سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الدكتور حازم الراوي :النار والنور في حرائق الكيان الصهيوني



قال تعالى ( يريدون ان يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون) صدق الله العظيم. ما جعلني استشهد بهذه الآية القرآنية الكريمة هو ذلك الخبر الثانوي الذي قرأته في الشريط الاخباري لإحدى القنوات الفضائية العربية صباح اليوم الخميس 24 تشرين الثاني نوفمبر والذي يشير الى (حدوث حرائق متفرقة في حيفا ) . وبالرغم من أنه خبر لا يرتقي الى مستوى الاحداث الخطيرة التي تمر به منطقتنا ، بل امتنا ، من تقتيل وتشريد وتدمير هائل في الموصل الحدباء وحلب الشهباء وغيرها ، إلا انني تألمت وقلت في نفسي : حيفا يسكنها الغالبية من أشقائنا العرب الواقعين تحت نير ظلم المحتل الصهيوني الذي يذيقهم يوميا هول الصعاب المادية والنفسية ، لعل آخرها
تمثل في منع رفع الآذان في مساجدهم .. ولم اكن أعلم في حينها ان مرفأ حيفا الذي يشكل أحد أهم الشرايين الاقتصادية الصهيونية هو الاكثر تضررا من هذه الحرائق فتوقفت فيه حركة السفن التجارية ، كما أن الحرائق الهائلة التي تلتهم المساكن والأشجار والأبنية لم تطل حيفا فحسب ، بل انتشرت بسرعة مذهلة وبقوة في عموم المناطق والمستوطنات المغتصبة التي يسكنها الصهاينة أنفسهم ، مثل القدس الغربية وحولون الواقعة جنوب تل ابيب ومستوطنة ارئيل ونهاريا ومعلوت وغيرها ، والتي تشير التقارير الى ان هذه الحرائق الهائلة التي عجزت فرق الاطفاء الاسرائيلية عن اخمادها  لم يشهد التأريخ مثيلا لها ، فالتهمت آلاف الدونمات ودمرت مئات المنازل ! وقد زاد الطين بلة تلك الظروف الجوية شديدة الجفاف والرياح القوية التي بلغت 50 كيلو متر بالساعة وعدم سقوط الامطار فأسهمت في استحالة السيطرة عليها ، مما دعا حكومة الاحتلال الى الاستعانة ببعض الدول لإخمادها ، فطلبت من اليونان وقبرص وتركيا وكرواتيا ، وكذلك فقد سارعت روسيا بإرسال طائرة اطفاء ضخمة لهذا الغرض .. ومن المعروف ، وكعادة مألوفة في الاعلام الصهيوني هو التقليل من الحوادث والأحداث التي تصيب كيانه ، إلا ان هول الحدث الراهن جعله يستغيث صراحة بنفس الوقت الذي يصرح  فيه رئيس الوزراء نتنياهو بان هذه الحرائق جاءت في الغالب عن أعمال مدبره .  ومهما يكن السبب والمسبب فان الله تعالى هو صاحب الشأن ، فمنع رفع الآذان هو تجاوز خطير لحدود الله ، ووقوف اهلنا في سطوح منازلهم ليرفعوا جميعهم الآذان بصوت هادر واحد هو بمثابة الدعاء الجماعي ضد هؤلاء الظالمين ، وحاشى لله ان لا يستجيب للدعاء الخالص من عباده المظلومين المؤمنين الصابرين المحتسبين. فليعتبر جميع المؤمنين المظلومين من عبرة الدعاء الخالص لله برفع الظلم عنهم..
وعودة الى ذلك الخبر الخجول في الاعلام العربي ، فنتساءل لماذا لا يريدون لهذه الامة حتى الشكر لله على استجابته لدعائهم ؟ ولماذا لا يريدون لهذه الامة ان تفرح لهذه الآيات الالهية التي تدعم روحهم المعنوية ؟ ولكن ومهما حاول الاعداء ، ومهما ساندهم اعوانهم ، فان نور الله يسطع دوما ، ولن يستطيع احد ان يطفئه . وكان الله تعالى قد وعد المجرمين الذين يسعون لقهر المؤمنين ليس فقط بعذاب جهنم يوم الحساب ، وإنما وعدهم كذلك بعذاب الحريق ( ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق ) صدق الله العظيم .. والله المستعان

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018