سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كاظم عبد الحسين عباس:داعش تكشف عن حقيقتها الإيرانية الفارسية




  لم نكن ننطق عن الهوى حين كنا نعلن عن حقائق منطقية يسوقها الواقع والوقائع من أن داعش الإرهابية كانت صناعة تفتقت عن الفكر الصفوي الخبيث المجرم لحسن نصر الله وبشار الأسد ونوري المالكي وعلي خامنئي وبمباركة أمريكية مقرونة بإسناد مادي وعسكري وإعلامي. ولكي تؤدي داعش دورها المرسوم كان لا بد لها أن تختبئ خلف ستار طائفي بغيض أريد له أن يمثل الضفة المقابلة لطائفية إيران وعبيدها وذيولها... ضفتين يجري بينهما ماء لا يفصله برزخ ومتجانس يشربه كلا قطبي اللعبة ويسبحون به بذات الاتجاه: اتجاه تعميق الشرخ  الطائفي الذي أسسه مجلس حكم بريمر ودستور نوح فيلدمان وحقارة ودناءة وانحطاط شخوص ومناهج مجلس الحكم الذي كان واجهة للاحتلال كما داعش وكما الميليشيات وكما الحشد الصفوي واتجاه آخر مرادف هو  غزو مدن الثورة العراقية الباسلة واختراق المقاومة وحاضنتها  الشعبية وسحب سلاحها وتضييق الخناق عليها حتى الموت.

وكان بعض المنطق يشرق برضا باهر لفهمنا ورؤيتنا الثاقبة ويرد لنا بعض رضاه في حقائق لا يجادلها إلا داعشي أو من أرباب داعش الذين لا يخدمهم إلا كينونة داعش الإرهابية الطائفية (أحفاد يزيد) ونقيضها الكريه (أولياء دم الحسين). فداعش هدمت قبور ومساجد وجوامع وحواضر تاريخية لكنها لم تقترب قط من المراقد التي وضعت دونها خطوط حمراء لا في كربلاء ولا في سامراء مع أن القوة الأسطورية التي صورت بها ومساحة الأرض التي سيطرت عليها والتي تزيد على نصف مساحة العراق وترسانة السلاح التي سيطرت عليها بعد أن فرت من أمامها جيوش نوري المالكي الجرارة. وكانت عامل التحجيم الأهم الذي منع المقاومة الباسلة من فتح بغداد بعد أن صارت قاب قوسين أو أدنى منها ومزقت حزامها وأوهنت قواه الرافضة للاحتلال وللعملية السياسية الاحتلالية المجرمة.
ثم أن داعش أسست (دولة إسلامية) في العراق والشام ولكنها لم تتمكن من دخول سامراء!! وعبرت لتحتل أرضاً واسعة في ليبيا ولم تتمكن من موطئ قدم في كربلاء التي كانت لا تبعد سوى عشرة كيلومترات عن معسكراتها (مع التأكيد أننا لا نقبل أبداً بالمساس بمقدسات العراق) وامتدت أسطورة الدولة الإسلامية إلى حضرموت اليمنية واخترقت السعودية واستوطنت بعض سيناء المصرية وفرخت خلايا نائمة ونشطة في أوربا وفجرت في باريس غير أنها لم ترسل إطلاقة واحدة صوب طهران ولا صوب الأرض الفلسطينية المحتلة!!
منطق يسوق نفسه بلا أدنى ريبة... دولة إسلامية تجاوزت اسمها وحجمها دون أن يقر بوجودها لا أبيض ولا أسود.
وعاثت داعش في مدن العراق فساداً وإجراماً تحت لافتة طائفية سلفية مزورة. قتلت وهجرت واعتقلت أبناء الأنبار وديالى والموصل وكركوك وصلاح الدين. اعتقلت رجال المقاومة وهم في الميدان وغيبتهم واستهدفت ضباط جيش القادسية وطياريها ورجال إدارتها ولم تتمكن من قتل صفوي واحد ولا من قتل منافق واحد من (سنة السلطة) ولا تجار الإقليم ولا شرطة الصحوات الأمريكية.
كل هذا المنطق الذي تلبسه الوقائع والمعطيات لم يقزم إعلام الاحتلال المركب ولم يقصر لسانه المغطى بالكذب والرياء والتزوير من أن داعش تنظيم إرهابي غلب العالم كله وصار لزاماً أن يجيش العالم لمواجهته.. وحقيقة الأمر أن الذي جيشت ضده الجيوش وانطبقت عليه رحى داعش والحشد الصفوي هم مقاومة العراق وشعب مدن العراق التي استعصت عروبتها على الأمريكان وإيران.
وأخيراً... وداعش تمارس دورها في تدمير الموصل مع صناعها وخالقي خرافتها.. أخيراً وداعش تستخدم صفحتها الأخيرة في العراق ينبري زعيمها أبو بكر البغدادي ليعلن في تسجيل صوتي الحرب على تركيا والسعودية.
لا حرب على أمريكا.
لا حرب على الكيان الصهيوني.
لا حرب على فيالق قاسم سليماني وإيران.
لا حرب إلا على من يضعهم المشروع الفارسي القومي الصفوي على أنهم أعداءه والمعرقلين لفرض سطوته الساعي لها على كل أرض العرب المشرقية قبل أن يعبر البحر الأحمر حيث هناك في مصر والمغرب العربي والسودان وموريتانيا تنشط خلاياه وهداياه لتمهد للقادم بحلم كسرى ورستم المقبورين. 
أبو بكر البغدادي يودع جغرافية الدولة التي صنعتها له أميركا وإيران بعد أن حولها إلى أنقاض وأطلال ومساحات للمعاناة والألم.. يودعها بإعلان غاية في الوضوح: أنه ودولته حرب على من يعادي المشروع الإيراني المعمد بختم البنتاغون والبيت الأبيض.
وتبقى الكلمة الأخيرة للبغدادي المغادر صوب بنغازي الليبية أو المكلا اليمنية في طريق سالك معبد ترافقه آلاف السيارات والطائرات في زفة وعرس بنات آوى.. عرس تمزيق الأقطار العربية... إنك أجرمت لكنك لم ولن تفلح في ذبح مقاومتنا الباسلة.

كاظم عبد الحسين عباس
 لجنة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام 

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018