سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

أ.د.كاظم عبد الحسين عباس: منهجية صناعة الجحيم سياسة باهظة الأثمان (مشروع بايدن بأفواه صفوية)




ما يسمى بالتسوية التاريخية التي قدمها الخائن عمار الحكيم كمشروع لعراق ما بعد تحرير الموصل من داعش الإرهابية ممثلاً عن ما يسمى بالتحالف الوطني الذي هو تجمع الأحزاب الصفوية الفارسية التي مكنتها أميركا من سلطة تدمير العراق هي تطبيق ونسخ حرفي لمشروع الاحتلال الأمريكي الصهيوني الإيراني للعراق الذي قدمه بايدن وما زالت القدور تطبخه على درجات حرارة مختلفة.
المشروع في جوهره هو خطة تسوية تشتمل وتتوجه أصلاً إلى أطراف العملية السياسية الاحتلالية التي تناحرت تحت وطأة طائفيتها وشعور بعضها بالتهميش والاحتقار والخديعة. وكان من بين نتائج تناحرها سقوط أشخاص وجهات وأطراف تحت سنابك المد الصفوي الفارسي بحيث صاروا شماعات لعمل مخابراتي مركب تديره إيران وتضع نتائجه بين يدي الراعي الأمريكي ويحمل عنواناً فضفاضاً زئبقياً هو (المصالحة الوطنية). فمشروع التسوية التاريخية الذي تبناه الائتلاف الصفوي الإيراني وبادر بتقديمه عمار الحكيم هو في حقيقته إطلالة جديدة لما يسمى بالمصالحة الوطنية تستخدم وتوظف مشروع بايدن لتقسيم العراق منهجاً تفصيلياً ويحوم حول المسحوقين طارق الهاشمي والعيساوي والخنجر على سبيل المثال لا الحصر. وهناك إضافات محدودة لا نرى أفقاً لقبولها وهدف إدراجها معروف بخبثه ولؤمه ودناءة أهدافه التي من أولها بث نوع من الفرقة بين قوى حسبت على الصف الوطني وعلى صف المقاومة العراقية الباسلة.

