بعد ان يستعرض الرفيق القائد عزة ابراهيم جرائم الاحزاب الطائفية الصفوية بالتفصيل ضد الشعب والبعث ويؤكد حتمية النصر يقول مخاطبا السيد حسن العلوي (أقول لك لكي تقول انت للاخرين من المجرمين او المغررين او المغرورين أن حصل هذا التغيير وهو حاصل بأذن الله وبجهاد المقاومة الباسل وبثورة الشعب العارمة كيف سيتعامل معهم شعب العراق الذي اصابته هذه المصيبة الكبرى على ايديهم وبأيديهم ؟ وكيف سيتعامل ابناء واحفاد الشهداء وذويهم واقاربهم مع هؤلاء المجرمين وذرياتهم ؟ وأعلم .... أن الذين قتلوا وهجروا وشردوا وهدمت مساكنهم يمثلون 90% من شعب العراق ؟ وكيف سيتعامل ابناء شهداء البعث وذويهم واقاربهم واحبائهم مع ذريات واحفاد هؤلاء المجرمين الصفويون حتى لو طال الامد مئات السنين ؟ الا يريد هؤلاء المجرمين الخونة ان تعيش ذرياتهم على ارض العراق بلدهم العزيز ام هم ماضون على تقطيع كل الخيوط التي تربطهم في العراق ومصرون على ان يذهبوا جميعاً الى بلاد فارس يتفرسنوا ويتخمئنوا؟ )
ويواصل الرفيق القائد قائلا : ( أعتقد ..ان السلطة والمال والخسة والنذالة والرعونة والتغذية الفارسية الصفوية العقائدية والغطاء الامريكي والايراني انساهم هذه الحقائق وارتكبوا هذه الجرائم البشعة ولا زالوا مصرين على مزيد من الذبح والقتل والتخريب والتهجير والتشريد ، فأني أراك أنك أقدر من يستطيع أن يضع هذه الحقيقة امامهم لكي يدرسوها ويتمعنوا في دواعيها ومخاطرها على مستقبل العراق اولاً ثم مستقبل ابنائهم وذرياتهم) . ماذا نسمي هذا ؟ اليس تأكيدا على حتمية انتصار ارادة العراقيين ومحاسبتهم لمن ارتكب الجرائم وصار نغلا لاسرائيل الشرقية ؟ اليس هو تبصيرا مسبقا من قبل القائد عزة ابراهيم بما ستؤول اليه الحال غدا عندما تنتصر ارادة الشعب ؟ اليس هذا من نفس صنف تحذيرات العراق اثناء الحرب مع اسرائيل الشرقية ؟
ويحدد الرفيق عزة ابراهيم القوى الاساسية فيقول (اليوم في العراق وفي ميدان الصراع ثلاث محاور يجري بينها الصراع التاريخي وتسفك فيها الدماء والذي يدفع الثمن هو شعب العراق . المحور الاول : يمثل الغزاة امريكا وايران حصراً وعملائهما سنة وشيعة وهم العاملين في العملية السياسية وينفذون مشروع الغزاة في العراق وهم الذين قتلوا اكثر من مليونين عراقي وهجروا وشردوا الملايين ودمروا كل معالم الحياة في العراق . المحور الثاني : هم داعش وكل قوى الارهاب التكفيرية معها والدول والحركات الداعمة لها . المحور الثالث : يمثله البعث والمقاومة الوطنية وشعب العراق . انظر ماذا فعل الغزو وعملائه في الشعب ؟ ثم ما فعلت داعش بالشعب ؟ فلم يدع الغزاة وعملائهم وداعش وحلفائها وعملائها اي ملجأ ومنجى لشعب العراق بعد الله غير البعث ومقاومته الوطنية . والبعث اوقف عملياته المسلحة منذ دخول داعش الى الموصل وسينطلق باذن الله بعد تحرير الموصل والانبار من داعش يحتضنه شعب العراق والقوى الخيرة في الامة وسيعود القتال على أشد وأعنف مما كان على عهد داعش ،)
بهذا التحديد الدقيق للقوى في العراق مهد الرفيق عزة ابراهيم للموقف المطلوب وهو اختيار اسرائيل الشرقية بين مواصلة الحرب على العراق والذي سيفضي حتما الى هزيمتها الحتمية وبين السلم والتفاوض، وهذا النداء موجه ايضا لامريكا. يقول القائد : ( أذ ستعود داعش كذلك بوجه آخر وستعود القاعدة بوجه أخر وسيحمل السلاح كل المتضررين من الغزو الامريكي الايراني وسيستمر نزيف الدم وسيستمر الصراع وستمتد نيرانه من جديد الى كل انحاء العالم حتى يحكم الله لنا وهو خير الحاكمين وحتى يتحقق النصروسنضطر ....ان نمد ايدينا الى اعداء ايران داخل العراق وفي وطننا الكبير وفي العالم وغيرهم دفاعاً عن الارض والشرف ودفاعاً عن النفس ودفاعاً عن وجود شعبنا ووطننا وستندم ايران وملاليها كثيراً وسيندم العملاء الخونة يوم لا ينفعهم الندم) .
