سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

أنيس الهمّامي:البعثيّون يقاتلون داعش باعتراف الأعداء.



منذ ظهور التّنظيم الإرهابيّ الإجراميّ داعش، عملنا على تعرية حيثيّات نشأته وغايات تأسيسه وأسباب السّماح له بالظّهور والنّشاط في الموصل تحديدا، وأكّدنا على أنّ ظهور داعش بالتّزامن مع أحداث الموصل عام 2014 وعمليّة التّحرير التي قادتها طلائع البعث والمقاومة العراقيّة عموما وعشائر العراق ومجلس ثوّارها في حينه، إنّما هو دليل ساطع على أنّ الهدف الحصريّ منه مواصلة التّعتيم الإعلاميّ والتّضييق الكلّيّ على النّتائج الميدانيّة الممتدّة لرجالات المقاومة العراقيّة الباسلة.
 
ورغم ذلك، فإنّ جميع المتابعين امتنعوا عن الإنصات لصوت الحقّ والعقل، واستماتوا في تهجّمهم على حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ وبلغت ذروه هجوماتهم تلك حدّ اتّهامهم الرّسميّ والصّريح للحزب بتحالفه مع داعش منساقين خلف الدّعاية الامبرياليّة والصّهيونيّة والصّفويّة والرّجعيّة.
وظلّ هذا الاتّهام قائما رغم تواتر بيانات الحزب وقيادته القوميّة وأكّدت جميعها على أنّ داعش صنيعة أعداء الأمّة وأنّه أحد أكبر أعداء العراق والأمّة وأحد أهم معوّقات استرداد العراق كاملا حرّا عربيّا موحّدا، ولم يتحرّج المهاجمون من تعمّد التّغافل عن طبيعة الحزب وتاريخه وإرثه النّضاليّ الزّاخر عطاء ولا بمشروعه الوحدويّ القوميّ التّحرّريّ، ولم ينصتوا لخطابات الرّفيق القائد عزّة إبراهيم أمين عامّ الحزب ولحواراته الصحفيّة التي شدّد فيها على أنّ البعث يقاتل على أكثر من واجهة وأنّه لا يهادن الرّجعيّة السّلفيّة ولا الصّفويّة الخمينيّة ولا يتعاطى مع المخطّطات الطّائفيّة إلاّ من حيث العمل على إسقاطها وإجهاضها وقطع دابرها.
وفي الحقيقة، تعمّد أولئك المهاجمون تجاهل اعترافات كبار المسؤولين الأمريكان والغربيّين وحتّى الفرس ومفادها أنّ داعش بعث خصّيصا لتنفيذ أجندات الغزو الأمريكيّ للعراق، وأنّ رواية تهديده للعالم لا تزيد عن كونها مناورة لصرف الأنظار عن الحقيقة الأساسيّة لخلقه، وحتّى كتاب " خيارات صعبة " لهيلاري كلنتون وزيرة الخارجيّة الأمريكيّة السّابقة والذي اعترفت فيه بتأسيس داعش من طرف أمريكا وحلفائها بقي قاصرا على تجلية الغشاوة من على أعين أصحاب تلك الأصوات التي بحّت في سبيل تبشيع البعث ومقاومته الباسلة وبالتّالي مزيد محاصرته
لقد شكّل داعش المطيّة الأمثل لأعداء العراق والعرب والبعث في كلّ مرّة، ليوغلوا في تدمير العراق وتخريب ما أبقاه الغزو الأمريكيّ والاحتلال الفارسيّ الشّعوبيّ المتخلّف، واتّخذه عملاء المنطقة الخضراء مدفوعين بأحقادهم التّاريخيّة سببا وجيها لمزيد الانتقام من شعب العراق ومعاقبته على صموده وإجهاضه لمخطّطات الغزو لحدّ الآن، وكان بالتّالي ادّعاء الحرب على داعش وأوهام تحرير المحافظات العراقيّة ينطلق وينتهي عند تعداد فضل دحره.
