سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الدكتور أياد الزبيدي : ما هي السيناريوهات المتوقعة للطلاق الأمريكي الإيراني؟؟ 


بالتأكيد لا أحد يريد أن تنشب حربا جديدة في منطقة الشرق الأوسط، لكن إلغاء أمريكا للاتفاقية من جانب واحد وفرضها عقوبات على إيران المضغوطة اقتصادياً لحد الأذنين ومحشورة في عنق الزجاجة قد يهدد بذلك. فالداخل الإيراني يزداد غليانا حد الانفجار وهو ما قد يدفع بالأمور في هذا الاتجاه، وما يراه العديد من المحللين السياسيين حيث يعتقدون أن الخيار العسكري " لا يطرح فورا وإنما بمجرد إلغاء الاتفاق من جانب أمريكا أو انسحابها منه وفرض عقوبات جديدة ستراها إيران عملا عدائيا وهي الدولة الملتزمة ببنود الاتفاق حسب رأيها فهذا أول طريق للتصعيد الذي سينتهي بخيار عسكري.

ولهذا نجح الخيار الدبلوماسي لأنه أبعد الخيار العسكري من على الطاولة وانتهى الأمر إلى اتفاق تمتنع بموجبه إيران عن تخصيب اليورانيوم لدرجة امتلاك سلاح نووي مقابل رفع العقوبات عنها.
يقول احد الخبراء في الشأن الإيراني " إن أمريكا لم يعد لديها الكثير من أوراق الضغط على إيران خاصة مع عدم وجود حلفاء لها في هذا الاتجاه ".
إيران بدورها ردت بحدة على تصريحات ترامب بشأن الاتفاقية رافضة إجراء أي تعديل عليها مؤكدة على أن الاتفاق معني فقط بالمنشآت النووية وليس بغيرها وأن مواقعها العسكرية الحساسة لا يمكن أن تكون مستباحة لأنه أمر يتعلق بالسيادة الوطنية وأكدت طهران على أن تقارير المنظمة الدولية تؤكد التزامها بالاتفاقية وبأنها تتعاون مع الوكالة، كما شددت على أن البرنامج الصاروخي برنامج دفاعي وهو أمر خارج إطار الاتفاق النووي مشيرة إلى التزامها ببند في الاتفاقية متعلق بعدم تطوير صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية. 
وبموجب الاتفاقية فإن إيران لم تمتلك السلاح النووي، وإذا ما انسحبت منها أمريكا وبدأت في فرض عقوبات حتى وإن كانت غير مؤثرة فإن إيران قد تفكر بأنها قد أخطأت في الاتفاق وأن الضامن لأمنها القومي هو حيازة السلاح النووي وليس اتفاقا دوليا وهذا بالتأكيد سيفتح بابا لسباق تسلح في المنطقة.
" إلغاء الاتفاقية النووية واستقرار الشرق الأوسط ":
أبدى الكيان الصهيوني أكثر من مرة رفضه للاتفاقية كما أن دول الخليج لديها قلق متصاعد من الدور الإيراني في المنطقة سواء سياسيا أو عسكريا، وفي هذا السياق يقول المحلل المصري الدكتور مصطفى اللباد - المختص بالشأن الإيراني في حواره مع قناة DW عربية، " إن الصهاينة يرون من البداية أن " الحل الوحيد هو ضرب إيران "بالإضافة إلى إلغاء تدريس مادة الفيزياء في المدارس والمعاهد الإيرانية لمنع وجود قاعدة علمية قد تستند إليها إيران مستقبلا في تطوير قدراتها النووية وهو هدف أبعد بكثير جدا من الهدف الأمريكي.
وعن الموقف الخليجي يقول: إن القلق والريبة تجاه إيران هو ما يؤثر في الموقف وبالتالي فإن أي ضغط على إيران تراه دول الخليج في صالحها ".
ترامب الآن لديه تأييد خليجي – صهيوني كبير فيما يتعلق بالضغط على إيران مقابل فقدان ذلك من الجانب الأوربي والصيني والروسي، وهذا ينطبق على الموقف من رسم خرائط جديدة للشرق الأوسط تضمن تقليص دور ونفوذ إيران الإقليمي وهذا هو هدف ترامب وهذا ما تود دول الخليج والصيانة تحققه.
ويتوقع العديد من مراكز البحوث والدراسات العالمية أنه إذا ما فرضت عقوبات جديدة على إيران فإن ذلك قد يدفعها لتخصيب اليورانيوم لندخل في " دوامة التصعيد والتصعيد المقابل ". وعلى الرغم من التصريحات العدائية الأمريكية المتزايدة والتلويح بإلغاء أو تعديل الاتفاقية النووية فإن هناك أطرافا في الداخل الأمريكي لا ترغب في تعقيد الأمور إلى درجة يصعب معها الحل ومثال ذلك تصريحات وزير الدفاع الأمريكي الذي طالب بضرورة الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران.