المشروع عبارة عن فكرة مأخوذة من مبدأ خلق الخلافات وإيصالها إلى حد التصادم المسلح لإرغام الحل السياسي الذي رفض قبل التصادم.. أي.. خلق الأزمات والاحتراب الدموي لتحقيق الأهداف التي سبقت تلك الأزمات والتي بدون التصعيد المعمد بالدم لا تتحقق وبهذا المعنى فالتسوية المقترحة هي ثمن الدم العراقي الذي سال أنهاراً بسيوف فارسية صهيونية فأنتج هزيمة جديدة لمن هزم ساعة القبول بالمشاركة في العملية السياسية الاحتلالية تحت دواعي شخصية وحزبية نفعية. فمعروف أن التفجيرات وإنتاج داعش كانت هي العقدة التي تم الركون إليها لإنضاج ظروف التسوية المزعومة. 
وهي  في جانب منها محاولة لفك الارتباطات المباشرة وغير المباشرة القائمة  بين بعض القوى الوطنية والقومية والإسلامية أو تلك المرشحة للإنضاج والقيام  وتحقيق الكينونة لإنجاز مشروع الاحتلال بالكامل عبر تفكيك هذه القوى بعد الانفراد بها واحدة بعد الأخرى.
هي خطوة أخرى في طريق إنتاج دولة مقسمة لا صلة لها بالعراق العربي السيد الواحد المستقل الذي كان قائماً قبل الغزو.
هي في محطاتها الاستراتيجية استكمال لمشروع اجتثاث البعث ومعه اجتثاث المجتمع العراقي المتآخي والمترابط بأواصر قبلية وعائلية ودينية وقومية. حيث أن المشروع وطبقاً لما تسرب منه هو في جوهره اجتثاثي إقصائي لوحدة العراق وشعبه وإخضاع تام له تحت طائلة منتجات الغزو والاحتلال عبر الإصرار والمضي قدماً بالاجتثاث وتطبيقاته وعليه فانه ليس تسوية وطنية بل تسوية لبقايا الوطن فالبعث هو الرقم الأصعب في معادلات ما بعد الغزو والاحتلال والإصرار على اجتثاثه وتجاهل مشروعه الوطني التحرري الرافض للعملية السياسية ودستورها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية الراعية والحامية لسلطة الاحتلال في الخضراء لن يحقق أي تسوية في العراق.
التسوية  الصفوية المقترحة تفترض أن البعث والقوى الوطنية تقبل ومترقبة لقبولها في هيكل العراق المقسم الخاضع للصورة التي أرادها الاحتلال ونفذها منذ عام 2003 وهذا افتراض أعمى وأبكم  وتتصرف بطريقة عنجهية غوغائية متصابية لرفض قبول البعث مقروناً باسم داعش الإرهابية في فذلكة لفظية بائسة وهم يعرفون يقيناً أن البعث يرفض الانضمام والاعتراف بالعملية السياسية الاحتلالية وداعش خارج الصورة سلفاً لأنها ستخرج من العراق بعد أن أنجزت مهامها القذرة الإجرامية  ولا وجود لخيط صلة بين البعث وداعش غير صلة التناقض العقائدي والعداء الممهور بدم البعث ومناضليه المقاومين الأحرار. إن رفض التصالح مع البعث مقروناً باسم داعش هو سقطة أخلاقية غير مستغربة من عمار الحكيم ورهطه لأن عنجهية الفرس الطالعة من رأس عمار اللاحكيم تدفعه للوهم بأن البعث سيف العراق والأمة ينتظر قبولاً من الخونة والعملاء ومنفذاً للدخول في عملية سياسية نبذها شعبنا وسقطت في وديان سحيقة من الفشل والإفلاس والفساد.
التسوية التاريخية ليست سوى نص احتلالي بإطار لفظي آخر ومحاولة لمنح العملية السياسية قوة لا تمتلكها وفرصة لالتقاط الأنفاس وهي تترنح بين أنقاض الفشل المريع والفساد والانحطاط الإجرامي…. هي في تصور الأحزاب الإيرانية وثبة نحو العراق الفارسي ولكنها وثبة ستجد على الأرض وفي فضاءاتها المرسومة بخبث ودهاء عدواني على المجتمع العراقي ألف لغم ينفجر بوجهها لأنها إرادة احتلال تتعارض مع إرادة شعب العراق. 
مشروع التسوية... ينضج بوضوح ويعلن ضمناً عن أهداف تأسيس داعش الإرهابية من قبل مقدمي المشروع ذاتهم بعد أن خيل إليهم أنها قد تحولت فعلياً إلى أحد أجزاء الطيف العراقي وهي ليست كذلك.
للمشروع ومن كتبه وتحاكى به نقولها صرخة مدوية.. ويحكم فالعراق عصي على التقسيم سواءاً جاءت خطة التقسيم باسم بايدن أو باسم عبد من عبيده هو عمار الحكيم وائتلافه اللاوطني. ويحكم فلقد هدرتم دماء العراقيين وخربتم بناهم التحتية وبيوتهم بحراب طائفيتكم البغيضة وتحت ألوية عمليتكم السياسية الصهيوفارسية.. ويحكم لقد أنتجتم الجحيم ظناً واهماً مخطئاً منكم أن هذا الجحيم قد يوفر دفئاً في صقيع مناهجكم الفاسدة الفاشلة لكن هيهات... عمليتكم السياسية بكل أطرافها عدوة للعراق وللدين وللعروبة ولن تعيش إلا بالقدر الذي تقرره أميركا وهذا القدر محكوم بضربات مقاومتنا الباسلة والتي ستتصاعد بعد تحرير الموصل من داعش وليس كما تتوهمون.


الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والأعلام 

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018