سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

البروفيسور كاظم عبد الحسين عباس- من البعث.. من عزة إبراهيم الجهاد إلى حسن العلوي كمواطن عراقي


مدخل:

أرسل الرسول محمد صلوات الله وسلامه عليه الرسائل أدناه إلى أعداء ومعرقلين للرسالة السمحاء:
١- النجاشي إمبراطور الحبشة وقد أسلم بعد أن رد رداً طيباً على الرسالة.
٢- هرقل ملك الروم وقد رد بطريقة طيبة ويقال إنه اوهم مبعوث الرسول بادعاء الإسلام.
٣- كسرى ملك الفرس وقد قام بتمزيق رسالة النبي الكريم فدعا عليه النبي رب العزة بأن يمزق الله إمبراطورتيه الفارسية المجوسية.
٤- المقوقس ملك مصر الذي يذكر التاريخ إنه رد رداً حسناً وبعث بهدية للرسول الكريم بيد مبعوثه.
٥- الحارث بن أبي شمر ملك الغساسنة الذي يؤكد التاريخ أنه قتل حامل الرسالة.
٦- هوذه الحنفي ملك اليمامة الذي رد على الرسالة باستعداده للإسلام إذا عين حاكماً!!!


وهناك رسائل تاريخية كثيرة من بينها على سبيل المثال لا الحصر:
١- من السلطان سليم الأول إلى إسماعيل الصفوي شاه إيران.
٢- من نقفور ملك الروم إلى هارون الرشيد ملك العرب.
٣- من المعتصم إلى ملك الروم.
٤- من خالد بن الوليد إلى ملوك فارس.
٥- من ريتشارد قلب الأسد إلى صلاح الدين الأيوبي.
٦- من جورج الثاني ملك إنجلترا والنرويج والسويد إلى السلطان الأموي هشام الثالث حاكم الأندلس.
٧- من الحاجب المنصور إلى البشكنج وهم سكان حدود فرنسا.
٨-  من قيصر الروم إلى معاوية بن أبي سفيان.
٩- من سليمان القانوني إلى ملك فرنسا فرنسوا الأول.


وثمة الكثير غير هذه النماذج من الرسائل المتبادلة بين متقاتلين وأعداء ومحتلين وغزاة وكلها تبرهن أن التخاطب قائم بين الفرقاء أياً كان وصفهم وأن هذا التخاطب له أهداف كثيرة ولا يلغي أو يوقف الوسائل الأخرى ومنها وسيلة الحرب والاقتتال والمقاومة.

إذن: من وسائل القائد المجاهد عزة إبراهيم وفقاً لمعطيات التاريخ والحاضر كرجل يتصدر قيادة تحرير العراق وحماية حزب البعث العربي الاشتراكي مما يتعرض له من إبادة واضطهاد وإرهاب بعد غزو العراق عام ٢٠٠٣م هي اللجوء إلى مخاطبة الأعداء والأصدقاء على حد سواء فواجباته القيادية وجهاده المقدس وإيمانه المشهود وخبراته السياسية والإدارية والأمنية وثقة الأمة ومناضليها به كأمين عام لبعث الأمة والقائد الأعلى للجهاد والتحرير هي التي تقرر وتفرز اجتهاداته في هذه الظروف العصيبة بل الكارثية التي لم يشهد لها التاريخ مثيل وبذلك تكون قيادة الأمين هي الأخرى لا شبيه لها. 

الرسائل كوسيلة:

