سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

بيان الاتحاد العام لشباب العراق بالذكرى الخامسة عشر للغزو والاحتلال ...


         بسم الله الرحمن الرحيم
        الاتحاد العام لشباب العراق
المكتب التنفيذي  
م / بيان 
تحية رفاقية :
في مثل هذا اليوم وقبل خمسة عشر عاما بدأت القوات الأمريكية الغازية وحلفها الشرير بضرب عاصمة العروبة وقلعة النضال بغداد الحبيبة ، كبداية لشن حربها على العراق واحتلاله .. ففي الساعة السادسة من صباح يوم الخميس الموافق 20 آذار من عام 2003 نفذت الولايات المتحدة
الأمريكية عدوانها العسكري السافر على العراق الذي انتهى باحتلال كامل أراضيه الوطنية بعد ثلاثة عشر عاما من الحصار الجائر الظالم الذي فرضته على شعبه .. حدث كل ذلك والأنظمة العربية العميلة تمارس صمتا رهيبا ، بل وتمد يد العون سرا وعلنا للمستعمر الغاصب ، وتقمع تحركات الشعب العربي المعادية للامبريالية والصهيونية .. أما ما يسمى " بهيئة الأمم المتحدة " فلم تفعل غير فتح المنابر للمحتل وحلفائه لتبرير العدوان واضفاء مشروعية عليه ...
  وكان الغزو قد بدأ بالقوات المتعددة الجنسيات تقودها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا .. فقد نفذت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وحلفائها ومن تعاون معها من عرب الجنسية حربا مسعورة على العراق وشعبه الأبي ، بذريعة امتلاكه أسلحة دمار شامل ، مما أدى الى اسقاط نظامه الوطني الشرعي ، وتكبيده خسائر بشرية فادحة قدرت بآلاف الشهداء ، وخسائر مادية كبيرة ، وتدمير بنيته التحتية ، وتدهور اقتصاده ، وانزلاق البلاد في عنف طائفي بلغ ذروته خلال عام 2006- 2007 ... 
ان الحرب على العراق كانت أكبر مما روج لها ، ومهمتها أعمق من اسقاط نظامه الوطني ، وتخليص العالم من مصدر تهديد نووي كما ادعت أمريكا وحلفها الشرير ، لكن هناك أهداف وغايات أكبر من ذلك وفي مقدمتها الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني .. فمنذ الغزو حتى اليوم لم تنتهي أزمات العراق المتلاحقة على مختلف الصعد ، لتضاف الى مقتل مئات الآلاف من الأبرياء ونزوح الملايين من أبناء الشعب العراقي .. فقد عانى شعب العراق ما عاناه من آلام ومآسي وويلات خلال تلك السنوات العجاف التي مرت عليه ...
خمسة عشر سنة مضت على ذلك اليوم المشؤوم الذي أنتهكت فيه سيادة العراق ، ودمرت جميع مقومات الحياة التي كان يعيش في كنفها شعبنا .. لقد دمر الاحتلال المدارس والمستشفيات ودور السكن ومؤسسات الدولة وشبكة الاتصالات والمياه والمصانع وأحرق المزارع ووسائل النقل والملاجئ ، حتى أصبحت بغداد خرابا ، واقتحم البنوك ونهب ما فيها ، واستولى وسرق محتويات المتاحف وكنوز المكتبات التأريخية ، وقتل وشرد واضطهد الملايين من أبناء الشعب ، وانتهك واخترق كل الأعراف والقوانين الدولية ، وحقوق الانسان ، وكرامة الوطن والمواطن .. وبالتوازي مع عملية الاضطهاد والاخضاع برزت أبواق الدعاية السياسية تدافع عن حرب استعمارية وتلفق الأكاذيب والمزاعم التضليلية بهدف اقناع العالم بصحة قرار أمريكا وحلفائها باحتلال العراق ، كما ساهم الاعلام المضلل المأجور الموالي لأنظمة الحكم في المنطقة ، في تلك الدعاية بتبرير الاحتلال ، وابراز المحتل في ثوب المنقذ للشعب العراقي ، كما اصطفت الحركات والأحزاب الرجعية العميلة والانتهازية في صف المحتل مرددة لمزاعمه وأكاذيبه ، وتعالت أصواتها لتندد بالمقاومة الوطنية المسلحة وتصفها بالارهاب ، وتساعد المحتل أمنيا وعسكريا على ضربها ، ووصل بها الأمر الى تنظيم المسيرات والتظاهرات المنددة بالعنف والمطالبة ب "السلام" مع الاحتلال .. ولكن ما هي الأسباب الحقيقية لاحتلال العراق ؟ ... 