وكان حرص الأعداء أمريكانا وفرسا وبيادق المنطقة الخضراء المنصّبة حرصا كبيرا على تعمّد الرّبط المصطنع بين داعش والبعث ورجالاته لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد ومنها مضاعفة ترويع البعثيّين واستباحة حرماتهم وأرزاقهم لمنعهم من دورهم الرّياديّ الخلاّق في تشبّثهم بتحرير العراق وطرد وكنس مخلّفات الغزو بعدما نجحوا في طرد عسكر أمريكا في عام 2011 من العراق وهو ما دفع الأمريكان لتسليمه لإيران لتواصل سيل الجرائم الطّائفيّة وحربها الضّروس على العراق والعرب. كما مكّن بعبع داعش من ضمان صمت الرّأي العامّ الدّوليّ الذي تعرّض لأكبر عمليّة ابتزاز وتحيّل في تاريخه حيث استسلم واستكان لوجوب محاربة داعش الذي يصوّر على كونه يهدّد العالم بأسره. وسوّق أباطرة الغزو وعملاؤهم والمرتبطون بهم لفرية ارتباط البعث بداعش، بل ادّعوا تحالفا بينهما ليشكّل ذلك المناخ السّليم لتصفية خصم عنيد عتيد وتنحيته من الطّريق ومواصلة ارتكاب شتّى المجازر والفظاعات بحقّ العراق أرضا وشعبا وتاريخا وحضارات.
إنّه وبالعودة لحرب الإبادة العرقيّة على الموصل التي تشنّها الميليشّيات الطّائفيّة المجرمة والعصابات المرتبطة رأسا بإيران وبولاية الفقيه، وبقيادة قاسم سليماني أحد أكبر الإرهابيّين في العالم، تمّ الإطناب في توعّد الدّواعش والتّعهّد بسحقهم وبتحرير الموصل إثر ذلك، وتعالت وسط تلك التّسويقات  الأكاذيب القديمة نفسها من قبيل التّحرير وشعاراته البرّاقة ليكتشف العالم حجم الوحشيّة التي تسلّطها الجهات المعتدية على الموصل وقد تجاوز عددها السّتّين.
لكن، ظهر إياد علاّوي على إحدى الفضائيّات وسط حملة الإبادة العرقيّة التي تشنّها إيران وميليشّياتها على الموصل، ليصدح بالحقيقة، فكان أبرز وأهمّ وأخطر ما في تصريحه أنّ الذين يقاتلون داعش حقيقة وبلا غايات سوى تحرير الموصل وكلّ العراق التّحرير الأصيل والحقيقيّ وهو التّحرير من الاحتلالين الأمريكيّ والإيرانيّ وقطع دابر أدواته بما فيها داعش نفسه، هم البعثيّون.
شكّل تصريح إياد علاّوي صدمة حقيقيّة لأقطاب العمليّة السّياسيّة والجاسوسيّة القذرة المنتصبة في بغداد المحتلّة برعاية الأمريكان والإيرانيّين وبدعم صهيونيّ خالص، وأصابهم هذا التّصريح في مقتل لاعتبارات عديدة. 
و يستمدّ تصريح إياد علاّوي أهمّيته انطلاقا من كونه أحد الذين ركبوا ركاب المحتلّ وانخرطوا في مشروع الغزو الأمريكيّ البربيّ للعراق، وبالتّالي فإنّ لعلاوي اطّلاعا شديدا وعلما دقيقا على ما يحدث على الأرض، كما أنّه وباعتباره أحد أعمدة العمليّة السّياسيّة الخائبة بعد 2003 ، لا مصلحة له من مثل هذا التّصريح إلاّ من خلال توجّسه خطر انتصار البعث في ملحمته الجهاديّة الكفاحيّة الرّساليّة الممتدّة منذ وطأ الغزاة بلاد ما بين النّهرين. ويدرك إياد علاوي قبل غيره أنّه متى تكلّل مشروع المقاومة بالنّصر فإنّه لا مستقبل له ولأمثاله ممّن خانوا العراق والأمانة؛ ولا نصيب لهم في عراق ما بعد طرد الغزاة. 