حيث أن الأمين العام للبعث والقائد الأعلى للجهاد والتحرير يقود البعث وفصائل الجهاد والمقاومة في ظروف غير مسبوقة حيث تلاحقه مخابرات وتقنيات الكشف والمتابعة الأحدث في العالم الأمريكية وغيرها الأمر الذي يجعل الاتصال المباشر خارج أي احتمال للتحقق طبقاً لضرورات إبعاد القائد كرمز وطني وقومي كبير وهام وضروري عن مصادر التهديد أو تقليصها إلى أقل ما يمكن صار اللجوء إلى المراسلة صيغة ملجئة. وقد أرسل الرفيق عزة إبراهيم رسائل إلى أسماء دخلت في ظروف خاصة بزمن مضى إلى ما يسمى بـ (المعارضة) في الوقت الذي كانت فيه قيادات في البعث وكوادر وأعضاء قبل انسلاخها من جسد الحزب هدفها إصلاح أحوالهم وتقليل الأخطار التي يمثلونها ضد الحزب وقيادته وكوادره التي يمتلكون عنها معلومات قد تهدد حياتها وعملها النضالي وكذلك لنصحهم بمغادرة الماضي وطي صفحته بعد ما حل بالعراق والحزب والشعب من كوارث نتيجة (معارضتهم) خاصة بعد أن اتضحت لهم وللجميع نتائج تلك المعارضة التي صدمتهم هم قبل غيرهم. إن تحييد وتحجيم أي عدو هو غاية من غايات قيادة المقاومة لتقليص الضرر المتوقع وتوسيع الحاضنة الضرورية للمقاومة. 
وكتب الرفيق القائد رسائل إلى رفاقه وكوادر الحزب والقيادات العسكرية للمقاومة التي يصعب عليه وعليهم اللقاء المباشر.  
وكتب رسائل للشيوخ والوجهاء وأبناء الشعب الذين قدموا المال والسلاح والإسناد المعنوي والإعلامي إلى فصائل المقاومة الباسلة حيث أن الشعب هو الممول الوحيد للضرورات المادية للمقاومة.
وخاطب القائد رؤساء وملوك ومؤتمرات عربية ودولية لبيان حقوق العراق والأمة وفضح الاحتلال وجرائمه وخاطب كذلك رجال إعلام وشعراء وفنانين ورجال قبائل ووجهاء وعلماء  دين بعثيين وغير بعثيين لتشجيعهم وتسجيل الأدوار التي يلعبونها لوطنهم وأمتهم. 
إذن: رسالة حسن العلوي قد تكون آخر ما عرف في هذه السلسلة غير أنها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة والتخاطب ضمن هذه الصيغة معروف الأهداف والغايات فهو يستخدم اللغة المهذبة التي تليق بشخصه الكريم والكلمة الطيبة التي وصفها الرحمن الرحيم بانها قد تحول العدو إلى صديق والجدل بالتي هي أحسن ضمن ذات السياق والمردودات وهو الرجل البعثي الزاهد المؤمن الثابت.

التخاطب بالرسائل: الربح والخسارة
مثله مثل أي عمل إعلامي سياسي اجتهادي خير الغايات والأهداف، يمكن أن يحقق التخاطب بالرسائل مردودات إيجابية ويمكن أن يخفق في تحقيق أغراضه وقد يأتي بمردودات سلبية وتضحيات كما لاحظنا في استشهاد مبعوث الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم إلى ملك الغساسنة. وقد كان حسن العلوي انتقائياً في التطرق إلى محتويات الرسالة وأغرق المقابلة بتعليقات تعبر عن هلع شخصي من بعض مضامينها المقاومة والثائرة وعبر عن ذلك بقوله انه أضطر لحذف ٤٠٠ كلمة من الرسالة لأنه (لا يستطيع تحملها) وكانت لتعليقاته التي هاجم بها الرفيق القائد الشهيد صدام حسين معبراً عن حقده الدفين ومسترجعاً لتسويق بضاعته السابقة البائرة وتلك التي يطالب الرفيق عزة إبراهيم بعقد مؤتمر للحزب في ظروف يستحيل فيها عقد هكذا مؤتمر يعرفها القاصي والداني أثر سلبي أضاع على المشاهد البسيط الفواصل بين الرسالة ومضامينها وبين تعليقات العلوي. ويسجل للعلوي بعض طروحاته الرافضة لاجتثاث البعث وتذكيره بسماحة الأكراد بعد الغزو والتأكيد على أحداث تاريخية ذكرت العالم بمواقف البعث الإنسانية كمثل موقف الرفيق الأمين من قرار إعدام محمد باقر الحكيم وإنقاذه له والتي لا يعرف عنها وعن وقوعها عامة الناس. في حين انه حاول استهدافه في محاولة اغتيال وهو يزور مرقد سيدنا الحسين عليه السلام .


مميزات وتفرد رسالة القائد إلى حسن العلوي:

مع المعرفة و الإقرار بأن حسن العلوي بعثي سابق ومعروف في صفوف الأعداء للحزب والقيادة والأدوار التي لعبها قبل وبعد غزو العراق وصولاً إلى ترشحه لانتخابات برلمان الاحتلال في الدورة ما قبل الأخيرة فإن حسن العلوي معروف بتقاطعاته الحادة مع الكثير من أطراف وشخوص العملية السياسية ومهاجمته لهم وللفساد الذي أنتجوه ومعروف باحتفاظه بعلاقاته الواسعة مع الأطراف العراقية المنخرطة في العملية الاحتلالية والأخرى العربية والدولية القريبة والمؤيدة لها. لذلك فإن استخدام حسن العلوي كوسيلة إبلاغ لما قررته القيادة واجتهد به الرفيق الأمين تجعل من حسن العلوي هو الأفضل والصوت الأقوى لتبليغ ما يريده البعث والقيادة من العدو ومن الأصدقاء على حد سواء.
وقد تميزت وتفردت رسالة القائد إلى حسن العلوي بالآتي:
أولاً: إنها (ووفق ما أعلنه العلوي) تحتوي على مواقف ونصائح وتوجهات تخص إيران كدولة وتخص الكويت. وتبين الرسالة لإيران أنها لعبت وتلعب بالنار في العراق وعليها أن تغادر الساحة العراقية وتحقن دماء الإيرانيين والعراقيين بعد ما سال منها أنهار. إنها دعوة بعثية لإعادة إيران إلى الخانة التي بدأت القيادة العراقية بتأثيثها بعد انتهاء الحرب التي شنتها إيران على العراق عام1980 وشملت زيارات على أعلى المستويات ولجان تطويع للعلاقات بين البلدين ومحاولات حثيثة لإعادة الثقة وتبادل المصالح المشروعة والتعاون الإقليمي.. إلخ. وتتضمن تذكيراً لمواقف القيادة العراقية للإيرانيين أثناء الحرب وبعدها والجهد العراقي المبادر لعبور تداعيات الحرب.
وواضح أن الإيرانيين كانوا يضمرون العداء ويظهرون قدرا من التودد الكاذب واستغلوا صدق القيادة العراقية وطيبتها للاستمرار ببغضائهم وأحقادهم السوداء وصولاً إلى ما وصلوا إليه من احتلال وعدوان على بلدنا بعد أن غزته أميركا.


الرسالة تعبير عن المسؤوليات التاريخية الجسيمة:

إن العارفين بجزئيات الشأن العراقي وتشابكاته غير الحميدة وتعقيداته التي تشي بمزيد من أنهار الدم ونمو الإرهاب المستند على ردود أفعال الأجرام الأمريكي الإيراني ضد شعبنا. وانطلاقاً من فهم مؤسس على متغيرات حتمية تلي الانتهاء من طرد داعش من العراق من قبل الذين أسسوها وأدخلوها للعراق وسلحوها. وتزامناً مع تدشين الإدارة الأمريكية الجديدة لعصر فيه متغيرات سلبية ومنها ما قد يتحول لصالح شعبنا بقصد أو بدون قصد وخاصة ما يتعلق بالمراجعة الأمريكية لمنتجات غزو العراق والاستثمار الإيراني لها. وتواصلاً مع متغيرات منظوره في رد فعل بعض الأنظمة العربية سياسياً وإعلامياً على التغول الفارسي وتمدده في الأحشاء العربية بصيغة احتلال وعدوان يتستر بالمذهبية يمكن لرد الفعل هذا أن يتطور ضمن معطيات التغيير المرتقب والمستجدات المتوقعة … جاءت مبادرة الرفيق عزة ابراهيم وقيادة الحزب للتحرك على العديد من الدول والجهات وبما يتحمله البعث من مسؤوليات مفصلية وتاريخية وأرسال رسائل توضح رؤية البعث وتعلن عن توجهاته الداعمة للسلم الأهلي في العراق بعد ١٤ سنة من سفك الدماء والاضطهاد والاشتراطات الاستحقاقية للعراق وشعبه لتحقيق هذا السلم. وقد وصل القائد في حبه لشعبه وأمته وللعراق السيد الواحد أن يؤكد من جديد لمن يخشون سطوة البعث الشعبية وعلمهم اليقين بأن البعثيين سيفوزون بأغلبية ساحقة لو تشكلت عملية سياسية بديلة للعملية الاحتلالية القائمة يسودها الديمقراطية الحقيقية وتحكمها ضمانات محلية ودولية أن يؤكد لهم بأن البعث لن يطلب السلطة مجددا ولا يرغب بها وان جهاده وتضحياته الجسيمة ليست من أجل العودة للسلطة بل لتحرير العراق شعبا وارضا.
إن رسالة القائد الأمين قد خلقت أجواء جديدة من الوضوح والاحترام للبعث من أعداءه قبل أصدقاءه وأثارت بالوقت نفسه حفيظة أعداء الحزب من المرتدين والمتساقطين والخونة.

أخيراً وليس آخراً:

لقد دقت الرسالة المباركة إسفيناً في صدر العملية السياسية والأحزاب اللاهثة وراء عمالتها حين تجاهلتهم ولم تشر لا من قريب ولا من بعيد لهم وكأن الله ما قد خلفهم بل توجهت إلى رأس البلاء: إيران التصهين والغدر والخيانة لقيم الجيرة والدين والإنسانية تحت تأثير الجشع الاحتلالي الإمبريالي والثارات المريضة.

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018