في مثل هذا اليوم 24/3/1982 وفي معارك الشوش كنت من بين آلاف من الأسرى العراقيين الذين وقعوا في الأسر في إيران الشر في أكبر مأساة عاشها العراق في القادسية، وعشتها في حياتي تلك التجربة التي جسدتها في كتابي (في قصور آيات الله) وأشبعتها حديثا في قناة الرافدين أو في قناة العربية من أجل تحصين العربي وتسليط الضوء على حقيقة مغول العصر المتلفعين بعمامة الإسلام زورا.
لم أكن راغبا في استذكار هذه المحنة، خاصة وأنني لا أريد أن أسير على نهج كثير من العراقيين الذين لا يحبون إلا مناسبات الحزن واللطم وجلد الظهور، ويكرهون كل شيء فيه فرح وأمل في غد أفضل، ولنا في المناسبات التي أدخلها لنا الفرس الصفويون والتي تشهد في كل يوم فصلا جديدا مما يخجل المرء منه ثم تخلوا هم عنها وتركوها جاثمة فوق صدورنا.
نعم ما كنت أتمنى أن استعيد تلك المرارة التي ما زال طعمها تحت اللسان، ولكنني ولأنني أريد أن أؤكد أن وطني العراق وأمتي العربية على حق دائما، فأقول لو أن التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى لكنت من بين أوائل المتطوعين لقتال الفرس على المداخل والتخوم والحدود والثغور بدلا من قتالهم في الدواخل والأزقة والأحياء في بغداد والموصل والبصرة وكربلاء والناصرية وسامراء.
لهذا استعيد ذكرى أسري لا حبا بالبكائيات والأحزان.
إنما تعبير عن الإصرار على خط الانتماء للوطن والبيت والمبادئ والعروبة والإسلام الحقيقي الذي سطى عليه أعداؤه والمتضررون منه ونخروه وزيفوه، وتمسك بشرف كلمة الرجال.