متى سنضطر للتعاون مع كل من لديه استعداد لشن حرب على اسرائيل الشرقية ؟ طبعا عندما ترفض الاتفاق معنا على سلمي حل لمشكلة العراق بانسحابها منه وسحب كلابها منه وتركه لاهله وبالتوقف عن غزو اليمن وسوريا وفرض وصايتها على لبنان وتدخلاتها الوقحة في الدول العربية كافة ونشر الفتن الطائفية ، وهذا يسمى في السياسة انذارا مسبقا من موقع القوة الواضحة . هل ما سبق بديهي ومطلوب ام لا ؟ وفقا لاي منطق طبيعي فما عرضه الرفيق عزة ابراهيم هو عين الصواب والحكمة والا ليقل لنا اي واع ولو بالحد الادنى من الوعي واي عارف ولو امتلك الحد الادنى من المعرفة ما هو البديل ؟ مواصلة الحرب ؟اذا رفضت اسرائيل الشرقية فتح حوار فماذا سيحصل لها ؟
يجيب الرفيق عزة ابراهيم (أملي أن تضع هذه الحقائق أمامهم ، وان يفهموا وان تفهم امريكا حليفتهم أنه سوف لن يهدأ العراق ولن تهدأ المنطقة وانما ستزداد الحرائق وسيتصاعد الصراع ان لم يتحرر العراق وتحل مشكلة البعث وقضيته العادلة ، قضية البعث هي انه قد وقع عليه جور وظلم بقدر ما وقع على كل احزاب العراق مجتمعة منذ تشكيل الاحزاب السياسية في بداية القرن الماضي الى اليوم الف مرة ، قتلوا قيادته التاريخية وقائده والقيادة التي تليها واكثر من (170) الف عضو على مدى ثلاث عشر عام ، والان 90% من مناضلي البعث في السجون والمعتقلات ومشردين خارج العراق ، فكيف يطلب منه القاء السلاح لكي يستقر الوضع في العراق ؟ وكيف يُطلب منه الاشتراك في العملية السياسية المجرمة ؟ وكيف سيهدأ العراق ويستقر والبعث موجود في كل مكان ؟ وسيقاتلهم البعث حتى آخر بعثي وحتى آخر عراقي أبي شريف .)
ويقول موجها كلامه لحكام الفرس في رسالته (وأعلموا ان قوى الامبريالية والاستعمار كما تشجعكم وتعاونكم اليوم على تدمير العراق والعدوان على الامة فهي ستعاون العراق والامة على تدميركم في الوقت الذي تختاره هي او الوقت الذي قد اختارته في استراتيجياتها . فندعوكم لوضع ايديكم بايدينا وايدي العرب لنحطم المخطط الامبريالي الاستعماري الصهيوني الذي يستهدف تدمير الامتين ، ولكي نضمد الجراح ونغسل اوضاع الماضي ونتوجه الى شعبينا وبلدينا لحل المشاكل الداخلية الخطيرة التي خلفتها عملية الصراع بين الامتين وعلى وفق مخططات واهداف القوى الشريرة التي تتربص بنا وبكم . وان لم نعي هذا المخطط الاجرامي وتمضي ايران في طريق الحقد والعناد والاصرار على تدمير العراق والنيل من الامة فو الله لتندم يوم لا ينفعها الندم فتلعن عنادها واصرارها وتلعن حلفائها من شياطين الانس والجن الذين زينوا لها وأوقعوها في هذا الفخ الذي سيقصم ظهرها ، وسنظل نحن بدل ان نضع ايدينا بأيدي أخوتنا وجيراننا واصدقائنا لمقاتلة اعدائنا سنضع ايدينا بأيدي كل من يعادي ايران وبايدي كل من يعيننا على ايذاء ايران وعملائها دفاعاً عن النفس والارض والعرض والوطن والامة .)