فعلاوي يعي جيّدا ما يقول، وهو لا يقصد من تصريحه التّرويج للبعثيّين بقدر ما يحاول الثّأر بدوره من شركائه في العمليّة السّياسيّة لحسابات شخصيّة لا علاقة لها بمصلحة العراق الفعليّة من جهة، وهو يحاول التّبرّؤ من هذه الجرائم الواسعة بحقّ العراق وشعبه بادّعاء محاربة داعش من جهة أخرى.
لقد خصّص علاوي الجهة الوحيدة التي تقاتل داعش قتالا حقيقيّا لا قتالا موهوما، وحدّدها بأنّهم البعثيّون والعشائر العراقيّة والجيش العراقيّ، ومن البديهيّ أنّ المقصود بالجيش ههنا ليس قطعا ميليشّات التّقتيل على الهويّة والعمالة لإيران، بل هو الجيش العراقيّ الباسل الذي حلّه بول بريمر المجرم عام 2003.
وذكّر إياد علاوي أنّ القوّات الحكوميّة فرّت سابقا من الأنبار والموصل في إشارة لأوامر المالكي لقطعاته العسكريّة الميليشاويّة بالانسحاب قبل سنتين ونصف من الموصل لتفسح المجال لداعش في غمار احتدام ضربات المقاومة العراقيّة الباسلة وقتها، وشدّد علاوي على أنّ البعثيّين والعشائر العراقيّة والجيش هم من يقاتلون داعش في الموصل كما قاتلوه ولا يزالون في الأنبار وديالي والرّمادي وغيرها.
كما تحّدث إياد علاوي على أنّ البعثيّين تعرّضوا لمظالم غير مسبوقة بالنّظر لما سلّط عليهم من ضغوطات وتهميش وترويع وإقصاء، وأنكر أن يكون للبعث ورجالاته أيّ علاقة بداعش إلاّ من خلال التصدّي الحازم للبعثيّين لهذا التّنظيم المخابراتيّ المارق الخادم لأجندات الغزاة.
لقد أطلقها إياد علاي مدوّية إذن، واعترف كما لم يسبقه لذلك أحد من خارج البعث، بحقيقة البعث ورجالاته وبمواقعهم الأصيلة، وفنّد مرّة أخرى ونهائيّة تلك الأكاذيب التي أوجدها الاحتلال بعنوانيه الأمريكيّ والإيرانيّ، وثبّت حقيقة لا تخفى على غير عبيد أمريكا وأذيال الفرس ومفادها أنّ البعث عاقد العزم على المضيّ قدما في تحرير الأرض كلّ الأرض حتّى استعادة العراق استرجاعه بعد ذلك لدوره الرّياديّ والحيويّ في معادلة الأمن القوميّ العربيّ، وأنّ كلّ مساعي تشويه البعث خائبة فاشلة مرتدّة لصدور مطلقيها من الصّغار والخونة والمندسيّن والمشبوهين.
فضيحة أخرى إذن تلطّخ جبين أمريكا، وصفعة أخرى قويّة على خدّ الوليّ الفقيه المجرم، يصوّبهما إياد علاوي وهو أحد من ركبوا مشروع الاحتلال، ولكنّه لم يجد بدّا من الإقرار بالحقيقة الأكثر وضوحا في هذا العالم، والتي عنوانها الأبرز أنّ البعث سيظلّ تلك الصّخرة العظمة التي تتلاشى على ظهرانيها دسائس الأعداء وتتفّتت فوقها مؤامرات المجرمين الطّامعين الجشعين.
فليبحث نغول إيران بعد صفعة إياد علاوي لهم، عن شمّاعة جديدة يتّخذونها منصّة للتّهجّم على العروبة وحزب الأمّة وحادي ركبها حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ.

أنيس الهمّامي
لجنة نبض العروبة المجاهدة
تونس في 10-11-2016

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018