتيكيّة والاستراتيجيّة لجيوش المقاومة وللحزب في كلّ الوطن العربيّ الكبير وفي المهجر، وكان ولا يزال رائد النّضال الوطنيّ والقوميّ والإنسانيّ التحرّريّ يعضّ بالنّواجذ على المبادئ هازئا بمغريات الحياة ونعيم السّلطة التي عافها ووضعها تحت قدميه مع رفاقه الأبرار موثرا عيشة الكفاح والذّود عن الأمّة برمّتها.

لقد حاز الرّفيق القائد الأمين شيخ المجاهدين عزّة إبراهيم اعتراف كلّ العالم وعلى رأسه أمريكا نفسها، له بالشّجاعة والهمّة العالية وسخاء النّفس والتّشبّث بالعقيدة وانتزع من فيالق الحلف الشّرّير الغازي واعوانه وأذنابه وأدواته كلّ المهابة حتّى غدا المطارد الأوّل من قبل أعتى أجهزة الاستخبارات العالميّة، كما غدا الرّقم الأصعب في العراق والمنطقة ككلّ شانه شان حزب البعث ومقاومته وهو من يحدو ركبهما ويوجّه مساراتهما بفضل خبرته القتاليّة الكفاحيّة الجهاديّة الطّويلة وحنكته السّياسيّة الممّيزة ذلك أنّها نتاج لتراكم عقود طويلة من الفعل والنّضال سلبيّا وإيجابيّا.  
فليس غريبا إذن، أن يشكّل الرّفيق القائد عزّة إبراهيم مركز الاهتمام الأوّل والمتابعة الأدقّ من قبل الجميع، حتّى أصبح مجرّد خبر عاديّ يتناول الرّجل الرّجل أو بعضا ممّا يتعلّق به أو جزء من تصريح مقتضب أو خطاب يوجهّه أو رسالة يبرق بها سواء للحزب أو للزّعماء والفاعلين السّياسيّين وغيرهم، مادّة دسمة تسهب وسائل الإعلام في الوقوف عندها ويفيض المحلّلون سياسيّون وعسكريّون واستراتيجيّون في التّدبّر فيها.

- يتبع -

أنيس الهمّامي
نبض العروبة المجاهدة للثّقافة والإعلام
تونس في 03-03-2017

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018