وبعد تبصير حكام الفرس يحاول تبصير نغولهم العراقيين فيقول :( ثم رسالتي من خلالك الى الخونة والعملاء في الحلف الصفوي وأسألهم وأقول بعد الذي فعلوه بشعب العراق وبحزب البعث من جرائم قتل وهدم وحرق وتهجير وتشريد عبر ثلاث عشر عاماً وهم مصرين على المضي في اجرامهم بحق الحزب والشعب . - اسألهم كيف سيرون حياة ابنائهم وذرياتهم في العراق ؟ فأن كانوا قد قرروا الالتحاق بالفرس واصبح وطنهم ووطن ابنائهم وذرياتهم بلاد فارس فحسابهم مع حساب الفرس امام الله وامام البعث والشعب وامام تقلبات التاريخ (والايام دول) ، وان كانوا ولازالوا يشعرون بعراقيتهم وانتمائهم الى العراق وأهله فكيف سيرون حياتهم وحياة ابنائهم وذرياتهم مع مجتمع المليونين وربع المليون شهيد عراقي قتلوا نصفهم بدم بارد؟ وكيف ستكون حياتهم مع (10) ملايين عراقي هدمت دورهم وجرفت مزارعهم وحرقت بساتينهم وهجروا وشردوا؟ وكيف ستكون حياتهم مع حزب البعث حزب الامة الذي يمتد وجوده من موريتانيا على المحيط الاطلسي الى البحرين في جوار اسيادهم الفرس ؟ فليعلموا انه سوف لن يبقى أمل لهم ولذرياتهم للعيش في العراق والى الابد فليتداركوا الامر وليعودوا الى رشدهم ان كانوا يملكون شيئاً من ارادتهم لأن ايران ستكون معهم كأي مستعمر مع مُستعمر تدوس على رقابهم وتستعبدهم خدماً أذلاء لها وسوف تهرب من المعركة قبلهم كما فعلت امريكا مع عملائها في فيتنام وكما فعل الشيطان الرجيم مع أوليائه ( أذ قال للانسان أكفر فلما كفر قال أني بريء منك أني أخاف الله رب العالمين ) .
واخيرا تناول الرفيق القائد اخطاء بعض العاملين في الاجهزة الامنية اثناء حكم البعث حيث قال : (فلقد كان اشخاص معدودين وقليلين جداً في اجهزة الامن الوطني هم الذين جاروا وشددوا كأي جهاز للامن في اية دولة اخرى ، ولكن ما فعله هؤلاء المعدودون والمعروفون من اجهزة الامن لا يساوي الواحد بالاف مما فعله الطائفيون من قيادات وقواعد بحق شعب العراق وبحزب البعث العربي الاشتراكي) .
ما هي اهم الافكار الواردة في الرسالة ؟ لقد اكد الرفيق القائد عل تمسك البعث بهويته العقائدية وبستراتيجيته القومية ومحورها اسقاط العملية السياسية الاجرامية وتحرير العراق من الغزوين الايراني والامريكي وانهاء معاناة الشعب العراقي واعادة امنه واستقراره وخدماته وحريته وسيادة الدولة العراقية وطرد كل اجنبي وتبصير الغزاة ونغولهم العراقيين بما ستؤول اليه الاوضاع ان استمرت حيث اكد على ان المقاومة والبعث سيواصلان الجهاد المقدس حتى طرد كل غاز ومعتد اثيم لذلك خيرهم بين الهزيمة وبين الخروج بالتفاوض . هذه اهم الافكار التي وردت في رسالة الرفيق عزة ابراهيم وهي واضحة باعتبارها امتدادا عضويا لمواقف الحزب قبل الغزو وبعده وتجسيدا لحرص البعث على عدم اغلاق ابواب الحل السلمي مع اسرائيل الشرقية وامريكا بشكل خاص ، والمبادرة في وضع كافة الاطراف امام مسؤولياتها كي تحاسب لاحقا من الشعوب اذا رفضت الاصغاء لنداء العقل واختارت مواصلة العدوان والحرب .
ولعل اهم ما في هذه الرسالة هو التعبير الدقيق عن حقيقة انه بعد 14 عاما على الغزو ورغم كل الكوارث التي تعرض لها البعث مازال القوة الاساسية في العراق التي حافظت على امكانياتها الجهادية ووسعت جماهيرها وعمقت وعيها وخبرتها وادركت عظمة انجازاتها قبل الغزو مثلما شخصت اخطاءها وقتها ، رغم ما اصابها من كوارث لم يتعرض لها اي تنظيم اخر ، من هنا فان هذه القوة وهذه الجماهيرية الكاسحة وهذا الوعي المتميز يفرض على قيادة البعث التواضع ومنع تسلل الغرور واول مظاهر ذلك ذلك السعي بروح طليعة تسبق الجميع بفعل كل ما ينهي كوارث الشعب والمبادرة له بكافة الوسائل وهو ما فعله الرفيق عزة ابراهيم في رسالته المشار اليها .
Almukhtar44@gmail.com
4-3-2017