ان احتلال العراق هو غزو وسيطرة عسكرية شاملة نفذتهما أميركا وبريطانيا وحليفاتها بذريعة امتلاكه أسلحة دمار شامل ، مما أدى الى اسقاط نظامه الوطني ، وتكبيده خسائر بشرية ومادية .. ورغم ذريعة أسلحة الدمار الشامل المعلنة فان أسبابا أخرى سياسية واقتصادية وحضارية ظلت قيد التناول في وسائل الاعلام وأروقة السياسة الدولية ، وفي طليعة تلك الأسباب تحمس الحكومتين الأميركية والبريطانية لوضع يدها على ثروة العراق النفطية الهائلة .. فقد انضمت لأميركا وبريطانيا نحو عشرين دولة اضافة لما يسمى قوى "المعارضة العراقية" الموجودة في الخارج ، وقوات "البيشمركة" التابعة للحزبين الرئيسيين بشمال العراق بزعامة جلال طالباني ومسعود البارزاني ، والتنظيمات المقيمة بالخارج مثل الأحزاب اللاجئة لايران "حزب الدعوة" و "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" وحركات أخرى وشخصيات تعيش في الغرب يأتي في طليعتها "أحمد الجلبي" الذي لعب دورا كبيرا في حبك خيوط عملية الغزو .. واستمرت عمليات الغزو الذي أطلقت عليه واشنطن ولندن "عملية الحرية من أجل العراق" من بدايته وحتى احتلال بغداد واجهت فيها القوات الغازية مقاومة شديدة من الجيش العراقي البطل الذي كان يقاتل دون غطاء جوي ... 
دام وجود قوات الاحتلال في العراق أكثر من ثماني سنوات ، سادت فيها مختلف مظاهر الفوضى والدمار ، لكن القوات الأميركية وحلفاؤها تلقوا خسائر مادية وبشرية فادحة ، بسبب العمليات العسكرية لفصائل المقاومة العراقية البطلة .. وفي نهاية عام 2011 أعلنت الولايات المتحدة أن جيشها أكمل انسحابه من العراق ، وأن الانسحاب جاء تطبيقا للاتفاقية الأمنية الموقعة مع ما يسمى "حكومة بغداد" عام 2008 ، وبعد أن رفضت الأخيرة منح آلاف الجنود الأمريكيين حصانة قانونية ، لفسح المجال لايران بالتوغل في العراق وتملأ الفراغ ، وتكمل مهمتها بتدمير ما تبقى فيه ، وكانت بريطانيا قد بدأت سحب قواتها من جنوبي العراق في نيسان 2009 ...
وخلال تلك السنوات العصيبة عانى المواطن العراقي ماعاناه من قتل وتهجير وحرمان ومآسي لم يشهد التأريخ مثيلا لها .. فهذا الواقع المرير الذي ساهم الاحتلال بطريقة أو بأخرى بنشره في المجتمع العراقي ، وكانت نتائجه وخيمة وكبيرة وعلى مختلف المستويات في شعب كان يعيش لآلاف السنين في منظومة العيش المشترك بين طوائفه وقومياته المختلفة .. ونحن نستذكر هذه الذكرى الأليمة نجدد عهدنا وولائنا لقائدنا المناضل عزة ابراهيم على المضي في طريق النضال والجهاد خلف راية جهاده الخفاقة لتحرير كل شبر من أرضنا المقدسة من براثن الاحتلال والعملاء الخونة .
عاش العراق حرا عربيا موحدا من زاخو الى الفاو ، والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار يتقدمهم شهيد الأضحى المجاهد صدام حسين (رحمه الله)  
المكتب التنفيذي للاتحاد العام لشباب العراق
بغداد 20 آذار 2018

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018