ويقول اللباد: " إن إدارة ترامب غير مستعدة لمثل هذه التعقيدات حاليا على الرغم من أن ترامب في موقف صعب بعدما وعد قبل انتخابه بإلغاء الاتفاق، إلا أن " تراجع الوزن النسبي للولايات المتحدة في النظام الدولي والذي سمح لروسيا بأن تتدخل بقوة في الملف السوري وغيرها ومن الأمثلة هو ما سيمنع إدارة ترامب من خوض حرب مكلفة ضد إيران ".
ويقول مركز دراسات واشنطن: " مهما تكن قوة الإنسان من ضخامة في الجسم والعضلات يمكن أن تصيبه ضربة على رأسه واحدة تجعله يسقط بالضربة القاضية ويفقد كل شيء ". ويسوقون مثالا آخر: إن الدبابة مهمها كانت ضخمة وتسليحها سوبر لكن إصابتها في غير المناطق الواهنة التي تعرف بالأسرار التي يعرفها المصمم وتسمى بالقاتلة لمن يصوب عليها فان برجها يبقى يعمل أ درجة و حتى لو بقيت بسرفة واحدة أو بدون سرفة حتى، بل الأهم هو إصابتها في نقطة مقتلها " في منطقة البرج " الذي سيؤدي إلى تدميرها أو شلها ".
من هذين المثلين يستنتجون أن ضرب أذرع إيران في لبنان أو العراق أو اليمن أو في سوريا لا ينهي إيران بل سيزيد الفوضى في المنطقة مما سيزيد من الخسائر وهذا ما لا تريده أمريكا ولا ينفع بشيء، وإنما يجب أن تكون الضربة في الرأس ليصاب جسمها بالشلل وبعدها يسهل تقطيع الأطراف.
وتكون إصابة الرأس بطريقتين لا ثالث لهما: الأول وهو المعول عليه الآن التفجير من الداخل من خلال فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية القاسية والصارمة التي ستؤدي إلى تفجير الداخل الإيراني وستعمل أمريكا وبريطانيا على التصعيد وتطويره وتوسيع الحريق الداخلي أفضل من قصف طهران كما فعلوا مع العراق. 
ويقول آخر : " لو كانت أمريكا تستطيع التصعيد عسكريا مع إيران وهي قوة عسكرية لا تقارن بطهران طبعا فلماذا لا تفعلها مع كوريا الشمالية التي تقع في منطقة ليست مكتظة بمصالح جيو سياسية أمريكية كما هو الحال في الشرق الأوسط؟ لكن الأمر فيما يبدو مرتبطا بشكل أكبر بالتحالفات السياسية داخل أمريكا إلى جانب محاولات إرضاء الحلفاء في الشرق الأوسط دون التورط في حرب ". 
تعتبر زيارة ولي العهد السعودي الحالية عامل كيماوي يسرع في الاشتعال، ولنتذكر ما قاله الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي في أول مقابله له مع الصحفي السعودي داوود الشريان على الهواء عندما سأله كيف ستتفاهمون مع إيران؟ فرد عليه : ( كيف أتفاهم مع واحد أو نظام لديه قناعة مرسخة أن نظامه قائم على إيديولوجيا متطرفة منصوص عليها بالدستور ومختومة بوصية الخميني بأنه يجب عليهم أن يسيطروا على مسلمي العالم وينشروا المذهب الجعفري الاثني عشري الخاص بهم حتى يظهر المهدي حسب اعتقادهم! فكيف أتفاهم مع هذا المؤمن بأن المهدي سيظهر ويجب أن يهيأ له من خلال السيطرة على العالم الإسلامي؟ ونعرف إننا الهدف الكبير الباقي أمام إيران، لهذا لن يلدغ المؤمن من جحر مرتين، إذن لا توجد نقاط التقاء للتفاهم معه وسوف نعمل على أن تكون المعركة في داخل بلدهم أي في إيران ؟! ).
ولا نعرف فقد تكون دول الخليج تعهدت بدفع فواتير ضرب النظام الإيراني، مع العلم إن ترامب اقتنع تماما بأن السلطة في العراق تميل إلى إيران أكثر من أمريكا وأن ألعبادي مخاتل ويلعب على الحبلين وأنه كان قد تعهد لأمريكا بحل الحشد ولكنه نكث الوعد و أدمجه في الجيش إضافة إلى شرائه أس أ التي ستعتبر حماية لإيران من الطائرات الأمريكية، فيما تريد إيران العبادي لأنه يعتبر عينهم في واشنطن..
وإن غدا لناظره قريب .

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018