سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

أ.د.كاظم عبد الحسين عباس: اجتثاث البعث جريمة لن تتحقق


                        
اهتمام الإدارة الأمريكية باجتثاث حزب البعث وتركيزها عبر الأحزاب التي سلطتها على العراق على تجديد وسائل وسبل تصفية البعثيين جسدياً وتضييق مسارات الحياة والعمل عليهم يطرح مجدداً تساؤلات عديدة وكبيرة تتوجه لحكام العرب وقوى العرب السياسية المختلفة وناشطي الفكر والإعلام والثقافة وأبناء الشعب العربي. 
لقد صار واضحاً أن استهداف حزب البعث قبل وبعد الاحتلال قد تعدى وتجاوز كثيراً مهمات وأهداف تغيير وإنهاء الحضور المؤثر والفاعل لحزب سياسي وطني قومي وعبر وتجاوز بإجراءاته المختلفة أية قضية اجتثاث أو إقصاء سابقة في العالم. ويمكننا القول جزماً أن اجتثاث البعث في العراق صار مقترناً ومناظراً لاجتثاث فلسطين لصالح
الصهيونية إذ تستمر عملية هضم الأرض والعنوان والراية العربية في فلسطين منذ عام 1948 لأن شعب فلسطين لم يستسلم وما زال يقاوم سلب أرضه وهويته وقضية تفريس العراق بطريقة مناظرة والذي يتعرض هو الآخر لمقاومة عراقية شعبية شرسة.  
اجتثاث البعث صار مقترناً بفشل الاحتلال وأهدافه وسقوط الخط السياسي الذي وضعته قوات الغزو وإدارة البيت الأبيض كبديل لدولة البعث ولأن استمرار الهيكل العام لفعاليات الدولة منذ 2003 لحد الآن لم يتم إلا بالاضطرار للعودة لضباط الجيش العراقي الذي حل بقرار ظالم مجرم أي بالعودة لرجال البعث أو باستثناء أعضاء الفرق والأعضاء وإعادتهم للوظائف وهو أمر أدام  وضخ بعض الأنفاس لمؤسسات الدولة ولكنه في نفس الوقت أدخل الرعب  في رؤوس جميع أحزاب وأشخاص أميركا المعتمدين في سلطة الخضراء العميلة. 
واضح تماماً أن اجتثاث البعث لم يعد اجتثاث حزب ثبت استحالة نجاحه بل على العكس قد ثبت فشله رغم كل الأدوات والثروات والإمكانات التي تم تجنيدها لإنجاحه لأنه تحول من اجتثاث حزب إلى إنهاء وجود العراق كدولة وإلغاء هويته الوطنية والقومية وإلى إيذاء لملايين العوائل العراقية داخل وخارج العراق وإلى تقويض لأسماء وموجودات لقصبات وقرى ومدن عراقية كاملة.
حتى الذين تم إعادتهم من البعثيين تحت عنوان إعادة التأهيل المخزي هم كوابيس تقض رأس عمار الحكيم والمالكي والعبادي والجبوري والجعفري والصدر إضافة طبعاً إلى بايدن ومشروعه الخائب..
واضح أن البعثيين الذين أعيدوا للخدمة لا يستطيعون الخروج من جلباب البعث ولا من وظفهم مجبراً بقادر على أن ينسى أنهم قد أقسموا على أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة. 
أما بعث الميدان والمقاومة فهو يحرك الأحداث بدليل أنه يجبر الأعداء على تجديد قوانين ومسارات الاجتثاث كل حين دون جدوى. عاش البعث وعاش القائد عزة إبراهيم وعاشت قيادة قطر العراق الشجاعة التي تجوب أرض العراق طولاً وعرضاً وتديم وحدته ومقاومته وتنتصر في أعظم تحد عرفته البشرية.


  كاظم عبد الحسين عباس

 لجنة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام 

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018